وزارة العدل تضع الصحفى عثمان ميرغنى بين المطرقة والسندان

Quote: اختلط الحابل بالنابل ..!! النظام العدلي في السودان يبدأ من مرحلة وكيل النيابة ثم يتدرج الاستئناف إلى أعلى حتى النائب العام .. ويفترض النظام ان لكل مرحلة فرصة قرار واحد اذا صدر لا ينسخه الا قرار من الجهة الأعلى .. كل هذا في مقام النظري الذي خالفه المسلك العملي في هذا المثال .. في بلاغ معين وصل في مرحلة الاستئناف الي مكتب المدعي العام أصدر المدعي العام المكلف قراراً محدداً فيه .. وبعد ثلاثة أيام بالعدد جاء المدعي العام وأصدر قراراً مغاير تماماً للقرار الأول الذي صدر من مكتبه .. قراران من نفس مكتب المدعي العام ومختلفان في مضمونهما .. لم يجد مولانا عبد الدائم زمراوي وكيل وزارة العدل في نظره للاستئناف المقدم اليه بعد ذلك سوى كتابة "هذا بلاغ اختلط فيه الحابل بالنابل كما يقول المثل .. واعجب كذلك لصدور قرارين من المدعي العام في ذات البلاغ وبفارق زمني لا يتعدي الثلاثة أيام ..وكل قرار ينحو في اتجاه مغاير للآخر.." ويمضي مولانا وكيل الوزارة - وهو رجل مشهود له بالنزاهة والكفاءة - (هذا أمر يجدر بالمدعي العام أن يتوقف عنده حتى لا يتكرر حدوثه) .. لكن المأساة لا تقف عند مكتب المدعي العام وحده بل تمتد الى نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة التي كال لها مولانا وكيل وزارة العدل حيثيات قاسية إذ أكد (وقد لاحظتُ في عدد من القضايا هذا السلوك غير القانوني من قبل نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة..) وعبارة "هذا السلوك غير القانوني" وضع تحتها وكيل الوزارة خطاً بما يفيد انه يطلب الانتباه الي خطورة هذا المسلك من قبل نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة. قديماً قالوا ان العدل أساس الملك .. فالخطأ فيه ليس كأى ادارة او وحدة حكومية تمر عليها معاملات الناس فتخطيْ أو تصيب بقصد أو بغيره.. فتقدير "العدالة" في العمل العدلي لا يرتبط بقرارت مجلس الوزراء أو التقارير التي ترفع اليه .. بل بإحساس المواطن أنه أمام "عدالة" غير مطعون فيها .. لكن إذا اصبحت سمة البلاغات التي تعرض على نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة هي ما لاحظه وكيل وزارة العدل وأكده كتابة بالعبارة ( وقد لاحظت في عدد من القضايا هذا السلوك غير القانوني من قبل نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة.) فإن الأمر لا يتطلب مجرد مراجعة من وزارة العدل .. الأمر أكبر من ذلك .. الأمر كارثة إذا كان العدل أساس الملك.. فإذا كان ذلك ما لاحظه مولانا وكيل العدل.. فقد لاحظه أيضاً سائق تاكسي بسيط ركبت معه وقلت له (أريد الوصول إلي مبني وزارة العدل) فرد على ببساطة مدهشة ( قل يا أخي وزارة الظلم ..) .. وعند وصولي ومقابلتي للسيد وزير العدل ذكرت له ملاحظة سائق التاكسي ..!!