الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-26-2004, 00:09 AM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم


    اتيحت لي الفرصة لزيارة معظم انحاء السودان، في ذلك الزمان الطيب الذي مضى.. وآحاول بهذا
    البوست أن أشارككم ذكريات ذلك الطواف.. لا اخادع نفسي وآدعي محاولة التوثيق فذلك له أهله
    ولكن ربما هي محاولة لتنبيه ذاكرتي التي هرمت والتشبث بما يحفظ علي بعض من رائحة الوطن
    وأتمنى أن تعينوني بتصحيح أو إضافات أو تعديل بالمشاركة المباشرة أو عن طريق البرايفت..

    وبسم الله نبدأ...



    وصلت إلي محطة السكة حديد متاخراً قليلاً... كان صباحا بارداً من صباحات فبراير الكتاحة والعجاج
    أنزلت أمتعتي من (البرينسة) أمام معمل إستاك... كان الصباح ما زال ندياً... وعدد قليل من السيارات
    يتهادى قاصداً القصر الجمهوري.. أو متجهاً نحو شارع الطابية شرقاً... علقت حقيبة القماش المتين التي
    صنعتها بيدي خصيصاً لهذه الرحلة على كتفي... حملت ما تبقى من أشياء أهمها... عصا مضببة بذيل
    ثور لزوم الحماية وإتقاء.. أو إفتعال المشاكل.. عبرت الطريق.. باتجاه النصب التذكاري للجندي المجهول
    ثم عبر البوابة الحديدية القصيرة إلى.. فناء المحطة المكتظ بكل انواع.. البشر.. شققت طريقي بين جموع
    الأكتاف المتلاحمة.. أخيراً.. وبعد لأي.. وصلت حيث استلقي القطار كحيوان خرافي.. ومددت بصري
    بحثاً عن العربة المخصصة لنا.. كان القطار محشواً بالخلق من كل نوع وصنف حد الإندلاق.. بعضهم آثر
    السلامة... واحتل السطح.. مكاناً حراً منفتحاً و.. مجاوراً السماء.. أرسل القطار صفيراً متقطعاً إيذاناً
    بالرحيل.. وارتفعت حمى المدافرة.. والضجيج.. حاولت عبثاً.. أن أستدل على موقع.. أو علامة هادية
    تدلني على مكان زملائي وسط هذه الاكوام من اللحم البشري المتلاطم.. ولكن هيهات.

    بدأ القطار إنتفاضات وإهتزازات الرحيل... فمددت يدي وتعلقت بأقرب مدخل صادفني... ثم وجدت
    لقدمي مكاناً على سلم المدخل... ورفعت بقية جسدي عن الرصيف... أفسحت لنفسي مكاناً ضيقاً بين
    جوالات البصل وأكوام الكراتين المتراصة التي تسد المدخل و... جلست.. على طرف صفيحة تفوح منها
    رائحة الجاز.. ووضعت أشيائي بجانبي.. أصغيت للإهتزازات والطرقعات الرتيبة وصريخ العجلات وهي
    تنزلق على القضبان... بأمل أن يحالفني الحظ في الإهتداء للمجموعة في المحطات القادمة

    أفقت فجأة.. بإهتزاز عنيف و.. رجة أنبأتني بقرب وقوف القاطرة.. مددت عنقي استطلاعاً.. فطالعتني
    القباب الحجرية المدببة و.. بيوت الطوب الحكومية... التي تميز مباني عمال وموظفي محطات السكك
    الحديدية.. حسناً.. هذه محطة كبيرة.. كما يبدو.. الآن.. يمكنني أن ابحث عن زملائي بروية.. فكرت
    كنت أظن أنني نمت فترة طويلة... بالخارج.. كانت هناك بعض اكوم من الحديد الخردة.. وبعض عربات
    القطار المهملة ملقاة علي جانب الطريق... رحت أصغي لصريخ العجلات الحديدية وتكتكة الإنتقال بين
    وصلات القضبان... وجاءني صوت صافرة القاطرة كحلم بعيد.. ثم صافرة طويلة أخرى.. مددت عنقي
    أكثر.. فرأيت بعيداً لوحة (السيمافور) وهي مشرعة.. أبطأنا.. حتى ظننت أن القاطرة تتوقف صافرتان
    أخريان قصيرتان وأخري طويلة.. بدت أكثر إلحاحاً وقوةً و.. سقطت لوحة (السيمافور) قفزت القاطرة
    إلىالأمام جاذبة معها بقية المقطورات....التي أصدرت زعيقاً هائلاً وهي تنزلق بين القضبان المتشابكة، ثم
    أبطأت مرة أخري.. وهي تتهادى نحو الرصيف.. مرت مباني المحطة أمامي بتؤدة.. قرآت على لوحة هرمة
    (المسيد) كتبت بخط الثلث الجميل.. رغم عوامل الزمن ما زالت صامدة هذه اللوحة

    فكرت.. أن الفرصة حانت للبحث عن بقية الرفاق.. جل ما أخشاه.. هو إحساسي الغامض بأنني ركبت
    القاطرة الخطأ، توقفت القاطرة تماماً.. وارتفعت أصوات باعة الشاي واللقيمات.. نزلت.. وتمشيت أمام
    المدخل محاذراً الإبتعاد... حتى لا أتيح لأحد فرصة إحتلال مكاني.. ولعلمي من رحلات سابقة أن توقف
    القطار لن يدوم أكثر من عشر دقائق.. قررت الإنتظار حتي وصولي لمحطة (الكاملين).. فيما أرسل القطار
    صافرة طويلة وقفز إلى الأمام بحركة عنيفة.. تبعتها حركات أقل عنفاً.. جاذباً خلفه مجموعة المقطورات
    تعلقت بمقبض الباب وانا أقف على السلم... أخذت أرقب القاطرة وهي تنثني مع المنحني.. ساحبة معها
    إثني عشر مقطورة ركاب، ثلاث فناطيس.. وعربة الفرملة... أي ما مجموعه ستة عشر عربة..تمركزت
    المقطورة التي أركبها بين مجموع مقطورات الركاب.. والفناطيس الثلاث.. هدرت القاطرة بصخب جزل
    عندما إستقامت على الطريق.. وتصاعدت سرعتها.. لفحتني الريح ببرودتها اللاسعة.. وأجبرتني على
    الإحتماء بين الجوالات والكراتين.. حمدت الله على نعمة هذا الموقع الدفئ.. ورحت أرقب ظلال المقطورة
    والذين يلتحفون السماء فوقها... وهي تتثنى وتتلوى تبعاً لتضاريس الأرض... وأفكر كيف يستطيعون
    الصمود بوجه هذه الريح الباردة التي تعصف خارجاً؟

    مرت الحقول والدقائق بطيئة.. إلا من هرير القاطرة وهدهدتها الرتيبة.. ثم ثقلت رأسي وبدأت الأصوات
    في الخفوت.. فجأة أحسست بحركة عنيفة بجواري.. فتحت عيني.. كان أحدهم يحاول دفع الباب بين
    المقطورتين.. خاطبته محذراً من وجود ركام الأشياء وعبثية المحاولة.. فتخلى عن محاولتة... عدت لمراقبة
    الظلال والحقول الجرداء.... كانت القاطرة تهدئ سرعتها إيذاناً بالوقوف... وتنبهت إلى أن الشمس قد
    أصبحت بمواجهتي جزئياً.. فعلمت عندها.. أن منامى قد جاوز الثلاث ساعات بكثير... أخرجت رأسي
    مستطلعاً.. فرأيت قرية كبيرة تلوح على البعد.. ورأيت الطريق المسفلت يجري ملاحقاً القطار وفكرت
    إن كان تقديري للوقت.. والعلامات الأرضية صحيحاً... فإن هذه هي محطة (الحصاحيصا).. ترامى إلى
    أذنيَّ أصوات غناء.. حملها الريح من قبل المقطورات البعيدة.. مع إنثناء القطار وهو يدخل أطراف البلدة
    تمكنت من تحديد موقع بقية الزملاء... في العربة الثالثة من الأمام... حيث كانت أقل المقطورات ازدحاماً
    إن لم يخطئني ظني.. توقف القطار تماماً.. وسط زحام من المستقبلين.. والمودعين.. وباعة الشاي والبيض
    والطعمية.. ولفحتني رائحة التوابل والأمباز.. وروائح أخرى.. قادمة من ذلك الحي القريب... الذي كنا
    نأتيه مهاجرين.. طمعا في حظوة إحدى فتياته الحسان

    حملت أمتعتي و.. نزلت متوجهاً نحو مقدم القطار.. صدق ظني فها هو وجه نجاة.. زميلتي يطالعني عبر
    النافذة.. وهي تصرخ بفرح خالطه شئ من العتاب المضمر.. أين كنت؟؟؟
    لقد يئسنا من حضورك... وظننا أنك لن تأتي..؟؟
    تمتمت ببعض الكلمات المبهمة فيما يشبه صيغة الإعتذار
    و.. ناولتها أشيائي عبر النافذة.. كانت تتناولها مني.. وهي تلاحقني بالأسئلة في لهفة.. أدهشتني
    فقبيل أيام مضت.. لو أخبرني أحد أنها تعرف إسمي.. لرميته بالخبل.. كانت أنيقة في غير إفراط، تلك
    الأناقة التي تخالها ولدت مع صاحبها... رقيقة.. ذات وجه ملائكي ناعم التقاسيم.. وعينين خضراوين
    قاتلتين.. لم تكن متعالية... ولكن كان بها ذاك الجلال... الذي يجعلك تفكر ألف مرة.. قبل أن تقتحم
    وحدتها.. زاملتها سنتين كاملتين.. كثيرا ما كنت أتأملها خلسة.. وأفكر.. كيف أن البثور الدقيقة التي
    تنتشرعلى خديها.. تزيدها جمالاً دون خلق الله.. وعندما تفاجئني.. غارقاً في تأملاتي... أحس برعدة
    تخترق مفاصلي... لم أجرؤ يوماً مخاطبتها سوى بالتحية المفروضة.. أو الرد عليها.. أفقت من تأملاتي
    على صوتها.. ألن تصعد؟؟؟.. لقد حجزت لك مكاناً بجانبي..
    تمتمت بما يعني الشكر و.. تحججت برغبتي في شراء بعض الأشياء، وأنطلقت هارباً..


    وإلى لقاء








                  

01-28-2004, 11:43 PM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)

    نواصل.....:ـ

    ملحوظة هامة جداً: جميع الأسماء الواردة هنا هي محض إختلاق
    وإقدم إعتذاري الصادق إن صادف وتطابقت لأي سبب كان



    و.. ناولتها أشيائي عبر النافذة.. كانت تتناولها مني.. وهي تلاحقني بالأسئلة في لهفة.. أدهشتني
    فقبيل أيام مضت.. لو أخبرني أحد أنها تعرف إسمي.. لرميته بالخبل.. كانت أنيقة في غير إفراط، تلك
    الأناقة التي تخالها ولدت مع صاحبها... رقيقة.. ذات وجه ملائكي ناعم التقاسيم.. وعينين خضراوين
    قاتلتين.. لم تكن متعالية... ولكن كان بها ذاك الجلال... الذي يجعلك تفكر ألف مرة.. قبل أن تقتحم
    وحدتها.. زاملتها سنتين كاملتين.. كثيرا ما كنت أتأملها خلسة.. وأفكر.. كيف أن البثور الدقيقة التي
    تنتشر على خديها.. تزيدها جمالاً دون خلق الله.. وعندما تفاجئني.. غارقاً في تأملاتي... أحس برعدة
    تخترق مفاصلي... لم أجرؤ يوماً مخاطبتها سوى بالتحية المفروضة.. أو الرد عليها.. أفقت من تأملاتي
    على صوتها.. ألن تصعد؟؟؟.. لقد حجزت لك مكاناً بجانبي

    تمتمت بما يعني الشكر و.. تحججت برغبتي في شراء بعض الأشياء، وأنطلقت هارباً..

    تعمدت تأجيل عودتي لئلا ألتقي بها.. حتى بدأ القطار في الحركة مع أول نسمات المساء الندي.. تعلقت
    بالسلم.. وبقيت هناك أسامر أحد الزملاء حتى وصلنا ودمدني مع دخول المغرب... إنطلقت مع صديقيّ
    وزميليّ علي شيكش وعبدالرحمن أزرق إلى السوق.. حيث كنا مسؤلين عن تأمين الإعاشة
    إبتعنا جل ما نحتاج للعشاء... ما عدا الخبز الذي لم نسطع تأمينه... أخبرونا عن فرن... يعمل في ذلك
    الوقت إلا أنه يبعد قليلاً عن السوق... ناحية الإدارة المركزية... تركنا الأزرق يذهب بما ابتعناه... ورحنا
    نتجول بحثاً عن الخبز.. وعدنا آخر المطاف و.. معنا قليل من ذلك الذي يقيم الأود.. وبعض قوارير فرح
    أخفيناها بحرص... ضحك الأزرق عندما رأها و.. علق بخبث قائلاً.. الآن حصحص الحق.. جئتما بغذاء
    الجسم والروح

    تأخر القطار... فإقترح شيكش أن نذهب في جولة حول المحطة.. خرجنا بعد أن تأكدنا من ناظر المحطة أن
    أمامنا ساعتين على الأقل من الزمن الحر.. خرجنا باتجاة عمارة الشامي مروراً بإستديو الرشيد... وعرجنا
    على نادي الكوكب... حيث إحتسينا بضع كؤوس الشاي بالحليب المقنن... وإلتقينا بعض الأصدقاء من
    أبناء ود مدني... كان الجو دافئاً جميلاً.. شجعنا على التمادي في تجوالنا نزولاً بفريق سيكو.. والمدنيين
    التي دهمنا العشاء بها.. فأصر الأزرق أن نصلي بمسجدها... رغم احتجاجي بضيق الوقت وإحتجاج علي
    شيكش بعدم طهارته.. التي لم تجد أمام إلحاح الأزرق العنيد.. كنا نعجب من إمكانيات الأزرق الهائلة في
    الجمع بين النقائض

    كان درويشاً (فلاتيّ) النزعة في أداء الفروض و.. الأوراد لوقتها.. زنديقاً ماجناً حد التهتك ما تبقى.. لا
    يستنكف.. ترتيل القرآن بصوته القوي الجميل وهو يكاد يسقط أرضاً.. من السُكر... أخيراً استسلمنا
    وأدينا الفرض.. ثم اتخذنا شارع النيل.. عوداً.. خوفنا ألا ندرك القطار.. إلى الدرجة.. فسينما الخواجة
    التي وصلناها مع سماعنا للصافرة الأخيره.. ركضنا بأقصى ما نستطيع فأدركنا آخر مقطورات الركاب

    تعلقنا بالباب و.. نحن نلملم آخر أنفاسنا.. وشيكش.. ما زال (يبرطم) تذمراً لإجباره على أداء الصلاة
    دون طهارة.. كانت الساعة قد جاوزت الحادية عشرة مساءاً تقريباً.. وهدأت الأصوات.. بقينا.. معلقين
    على باب المقطورة حتي سندة مارنجان.. ثم تتسللنا لمقطورتنا.. حيث تجندل معظم الزملاء بسلطان النوم
    و.. هدهدة القاطرة.. إلا بعض النشاز الصامدين.. وذوي المآرب المشبوهه أمثالنا.. متحلقين.. يتهامسون
    في خفوت

    زحفت.. بحرص بين الأجساد النائمة المبعثرة كيفما اتفق.. وأخرجت أدوات الفرح الليلي.. من مخبئها
    قارورة سمراء من سائل رصيف الماء لا لون له.. له فعل السحر في جلاء النفوس و.. كأس من البلور النقي
    تكاد تضئ بهاءاً وصفاء.... عدت محاذراً لفت الأنظار لحملي الثمين... حيث وجدت شيكش قد تمنطق
    بمزهرٍ بهي.. إمعاناً في جلب المسرة

    إتخذنا مكاناً قصياً.. بقرب الباب ونسيم الليل يداعب وجوهنا.. فنثمل قبل أن نمس الشراب.. ومضى
    القطار يشق عباب الليل.. يدوزن هديره على تواقيع أوتار شيكش البهيجة.. مضى ثلث الليل.. ونصفه
    و.. ثلثه ونحن في سمر وشيكش يطربنا بدندنة خفيضة.. حتى هزمتنا جحافل الظلام.. فسقطنا واحداً
    تلو الآخر.. غادرنا شيكش... متكئاً على مزهره.. باكراً.. وكعادته.. كان يفيق لماماً.. ويوصل الدندنة
    قليلاً.. ثم يغرق في مكان ما.. مرة بعد مرة.. حتى ألقى سلاحه.. أخيراًً.. فإرتفع هدير أنفه.. وانتظم
    صوت تنفسه

    أما العبد لله.. فقد بلغت.. ذروة السنام.. إنطفأت إحدي عيني.. حاولت جاهداً.. إبقاء جفنها.. مفتوحاً
    ثم تركتها لشأنها عندما بدأ.. الدوار.. تمددت على الأرض.. في محاولة أخيرة لإبقاء رأسي... طافية فوق
    جسدي الذي غادرني باكراً.. كشيكش... أخيراً.. وبعد محاولات يائسة... جنحت... للذي لا بد منه
    زحفت بضع خطوات.. ألقمت رأسي للريح.. أسندتها على حافة السلم.. وأفرغت جعبتي

    آخر ما إلتصق بذاكرتي.. أن رأيت.. الأزرق يواري القارورة والكأس.. بين طيات ملابسه... يستقيم على
    قدميه.. ينزل بعض الأمتعة عن الرّف المعلق.. ثم يخفي قدميه في مكان ما.. فوق رأسي



    وإلى لقاء
                  

01-31-2004, 04:31 PM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)

    ملحوظة لا بد منها: جميع الأسماء الواردة هنا.. هي محض إختلاق
    وإقدم إعتذاري الصادق والعميق إن حدث تطابق لأي سبب كان


    نواصل.....



    أفقت وبي جوع وبردٌ خرافيّ.. وجدتني مُلقى بجوار الباب كخرقة بالية.. تطلعت حولي.. كان
    الجميع نيام مايزالون.. والليل ملقٍ أستاره على الدنيا... شيكش ما زال على حاله.. متوسداً
    عُوده.. تحركت قليلاً فطنَّت أذنيّ وآلمني رأسي.. تماماً بين العينين... كان الألم مثل رجرجة
    اللبن في (السِعِنْ) حمدت الله أن احداً لم يطّلِع على حالي المزري.. جنح تفكيري لنجاة.. كيف
    لو رأتني هكذا.. رغم الألم.. هززت رأسي انفض عنه الفكرة بعنف

    كانت برودة الفجر تتخلل أنسجة ملابسي وتستقر في العظم... أحسست اني بحاجة لغسل وجهي
    تحسست (المزيرة) فوق رأسي... كانت (الأزيار) جافة كجلد ورل صحراوي.. لحظي.. كان
    أحدهم.. قد خبأ (جركانة) صغيرة.. خلف أحد الأزيار.. تشممتها... خوفاً ان تحوي شيئاً آخر
    بدت صالحة للإستعمال جلست على حافة السلم.. إغتسلت.. ورحت أرقب الحقول النائمة.. كنت
    أحاول تخمين موقعنا وقدرت أننا على وشك دخول سنار.. فجأة تذكرت جوعي.. وأني لم اصب
    طعاماً.. منذ صباح الأمس سوى رغيف خبز.. اقتنصتة ونحن في الفرن بود مدني

    بحثت في صندوق الإعاشة.. لم أجد سوى كيس كبير من.. الخبز اليابس و.. عدد من علب
    الصفيح المستديرة.. تناولت إحداها.. كانت زلقة بفعل الزيوت.. فتحتها بصعوبة.... طالعتني
    وريقة عائمة في الزيت.. قرأت.. مصنع حلويات سعد.. حلاوة طحينية ممتازة.. صنعت.. إلخ
    عدت إلى مجلسي.. أزلت الوريقة وتحسست بطرف لساني طعم الزيت.. زيت سمسم صافي
    أخذت منه قليلاً.. مسحت يدي إلى المرفقين.. ثم وجهي و.. قضمت قطعة كبيرة ملأت فمي
    والتصقت بسقف حلقي.. أكلت بنهم وأنا أرقب الدنيا تستفيق مع انبلاج الفجر خارجاً.. القيت
    بالعلبة الفارغة في إهمال.. راقبتها وهي تختفي في مكان ما.. أسفل القطار الذي كان ينهب
    الأرض باقصى سرعته.. وصوت التكات الرتيبة التي تحدثها الوصلات لا يقطعه سوي الضجة
    والجلبة المفاجئة.. عند عبورنا للكباري الصغيرة فوق مجارِ السيول... كانت الحياة تدب في
    الحقول المزروعة حديثاً

    رأيت في ضوء الفجر الأعشى.. جراراً.. يسوي أرض أحد الحقول... وهناك في البعيد أحدهم
    يمتطي حماراً ابيضاً.. يحث الخطي نحو أكمة من الشجيرات الكثيفة و.. طيور اللقلق البيضاء
    تنتشر في الارجاء.. والزرازير الصغيرة.. تنطلق أسراباً.. محلقة في اتجاه دائري.. بعيداً عن
    القطار باتجاه عقارب الساعة.. وفجأة تعكس الإتجاه.. فيبرق ريشها في الضوء الشحيح.. ثم
    تحط فجأة و.. ينطلق سرب آخر.. أدهشتني بقدرتها الهائلة على التنسيق والمناورة.. سبحان
    الله الخلاق العظيم.. آلآف من الزرازير تنطلق سوية.. في انسجامٍ تام لا يعتوره خلل.. قطع
    إرتجاج مفاجئ وصافرة طويلة ملحة تفكيري.. فمددت رأسي مستطلعاً.. لم أر.. سوى سماء
    وحقول و.. تلالاً زرقاء تلوح عند الأفق

    هدأ القطار سرعته حتى ظننت أني إن تمشيت بجواره.. لسبقته بلا شك.. شعرت بحركة خلفي
    ظننته أحد الزملاء... فأشرت إلى سرب من طيور الكراكي الضخمة (أبومركوب).. كان أحدها
    يركض ويرف بجناحيه الهائلين تأهباً للطيران... علّقت.. دون أن ألتفت... ألا يشبه البوينغ؟؟
    أحسست بالذي خلفي ينحني متأملاً.. رفعت بصري.. إصتدمت بعينين.. إنعسكت عليهما زرقة
    الفجر.. فبدتا أشدُّ إخضراراً وعمقاً.. قفزت كالملدوغ.. كدت أسقط خارجاً.. فتمسكت بالمقبض
    وإرتدت هي.. بضع خطوات.. وقفنا نحدق أحدنا بالآخر.. كان قلبي يقفز إلى حلقي فيسد عليّ
    مجال النفس.. أفرخ روعي أخيراً.. على صوتها الهادي وهي تقول بشبه إبتسامة.. تبدو كمن
    رأى شبحاً.. ثم أردفت في تساؤل.. هل أنا مخيفة لهذه الدرجة؟؟؟

    تمتمت بصعوبة.. لا.. لا ولكني فوجئت

    قالت بهدوء.. حسناً.. تفضل أن أنسحب وأتركك؟؟؟

    صرخت بنزق أرعن.. لا.. لا..... كان صوتي رفيعاً مترجرجاً.. يفضح لهفتي... وسرعة القطار
    تتصاعد.. قالت وابتسامتها تتسع.. حسناً.. عد إلى مجلسك وتجاهل وجودي.. أطعت بتردد وأنا
    أنظر فوق كتفي.. قالت.. أنظر أمامك و.. دعك مني... ثم ضحكت وقالت.. تخاف أن أدفعك
    خارجاً؟؟؟

    هززت رأسي أن لا... وعدت أنظر خارجاً فيما إرتجت المقطورة.. وسمعت صافرة بعيدة كالحلم
    أحسستها تنحني مستطلعة.... فتحركت إلى اليمين قليلاً.. مفسحاً المجال.. لامسني طرف ثوبها
    فأحسست برعدة تخترقني.. أبعدت رأسي قليلاً.. فرأيت جانب وجهها وجيدها الأنيق.. والصليب
    الرقيق الذي ينام على صدرها.. فأشحت ببصري بعيداً وقلبي يقفز إلى حلقي



    وإلى لقاء
                  

02-04-2004, 04:58 PM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)


    ملحوظة لا بد منها: جميع الأسماء الواردة هنا.. هي محض إختلاق
    وإقدم إعتذاري الصادق والعميق إن حدث تطابق لأي سبب كان


    نواصل...




    انتهزت فرصة توقف القطار.. فقزت بعيدا عن حصار عطرها.. وقرات على لوحة خشبية رثّة
    (محطة جبل موية)... كانت الشمس تذر قرنها.. وترسل اشعة رقيقة.. لا تقوى على تبديد برودة
    الصباح... نزلت في جلال الواثق... وقفت.. غير بعيد.. أرقبها وهي تصلح ثوبها.. فحاصرني
    الشانيل19 مرة اخرى.. كانت الريح تعصف قليلا.. فتثير دوامات صغيرة من التراب.. رغم ذلك
    كان شذى عطرها يخترقني.. سالتها بصوت مختنق... جائعة؟؟

    هزت راسها ايجاباً.. كنت ارى بطرف عيني شيكش.. ينهض متثاقلاً.. يخبئ العود خلف الازيار
    يتقدم نحو المدخل وهو يقول... افقت باكرا يا جوك؟؟.. اين نحن...؟؟

    عندما رأها إرتد حتى كاد يسقط على ظهره.. ضحكت وهي تقول.. يبدو أن الجميع يفزعون
    لرؤيتي..؟؟ أعطيتهما ظهري متجها نحو إحدى البائعات.. متجنبا الرد عل ما خلته سؤالاً.. ابتعت
    كمية من طعمية الفول و.. ثلاث ارغفة متربة و.. لكنها طازجة وساخنة.. وعندما عدت.. كان
    شيكش يجلس على حافة السلم.. ويقهقه بصوت عال.. وضعت الأرغفة والطعام بجانبه وسألتهما
    إن كانا يرغبان في بعض الشاي.. هزت رأسها ايجابا.. فيما بادرني علي ضاحكا... هل تصدق..
    أن نجاة صورت فيلم الأمس.. منذ لحظة احضارك للقذيفة.. وحتى السمفونية التي عزفتها منفردا؟؟

    ضاقت بي الدنيا.. فابتسمت في همود.. وآثرت الهروب متعللاً باحضار الشاي.. رحت أقلب الامر
    على وجوهه و.. كيف اخرج من هذا المأزق الذي وضعني فيه علي... أخيرا قررت ان ادع
    الامور كما هي.. عدت بالشاي.. فوجدت نجاة قد تبخرت.. سألت علي بلهفة.. فضحك في خبث
    وقال.. لقد ذهبت إلى (قمرة) البنات.. واردف.. لقد وبختني.. لأنني أخبرتك انها تابعت سهرة
    الامس.. فقد احست انك غضبت وتوترت.. ماذا يدور بينك وبينها؟؟؟ دهمني بالسؤال.. تلجلجت
    ابدا.. لا شيئ.. ضحك وقال.. لا عليك يا جوك.. سحبت السؤال.. ثم غمزني وتمتم بخبث.. عالم
    ورق.. ها قد سقط فارس اخر... اغتظت.. وقذفته ببقية الشاي.. راغ ببراعة و.. اختفى داخل
    المقطورة..

    مرت الساعات كئيبة..ظللت ابحث بعيني بقية النهار.. لم يبد لها اثر.. قطعنا ارض الجزيرة من
    النيل الازرق.. شرقاً الى.. النيل الابيض.. غربا.. وما اكتحلت عيناي برؤيتها.. أخير لم اتمالك
    ركضت منتهزا ابطاء القطار قبل دخولة محطة (ربك) قافزا فوق الخطوط المتشابكة.. لم يتوقف
    القطار كما كنت اتوقع و.. تصاعدت سرعته.. ركضت.. كما لم اركض من قبل و.. تعلقت بالعربة
    معرضا نفسي للسقوط تحت القطار.. بقيت قليلا.. حتى استجمع شتات شجاعتي.. ثم تقدمت داخلاً
    قرأت البطاقات الصغيرة المعلقة على ابواب المقاصير.. هذه مقصورة الاساتذة والمشرفين.. تليها
    مقصورة.. بعض الزميلات.. ثم مقصورتان اخريان.. آه.. نجاة ميخائيل حنا.. هذا اسمها.. وقفت
    قبالة الباب.. وانا ارتجف كورقة.. استجمعت لهاثي بعد جهد و.. هممت بالنقر.. فتح الباب ويدي
    معلقة في الهواء.. تسمرت.. كانت تبدو كمن صحا لتوه.. تلتحف ملاءة ثقيلة.. وتضع منشفة
    على كتفيها

    تراجعت خطوة في اندهاش.. ثم اشرق وجهها و.. سحبتني بعيدا عن الباب.. جئت تبحث عنى؟؟
    قالت بفرح.. لمدة طويلة ظننت انك لا تهتم... بدأت اعتقد انك بارد المشاعر وليس كما يشاع عنك

    دهشت لهذا الهجوم المفاجئ.. فانزلت يدي.. المعلقة

    اخذت بذراعي وسحبتني بعيدا وهي تقول.. أووه انا اسفة.. تعال هنا الى المدخل.. الهواء افضل
    كنت اود ان ادعوك لمقصورتنا.. ولكن بعض الزميلات مازلن نائمات.. كانت تتكلم بسرعة وثقة
    سرت اليّ.. فوجدتني اكثر ثباتا.. قالت بهدوء.. انتظرني هنا.. خمس دقائق واكون معك..

    كان القطار يتهادى.. مقتحما افواج المسافرين والمستقبلين في محطة.. ربك.. اخذت انظر اليها
    وهي تمضي عبر الممر في خطوات واثقة.. حتى توارت خلف باب ما.. في مؤخرة المقطورة



    والى لقاء
                  

02-05-2004, 10:26 PM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)


    ملحوظة لا بد منها: جميع الأسماء الواردة هنا.. هي محض إختلاق
    وإقدم إعتذاري الصادق والعميق إن حدث تطابق لأي سبب كان



    نواصـــــــــــل...



    وقفت ..منفصلاً تماماً.. عن محور الأحداث .. أرقب من موقفي من حركة الناس .. بدا القطار
    مركزاً للكون.. تلك اللحظة.. فتلك تعرض بضاعتها من المناديل والطواقي .. وأخرى .. تفترش
    الارض وبين يديها.. أكوام من (الجراد) المقلي.. واخريات يعرضن طعاماً.. وتلك المليحة.. تفرش
    بضاعتها من (الهالوك) واقرص العسل .. يدور حوار .. صامت بينها وبين فتى.. وسيم أسمر بلون
    البن المحروق .. يقف غير بعيد .. كان منتشياً كطاؤوس بفتوته

    أرخي طاقيته الحمراء الزاهية.. على عينه اليمنى .. عندما تقدمت نحوه.. بعض النساء .. يعاين
    البضاعة .. وأفتر ثغره عن أسنان بيضاء قوية .. كانت بضاعته من دبابيس الشعر و.. الأشرطة
    الملونة... تجتذب النساء و... الفتيات.. فيرسل نظرات ذات معنى .. لصاحبة الهالوك

    وهناك.. عند الطرف القصي.. للرصيف.. توقفت.. بضع شاحنات .. امام مقطورة شحن.. ملحقة
    بالقطار.. لم الحظها سابقاً .. كانت حركة الحمالين.. من القطار الى.. الشاحنات لا تتوقف .. وغير
    بعيد.. وقف عدد من الرجال... يتصايحون

    أعلاهم صوتاً.. ذلك المكتنز.. ذي الجلباب الرمادي .. يشير نحو الحمالين .. ويرمي بيمين الطلاق
    بين كلمة وأخرى .. سكت الجميع .. عندما توقفت (الفولجا) الزرقاء بجوارهم .. كان الذي يجلس
    فى الخلف.. يتحدث.. ويشير.. بيد يلتمع فيها خاتم ضخم .. أشار لصاحب الجلباب الرمادي وهمس
    فى أذنه شيئاً .. فمضى متذمراً.. وهو يضرب كفاً بكف و.. يشوح بيديه .. احسست بمن ربت على
    كتفى .. فابتعدت عن النافذة قليلاً.. قالت.. أين كنت ..؟؟

    كانت ترتدي بلوجينز داكن الزرقة و.. بلوزة قطنية بيضاء.. بياقة بحرية وأساور زرقاء فاتحة
    منقطة بالأبيض.. وصندلاً خفيفاً ذي سيور دقيقة لؤلؤية.. وتعقد شعرها الكستنائي الداكن بشريط
    لؤلؤي خلف راسها .. قالت فى تساؤل .. اين انت ؟؟؟

    جئت من نصف ساعة وانت غارق .. بم تفكر ..؟؟

    اشرت إلى (الفولجا) الزرقاء.. وهي تغادر الجمع.. الذي تفرق بعدها
    تساءلت فى تردد .. وأنا أتحاشى عينيها .. أين الثوب ..؟؟

    قالت .. أحببت أن أكون حرة طليقة و.. لكن إن شئت...؟

    قاطعتها ..لا أحب أملي عليك شيئاً.. ولكن.. إعتقادي أن الثوب أكثر ملائمة.. لظروف المكان
    هو مجرد رأي.. غير ملزم..و

    قالت وهي تبتسم .. هذا مثالي .. ثم مضت قبل أن أجيب

    إلتفتت.. وقالت.. لحظة واكون معك .. ومضت بخطى متسقة.. راقصة

    كان صندلها يصدر حفيفاً ناعماً.. على الأرض الخشبية.. رحت أفكر.. ماذا عنت بقولها.. هذا
    مثالي؟؟.. وهل كان تعليقي.. حقيقة.. بسبب الظرف المكاني.. أم هو.. مجرد رغبة.. فى ممارسة
    فوقية ذكورية؟؟.. أم هناك.. أسباب أخرى.. خفية؟؟

    أخذت اؤنب نفسي على تصرفي الأخرق .. فيما ظهرت هي.. مرتدية ثوباً برتقاليا فاتحاً.. بنقوش
    دقيقة.. بيضاء و.. بنية.. بدت رائعة البهاء.. لحظت.. انها أبدلت الصندل.. بحذاء قماش.. أبيض
    بنقوش برتقالية .. قالت.. وهي تسحبني من يدي.. هيا بنا.. لقد أضعنا الكثير من الوقت



    وإلى لقــــــــاء
                  

01-29-2004, 03:06 PM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)

    up
    زغمبروتة لحدي ما اجي بعدين
                  

01-30-2004, 11:02 AM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)

    الاستاذ طيفور كتابة جميلة تشبه استراحة في محطة خلوية بها زير بارد و اشجان و اشجان لا تنتهي .
    انا في الانتظار
    واصل لو سمحت منعا لتوقف الخواطر و الذكريات التي اصبحت وطن وهيط لكل البعيدين عن البلد
    طه
                  

01-30-2004, 02:12 PM

KOSTA
<aKOSTA
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 3138

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: TahaElham)

    طيفور

    لا ادرى لماذا اعتقدت ان اتجاه قطارك هذا كان سيكون للشمال
    يمكن عشان اسمك من اسماء ناس الشمال .

    عمومآ ارجو ان تواصل السرد فهو جميل و متناسق و ينم عن ملكة و موهبة باينة فى مجال الروايات و القصص .... واصل فنحن نتابع معك بكل الشغف و اللهفة.

    تحياتى
                  

01-31-2004, 04:50 PM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: KOSTA)

    كوستا الجميييييييييل



    سلمت يا غالي
    تحياتي وتهاني العيد لاسرتك الكريمة
    وتحايا خاصة لميشو والدفار وزنداوي
    وكافي وشقشق الغتيت

                  

01-31-2004, 04:34 PM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: TahaElham)

    حبا وكرامة يا طه
    وتسلم على الطلة
    وكل عام وانت بالف خير وعافية
                  

02-02-2004, 11:45 AM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)

    واباية زغمبروتة تانية لحدي ما اجي بعدين
    وكل سنة وانتو طيبين
                  

02-02-2004, 08:17 PM

Isam Widaa
<aIsam Widaa
تاريخ التسجيل: 08-02-2003
مجموع المشاركات: 317

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)

    في انتظارك يا طيفور
                  

02-04-2004, 04:37 PM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: Isam Widaa)

    عصام ودة العزيز
    كل سنة وانت بالف خير يابا
    وابشر يا غالي
                  

02-03-2004, 09:33 PM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)

    الاخ طيفور
    التحية لك فى جمال السرد
    والاسلوب القصصى الذى يدل
    على كتاب قصة من الدرجة الاولى
    الشئ التانى زكرتنا بتفصيل
    السفر بالقاطر بكل تفصيل الجميلة
    الشكر لك مد
    عثمان احمد
                  

02-04-2004, 04:44 PM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: almohndis)

    اخي عثمان
    كل عم وانت بالف خير وعافية
    لك الشكر با غالي على حسن ظنك بي
    فما هي الا قبس مما نقرأه فيكم
    وفي أهل هذا المنبر
    وارجو ان الامس بعض مما تقول
    لك ودي ايها الجميل
                  

02-08-2004, 00:49 AM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)

    اباية لحدي ما اجي باكر
                  

02-19-2004, 06:50 PM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)

    باكر لثع ما جا؟؟
                  

02-27-2004, 09:56 PM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)

    نواصل




    إنطلق القطار نحو الجسر الحديدي العتيق "1908" الضيق الذي يعبر .. بحر كيوات
    "النيل الابيض" غربا نحو كوستي... التوأم الأنيق لمدينة ربك.. الشعبية النزعة
    حيث معاصر الزيوت وتجارة الحبوب.. لا أدري لم شممت فيها رائحة القضارف والابيض
    ومارنجان.. ربما لارتباطها بالعمال والتجارة و.. كونها الحديقة الخلفية لمشروع
    كنانة الناشئ حديثا.. كما كانت لميناء كوستي من قبل.. رغم انها أقدم تاريخيا
    اما كوستي... فتلك حديث.. آخر.. عندما صافحتها عيناي.. أول مرة.. بغتتني..
    مدينة مغسول قلبها بالمطر.. مرتبة.. أنيقة.. حكومية المظهر.. برجوازية.. حتى
    القاع.. رغم انها المعقل الثاني لليسار.. بعد عطبرة.. وتنام بين عينيها جمهورية
    محمود محمد طه.. وشيوعية عبد الخالق.. وجحافل الانصار.. في وداعة لا تجدها في أية
    مدينة أخرى..ورغما عن ذلك.. يلازمك شعور.. أن الانجليز ما بارحوها قط.. ولها طعم
    مدني في زمان آخر.. عشقتها تلك المدينة.. الرايقة.. مذ وقعت عيناي عليها.. وما
    فارقني عشقها.. ولن.. كان لمدينة ربك.. لذعة القرنفل الأولى.. ولكوستي كل ما تبقى
    من الحلاوة.. والارتعاش.. مدينتان.. لكل منهما خصوصيتها السرية.. المتفردة.. رغم
    تجاورهما.. وتموضعهما بذات البقعة على ضفتين متقابلين..دلف القطار إلى المحطة
    برفق العاشق.. يقبل ثغر محبوبته و.. يخشى عليها من الخدش...



    وإلى لقاء

    (عدل بواسطة طيفور on 02-27-2004, 10:03 PM)

                  

02-28-2004, 10:51 AM

Alia awadelkareem

تاريخ التسجيل: 01-25-2004
مجموع المشاركات: 2099

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)

    واو طيفور
    بين اردانكلعنة الكتابة فابعة تذرنا بانغضاضك
    لن اعلق سامضي هكذا
    وخوفا من الباندوث اللعين وورطتة قمت بتخزينك الفوري
    حتي لاافيق صباحا ولا اجد وطني
                  

02-28-2004, 07:28 PM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: Alia awadelkareem)

    لووووووووول يا عالية
    Quote: بين اردانكلعنة الكتابة فابعة تذرنا بانغضاض

    دا حجاب رندوق... ولا شنو....؟؟؟؟


    تسلمي يا غالية ربنا يقدرنا ونكون عند حسن الظن
                  

02-28-2004, 11:10 PM

Alia awadelkareem

تاريخ التسجيل: 01-25-2004
مجموع المشاركات: 2099

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)

    الغالي طيفور
    واللة الكلمة الاولي قاصداها وربما من وحي اللغة الالمانية التي تشبة القطاراما الاخريات فتكفلت بهن الاخطاء المطبعية
    وعموما يا عالي اكتبهم ليك تاني ويمكنك المقارنة بين ابتكاري واللغة الاصل
    بين اردانك لعنة الكتابة قابعة تنذرنا بانغضاض
    الابتكار وحقوق الطبع محفوظة لي طبعا كالاتي
    بين اردانكلعنةالكتابة وهنالك كلمات يسهلدمجها وفرائتهابوضوح فتوفرعلي نفسكجهدومساحةورقوتركيز فكرةمش .
                  

03-01-2004, 08:57 PM

Alia awadelkareem

تاريخ التسجيل: 01-25-2004
مجموع المشاركات: 2099

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: Alia awadelkareem)

    up
                  

03-04-2004, 09:43 PM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: Alia awadelkareem)

    هاهاهاها

    الله يقطع طاري شواطينك يا غالية
    وحات الله... ضحكت نمان بطني وجعتني
    عندك حس فكاهي مبالغة... قلتي لي كيف..

    Quote: وهنالك كلمات يسهلدمجها وفرائتهابوضوح فتوفرعلي
    نفسكجهدومساحةورقوتركيز فكرةمش .


    الله يديك العافية ويحفظك
                  

03-19-2004, 08:02 PM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)

    ابوبة ثغمبروته
    لحدي ما اجي باكر
                  

04-15-2004, 02:14 AM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)


    جبال النوبا للوافر شيخ الدين جبريل

    الوافر ايها الجميل اني ازين بك صدري وازهو بهذا العمل




                  

04-15-2004, 02:56 AM

WaD OmI
<aWaD OmI
تاريخ التسجيل: 08-26-2002
مجموع المشاركات: 995

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: طيفور)

    اخيرااا يا رائع ناوي تستمر وااااااااصل بالله عليك
    اتحفنا باسلوبك الراقي المميز..............
    لك الود



    نوف
                  

04-15-2004, 05:46 AM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: WaD OmI)

    الرائع طيفور القطر دة قام فى مواعيدو!!!! انه بوسط ممتع وظريف؟
    فقط أريد أن اضيف معلومة والله اعلم بأن جبل الدائر كان آخر مكان شوهد فيهو الأمام الهادي المهدى أمام طائفة الأنصار وكل الشواهد تقول أنه مات في جبل الدائر وعلى فكرة جبل الدائر زكر فى كثير من المناحات والأغاني السودانية ولكننى للأسف لأ أستحضر منها شئ.
                  

04-17-2004, 01:56 AM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: Saifeldin Gibreel)

    سيف الدين تلك معلومة مفيدة
    نامل ان ياتي من يؤكدها او العكس
    وخليك معاي نتذاكر سوا
                  

04-17-2004, 01:17 AM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطــــريق إلــــــى جبـــــــل الدايــــــر العظيــــــم (Re: WaD OmI)


    نوف الرقيقة


    ابشري يا بنيه

    لك كل الود وما بعده

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de