|
|
 إدراك اللعبة.....
|
(1)
أم كلثوم : ذات الصوت الملائكي ، أحبها وأتناولها كأجمل مطربة بلغتنا الجميلة قبل أن يضاف إلى قاموس الضاد مصطلح
الإرهاب
كانت معشوقة الجماهير في السبعينات على ما أظن
قال لي مرة أحد الصعاليك المسنين وهو في حالة ما : إنه كان ينوي السفر إليها للقائها قبل أن تلتقطها مخالب القدر
تحدث عنها كأنها صبية عاش معها تجربة عاطفية استثنائية
لم أستغرب حينئذ
بالمناسبة : أكره هيفاء وهبي الآن..
هي متطرفة ..
نعم هنالك تطرف حتى في الميوعة والإستعراض..
سيبك
قال لي صديقي الذي كان يمر بحالة ما : أنه يحتفظ لها باسطوانات قديمة وأشرطة فيديو
دار في خلدي إنها مسألة التعلق بالمشاهير
زي ما نحنا بنحب كرومة وسرور..!!
مثلا أفتح فمي وانقطع عن حالتي الذهنية عندما أجد صديقي يقلب القنوات ويقع على فيلم او كليب لجنيفر لوبيز ، حاولت كثيرا أن أقنعه بأنها " ممثلة " وأن ما يراه فيها عبارة عن ادعاءات ملائمة للمشهد السينمائي ، اتساع حدقاتها مثلا عند الانبهار ، التواء ثغرها عند الحيرة ، حركة يديها إلخ ، لكنه مأخوذ بها بنت لوبيز الساقطة
والمسن الصعلوك الذي يمر بحالة ما هو المسكين كان مأخوذا بسيدة الغناء ، وكان ينوي شد الرحال إلى مصر المؤمنة ليلتقي بها .
قالت لي : إنها لا تحبها وأنها مملة ، وذكرت شيئا عن فيروز.
قال صديق: لم يسمع لها من قبل .
وقال آخر : ....
لا لم يقل الآخر شيئا ..
فقد تم إقصاؤه من النقاش
وأمنيتي الآن أننا معا ، لتقول لي ما تشاء عن الأغنية الحقيقة أريدها أن تقول أي شيء حتى لو عن التنبؤات بمستقبل الجنوب أو الأسباب السياسية لاغتيال الحريري أو عن أي شيء أي شيء
الأضرار الإجتماعية الناجمة عن إنشاء خزان الحماداب
سعر البرميل في اجتماع اوبك الأخير..
حتى ولو عن منطقة القبائل في وزيرستان
على فكرة : هذا الفتي الذي يدندن بأغنية آه ونص..
أظنه هو الآخر مأخوذ ببنت عجرم ..
وذاك الفتي يفجر نفسه تري مأخوذ بمن ؟
لهفي عليه ..
الكل يؤخذ بترف الحياة .. وحبها .. وهو مأخوذ بإعدام الآخرين
(2)
أول بداياتي في نزع الغلاف الماورائي في علاقتي بالآخر ، كنت مصفحا باديء الأمر بالذاتية
أنا الحق ، أنا الصح ،أنا الأصل
أنا المهم
أنا الحقيقي
وعلى الآخر السلام ، الآخر لا يستحق كل هذا الإنصات والثقة ،
هو عدونا ياخ ،
لذا كنا نحتقر الرئيس لأنه مراوغ
ونتجنب الزميل نقد لأنه شيوعي..
ونسخر من فلان لأنه من منطقة....
ونستخف بفاطمة لأنها امرأة
وهكذا كلهم على مقصلة الإقصاء
ربما كنا نمرر البعض من تحت الحزام الناسف ، شما ، سعد الدين إبراهيم..
كنت أغافل بدائيتي المتطرفة وأحبهم ، قلت لك اننا متطرفون من يومنا..
حتى في ليبراليتنا متطرفون نرهب الآخر ونقصيه ..
لما لا نحاول إحتواء الآخر .. ،
إن لم نحتويه لا نلفظه على الأقل ،
لنبدأ بتقشير أنفسنا ..
ولنتصالح مع الفكرة
سنكتشفت أن هناك آخرين على حق أيضا ،
وآخرين أبرياء
وآخرين رائعين
وقد نكتشفت أننا أحيانا على باطل ، وأننا احيانا أنانين ، وأحيانا نفتري ، نجامل ، نراوغ ، نحسد ، نتعامي .. إلخ
باختصار إننا بشر
أو فلنقل : آخر مقلوب
إذن ممكن نكون نحنا السبب!!
في كل حاجة ..
فإلى أي يمكن أن يكون صعباً علينا إحتواء الآخر ..؟
وإلى متى سيمتد الصراع .. ؟
وإلى متى ستمتد الأزمات الإنسانية .. ؟
|
|
 
|
|
|
|
إبراهيم عمر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست