|
|
 بيان من جمعية الصحافيين السودانيين بالمملكة في ذكري الاستقلال
|
بيان من جمعية الصحافيين السودانيين بالمملكة العربية السعودية في ذكري استقلال السودان
تطل علينا الذكرى الثامنة والأربعون لاستقلال بلادنا المجيد والسودان يتجدد تحديه كما كان حاله كل مرة بيد أنه في هذه اللحظة التاريخية علي موعد مع خيارات البقاء أو الفناء ككيان واحد . والأمر كذلك فان الذكري الماثلة تضع قياداته السياسية والحزبية والفكرية والمهنية جميعا أمام اختبار حاسم لايقبل التراجع بالمساومة أو الفشل0 فالعالم كله يرنو بنظره إلى شعب السودان ليرى ان تبقت لشعبنا بقية من طاقة تمكنه من النهوض مجددا من تحت ركام ماحاق به من مآسي وجثم علي صدره من أحمال متعاقبات صودرت فيها عن أطفاله حقوقا مشروعة وأحلام في العيش في وطن يتنسم الحرية ويلبي حاجتهم من الدواء والكراسة والخبزة لا الفناء والرصاصة 0
انها، وبحق، للحظات تاريخية تتطلب شحذ الهمم واستنهاض القدرات الكامنة من كل فئات شعبنا البطل وتستوجب التجرد من الذاتية والوقوف بصدق مع مصالح الوطن والسمو فوق الجراحات الغائرة والمظالم العديدة التي تناسلت من نظم ادارية وسياسية فاسدة حجبت عنا الحرية والاختيار الطوعي لآليات ادارة شأننا .
أن جمعية الصحفيين السودانيين بالمملكة العربية السعودية ، التي يؤرخ ميلادها لساعة التحدي الحاضرة ، تدعو كل صحفيي السودان وصناع الكلمة وطلاب الحرية بالخروج عن صمتهم وتدوين مقالهم في مايجري اليوم0 فنحن أمام تخليق متسارع الوتيرة لواقع ومنظومة سودانية جديدة ، ستفضي بنا ، وبالأجيال القادمة الي سرداب مجهول ينتظرنا ،ولاخير فينا ان ألجمنا القلم عن المشاركة وقعدنا الألسن عن المجاهرة وأغرينا الأفكار بالمسافحة ارضاءا لفئة أو مكابرة عن خطأ أو طمعا في مغنم أوخوفا من سطوة أو تزييفا لحيثيات قاطعة 0
ليس هناك ثمة مانع مقدس يقعدنا عن المشاركة في حوارنا بشأن قضية مركزية خياراتها ببساطة هي وحدة للسودان أو تفتته وتجزئته 0 وحسبنا ان الشعوب في هكذا لحظات تتعرف علي مكامن قوتها فتشرع في استنهاض عزائمها ، وهذا تحديدا ماعزمنا عليه وماندعو اليه . فنحن ماضون في طريق إعادة الأمل لشعبنا مهما ادلهمت الخطوب وسعي نفر نعرف أن بوصلة مصالحه تشير لذاته لا باتجاه الخيار الشعبي في الديموقراطية والتعددية وضمان حقوق الأنسان والحرية والسلام 0
ياشعبنا السوداني العظيم:
لقد حان وقت اعطاء محتوي حقيقي لذكري الاستقلال تعبر فيه الافعال عن الحدث ويصبح الأستقلال استدلالا علي نهضه الإنسان السوداني، الذي ظل كسيحا لقرابه نصف قرن ، وتحرره من براثن الفقر والمعاناة التي تلاحقه في كل مجالات الحياة فيستظل بالصبر ، والمزيد منه 0 فتخلف عن ركب شعوب الأرض وحرم من كل العناوين التي تجعل الحياة البشرية تتفجر تنمية أقتصادية وإبداعا وفي مقدمتها حرياته السياسية والاجتماعية وحقوقه المدنية المكفولة بالقانون النزيه 0 لقد آن الآوان لأن يعي سياسيونا وقادتنا في كافة التنظيمات أن التعددية السياسية وآلياتها ونظمها وتقاليدها المتوارثة هي ممارسات لها قواعد وضوابط محددة لاينبغي الخروج عليها 0 فمن الدروس المستفادة من اجهاضاتنا المتكررة أن ضعف تنظيمات المجتمع المدنى من نقابات وجمعيات مهنية يضعف البنية الديموقراطية ويغري لصوص السلطة بالتفرد والانفراد بها 0
أن المربع الأول في حركتنا باتجاه تصحيح مسارنا ، يبدأ بتحسس موطئ أقدامنا والاعتراف بالمشكلات التي أوصلتنا لحيث مانحن فيه . هذه المفاتحة المكشوفة والشفافة مع النفس لابد لها من استصحاب تجاريب السودان الغني بثقافاته وأعراقه المتعددة والتي تعلمت بالمعايشة في الأصقاع والبوادي ومنذ سالف الأزمان ،"قبول الآخر" والتفاكر معه في التقاطعات الخلافية وصولا لاتفاق مجتمعي . هذا هو بعض من دورنا في نشرثقافة السلام في مجتمع ثري بمورثه الحضاري مما يستوجب مقاربة مشكلاته بأدوات حضارية0
عاش الشعب السودان حراً مستقلاً ديموقراطيا جامعا .........
عاش السودان متنوعا في أقوامه وأعراقه ومتعددا في ثقافاته وأثنياته ومتحدا في مصيره ........
عاش السودان وطنا للمساواة في الحقوق والواجبات لكل مواطنيه ........
عاش السودان دولة العدل والقانون ترياق حقوق المواطنة والدستور.
جمعية الصحافيين السودانيين
الرياض الأول من يناير 2004
|
|
 
|
|
|
|
Ashraf yassin
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست