الطيب صالح في كتابين جديدين : يحكي عن سنوات ماقبل الانقاذ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 04:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-24-2005, 02:55 PM

luai
<aluai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطيب صالح في كتابين جديدين : يحكي عن سنوات ماقبل الانقاذ

    جورج جحا بيروت 21 يونيو :

    قد يكون صحيحا انه ليس من السهل او المكن احيانا ان نذكر اسم الطيب صالح دون ان يستحضر ذلك الى اذهاننا رائعته موسم الهجرة الى الشمال .
    لكن حضور هذا الامر الى الذهن عند قراءة احدث نتاج صدر له ليس من قبيل التحكم الذي تفرضه فكرة ما على الذاكرة والمخيلة بفعل اثرها الكبير في النفس بل هو من فعل امتلاء هذا النتاج الجديد بمشاعر من الالم والسخرية المرة لاتساع نطاق الهجرة والاغتراب الى الخارج وتلك االغربة الداخلية الاشد مضاضة على النفس والتي تتحول الى عامل مهم في الاغتراب الفعلي.

    لم تعد الهجرة تحتاج الى مواسم لان الظلم والتخلف والتصحر الفكري والاجتماعي والحضاري عامة وما ينتج عن ذلك احدثت حالة مستمرة لا تسمح بعلاقة تشبيه تؤدي الى تعبير مجازي نستعير فيه مواسم الطيور المهاجرة وما في ذلك من رومانسية حزينة. لقد تحول الامر في نظره الى حال مفجعة من الاسى الرمادي الشاحب في بلدان تفيض باليأس.

    نتاج الطيب صالح الجديد جاء في نحو 465 صفحة من القطع المتوسط توزعت على كتابين هما الجزان السابع والثامن من مختارات للكاتب السوداني الشهير. وقد صدر الكتابان عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت. وكانت دار الريس قد اصدرت الاجزاء الستة السالفة في وقت سابق من العام الحالي.

    الكتاب السابع حمل عنوانا هو وطني السودان وجاء في 220 صفحة .اما الثامن فعنوانه ذكريات المواسم. كل ما ورد في الكتابين وفيه من الفكر والسياسة والاجتماع وسائر امور الحياة ورد في شكل ذكريات صاغتها قدرة الطيب المميزة فحولتها الى نتاج قصصي وشعري مميز والى انتقاد نفاذ يعرض فنيا ما اعترى بلده وبلدانا عربية وشكل تراجعا مرعبا حتى عن المستويات السالفة التي لم تكن لترضي الناس.

    الكاتب الكبير الذي امتلات حياته بالاسفار وانواع شتى من الاغتراب بمقتضى ما كانت تطلبه مهامه ومسؤولياته في مؤسسات دولية وعربية يبدأ الكتاب بتصوير لاغتراب جديد بعد سنوات طويلة من هجرته الاولى. وتبدأ الغربة المستهجنة قبل السفر الفعلي. يبدأ الطيب بعنوان هو الاربعاء 21-9-1988. مطار الخرطوم. صالة المغادرين. الساعة 50ر4 مساء .
    من قاعة المطار يكتب راسما الحاضر يقارنه بالماضي. الماضي ينتصر او فلنقل يتفوق على الايام الحاضرة دون ان يكون في هذا اي حنين رومانسي. الواقع يتكلم بتعابير قاسية مؤلمة وبقسمات تبدو مطلة من عالم حرب.

    يقول واصفا بلده عامة من خلال المدينة في تلك الفترة خرجنا من دار عثمان محمد الحسن متأخرين لانه وقف طويلا في صف البنزين. هذه الطوابير اصبحت سمة من سمات الخرطوم عهد بعيد. طابور الخبز تقف فيه منذ منتصف الليل حتى طلوع الشمس. نساء حرائر ما كن يقفن هذا الموقف من قبل.. طابور السكر الرجال والنساء والكهول والشيوخ والصبيان. طابور الاحذية التي جاءت من مصر والثياب الجاهزة التي وصلت من كوريا والصين. طابور حلويات العيد. طابور على ابواب السفارات للسفر. للخروج.. للهروب.. للرحيل. ناس من الشمال يضربون في ارض الله شرقا وشمالا وناس من الجنوب مثل جيوش النمل... امواج في اثر امواج من اقوام زلزلتهم الحروب والمجاعات والفيضانات والحكام الاغبياء والوعود الكاذبة.

