|
|
 السودان فى خطر هذا الزمان ..... الشاعر فاروق جويدة
|
لن ترضى أمريكا عن السودان مهما فعل.. واذا انتهت أزمة الجنوب بدأت أزمة دارفور واذا وجد السودان حلا لمأساة دارفور فسوف تبدأ مواجهة جديدة فى كسلا فى الشرق واذا انتهى ذلك كله فسوف تفتح أمريكا ملف مياه النيل.. ولهذا لم يكن غريبا ان يصدر مجلس الأمن قرارا بمحاكمة المتورطين في أحداث دارفور.. والغريب أن مجلس الأمن لم يفعل ذلك مع اسرائيل وهى تبيد الشعب الفلسطينى.. ولم يفعل ذلك مع القوات الأمريكية التى اغتصبت النساء والرجال في سجن أبو غريب.. ولم يفعل ذلك والطائرات الأمريكية تلقى قنابل تزن ألف طن على البيوت والمصانع فى افغانستان.. ولم يحاول مجلس الأمن ان يدين عمليات التعذيب الوحشية فى سجون جوانتنامو حيث الآلاف من البشر الذين لم يحاكموا ولم تعلن أمريكا عن اتهامات واضحة لهم.. ولهذا فإن أمام السودان مشوارا طويلا من المعاناة والعقوبات والمحاكمات.. وكان ينبغى أن يدرك العالم العربى ان العقوبات التى فرضتها أمريكا من خلال مجلس الأمن على العراق ثم سوريا وقبل ذلك ايران، ما هى إلا مقدمات لأحداث أكبر.. لقد انتهت العقوبات المفروضة على العراق بإحتلال كامل لأراضيه.. والآن بدأ العد التنازلى لمواجهات أخرى مع سوريا والسودان ولا أحد يعرف على من سيكون الدور غدا كان ينبغى أن يدرك العالم العربى من البداية ان العراق ليس آخر المطاف وان فى السودان بترول ومياه وان مسلسل الاعتداء على الشعوب العربية لن يتوقف عند عاصمة واحدة.. لو أن العرب قالوا لا والقوات الأمريكية تضرب بغداد لما حدث كل هذا.. لو أن الدول العربية رفضت ضرب العراق من أراضيها لحدث شيء آخر ولكن أول الصواريخ التى انطلقت إلى بغداد جاء من عواصم عربية مازالت تحتضن حتى الآن القواعد الأمريكية بل ان هناك من يرى ان دولا عربية شاركت فى دفع فاتورة نفقات الحرب على العراق.. ولهذا لم يكن غريبا أن تهدد أمريكا سوريا.. ثم تهدد السودان ولا أحد يعرف حتى الآن مصير البقية الباقية.. ان العرب يتعرضون لعملية ابتزاز وحشية من جانب أمريكا تساندها اسرائيل واذا لم تتوحد ارادة هذه الأمة وترفض الهيمنة الأمريكية والصلف الاسرائيلى فإن المستقبل اسوأ بكثير مما نراه الآن.
|
|
 
|
|
|
|
قرشـــو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست