ملتقى الرياض التشاوري لابناء دار فور والتحريض المبكر لإجهاض نتائجه
بدعوة كريمة من مجموعة من ابناء دار فور تم عقد ملتقى تشاورى لابناء دار فور بمدينة الرياض بالسعودية للتفاكر حول المخاطر المحدقة بدار فور من جراء الحرب الدائر بين ثوار دار فور والحكومة المركزية وتداعيات تلك الحرب على أهل دار فور والبحث عن مقترحات او تصورات يمكن تقديمها الى طرفى النزاع لايقاف الحرب والعمل على رأب الصدع بين أهل دار فور
وقد انعقد الملتقى فى استراحة النخيل بالرياض مساء يوم الجمعة 23/01/2004 . جمع هذا الملتقى عدد غفير وغير مسبوق من ابناء دار فور من مختلف القبائل وتجاوز عددهم المائتى شخص . وجرى نقاش مستفيض ؛ رغم تباين الآراء فى تشخيص المشكلة وخلص الى تكوين لجنة من 21 شخص ( 7 اشخاص من كل ولاية ) لتقوم اللجنة بعد ذلك بتحديد أهدافها فى اطار الافكار التى طرحت فى مداولات الملتقى ومن ثم العمل بشتي الطرق للمساهمة فى حل المشكلة .
الا أنه وفى وقت مبكر بعد الملتقى وقبل تكوين مكاتب اللجنة التى تم تشكيلها فى هذا الملتقى خرج علينا من فضاء الانترنت المدعو/ محمد صالح - ولعله اسم حركى - بمقالة أسماها : ملتقى الرياض 00 وتأجيج نار الفتنة . اذا تجاوزنا عن الكثير من النقاط فى المقالة المذكورة باعتبارها تندرج فى خانة بث السموم وازكاء العصبية القبلية العمياء وبل الكراهية ضد بعض القبائل والتحريض العلنى للجهات الرسمية ضد من قاموا بهذا العمل الخير. فيمكننا حصر النقاط القابلة للرد والنشر فى الآتى : -عدم شمولية الدعوة واختصارها على ابناء الزغاوة والمساليت والفور مع تطعيمهم ببعض ابناء القبائل الصغيرة مع استثناء افراد القبائل العربية وحصر الدعوة فى عدد قليل لا يتجاوز الثمانية افراد . - الذين شكلوا المنصة الرئيسية فى الملتقى كلهم من أبناء الزغاوة . - أدعى القائمون على أمر الملتقى انهم يتحدثون باسم أبناء دار فور عامة . - أن معظم المتحدثين يؤيدون فكرة استمرار الحرب وان كانوا لا يجرأون أن يعلنونها صراحة عدا واحد منهم . - نتيجة لسيطرة أبناء الزغاوة على مجريات الملتقى وممارسة الضغوط على غيرهم من الحضور أضطر ابناء القبائل العربية الى الانسحاب من الملتقى ومن بعدها خلت الساحة تماما لابناء الزغاوة . - سعى القائمون على الملتقى الى تكوين لجنة خارج اطار الروابط والجمعيات القائمة لان نسبة ابناء الزغاوة من الحضور كان 98% وبالتالى سوف يستأثرون بنصيب الأسد من المقاعد من أى لجنة تتكون من الحضور . - تم تكوين لجنة من 21 عضوا بعد انسحاب أبناء القبائل العربية لمتابعة الموضوع . - الحرب الان تحولت كليا الى حرب بين القبائل العربية وقبائل الزغاوة والمساليت والفور وهو يخشى أن تتوسع وتشمل قبائل أخرى من خارج الاقليم . - ويتسآءل الكاتب أخيرا من أين لهؤلاء مبالغ ايجار الاستراحة ورسوم الشاى للحضور 0000الخ
بداية نحن نعتقد أن هناك الكثير من الحادبين على مصلحة دار فور من ابنائه فى مدينة الرياض وهم قلقون مثلنا (القائمون على أمر الملتقى ) لما يدور من أحداث مأساوية فى دار فور والفرق بيننا فقط نحن قمنا بمبادرة قبلهم لجمع أهل دار فور لنقاش هذه المشكلة والسعى الى تكوين منبر للقيام بمهام رأب الصدع بين أهل دار فور ويكون أيضا اضافة حقيقية لدور الروابط والجمعيات لحل المشكلات في دارفور . وبذلك لا ينسجم عقلا ان يتهم مثل هؤلاء بانهم جمعوا الناس نهارا جهارا لبحث أجندتهم الخاصة (الوهمية ) وتأجيج نار الفتنة ؛ لان تأجيج الفتن ورسم الاجندة دائما تتم فى الخفاء وعلى نيران هادئة (كفانا الله شرها ) وليس فى لقاءات عامة كتلك الملتقى . الدعوة لهذا الملتقى لم تختصر على مجموعة غير أخرى من أبناء دار فور وبل تم توجيه الدعوة من خلال الجمعيات والروبط والافراد . وعلى العكس لم يستثنى أخواننا من القبائل العربية من الدعوة وبل أقول أننا قصدنا التركيز فى دعوتهم حتى تتلاقح الافكار والآراء المختلفة وقد تكفل بعضهم (ابناء القبائل العربية) مشكورين القيام بتوجيه الدعوة على أوسع نطاق من أبناء دار فور وكان ممن تم دعوتهم من هؤلاء بعض افراد قبيلة الزغاوة المفترى عليها هذه الايام . أما القول بأنحصار الدعوة على ثماني فقط من أبناء القبائل العربية فى هذا الملتقى فهى فرية كبرى احترنا فى معرفة الغرض من اطلاقها . وكذلك لم يكن صحيحا ان الجالسين فى منصة الملتقى كلهم من أبناء الزغاوة ولم يقل أحد منهم أنهم يتحدثون باسم أبناء دار فور عامة وبل تم التأكيد مرارا أن الملتقى قام به نفر من ابناء دار فور وهى حقيقة . أما موضوع تأييد فكرة استمرار الحرب؛ لا أحد فى المنصة ذكر ان هذه المجموعة المنظمة تؤيد استمرار الحرب واذا كان احدا من الحضور قال ذلك فى اطار المداخلات فذلك أمر يهمه بالدرجة الاولى ويتحمل تبعاته ولكننا نتسآءل لماذا الحجر على أفكار الناس فى الأساس وخاصة إذا كانت هنالك أعمال تساندها على ارض الواقع مهما اختلف الناس حولها ؟ أما موضوع انسحاب افراد القبائل العربية من الملتقى فهذا ادعاء لم يحالفه التوفيق ؛ ؛فللامانة ان معظم الفرص التى اعطيت للنقاش كانت من نصيب أخواننا من القبائل العربية وقد استمر معظمهم الى نهاية الملتقى حتى تكوين اللجنة وقد أختير مجموعة منهم فى هذه اللجنة ومن السهولة التثبت بالطبع من صحة هذه المعلومة من عدمه .
ذكر الكاتب أن ابناء الزغاوة يشكلون 98% من الحضور ولذلك سعى الملتقى الى تكوين لجنة من خارج الجمعيات حتى يستأثروا بنصيب الاسد من الفائزين فى اللجنة وذكر أن اللجنة تكونت فى النهاية من 21 عضو .
ولان لغة الأرقام دائما لا تقبل الغموض والمغالطة فانه أي الكاتب توقف فجأة عند تكوين اللجنة دون الولوج في التفاصيل . فلم يذكر مثلا كم عدد أبناء الزغاوة الذين تم اختيارهم ضمن لجنة ال 21 لاثبات حصة (نصيب الأسد) الذي يدعى أن أبناء الزغاوة يسعون اليها وبل لم ينتظر كما أسلفت حتى تكوين المكاتب التنفيذية لهذه اللجنة ليعرف من هو رئيسها ومن هو نائبه ؛ وهل هما من أبناء الزغاوة فعلا ؟ أبشر المدعو/ محمد صالح - ان كان قلقا بالفعل - أن المكاتب المذكورة لم يشغلها أي من ابناء الزغاوة ؛ رغم ان لهم الحق فى ذلك كمثل بقية أخوانهم من قبائل دار فور الاخرى . أما عن تسآؤله عن مصدر ايجار الاستراحة والشاى للحضور ؛ فكأن الامر يحتاج الى البحث عن تمويل أو قرض من دولة أجنبية للقيام بذلك أو كأننا أقمنا الملتقى فى فندق ذات سبعة نجوم وليس فى استراحة متواضعة كالنخيل المعروفة للجميع
وأخيرا اقول انه غير صحيح البتة ان الحرب الان تحولت الى حرب بين القبائل العربية وقبائل الزغاوة والمساليت والفور وبل الحرب بين طرفين اساسيين هما ثوار دار فور والحكومة المركزية مدعومة فقط من بعض المليشيات التابعة لبعض القبائل العربية فى دار فور ومن وراء الحدود وستظل كذلك - أذا أستمرت لا قدر الله - والحادبين من ابناء دار فور - ونحن منهم - سنسعى دون كلل أو ملل الى ايقاف الحرب المدمرة وذلك بدعوة الطرفين للجلوس الى مائدة التفاوض ؛ والتفاوض الجاد للوصول الى حل كل مشاكل دار فور حتى لا يضطر أحد الى حمل السلاح فى المستقبل وذلك بانهاء كل اسبابها . ويمكننا الاستدلال على ان الحرب بين طرفيين فقط من خطاب رئيس الجمهورية فى الايام الفائتة حيث قال ان الحكومة ستسحق التمرد فى دار فور ومن ثم تتفرغ الى جمع السلاح ولم يقل ان الحكومة تسعى الى ايقاف اقتتال قبائل دار فور ؛ وثم اننا طوال أكثر من عقدين نعايش فى دار فور حروب قبلية طاحنة تتخللها بعض فترات الصلح القبلى لتعاود الحروب القبلية من جديد ومع ذلك لم نشاهد طائرات حربية تغير على المدن والقرى وارتال الدبابات والآليات العسكرية الثقليلة تجوب دار فور شرقا وغربا ولم يأتينا أيضا رؤساء دول مجاورة للتوسط لحل الاشكال ولم تاتينا من قبل منظمات دولية انسانية بهذا الحجم لاغاثة النازحين من ويلات الحرب ولم تتسابق القوى الفاعلة فى العالم لايجاد دور لها وممارسة الضغوط للبحث عن حل عاجل. فأين أذن هذه الحروب القبلية فى السابق من هذه المستجدات ؟ كفانا دفن الرؤوس فى الرمال يا أبناء دار فور ودعونا نساهم بشجاعة فى حل المشكلة قبل ان تتجاوزنا الاحداث . كلمة أخيرة : أذا كنا قد وعدنا الحاضرين فى الملتقى ان دورنا سينتهى بانتهاء الملتقى وقد كان ؛ والان وقد تمخض جسم ممثل لاهل دار فور من تلك الملتقى ليسعى نحو حل المشكلة فاننا نهيب بهذه اللجنة الموقرة توخى الحرص الشديد لحماية نفسها فى المقام الاول وحماية قبائل دار فور المختلفة من فتن وافتراءات من شاكلة مقالة المدعو / محمد صالح لانها هى الفتنة بارجلها الاربعة .
عبدالحميد بشير رئيس لجنة الاعداد لملتقى أبناء دار فور التشاورى ورئس جلسة الملتقى الرياض - السعودية الجمعة 30 يناير 2004 م
01-31-2004, 07:59 PM
فتحي البحيري فتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
BousH
فتحي البحيري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست