قصتان قصيرتان لمصطفى بحيري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 10:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-19-2004, 00:11 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصتان قصيرتان لمصطفى بحيري

    أخونا د/ جمال
    تحياتي لكم والأسرة ليلى ، ووليد، و سارة
    أرسل لك للمرة الثانية القصة القصيرة " الصيف في المدينة "
    وكنت أنوي اسميها " الجديدة " لأنها في اعتقادي الجازم وبدون تواضع جديدة.. كدي انت شوفها وقل لي رأيك وماذا ترى فيها..
    القصة القصيرة الثانية " نشيج الشيللو " اَخر ما كتبت..
    اتذكر إيمان زوجة علي الهادي؟ هي كانت عازفة شيللو أيضاً
    ولعل هذه القصة تريك لماذا قررت ترك هذي البلاد والعودة للسودان الذي لا تحمد عقباه ومشاكله وترديه.
    تحياتي لكم في أيوا البعيدة الباردة
    وسلامي للجميع
    بحيري 5/3/2004




    الصيف في المدينة*
    مصطـفـى بـحـيـري

    بالأمسُ بعد الظهيرة، مشيتُ أعودُ بابنتي من روضة الأطفال القريبة.
    وقفتُ أرقُبُها تلعبُ في الحوش مع رفقة لها صغار.
    مستغرقين كانوا يكيلون الرمل ويفرغونه.
    فجأةً... استدارت وحدقتني، تسمرت لثوان، نفضت فستانها حشوهُ الريح، جرت
    وارتمت في حضني.
    أحضرنا حقيبتها، علقتها على كتفيها خلف ظهرها، وخرجنا..
    قالت. جابوا لينا واحدة جديدة!.. هي ما كبيرة...
    قلتُ: ما شفتها.
    قالت: انته ما شفتها..
    ... وعدنا البيت.
    .. اليوم أمُها أعادتها.
    ..غدا بعد الظهيرة، مشيت أعودُ بابنتي.
    وقفتُ أُراقبُها مع رفقة لها نضرين.
    ناديتها، تغافلت، تكملُ دورة جريها، ثم أاقبلت..
    علقت حقيبتها خلف ظهرها، وسوف خرجنا..
    قلتُ: نبتاعُ بعض أغراض ونعود..
    قالت: طيب..
    .. بعد النافورة، قبل السوبرماركت، جرت تصيح: أهي دي...أهي دي يا بابا..
    قلتُ: منو؟
    قالت: الجديدة !..
    ..على كنبة من خشب بُني غامق، ثلاثُ نساء ورجل، تقدم العمر بهم..وفتاة.
    فتاةٌ دون العشرين مُنتصبة. قدم على بدال دراجتها، الأخرى على الأرض، والدراجة بين الفخذين تميل. ،إثنتان من النسوة مكشوفة سيقانهم حتى الركبة ومعروقة. إحداهن خالعة، تدعك بأصابع وباطن قدميها الأرض مرصوفة حصى صقيل. الثالثة في جوارب وفستان أخضر فاتح بأزرار أمامية. الزران الأخيران انحلا، تبينُ خلالهما نهاية الجوارب أعلى الركبة شفافة خفيفة. الرجلُ في قميص نصف كم أبيض، شورت، شرابات رمادية وصندل بُني.
    الجديدة.. ففي حذاء رياضي خفيف، جينز ضيق و" تي شيرت " لا يكادُ يعدو مقدار شبر مما يقيسون، ثم انه، لا أكمام لهُ.
    رأيتُها من قفا. ما بين نهاية لوحي الكتفين وكمر الجينز، ينسرح ظهرها كالابد. كمر جينز يتقوس نحو الخلف شاهرا فراغا صغيرا، يطلُ منه مطاطٌ على توتر زاه.
    النسوةُ الثلاث، الرجلُ والجديدة يُثرثرون..
    يقشرون لحاء الكلمات ويضحكون.
    وحين تقيظُ الشمسُ يصمتون.
    النسوةُ الثلاث والرجلُ على خشب الكنبة البُني الغامق يضحكون.
    الجديدة.. ضحكتُها تُساقطُ ورق التُوت..
    _____________________________________________

    * عنوان أغنية لمغني البوب الأمريكي Joe Cocker “ Summer in the City “

    مصطفي بحيري، هالا، يوليو 2003


    نشيج الشيللو
    مصطـفـى بـحـيـري

    كاد المصعدُ ينغلقُ.. لكنيي قفزت كما المرح قفزتين... وحشرتُ قدمي ما بين الباب المنجذب والدعّامة، فزعق الحديدُ على أعقابه وكرّ وانفرج.. ولجتُ.
    وإذا بي أمامه. هو. هو ولا احدٌ غيرهُ. حذائهُ الأسودُ المُدببُ الطويل إلى منتصف الساق، الأسودُ اللامع، اللامعُ المُعتنى بتلميعه في حذق ودأب استغرق ولابُد وقتاً ليس بالقليل. بنطالهُ الجينز الأسود نافرتان رُكبتاه، قميصُه الخاكي بلا أكمام/المُنتزعة كُماهُ من نهاية الكتفين/.. والزراعُ الموشوم صليباً معقوفاً مكتوباً تحته بالألمانية الفصحى: Hass*
    أنا الاَن أمامه. أنا لستُ بالقصير، ولكنه يطولني بنصف قامة.
    أنا الاَن أمامهُ وجهاً لصدر.
    رفعتُ ناظري، فرأيتُ عينان خضراوان تُحدقاني كدراً، ورأساً أخضر الجلدة حليق.
    حلّ بيننا صمتٌ ثقيل. أثقلُ من الكراهية ومن الخوف.
    صمتٌ لا ذاكرة له فيتداعى، ولا حسٌ.
    صمتٌ بحتٌ. صمتٌ ذاهلٌ. محضُ صمتٌ.
    ...دهرٌ مر.. وحين حللتُ فيّ ثانيةٌ، أحسستُ دواراً يُلفُني، مرارةٌ تغشاني غثيان. غطني عرق بارد..
    قلتُ: إما النبوةُ و إما الانهيار.
    إنطوت ركبتاي، تقيأتُ على الحذاء الأسود اللامع، تقيأتُ عليه إلى منتصف الساق، ولوثت الركبتان نافرتان.
    تداعيتُ مثلُ بيوت المساكين، ثم انهرتُ.
    أفقتُ على يد تُربتُ كتفي..
    تحسستُ دماً جف على أنفي وشفتي، كشطاً على خدي ورقبتي ووخزاً حاداً في خاصرتي اليسرى وأضلعي...
    كانت جارتي الألمانية عازفة الشيللو..
    أسندتني على كتفيها وأخرجتني من الصعد..
    تخللنا ثُلةُ من الألمان مصطفون خارجاً صامتين، يتوزعهم الأشفاقُ، والتأفُف.
    قال أحدهم. ما الذي حدث؟.. هل نُخبر الشرطة؟..
    قالت عازفة الشيللو: لا. لا شيُ.
    قادتني إلى شقتها.. غسلت لي رأسي وأتتني بمنشفة بيضاء نظيفة.
    جاءت بقطن ومُطهرات كاوية ضمدتني.
    أزاحت الستائر وفتحت النافذة.
    غابت دقائق ثم عادت بقهوة ساخنة.
    أشعلت لي سيحارة ولها.
    ... سرت ساعة..لم توجه لي فيها كلمةً واحدة.
    ظلت مُطأطأةً تبتلع دخانها في شهيق كظيم.
    ثم قالت: هم من ضربوك؟ ..
    قلتُ: هو.
    قالت. لن يفلتوا هذه المرة.
    وقفتُ وقلتُ: سأذهب.
    قالت: اَتي معك..
    قلتُ: لا شكراً.
    ... فتحت في الباب.. خطوتُ خارجاً..لكأنني أسمع نشيجاً...إلتفتُ نحوها..أغلقت الباب مسرعةٌ، فلم أرها.
    غيرتُ ملابسي ونزلتُ..تنفستُ عميقاً
    قلتُ لنفسي: يا خي هو أنا الجابني البلد دي شنو؟!..
    .. وبذكرتُ حكاية المسمار..
    قيل للمسمار: شنو الفوّتك في الحيطة؟
    قال: كترة الضرب في الرأس!


    Hass: بالألمانية تعني " كراهية "..,, وهي مع الصليب المعقوف تمثل شعار " النازيين الجدد "


    مصطفي بحيري، هالا، فبراير 2004








                  

03-19-2004, 00:55 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصتان قصيرتان لمصطفى بحيري (Re: ELTOM)

    شكرا ليك على هذا الاشراق والامتاع
    والزخات اللغوية
    اتمنى المزيد
    التحية لكما
                  

03-19-2004, 01:42 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52544

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصتان قصيرتان لمصطفى بحيري (Re: ELTOM)

    الأخ/ التوم.

    هل هذا الكاتب هو نفس مصطفى بحيري الذي كان يعيش في سوريا؟

    Deng.
                  

03-19-2004, 02:03 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصتان قصيرتان لمصطفى بحيري (Re: Deng)

    اعتقد ذلك يادنق وهو كاتب رائع
    وقد استضافني هناك قبل سنوات عده
    ولم يقصر ابدا
    فله مني التحايا
                  

03-19-2004, 10:05 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصتان قصيرتان لمصطفى بحيري (Re: ELTOM)

    بيان ودينق والموصلي،
    شكرا على مداخلاتكم،
    نعم كما ذكر الفنان الموصلي، مصطفى بحيري ياهو ذاتو الكان في سوريا.

    لكم التحايا.


    جمال الدين بلال
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de