|
|
 كتاب مفتوح من حـزب التحـريـرإلى الرئيس شيراك، رئيس الجمهورية الفرنسية
|
اعجبتنى رسالة حــزب التحــرير
فاردت ان اعرضها عليكم
كتاب مفتوح من حـزب التحـريـر
إلى الرئيس شيراك، رئيس الجمهورية الفرنسية
فخامة الرئيس
لقد تردَّدنا بعض الوقت في إرسال هذا الكتاب إليكم، وكان سبب تردُّدِنا أمرين:
الأول: إننا لسنا دولةً، فنحن حزب سياسي مبدؤه الإسلام يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية، دولة الخـلافة الراشدة، في بلاد المسلمين. وهكذا فلأننا لسنا دولةً، فقد خشينا أن يكون من غير المناسب لديكم أن يرسل حزب، وليس دولة، كتاباً لدولة كبرى مثل فرنسا.
أما الثاني: فإننا لا نرسل كتاباً لأي حاكم إذا علمنا أنَّ قبول الكتاب او الاستجابة له غير ممكنة. ونحن قد استمعنا إلى خطابكم بتاريخ 17/12/2003 حول (حجاب) النساء المسلمات في فرنسا، وسمعناك تقول بصراحة ووضوح إنّ فرنسا تتبنّى العلمانية، نظاماً وأيديولوجيةً، وإنكم لا تسمحون بأن يظهر رمز ديني في مؤسساتكم. وكذلك سمعناكم تقولون، بصراحة ووضوح أيضاً، إنّ (الحجاب) أي غطاء رأس المرأة المسلمة هو رمز ديني مثل علامة الصليب أو نحوها، في الوقت الذي يُعَدُّ فيه غطاء الرأس للمرأة في الإسلام فريضةً مثل الصلاة والصيام. وهكذا فإننا فهمنا من خطابكم أن الأمر محسوم عندكم، وأنكم لا ترجعون عن توصيتكم بتشريع قانون منع الحجاب. أي أننا لو وجهنا إليكم كتاباً فإن الاستجابة إليه لا تكون واردةً عندكم.
لهذين الأمرين تردّدنا في إرسال كتاب إليكم في موضوع (الحجاب).
إلا أننا تذكّرنا أمرين آخرين جعلانا نعدل عن التردُّد، ونقرر توجيه هذا الكتاب إلى فخامتكم:
الأمر الأول: لقد تذكَّرنا أننا قدَّمنا معروفاً، وصنعنا جميلاً لفرنسا قبل نحو أربعمائة وثمانين سنةً في القرن السادس عشر الميلادي.
والأمر الثاني: أن فرنسا في سابق عهدها قد نشأت عندها ثقافة الفرسان أي المروءة ورد الجميل.
ولذلك فإننا توقعنا إن قدَّمنا الكتاب أن تردَّ (فرنسا اليوم) لنا الجميل الذي صنعناه مع (فرنسا الأمس).
أما هذا الجميل الذي صنعناه لفرنسا قبل نحو أربعمائة وثمانين سنة فهو أن فرنسا تلك الأيام قد أُسِر مليكها فرانسوا الأول في بعض حروبها في أوروبا (معركة بافيا Pavia). وشعرت فرنسا أنها أهينت بأسر مليكها، ولَم يكن بمقدور جيشها أن ينقذ مليكها المأسور، فلجأت إلى دولة الخـلافة الإسلامية، الدولة العثمانية آنذاك، وأرسلت رسولاً باسم ملك فرنسا في 6/12/1525م يستغيث بالدولة الإسلامية، فقابل الرسولُ الخليفةَ العثماني سليمان القانوني، فأجاب الخليفة استغاثته، وأرسل إليه مع الرسول كتاباً جاء فيه (... وصلنا رسولكم بكتابكم الذي تقولون فيه إن عدوكم استولى على بلادكم وإنكم الآن محبوسون وتستدعون منا مدد العناية بخصوص خلاصكم، لقد أجبنا طلبك، فكن منشرح الصدر، ولا تكن مشغول الخاطر ...)، وهكذا كان، فقد استعملت دولة الخـلافة ثقلها الدولي، وقوتها العسكرية في إغاثة ملك فرنسا والمساهمة الفاعلة في فك أسره.
لقد قام خليفة المسلمين بإغاثة فرنسا دون مقابل. فلم يحتل جزءاً من فرنسا، أو يستعمر منطقةً في فرنسا بدل ذلك، بل كان فعله من باب عمل الخير وصنع الجميل. ليس ذلك فحسب بل أعطى فرنسا امتيازاتٍ في الدولة الإسلامية لَم يعطها لدولة أخرى، حيث عقدت اتفاقية الآستانة في الشهر الثاني من عام 1536م بين خليفة المسلمين السلطان سليمان القانوني وبين ملك فرنسا فرانسوا الأول.
فخامة الرئيس
هذا هو الجميل الذي صنعته دولتنا، الدولة الإسلامية دولة الخـلافة العثمانية، (لفرنسا الأمس)، فهل تردّ (فرنسا اليوم) هذا الجميل للمسلمين، فتقررون إلغاء قرار منع الحجاب للنساء المسلمات في فرنسا؟
إننا ننتظر ونرى. فإن ردّت (فرنسا اليوم) الجميل، فإن هذه ستكون بادرةً طيبةً مع دولة الخـلافة الإسلامية عندما نعيدها، بإذن الله من جديد.
وتقبلوا تحياتنا.
9 من ذي القعدة 1424هـ الموافق 01/01/2004م حــزب التحــرير
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: كتاب مفتوح من حـزب التحـريـرإلى الرئيس شيراك، رئيس الجمهورية الفرنسية (Re: Ayman Gaafar)
|
اسئلتى ال حزب التحرير:
1-هل تتوقعون ان يرد شيراك الان ام بعد عودة دولة الخلافة الاسلامية؟
2-ترون ان استجابة شيراك ستمثل بادرة طيبةللعلاقات بين فرنسا ودولة الخلافة الاسلامية القادمة ..ما هو رد فعلكم فى حالة عدم الاستجابة؟
3-ما هى تصوركم للفترة الزمنية المتوقع خلالها عودة دولة الخلافة الاسلامية التى سترد لها فرنسا الجميل حتى تستبين النساء المسلمات فى فرنسا مصير حجابهن؟
4-ما هو موقفكم وردود افعالكم تجاه دول اخرى من المتوقع ان تصدر قرارات مماثلة كالمانيا مثلا" ولم تسد لها دولة الخلافة اى جمائل من قبل؟
هالة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب مفتوح من حـزب التحـريـرإلى الرئيس شيراك، رئيس الجمهورية الفرنسية (Re: yumna guta)
|
لقد أراد أحد الأخوة المشاركة بالرد ولكن للأسف باب الاشتراك حاليا مقفل، فأنقل إليكم رده بالنيابة.
الأخت الكريمة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر لك بداية اهتمامك وتفضلك بطرح هذه الملاحظات، سائلا الله تعالى أن تكون من ميزان حسناتك. وقبل أن أبدي رأيي في المسألة أحب أن أؤكد أن ما أطرحه ليس جوابا رسميّا لك من حزب التحرير؛
فان أردت إجابة من حزب التحرير فيمكنك زيارة موقعه على الانترنت:
http://www.hizb-ut-tahrir.org
أو التوجّه لأحد أعضائه بلحمه ودمه، أو توجيه السؤال للناطق الرسمي باسم الحزب في البلاد التي يتيسر فيها هذا الأمر. لكنّي أطرح هنا رأيي بوصفي حاملا للإسلام عاشقا له متحركا به متبنّيا لكثير مما طرحه حزبُ التحرير.
واليك - أختي في الله - رأيي المتواضع:
يبدو لي أن قاسما مشتركا يكاد يظهر في جميع أسئلتك فيجعلها متمحورة حول فكرة واحدة هامّة هي: هل يمكن لمثل هذه الرسالة، ولمثل هذا العمل أن يحلّ مشكلة المسلمين في فرنسا، مع العلم أنها لم تعد مشكلة محلية في فرنسا، بل هي عامّة موجودة حتى في بلاد المسلمين كتركيا وتونس، وهي في طريقها للطرح في بلاد أوروبية أخرى؟
وهل هذه هي طريقة حلّ مسائل من هذا النوع عند المسلمين؟
وهل علينا أن ننتظر حتى تحنّ علينا فرنسا فترجع عن رأيها؟
أسئلتك أختي في محلّها، والجواب عليها جميعا بلا قطعية كبيرة.
فليست هذه هي طريقة المسلمين في حل مثل هذه المشاكل، وليس علينا الانتظار لترد فرنسا لنا الجميل، وليس على المسلمين جميعا أن ينتظروا خيرا من أعداء الأمة.
إن أردت - أختي الكريمة - رأيا لأحد شيوخ حزب التحرير فراجعي الرابط التالي:
http://www.alokab.com/speeches/details.php...id=354_0_13_0_M
فأمرٌ كالذي تريده فرنسا، وهو نزع ثياب العفّة عن المسلمات، ومنع الإسلام في فرنسا، هو سبب كاف للحرب الفعلية الشرسة في دين المسلمين. ولو كان للمسلمين خليفة يجمع شملهم ويوحد جيوشهم التي يزيد عدد جنودها عن عشرة ملايين جنديّ تحت السلاح، لكان ردّ على شيراك بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، من فلان أمير المؤمنين إلى شيراك نذل أوروبا، الردّ يا ابن الكافرة هو ما تراه عينك لا ما تسمعه أذنك".
بل ربما لم يكن ليرسل له رسالة أصلا، ولأرسل له بدلا منها ألفي استشهادي ينسوه وساوس الشيطان، أو صواريخ تنزل على قصره لتنقله مباشرة إلى جهنم وبئس القرار.
نعم - أختي - هذه هي طريقة المسلمين في حل مثل هذه المشاكل، وهذه هي طريقة المسلمين فيمن يذكر أعراضهم، وهذا وحده هو الذي يعيد للأمة هيبتها وكرامتها المسلوبة.
والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل علينا أن ننتظر هذا الخليفة حتى ينزّله الله لنا من غمامة عابرة او في صندوق هدايا فاخر؟
أيضا الجواب لا قطعية كبيرة. بل علينا أن نشمّر عن ساعد الجدّ فنضع أيدينا في أيدي كل عامل مخلص يعمل لإقامة الخلافة وتوحيد الأمة، وعلينا أن ننبذ كل داع لتفرقة الأمة بالوطنية أو القومية أو القبلية، وعلينا أن ننبذ كل داع لردّة الأمة من دعاة العلمانية والديمقراطية. علينا أن نأخذ الإسلام كاملا، ونعمل لإقامة سلطانه فورا دون إبطاء.
فإن الناظر - أختي - في كل مشاكل الأمة نظرة صحيحة، ليدرك إدراكا قطعية أنها لا يمكن أن تحلّ دون وجود كيان للمسلمين بوصفهم مسلمين. فأنّى لأهل فلسطين المساكين أن يقضوا على كيان يهود وهم لا عدة لهم ولا معين؟ وأنّى لأهل الشيشان أن يحرروا بلادهم من روسيا القصيرية الجديدة؟ وأنّى لأهل كشمير أن يحلّوا مسألتهم مع الهند؟ والأمثلة كثيرة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فلو وعت الأمة معنى الخلافة، وأهميّة أن يكون لها رئيس عام واحد، وأهمية ذلك شرعا، لترك كلٌ منّا ما في يده ولقام دون إبطاء لمبايعة خليفة واحد يقيم فينا شرع الله ويحمي بيضة الإسلام.
وللتذكير ولمن لا يعلم، فإن الخلافة أو الدولة الإسلامية ليست رغبة تستأثر بالنفوس عن هوى، بل هي فرض أوجبه الله على المسلمين، وأمرهم أن يقوموا به، وحذرهم عذابه إن هم قصروا في أدائه.
فقد قال تعالى في محكم تنزيله: (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ))، كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: " ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ".
وانّه حقا لمما يبكي القلب ويفتت الصخر كمدا، أن يحدث أمر كهذا في فرنسا، ثم لا نجد في حكام المسلمين الجبناء العملاء الأذلاء، حاكما واحدا يعترض أو يهدد أو يقول أي شيء.
صواريخ عابرة للقارات، وقنابل نووية، ومصالح حيوية ضخمة لفرنسا في بلداننا، وجيوش جرارة، وكل ذلك يتوّج بصمت القبور. فلا حول ولا قوة إلا بالله.
رسالة الحزب هذه - أختي الكريمة - قد يستجيب لها شيراك، وقد لا يستجيب، ولكنّ هذا لن يحلّ المشكلة الأساسية. ورسالة الحزب هذه لها مقاصد، منها إحياء الحنين في الأمة إلى عزّ مفقود ضائع، ومجد تليد حزين، وقائد تقيَ ورع عادل قوي قادر، يحضنها ويحميها ويقاتل دونها، فلا يترك لنا سجينا في غوانتنامو، ولا أسيرا في بيت المقدس، ولا يهوديا محتلا يتنفس من هواء فلسطين، ولا مظلومة بوسنية باكية دون إنصاف، ولا شيخا أفغانيا قتله الاحتلال أو البرد أو الجوع وقد خط الدهر في خده أخاديد إلا رفعه وأكرمه، ولا حاكما نجسا يتلذذ بتعذيب المسلمين والتآمر عليهم إلا أقام حكم الله فيه.
حزب التحرير - أختي - قد قدّم رسالته هذه باللغة العربية، وابتدأها ببسم الله الرحمن الرحيم، وأرسلها مع وفد من أعضائه فيهم أخت لك مسلمة محجّبة، ولم يحتكم في الرسالة إلى العلمانية كبعض العلماء، فلم يقل لهم العلمانية تتيح حرية الأديان، بل احتكم إلى الإسلام وقال لهم أن الحجاب فرض من فروض الإسلام، فالإسلام هو الأعلى وهو الحكم الأوحد ولو كره الكافرون.
رسالة عزّ ممن يبحث للمسلمين عن عزّ، لكن يبحث عنه عند الله وحده، عند الله في علاه، فمن كان يريد العزة فليطلبها من صاحبها لا ممن لا يملكها.
بارك الله فيك أختي على أسئلتك، وكلّي آذان صاغية إن كان لك تعليق.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب مفتوح من حـزب التحـريـرإلى الرئيس شيراك، رئيس الجمهورية الفرنسية (Re: Ayman Gaafar)
|
TO ABUREESH
لو كنت رادّا عليك بمثل اسلوبك المؤلم لقلت لك: من تقصد بالاخرين الذين عليهم دين تحريرنا؟ رأس الديمقراطية والرأسمالية أمريكا الذين تقطر اياديهم من دم اخواتك في العراق؟ أم فرنسا التي تريد نزع ثياب العفّة عن اخوات لك هناك؟ أم بريطانيا التي لا تترك فرصة لاراقة دمائنا الا استغلتها؟ أم روسيا وصربيا؟ أم تلك الدول التي لا يحدث تصويت في المؤسسات الدولية حول فلسطين او اسلحة المسلمين او تقسيم بلادهم الا اتخذوا فيها موقف العداء الواضح الصريح؟
ولقلت لك ان هذا الزمن الطبيعي الذي ترضاه لنفسك لا نرضاه لاحد من العالمين، هذا الزمن الذي ضاعت فيه فلسطين، وانشطر السودان فيه نصفين، واحتل العراق، ودمرت افغانستان، واغتصبت الشيشان، واهينت فيه الامة، بل الانسانية، ورفع فيه الباطل، وغيب فيه الحق، وصدق فيه الكاذب، وكذب فيه الصادق، واؤتمن فيه الخائن، وخون فيه الامين، زمان "حبيب الشعب". هذا الزمن الذي يموت فيه مئات الالاف جوعا، نعم جوعا، فلا تسمع عنهم الا عندما تكون للعلمانيين الرأسماليين مصلحة سياسية فيأتونك بصورهم على شاشات الفضائيات المفضوحة. نعم نترك هذا الزمان لك فانا لا نرضاه لاحد من العالمين، وليس فقط من المسلمين.
ولا اريد ان استرسل في ذلك اكثر، فانّي اكره اسلوب النقاش المؤلم لانه لا يوصل الى نتيجة، وينتصر فيه كل طرف لنفسه او حزبه، ويهتمّ بجمع الكلمات المنفرة التي لا تغير رأي أحد ولا تفيد أحدا. لكنّي سأحاول أن أستخلص ما في ملاحظاتك من افكار فاناقشك بها مخلصا لله الدين حنيفا متجردا من كل ما هو مؤلم، ومن كل كلمة ليست في مكانها، لعلك تنفعني بتحرير عقلي - ان كان هذا رأيك - او لعلّي آخذ بيدك فنوحد الجهود.
الفكرة التي تطرحها - كما افهم - هي انه من الخطأ التفكير في مسألة اعادة الخلافة، لانها اصبحت تاريخا، ولان الدولة العثمانية لم تكن النمط الذي يمكن له ان يحل مشاكلنا، وأنه لا بد من ان نكون واقعيين فلقد دارت الايام، وتغير الزمن.
دعني أبدأ بثانيا وليس أولا: اننا لا نسعى باي شكل من الاشكال لاقامة دولة عثمانية، لانها كانت في اواخر ايامها اقرب الى امبراطورية قوة وعسكرية اكثر منها دولة حق وعدل وحمل دعوة.
أما أولا: فانّي محدثك بحديث هو لعمري اخطر الحديث وأهمّه. انّا لا ننطلق عند اتخاذ المواقف ورسم الاهداف من مسألة ان فلانا لنا عليه دين، او ان فلانا قد قال كذا او فعل كذا، وان كان هذا مما يؤخذ في الاعتبار عند رسم الخطط واستخدام الاساليب السياسية. ولكنّا ننطلق من كوننا مخلوقين لخالق خلقنا، ونفخ فينا ارواحنا، يقبضها في الليل ويردها في النهار، حتى يأتي يوم يقبضها فيحبسها الى يوم البعث.
يوم يغادر المرء أهله وماله وولده ووطنه، يغادر كل علاقة له في هذه الحياة الدنيا، فيقف بين يدي العزيز الجبار، الذي يعلم السرّ وأخفى، فيسأله في موقف صعب رهيب، يسأله عن رسالة مكتوبة قد انزلها اليه فأرسلها مع محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ماذا فعل فيها؟
من تلك النقطة ننطلق، وليس من العثمانية ولا حتى الاموية.
ولقد فهمنا من كتاب الله وسنة رسوله واجماع الصحابة وجوب ان يكون للمسلمين كيان واحد يوحد جهودهم ويدافع عنهم ويقيم حكم الله فيهم.
ويصدّق الواقع هذا الفهم ويجعله يقينا لا تردد فيه. فالناظر الى اهل فلسطين، والى اهل كشمير، والى اهل الشيشان، والى من وراء جرنج، والى العراق، والى الكويت، والى سائر بلاد المسلمين، ليدرك ادراكا قطعيا انه لا يمكن حلّ اي من هذه المصائب حلا عادلا انسانيا دون ان يكون للمسلمين كيان.
والناظر الى امة الاسلام التي تقترب من ثلث سكان العالم، ولها من جغرافيا العالم مثل ذلك، ولها من ثروات العالم اكثر من ذلك بكثير، ليتعجب كيف انه ليس لها اية قيمة عند الناس، ليس لها هيبة، ولا يخشى جانبها، ويتخطفها الشجاع والجبان من كل جانب. ما هو السبب؟ لانه ليس لهذه الامة كيان، ليس لها دولة، بل هي مقسمة الى بضع وخمسين دويلة ورقية قد جُعل في رأس كل منها عميل يسبح بحمد امريكا ويخشاها اشد مما يخشى قبره والله.
وثالثا: مسألة الواقعية والزمن، تذكرني فعلا بقول لرجل من المسلمين جليل، الامام الشافعيّ رحمه الله:
نعيب زماننا والعيب فينا ________ وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب _______ ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ________ ويأكل بعضنا بعضا عيانا
فالزمن ليس شيئا منفصلا، او قضاء مبرما، بل ان الانسان هو الذي يصنع الواقع، فهو القوة المفكرة الوحيدة فيما ندرك من هذا الكون. والانسان لم يتغير من حيث جوهره منذ عرفناه، عقل وحاجات عضوية لا بد له من قضائها، وغرائز لا بد له من اشباعها.
والواقعية معناها ان نجعل الواقع مادة للتفكير نقبل عليها فنفكر فيها كيف نغيرها او نقلبها او نصلحها، وليس معنى الواقعية ابدا ان نجعل الواقع مصدر تفكيرنا الا عند المستسلمين. فالذي يستمد فكره من الواقع بدل القرآن، تجد ان الحق عنده متغير، وأن المواقف عنده متناقضة، وما يكون عنده واجب ابدي في الامس، تجده عنده محرم قطعي اليوم. وليست منظمة التسليم الفلسطينية او عمر البشير المثالين الوحيدين على ذلك. فلقد جعلت تلك المنظمة من الخيانة والمخازي مفاخر يوم قدمت فلسطين ليهود في اوسلو فاحتفلت واقامت الافراح والليالي الملاح.
أما من يدرك ان ارض بيت المقدس بما فيه القدس ارض اسلامية لا يجوز التنازل عنها حتى لو كلف ذلك ملايين الشهداء، ومن يفهم ان هذا قرآنا منزلا ليس فيه تخيير، وأنه محاسب على ذلك، وانه الى ربه راجع قطعا، فانه لا شك سيفكر في واقع يهود، وما لهم من قوة وما فيهم من ضعف، وسيفكر فيمن يقف خلفهم، وفيمن يحميهم، وفيمن يمدهم بأسباب الحياة، يفكر في ذلك كله لتغييره حسبما امر الله، ويبحث بجد عن الاساليب التي تحقق هذا الهدف.
هذه هي الواقعية كما فهمها الانبياء جميعا، انما اتوا لتغيير الواقع ونجحوا في ذلك ايما نجاح.
اننا ندرك تمام الادراك ان الزمان يدور، وأن الوسائل المادية تتغير، وأن الانظمة والموقف الدولي كذلك يتغير، ولحزب التحرير العديد من الكتب والاف النشرات التي تتحدث عن هذا التغيير والتغير. فلقد ذكر الله سبحانه لنا ذلك بقوله جل من قائل: "لتركبنّ طبقا عن طبق"، ومعناه حقبة بعد حقبة، وزمان بعد زمان. ولعمري اننا نعيش اليوم في طبق فاسد كريه اسمه الطبق الرأسمالي. طبق بغيض ومبدأ بغيض استغل الانسان ابشع استغلال، ولا يقيم وزنا للملايين من البشر يذبحهم ويقتلهم من اجل حفنة من الوحوش التي تلبس البزات الرسمية امثال كونليسا ورامسفيلد وتشيني وتابعهم بوش وشارون.
هذا الطبق لا بد من ركله وقلبه الى غير رجعة، هو أسوأ من طبق لوط، وعاد وثمود، هو الاسوأ منذ الخليقة. نسأل الله تعالى ان يمكن لرجل من المسلمين يحبّه فيجمع الامة مصريها وسودانيها وباكستانيها وسائر المسلمين في دولة واحدة ذات سيادة، ذات مهابة، تدافع عنهم وعن كل المظلومين في العالم، فتنهي حقبة الذل والمهانة هذه التي قضى امر الله ان نولد فيها فينظر في اي الجانبين نكون، فاما الى جنة او الى نار.
وصلى الله على سيد المرسلين الذي غير وجه التاريخ قديما، وأخبرنا انه سيعود جاهليا، وأمرنا بتغييره لاحقا، صلى عليك الله وسلم ايها الحبيب، فلقد اديت الرسالة كاملة غير منقوصة، وبلغت الامانة كأفضل ما يكون التبليغ والامانة والدقة، ونصحت لنا فأقمت علينا الحجة، وكشفت الغمة يومها، وعلمتنا كيف نكشفها بعون الله اليوم، وانا على دربك سائرون ومن شاء من العالمين ان شاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب مفتوح من حـزب التحـريـرإلى الرئيس شيراك، رئيس الجمهورية الفرنسية (Re: Muhib)
|
الأخ أيمن وجميع المتداخلين تحية طيبة وبعد
بغض النظر عن تفاصيل الرسالة لا أظن أن هناك ما يمنع من ابلاغ صوتنا للآخر بغض النظر عن قبوله له أو رميه في سلة المهملات فهو حق طبيعى لأي فرد أو مؤسسة ايا كانت وعندما زار مندوب فرنسا الأزهر ما كانت هذه الزيارة الا لسماع الصوت الآخر ولكن لظروف يعلمها شيخ الازهر نفسه رد بالرد الذي سمعنا رغم معارضة نفر ليسوا بالقليل له بالمجلس على هذا الخطاب الذي ألقاه وكانت القنوات الفضائية شاهدة لهذه المواقف.
ولكم جميعا أفضل تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب مفتوح من حـزب التحـريـرإلى الرئيس شيراك، رئيس الجمهورية الفرنسية (Re: Ayman Gaafar)
|
أيمن
أحيى فى هـذا الحزب صـدقــه مع نفســه، وإلتزامـه بالشـريعـة مثلما نزلت، على عكس إلتواءات الإسـلاميين والمهـووسين الذين يملئـون السـاحـة هـذه الأيـام.. ولكن فى الجانب الأخـر، فإن الطـريق إلى النار محفـوف بالنـوايـا الحسنــة.. والنيـة الحسنــة وحـدهـا لا تكفى، ولابـد من سـعـة العلـم ودقـة الفكـر وسـمـاحـة الأخلاق.
ســأعـود وأناقش هـذا الـرد الهام إن شـاء الله قريبـا.
محمــد عثمـان أبوالريش
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Abureesh
yumna guta
Muhib
انور الطيب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست