الإنفــــــاق فــــــي الخطــــــــاب القـــــــرآني (3 ـ4) :د.محمد سعيد ال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 11:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-31-2004, 03:46 PM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإنفــــــاق فــــــي الخطــــــــاب القـــــــرآني (3 ـ4) :د.محمد سعيد ال

    الإنفــــــاق فــــــي الخطــــــــاب القـــــــرآني (3 ـ4)


    ننشر هذه الحلقة الثالثة من سلسلة الإنفاق في الخطاب القرآني التي سقطت سهواً
    نتناول الآن الاساس الثاني للبر كما ورد في الآية 177 من سورة البقرة وهو الانفاق. جاء ذكر الانفاق هنا بعد الغيب مباشرة ومتقدماً على الصلاة. وورد تعبير اعتراضي له أهميته في قوله تعالى وآتى المال على حبه). ويكاد التعبير يكون صفعة على وجه القارئ تنبه من غفلة. إن إنفاق المال فيه معاناة ومشقة، لأن الانسان ينفق من موقع التعلق بالمال وبدون عائد مباشر. فالانفاق نتاج علاقات مركبة: علاقة الانسان بالمال، وعلاقة الانسان بالآخرين، ومن خلال تلك العلاقات تصل علاقته بالله. ويتم الانفاق من خلال صراع بين التعلق بالمال والبخل به من جانب وإنفاقه من الجانب الآخر. وصادم القرآن نزعة البخل عند الانسان وحثه على الخروج من دائرتها الضيقة والانفلات من قبضتها. ورد ذلك في العديد من الآيات : آل عمران 180ـ الفجر 20 ـ الليل 16.



    وتناول الإمام محمد عبده نزعة التعلق بالمال، فقال إن النفوس تمرض فتتعلق بحب المال الذي هو شقيق الروح . لذلك جعل الله بذل المال في سبيل الخير من علامات الايمان، وجعل البخل من آيات النفاق والكفر. ويرى أن الحرص على المال والتكبر بالقوة والثروة عقبة وعرة. فهى مثار الحسد ومزدحم الخصام مع مقاومة العقل والذوق السليم. غير أن الحيوانية وحضور لذاتها هى التي تسهل سلوكها مع مافيه من التهلكة. ( المصدر السابق. ص 432).



    وهاجم الإمام محمد عبده البخل بضراوة فقال، لو وزنا جميع أنواع البخل، لوجدنا ارجحها ظلم الباخل بفضل ماله على ملهوف يغيثه ومضطر يكشف ضرورته الى المصالح التي تقي امته مصرع الهلاك. وكثير من أغنياء المسلمين عارفون بما عليه أمتهم من جهل بأمور الدين ومصالح الدنيا وفساد الاخلاق وتقطع الروابط ويعلمون ان صلاحهم يتوقف على بذل شئ من أموالهم على المصالح العامة. فاذا طلب منهم بذل قليل من كثير مما خزنوه أو مما ينفقونه على شهواتهم ولذاتهم، يبخلون بذلك ويرونه مغرماً ثقيلاً. ويرى ان أمثال هؤلاء لا يستحقون ان يكونوا من المسلمين، لأنه لا يوجد في نفس الواحد منهم عرق ينبض من التألم لمصائب الاسلام وأهله، فمن كان يرى أن ماله افضل من دينه في الوجدان والعمل، وهو افضل من رضوان لله، فهو كافر حقيقي وإن سمى نفسه مسلماً. ( المصدر السابق، 727).



    تتناول الآية بعد ذلك الجهات التي يتم الانفاق عليها وهم: ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب . ويتكرر ذكر هذه الفئات في القرآن حينا بإسهاب وحيناً آخر باقتضاب في الآيات التالية (البقرة 83 ـ 215 : النساء 8 ـ 36 : النحل 90: الاسراء 23ـ 36 : النور33: العنكبوت ـ الروم 38 . فما هى دلالة ذكر هذه الفئات وبالترتيب الذي وردت به في هذه الآية؟



    يقول محمد عبده إن ذوي القربى هم أحق الناس بالبر والصلة. فإذا احتاج الانسان وفي اقاربه غني، فإن النفس تتجه اليهم بعاطفة الرحم. ومن المغروز في الفطرة أن الانسان يألم لفاقة ذوي رحمه أشد مما يألم لفاقة غيرهم. فهو يهون بهوانهم ويعتز بعزتهم. فمن قطع الرحم ورضى بأن ينعم وذو قرابته بائسون، فهو بعيد عن الفطرة والدين وبعيد من الخير والبر. ويمضي قائلاً، ومن المستحيل ان يعامل الانسان جميع الناس فالذين لابد من معاملتهم هم أهل بيته واقاربه الذين ينشأ فيهم ويتربى بينهم. فجاء النص بوجوب الاحسان في معاملتهم لتصلح حال البيوت. ( المصدر السابق، ص 226).



    إن حث الانسان لينفق على ذوي قرابته يحمل دلالات مهمة. فالانفاق فيه معاناة وصراع. ولكن اذا بدأ الانسان بالانفاق على ذوي قرابته، فذلك من شأنه أن يقلل من وطأة تلك المعاناة، ويساعد على تقريب الانفاق الى النفس وتحبيبها فيه، والانفاق على ذوي القربى عمل يشعر الانسان بنتائجه المباشرة، مما يبعث الرضى في نفسه فيرتاد مجالات ارحب.ولأن القرآن كتاب هداية فهو يتوسل بتلك الاساليب التربوية ليغرس بها تعاليمه.



    تشير الآية بعد ذلك الى اليتامى. فاليتيم ادعى للشفقة لأنه افتقد والديه أو احدهما، وبفقدهما افتقد العائل والحامي، وهى القوى التي تحمله عبر سنوات ضعفه حتى يكبر ويشتد عوده. وركز الخطاب القرآني على اليتامى في آيات عديدة: البقرة 215ـ 220 : النساء من 2 ـ 10ـ 127 : الأنعام ـ 152: الفجر ـ 17 : البلد ـ 15 : الضحى ـ 5 : الماعون ـ 2. واستعمل القرآن صيغة حادة فيما يخص أموال اليتامى فقال الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا . ( آل عمران ـ 10) فجاء الحث على الإنفاق على اليتيم ليحرك المشاعر الانسانية.



    أما المسكين فيقول عنه الإمام محمد عبده إنه ليس العاجز عن كسب يكفيه، وليس المقصود به الشحاذ. إن الإنفاق يختلف عن الصدقة، وليس بديلاً عنها كما يرى البعض. فقد حدد القرآن الفئات التي يتم التصدق عليها في الآية 60 من سورة التوبة.



    إن الانفاق على الجهات التي ورد ذكرها في الآية 177 والآيات الاخرى. يخرج به من إطار الكرم الذي يصدر عن نوازع شتى الى واجب يهدف الى معالجة الخلل في الحياة الاجتماعية. فليس الانفاق ممارسة لاشباع رغبات ذاتية، وليس عملاً يعتمد على المزاج، وإنما هو واجب يخوض الانسان من اجل القيام به لج معاناة شاقة، فيحرر نفسه من هيمنة حب المال الذي يشده بعيداً عن الإيفاء بذلك الواجب، فيشده بعيداً عن الناس. والانفاق الذي يدعو له القرآن سلوك فردي وليس منهجاً اقتصادياً ـ اجتماعياً. انه تعامل واسع مع الناس من أجل إصلاح الخلل الناجم عن التفاوت في الثراء. ليس عن طريق إجراءات اقتصادية، فما لهذا قصد القرآن بمنجهه القائم على الهداية. ولكن القرآن يهيئ الانسان ليقبل الاجراءات التي تسعى الى خلق توازن في الحياة، وهى إجراءات يبتدعها البشر وفق المستجدات التي تطرأ على حياتهم.



    ثم يرد ذكر الانفاق بعد ذلك في الآيات التالية من سورة البقرة: 195ـ 215ـ 219. ولكن نحتاج أن نقف عند الآية 145 من نفس السورة التي تقول من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له اضعافاً كثيرة..) لا تتحدث الآية بشكل مباشر عن الانفاق، ولكن فكرتها تندرج في سياقة. يقول محمد عبده إن الانفاق هنا يكون للمصلحة العامة، ودافع البذل في المصالح العامة ضعيف في نفوس الكثيرين، إذ ليس فيه من اللذة والاريحية مافي البذل للافراد. فجاءت المبالغة هنا لتحدث اكبر قدر من التأثير في قوله (فيضاعفه اضعافاً كثيرة(. والمراد بالقرض الحسن ما حل محله ووافق مصلحة، لا ما وضع موضع الفخفخة وقصد به الرياء والسمعة ومن الناس من ينفق في المصالح بنية حسنة ولكن بغير بصيرة تريه مواطن المنفعة بنفسه فيبني مسجداً حيث تكثر المساجد فيكون سبباً في زيادة تفرق الجماعة. أو يبني مدرسة ولا يحسن اختيار المعلمين لها. هذا لا يقال له قرض حسن.( المصدر السابق، ص 699 - 700).



    ويطرح الإمام عبده سؤالاً مهماً حول هذه الآية فيقول كيف يقرض الانسان الله وهو الغني عن العالمين. إذ ان الذي يقترض انما هو المحتاج؟ فيقدم تفسيرين احدهما ضعيف. ويقول في الثاني إن التعبير عن الانفاق بالاقتراض الذي يشعر بحاجة المقترض الى المقرض، عادة جديرة بأن تمتلك قلب المؤمن وتحيط شعوره وتستغرق وجدانه، حتى يسهل عليه الخروج من كل ما يملك ابتغاء مرضاة الله فتعبير الاقتراض بهذا المعنى بمثابة الزلزال لقلب المؤمن. والقلب الذي لا يلين له ويندفع الي البذل، قلب لم يمسه الايمان ولم تصبه نفحة من نفحات الرحمن، وهو قلب خاو من الخير فائض بالخبث والشر. (المصدر السابق ص 700 ـ 703).



    ثم جاء ذكر الهداية من الآىة 261 الى الآية 274 من سورة البقرة إن تخصيص اربع عشرة آية متتالية لموضوع واحد لا يتكرر في القرآن إلا في امهات القضايا. وتم تناول الانفاق في هذه الآيات من مختلف الجوانب. واضيفت اليه معان وأبعاد جديدة، وعمقت الآيات مفهومه بالامثلة. وورد مفهوم جديد في الآية 274 يقول الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية) ويكرر القرآن الانفاق في السر والعلن في الآيات التالية: الرعد ـ 22: ابراهيم ـ 31: النحل ـ 75 : فاطر ـ 29.



    وتناولت الآيات السبع التي تلتها من 275 الى 281 أشكالاً من المعاملات، ولكن ذكرها بعد آيات الانفاق التي سبقتها يستوجب التنبيه فقد وضحت الآيات احد مقومات التعاليم التي يقوم عليها منهج الهداية. فنهت عن الربا وحثت على الزكاة والصدقة. فالانفاق ليس قيمة فاضلة قائمة بذاتها، وإن هو وسيلة لفهم جوانب اخرى من منهج الهداية.








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de