|
رسالة غير موفقة
|
رسالة غير موفقة الاعتداء الذي تعرض له وزير الخارجية المصري أحمد ماهر, كان رسالة موجهة إلى مصر, من فئة لا وزن لها في المجتمع الفلسطيني, مع أنها تحمل شعارات إسلامية. أتت الرسالة في غير محلها وفي الوقت الخطأ. فالفلسطينيون هم أحوج اليوم إلى الأصدقاء والحلفاء, وليس إلى الأعداء وما أكثرهم. ليس دفاعا عن مصر وعن سياستها في المرحلة الراهنة نسوق هذا الكلام, وإنما دفاعا عن الفلسطينيين وعمن ارتكب الاعتداء. فمرحلة الرئيس الراحل أنور السادات قد ولت, ورحلته إلى القدس وتوقيعه اتفاقات كامب ديفيد, دفع ثمنها, كما دفع أصحاب الشعارات القومية ثمن مواقفهم. بقي أن نتعامل بواقعية مع المستجدات, والواقع يجبرنا على التعقل وقياس قوتنا وقوة العدو. فليس البطولة الانتحار في سبيل شعارات لا يمكن تحقيقها. إن الدور المصري الذي ظهر في الأيام والشهور الماضية كان يسعى إلى بلورة موقف فلسطيني موحد, إن كان عبر اللقاءات التي أجراها رئيس المخابرات العامة المصرية في أراضي السلطة الفلسطينية مع كل الفصائل التي هي داخل منظمة التحرير أو خارجها, وكانت لقاءات القاهرة معبرة عن الحرص الذي أبدته القاهرة من أجل الاتفاق على الحد الأدنى الفلسطيني من أجل الخروج من دوامة العنف والقتال, وإجبار إسرائيل على تنفيذ جزء من الاتفاقات الموقعة, وعملت القاهرة, وبعد انقطاع دام ثلاث سنوات على الاتصال على أعلى المستويات بإسرائيل للحيلولة دون تهديدات أطلقها الجزار شارون, أقلها الاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري الذي يستقطع من أراضي فلسطين المزيد والمزيد, ويجعل بقية الشعب الفلسطيني يعيش في معازل شبيهة بمعازل السود في جنوب إفريقيا في أيام حكم الأقلية البيضاء. إن من تعرض إلى ماهر في داخل الحرم القدسي الشريف, وإن كان يحمل في ظاهره على سياسة مصر وإسرائيل تجاه ما يعانيه الفلسطينيون من أعمال قتل وتدمير وتشريد, إلا أنه يلتقي في نقطة معينة مع سياسة شارون في رفض أي حوار, وتنفيذ أي اتفاق حتى ولو كان لصالحه, كما هي الحال مع خريطة الطريق.
|
|
|
|
|
|