    يتحدث عن التحول الذى طرأ فيقول عن الناس ما كانوا يأبهون للمظهر فاصبحوا يتنابذون بالالقاب ويتطاولون في البنيان ويتفاخرون بسيارات المرسيدس وترى المراة وهي تحمل على جسمها من الثياب والحلي ما كان يكفي لاعاشة اسرة كاملة حولا كاملا في الزمان القديم.
    يضيف زاد الكلام عن الاسلام وكثرت المساجد وضعف الايمان. زادت المدارس وعم الجهل.. زادت المستشفيات وتفشت الامراض. لا عدل ولا حرية ولا ديمقراطية الا في بيانات الحكومة ومحطات الاذاعة.

    وتاتي الخاتمة في مزيج من الواقع المفجع الذي يكاد احيانا يتحول في نهاية الكلام الى رمز حافل بالمرارة والسخرية. يقول انني ادري الان لماذا انا حزين في هذا المكان. لقد وقفت على قبر انسان عزيز. اعز الناس عندي وانقطع اهم خيط كان يربطني الى هذه الديار. الحزن يعلو ويخبو ويمتد عبر زمن طويل... لقد صبرت حين كان يتحتم علي ان ابكي وبكيت حين كان يجمل بي الصبر. لذلك يدهمني الحزن الان في هذه الصالة الرثة في هذا المطار القميء في هذه المدينة المهملة في هذا الوطن الحبيب اللعين. تحول الحزن الخاص الى حزن عام بسبب هذه اللوحة امامي في صالة المغادرة. منذ كم الف عام وضعت هذه اللوحة في هذا المكان.. ومن الذي وضعها.. وماذا كان يدور في راسه.. لوحة بهتت الوانها واختلطت. كتب عليها باللغة الفرنسية / بون فواياج وباللغة العربية / رحلة سعيدة .

    ويتحدث في مكان اخر عن اضطرار مواطنيه الى التهافت على السفر الى انحاء عديدة. وبعد ان يستشهد ببيت لابي تمام يقول انظر اليهم يا ابا تمام ينتظرون الطائرات الى بلدان الخليج. الخروج .الهروب. انهم ينتظرون وانا مثلهم انتظر ولكن الحزن الذي يلسع قلبي وكأنما ينبع من هذه اللوحة الباهتة امامي.. يخصني وحدي فانا بعد كاتب وهذه الاحزان هي زادي وعدتي... لقد اختلط الحابل بالنابل واصبح النازح كالمقيم والمقيم كالمسافر. وهل انت قلت حقا يا ابا تمام..
    و حبب اوطان الرجال اليهم مارب قضاها الشباب هنالك.

    في الكتاب الثاني يتناول موضوعا من نتاج اسفاره الكثيرة. يصف بنسيونا نظيفا في مقديشو في الصومال لامراة ايطالية مسنة ولدت هناك واستمرت على رغم الصعاب وقد احتاج الى وساطة ليحل فيه لتزاحم الاجانب وكثير من الصوماليين للحلول فيه.
    قال لو كان لي من الامر شيء لفتحت ابواب العالم العربي على مصاريعها للتليان والاقريق اليونانيين.. فهؤلاء اوروبيون ليس بهم عنطزة المستعمرين تجدهم في الحارات والاسواق يكدحون لكسب عيشهم كسائر الناس.. يصلحون السيارات ويبنون العمارات ويبيعون الجبنة والزيتون...
    حيثما وجدت الاقريق والتليان في بلاد العرب وجدت خيرا وبركة وقد يكون ما حدث للسودان من متاعب بعد الاستقلال هو بسبب جلاء هذين العنصرين الطيبين منه. ولعل هذه تكون ايديولوجيا لنظام جديد فيقوم ضابط في الجيش يحب هذين ويعمل ثورة يكون شعارها.. اعادة الاقريق والتليان الى بلاد السودان ..
                  

06-25-2005, 08:39 PM

luai
<aluai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب صالح في كتابين جديدين : يحكي عن سنوات ماقبل الانقاذ (Re: luai)

    فوق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de