|
|
 وهنا حوار مع مصطفى سيد احمد اسطورة الغناء السوداني نقلا عن سودانايل
|
عن الراحل المقيم مصطفي سيداحمد اقول لكم (2)
خضر عطا المنان
[email protected]
وفاءا لوعد قطعته على نفسي امام منتسبي وقراء موقع سودانايل هاهو نص الحوار الصحفي الذي اجريته مع الراحل المقيم مصطفي سيداحمد والمنشور بجريدة الاتحاد الصادرة بأبوظبي يوم الخامس عشر من اغسطس/آب للعام اربعة وتسعين وتسعمائة والف .. والذي نشر تحت عنوان : الفنان السوداني مصطفي سيداحمد
الفن الحقيقي صدى لصوت الشعب ولسان حاله
حوار : خضر عطاالمنان
مدخل:
احد الاصوات المتميزة في ساحة الغناء السوداني الذي ذاع صيتها منذ منتصف السبعينات من هذا القرن .. وصاحب موقف يعرفه الملايين من ابناء الشعب السوداني.
يقف كالرمح متحديا الاعاصير في جلدوشموخ واباء .. يتوثب دوما للانطلاق نحو مرام رسمها لنفسه عن قناعة واقتناع .. قافزا فوق اعتلال الصحة وهموم الوطن .
انه المغني والموسيقار والملحن والشاعر مصطفي سيداحمد .
من مقر اقامته الاستشفائي بالدوحة كان لنا معه هذا اللقاء السريع:
الفنان حالة خاصة .. والفن رسالة انسانية .. فكيف يكون الالتحام والتلاقي بين الحالة والرسالة ؟
من انواع الذكاء: الذكاء الناقد والذكاء العملي والذكاء الخلاق .. وعليه فان خصوصية الفنان تاتي من انتخاب الطبيعة له بتاهيله بنوع من الذكاء الخلاق ..وكل ذلك يتبدى من نشاطه كانسان _ اي يسعى لتحقيق انسانيته من خلال تفاعله مزودا بهذا التاهيل الفطري .. اي خصوصية حالته تاتي في اطار سعيه لتحقيق انسانيته .. وفي هذا علاقة عضوية تنفي ان تكون حالته منفصلة عن رسالته .
اين يرسو اليوم مركب تجربتك مع الغناء والموسيقي ؟
هي تجربة تتوالد ابعادها من ابعاد .. فالقضايا ما زالت ساخنة وكثيرة .. والتفاعل مع الحياة قائم ولم يفتر بعد والبيئة مليئة وثرية .
اين وكيف ترى الوطن في ظل الظروف القائمة حاليا ؟
اري ان الوطن يدخل في تحد كبير .. فبالرغم من قسوة التجربة على البعد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي .. الا انها لها ما بعدها .. حيث ان هذه التجربة تساهم في اسقاط كثير من الاقنعة (مع وضد) وما بعدها يتجاوز كل هذه الاقنعة مترسما ملامح واضحة ومحددة لا تطولها المغالطات _ اي بمعني آخر انه في مرحلة هدم وبناء ليس على مستوى الظرف الحالي ولكن على مستوى مفاهيم الماضي وما تعتمرها من تخلخل ومراجعة .. والمفاهيم المطروحة الآن وما سقط منها كشعارات وكذبها الواقع خلال الممارسة اليومية وما يتبلور من رؤى جدبدة تقود خطوات التغيير .
الوطن والحرية ... الغربة والابداع ... ما قولك ؟ .. ومتى يكون الفنان صدى لصوت شعبه؟
قولي ان التجربة التي يمر بها اليوم الناس في داخل وخارج السودان برغم قسوتها الا انها مفيدة وناقدة لكل ما سبق ... اما عن الغربة فلا تسألني .. او ليس من بالداخل يشعر بالغربة الآن ؟
اما عن الفنان ومتى يكون صدى لصوت شعبه .. فالحديث هنايطول .. ويكفي ان تنصهر كفنان في معامل معاناة هذا الشعب الذي انت من صلبه وتنعجن في افراحه واتراحه لتصبح لسان حاله .. هذا هوالفن الحقيقي من وجهة نظري .
وماذا عن تجربتك مع رفيقك المبدع الفنان يوسف الموصلي ومشاريعكما معا؟
يوسف الموصلي صديق عزيز وهو بجانب كونه مطربا فهو موسيقي مقتدر وملحن بارع له اسهاماته الواضحة في هذاالمجال.. كما ان هما مشتركا يجمع بيننا في مجال طرح تجاربنا بشكل جديد .. فامامنا الكثير من الاعمال التي نامل ان نخرجها تباعا على منوال ما سبق ان انجزناه معا من تجربة لاقت صدى طيبا في نفوس الجماهير والمهتمين على حد سواء .
ما هو جديدك ؟ ... ثم ما قولك عن مستقبلك فنيا؟
هناك الكثير من الاعمال الجديدة .. اما في هذه الايام فاني اعيش بصحبة قصيدة للشاعر المصري (احمد صلاح كامل) .. وهي قصيدة بعنوان (مفتتح الطريق) كم ارجو ان يقوم هذا مقام اخطار له .. فقد وجدت هذه القصيدة منشورة في مجلة (العربي) واعجبتني وقمت بتلحينها .. ومطلعها يقول:
هذا فرحنا ميت
والارض تلهث في سباق الانفلات
ونسيت امومتها
وباعت فرخها للريح
انكرت البراءة في عيون الفجر
لطير الليل كي يملي القرار
وانا اسجل موقفي
لا الليل قديس ولا القمر انتصار
وهناك ايضا قصيدة للشاعر الصديق (محمد مدني) . اذكر منها :
والارض تحضن بذرة الامكان
يا رباه
يا ارض اتخذتك مغزلا
للحب والاشعار والحقب الجديدة
اما عن سؤالك حول مستقبلي الفني .. فانا عمل وفق برنامج يسعى لانجاز رؤى محددة احلم ان انجزها على المستويين : الشكل والمضمون.
وماذا لوسالتك عن اتحاد الفنانين السودانين وعن صلتك به ؟ .. وهل تعتقد بانه يؤدي دوره المطلوب في ظل غياب او توقف معظم رموزه ؟
ليس بيني وبين هذا الاتحاد اي اتصال وذلك منذ خروجي من السودان.. وهل ترى ان له دور الآن ؟
اخيرا اخي مصطفي : كيف ترى مستقبل الاغنية السودانية؟
بايجاز اخي خضر انه مستقبل مرتبط دون شك ارتباطا عضويا بمستقبل البلدوالناس هناك .
انتهي الحوار سادتي .. وفي المرة القادمة بمشيئته تعالى رحلة في جواز سفر هذا المبدع الخالد .. تعقبها نص الرسالة التي بعثت بها اليه بعد رحيله والتي نشرتها بالقاهرة يوم الرابع عشر من سبتمبر / ايلول للعام 1996 تحت عنوان : صديقي الحاضر الغائب مصطفى .. تحية الخلود والامل .
ومتعكم الله جميعا بالصحة والعافية
وفي امان الله
خضر عطا المنان
الأمين العام لرابطةالاعلاميين العرب بالدنمارك
كوبنهاجن
|
|
 
|
|
|
|
Elmosley
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست