|
Re: مــشروع الحــلم العــشـوائي (Re: حبيب نورة)
|
الرائعة رانيا مامون المدهشة والتي كانت فينا فأوفتنا أكتفاء وذهبت عنا و أكفتنا انتماء ..وبين هذا وهذا تظل الطاعة والولاء قرأت لها هذه القصاصة وأعجبتني ورأيت أن أدرجها في موضوعي
ذات بوح
سيِّد الجُرح المقيم
رانيا مامون
آهـ من ذكرى تداهمني .. تطاردني .. تعكّر صفوي ..
آهـ منك يا من غادرتني صحواً ولازمتني حُلماً لا أستيقظ إلا لأحلمه من جديد، لا أنفك أخرج من دوائرِ ذكراك الحبيسة فيها حتى أجدك قد صادرت حلمي واستوليت عليه .. بربك قل لي كيف الخلاص وأين المفر ...؟؟؟
يا سيِّد الحلم؛ هلا تنحيت قليلاً .. هلَّ تنازلت عن هذه السيادة .. بكل ما هو عزيز لديك لا تزري، لا تختم بختمك على كل حلم وتذيله بـ ( يُمنع النظر فيه إذا لم أكن أنا سيده ) أنا أقر بهذا؛ وأيّ حلم خلى من طيفك لا تجترّه ذاكرتي ولا تطوقني به وتمرره شريطاً سينمائياً أمام ناظري يلاحقني أينما هربت .. سجل اعترافي وارضي غرورك ولن أنسى أن أبوح لك بما يتكرر علىّ كل ليلة؛ حتى أصبحت أخاف النوم وألهى نفسي كي لا أستسلم للكرى فأواجه طيفك ، تهتاج حينها دواخلي، يصرخ فيَّ الحنين يصم أذنىّ، وينبت سؤلاً عملاقاً يسد أجهزة تنفسي : لم فعلتَ هذا بي ..؟؟؟
يا من غادرتني في ذاتِ اللحظة التي أمنتُ لك فيها؛ أعلمني بما تريده منى .. ألم يكفيك قتل قلبي والتمثيل به ..؟ ألم تكفيك بعثرتك لآمالي ..؟ ألم يكفيك نفخك فيها لتتطاير وتمتزج بذرات الهواء فيستحيل نسجى لها من جديد ..؟
ألم تكفيك كل تلك الأكاذيب التي أسمعتنيها وعلقتها أقراطاً تتدلى من أذني ..؟ أما زال فيها بقية لتسردّه علىَّ وتخدعني به ..؟
تمرُ علىّ الآن ذكرى ذاك اليوم بوضوح وكثير من المرار؛ عندما أعجبك منزلاً قلت لي : أحلم بمنزلٍ هكذا ولافتة أفخمُ من هذه عليها اسمي؛ وأرغب أن تشاركيني السكن والحلم .. حينذاك كنتَ قريباً منى حد الإلتصاق؛ إلتهمتني بعينيك فأشحتُ نظري عنهما لخوفي أن أغرق فيهما وتُكتمُ أنفاسي .. عينيك كم كنت أحبهما وأخاف منهما .. كم كانتا تحيطاني وتخجلاني فأسلم نفسي للهرب ...
يااااااااااااااااااه يا أنت؛ كيف يمكنني نسيانك .. كيف لي أن أنسف تلك الأوقات بتفاصيلها التي عشناها معاً؛ المتمددة طولاً وعرضاً في سطح الذاكرة ..؟ بصماتك؛ كيف لى أن أمسحها من زوايا نفسى؟ وكيف لي أن أجمع كل ما يخصك وأرمِ به على ناصية الدربِ؛ وقد أتشجع وأركله بقدمي أو أقذف فيه عود ثقاب... أريد أن أفعل هذا . فعلاً أريد .
ذكراك .. صوتك .. ضحكاتك .. ملامحك .. سمرتك .. وسامتك .. هداياك، حتى الوقت الذي أنفقته معك أريد أن أقتلعه من وسط أيامي؛ ولا بأس لو نقص عمري عاماً أو اثنين أو عقد بكامله ؛ المهم عندي أن أخرجك منى وأمنع تمددك فيَّ ومصادرتك حلمي وامتلاكك إياه ...!
| |
|
|
|
|