بهدوء......للانفصاليين فقط (1)

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 02:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة المهندس هشام المجمر(هشام المجمر)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-07-2005, 11:35 PM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بهدوء......للانفصاليين فقط (1)

    ينقسم هذا البوست إلى قسمين : القسم الأول يحتوى على مادة تاريخية راينا أنها ضرورية للخوض فى الجزء الثانى و الذى يتحدث عن مخاطر ومترتبات فصل جنوب السودان.

    القسم الأول

    تمهيد

    الدعوة لانفصال الجنوب عن الشمال كانت تاريخيا مستنكرة من الشماليين وحتى من قسم من الإخوة الجنوبيين وقد ورد خيار الانفصال للمرة الأولى في مؤتمر المائدة المستديرة في مارس 1965 ضمن الخيارات الثلاث المطروحة للمؤتمر. إلا أن الدعوة للانفصال زادت حدتها وسط الأخوة الجنوبيين مع تخبط الحكومات المستمر في شمال السودان وارتكابها للعديد من الأخطاء و نقضها للعديد من العهود. و دعونا لكي تعم الفائدة نقدم عرضا تاريخيا للأحداث المهمة حتى توقيع اتفاقية السلام الأخيرة بنيفاشا.

    (تنبيه: المقدمة مأخوذة بتصرف من مقال بقلم السيد/ يونان لبيب رزق أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، ورئيس مركز الدراسات التاريخية بالأهرام ورد بجريدة المعرفة الإلكترونية و العرض مأخوذ من مقال للسيد معاوية الزبير عن موقف الحكومات السودانية المتعاقبة رأيت إيراده بكامله لأنه مختصر ومفيد-نفس المصدر)

    مقدمة

    المعروف أن بريطانيا اتبعت سياسات خاطئة في خصوص العلاقة بين شمال السودان و جنوبه لأسباب تخص رؤيتها للمستقبل الجيوبولتيكى للمنطقة. أثناء الحرب العالمية الثانية وبعد إنشاء المجلس الاستشاري لشمال السودان اقتنعت بريطانيا بعد التخلف الذي ساد الجنوب بسبب سياستها هناك بأن العوامل الجغرافية والاقتصادية تحتم وحدة الشمال مع الجنوب كي يستطيع الجنوبيون الاعتماد على أنفسهم ويكونوا أندادا متساوين اجتماعيا واقتصاديا مع شركائهم وزملائهم من الشماليين.
    عقد اتفاقية فبراير/ شباط 1953 بين مصر وبريطانيا لتقرير مصير السودانيين والتي ترتب عليها نتائج عكسية على الجنوب، كان منها غضب الجنوبيين من أنه لم يسع أحد من المتفاوضين لمعرفة آرائهم، ثم ما جرى في الانتخابات التي أعقبت المعاهدة من إسراف للوعود التي قطعت لهم سواء من جانب الأحزاب الشمالية أو من جانب المصريين، وهي الوعود التي لم يتحقق منها شيء.
    ووصلت الشكوك إلى ذروتها عندما بدأ الشماليون عام 1955 في إعادة تنظيم القوات العسكرية وتقرر نقل بعض مجموعات الفرقة الاستوائية إلى الشمال، الأمر الذي انتهى بتمرد هؤلاء، وهو التمرد الذي كان بداية لتفجر مشكلة الجنوب ثم تحولها بعد ذلك وتحت الحكم العسكري الذي حكم السودان منذ عام 1958 إلى ثورة واسعة، وكانت بمثابة الحصاد المر للسياسة الاستعمارية في جنوب السودان.

    "الحكومة الوطنية الأولى (إسماعيل الأزهري)

    عندما استقر رأي زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي إسماعيل الأزهري على إعلان الاستقلال من داخل البرلمان -بعدما كان داعية للاتحاد مع مصر- سعى إلى ضمان أصوات النواب الجنوبيين وموافقتهم على خطوته مقابل قبوله للمطالب الجنوبية.
    أعلن الأزهري الاستقلال في يناير/ كانون الثاني 1956م وشكل حكومته الأولى التي سرعان ما تناست وعودها للجنوبيين، خاصة في ما عرف بسودنة الوظائف، إذ لم تمنح الجنوبيين سوى ست وظائف من مجموع 800 وظيفة، ما أدى إلى استياء واسع وسط الجنوبيين وإلى جانب أسباب أخرى أدى ذلك في النهاية إلى اندلاع العنف وبداية التمرد في الجنوب.
    تراجع الأزهري عن وعده لمصر بالاتحاد ألب عليه القوى المؤيدة لمصر الذين عملوا على إسقاط حكمه، وقد وافق ذلك سعي النواب الجنوبيين الذين تحركوا في ذات الاتجاه، ما أدى لسقوط حكومة الأزهري وتشكيل حكومة من المعارضة بقيادة حزب الأمة الذي تولى سكرتيره العام عبد الله خليل الحكم مشكلا الوزارة الثانية بدعم من الإمام عبد الرحمن المهدي زعيم الأنصار.
    أدى تفاقم التمرد في الجنوب والضغط الداخلي من الأحزاب الاتحادية بقيادة الأزهري الساعية لاسترداد سلطتها إلى زعزعة الحكم ومن ثم قيام عبد الله خليل رئيس الوزراء بتسليم الحكم إلى القائد العام للجيش الفريق إبراهيم عبود، وكانت هذه بداية تدخل الجيش في السياسة.
                  

08-07-2005, 11:54 PM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) (Re: هشام المجمر)

    الحكومة العسكرية الأولى (إبراهيم عبود)

    فشل المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم برئاسة الفريق عبود وعضوية كبار العسكريين في فهم الأسباب الحقيقية لمشكلة الجنوب، وواصل نفس سياسات نظام الحكم المدني الذي سبقه، ورأى النظام أن الأسلوب الأمثل للتعامل مع المشكل هو الأسلمة والتعريب القسري، وفي سبيل تحقيق ذلك اتخذ ثلاث خطوات هي:
    • إنشاء مدارس لتعليم القرآن ومعاهد إسلامية متوسطة في الجنوب.
    • استبدال يوم الأحد بيوم الجمعة كعطلة أسبوعية في الجنوب.
    • إصدار قانون الجمعيات التبشيرية المسيحية الذي حظر التبشير المسيحي في الجنوب وانتهى بطرد المبشرين.
    وكان من أهم نتائج هذه السياسة:
    • انتقال الجنوبيين للمرة الأولى بقضيتهم إلى الدول الأفريقية المجاورة، ما أعطى المشكل السوداني الداخلي بعدا إقليميا.
    • بروز المعارضة المسلحة في أشكال مختلفة تطورت في النهاية إلى حركة أنانيا التي قادت التمرد وتهيأت لها إمكانيات الدعم والتسليح من دور الجوار الأفريقي.
    • أصبح موقف المنظمات السياسية الجنوبية مائلا نحو الانفصال.
    • تراكم الغبن والحقد جراء العنف المتزايد الذي أسفر عن مجازر بعد استخدام الجيش للطيران والقصف الجوي وإحراق القرى.
    وقد أدى القمع العسكري في الشمال والجنوب إلى تصاعد المعارضة ومن ثم إلى اندلاع ثورة أكتوبر الشعبية التي أسقطت حكم عبود العسكري وفتحت الباب للديمقراطية الثانية.

    (يتبع)
                  

08-08-2005, 00:12 AM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) (Re: هشام المجمر)

    الحكومة الديمقراطية الثانية (سر الختم الخليفة)

    شكل سر الختم الخليفة الذي عمل معلما لفترة طويلة في الجنوب ما عرف بحكومة أكتوبر التي ضمت القوى الديمقراطية واليسار السوداني والنقابات، وكانت هذه أول حكومة وضعت مشكلة الحرب والسلام على رأس أولوياتها، وضمت الحكومة أيضا عضوين من الجنوب ولأول مرة يتبوأ جنوبي منصبا سياديا (وزارة الداخلية)، كما سعت الحكومة إلى السياسيين الجنوبيين في المنافي لكسب ثقتهم، ما أدى إلى تعاون القوة السياسية الجنوبية الأولى (اتحاد السودان الأفريقي الوطني/ سانو) مع حكومة أكتوبر.
    مؤتمر المائدة المستديرة 1965

    استجابت القيادات الجنوبية لدعوة حكومة أكتوبر بالجلوس على طاولة المفاوضات، بعد أن أقر رئيس الوزراء سر الختم الخليفة في نوفمبر/ تشرين الثاني 1964 بأن القوة ليست حلا لمشكلة الجنوب. فانعقد في مارس/ آذار 1965م مؤتمر المائدة المستديرة الذي ضم 18 ممثلا عن الأحزاب الشمالية و24 من السياسيين الجنوبيين بحضور مراقبين من غانا وكينيا وأوغندا ونيجيريا ومصر والجزائر. وكان ذلك المؤتمر أول محاولة سودانية جادة للبحث عن السلام.
    واتفقت هذه الأطراف على تقديم ثلاثة خيارات للمؤتمر تمثلت في الفدرالية والوحدة غير المشروطة مع الشمال والانفصال، وأبدى الجنوبيون رغبة في أن يكون البت في الخيارات الثلاثة عبر استفتاء عام، لكن الأحزاب الشمالية جميعها وقفت ضد تلك الرغبة، وأوضحت أن أقصى ما يمكن أن تمنحه للجنوب هو وضع خاص يشمل قيام مجلس تشريعي للإقليم ومجلس وزراء محدود تنحصر صلاحياته في أمور التعليم والصحة والزراعة. وبالطبع رفض الجنوبيون ذلك العرض وردوا بالمطالبة بالفدرالية.
    حكومات ائتلافية متعاقبة

    بعد نهاية حكومة سر الختم الخليفة الانتقالية تشكلت حكومات ائتلافية تارة برئاسة محمد أحمد المحجوب وتارة أخرى برئاسة الصادق المهدي ، لم تر تلك الحكومات في المشكل الجنوبي أكثر مما رأى الفريق عبود، السيطرة على قلة من المتمردين والقضاء عليهم ومن ثم فتح الباب للسلام.
    وإن كان هذا التبسيط المخل بحقيقة المشكل يتفق مع عقلية العسكريين في نظام عبود، إلا أن ما يدعو للدهشة أن تتبنى نفس التوجه حكومة ديمقراطية على رأسها سياسي محنك وقانوني هو المحجوب، وكانت النتيجة تصاعد العمليات العسكرية والتجاوزات وارتكبت المجازر من قبل هذه الحكومات المنتخبة بما فاق ما ارتكبه نظام عبود العسكري من عنف.
    دستور عام 1968م الإسلامي وأثره:
    حكومات الائتلاف بين الحزبين الكبيرين الاتحادي والأمة لم تول اهتماما لقضايا السلام وإيقاف الحرب بقدر اهتمامها بالصراع على كراسي الحكم بين الحزبين. وقد دفع هذا الصراع أطرافه للاستعانة بالإخوان المسلمين القوة الناهضة آنذاك، التي كانت تطالب بالشريعة الإسلامية والدستور الإسلامي، ولكسب ودهم والاستقواء بهم في مواجهة الآخر انعقدت سوق مزايدة حول الدستور الإسلامي انتقلت إلى أروقة البرلمان وهناك نشب سجال بين دعاة الدستور الإسلامي والنواب الجنوبيين المنادين بالعلمانية.
    المناداة بالدستور الإسلامي كان من أدوات الصراع التي حاولت بها القوى الحاكمة القضاء على المعارضة اليسارية وتحجيم الرفض الجنوبي. هذه القوى التقليدية تناست مشكلة السودان الأولى الحرب في الجنوب ووجهت الضربة القاضية لتوصيات مؤتمر المائدة المستديرة، ما أدى إلى توتر سياسي واحتقان في الجنوب هيأ الأوضاع لاستيلاء الجيش على السلطة في مايو/ أيار 1969م ما عرف بانقلاب جعفر محمد النميري.

    (يتبع)
                  

08-08-2005, 00:36 AM

صلاح الدين عبدالله محمد
<aصلاح الدين عبدالله محمد
تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1403

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) (Re: هشام المجمر)

    نتابع


    IMAGE=قراءة فى الاحداث ......وهل انفصال ام وحدة .... ولماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟ -url]





    (عدل بواسطة صلاح الدين عبدالله محمد on 08-08-2005, 00:42 AM)

                  

08-08-2005, 00:52 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) (Re: هشام المجمر)

    تابع


    وكلنا آذان صاغية
                  

08-08-2005, 01:22 AM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) (Re: هشام المجمر)

    الحكومة العسكرية الثانية (جعفر النميري)


    جعفر النميري
    أعلن قادة الانقلاب وهم من صغار الضباط ذوي الاتجاهات القومية العربية والميول اليسارية أنهم امتداد لثورة أكتوبر التي اعترفت بقضية الجنوب ودعت للحل السلمي عبر الحوار لذلك لم يمض على الانقلاب سوى أيام حتى أصدر النميري في التاسع من يونيو/ حزيران 1969م إعلانه الشهير الذي اعترف فيه بالاختلافات التاريخية والثقافية بين الشمال والجنوب، وأكد أن الوحدة بين شطري البلاد لا يمكن أن تتحقق إلا بالاعتراف بتلك الاختلافات، وفي ذات الإعلان وعد النميري بمنح الجنوب حكما إقليميا ذاتيا، وبادر بإنشاء وزارة شؤون الجنوب تولاها جوزيف قرنق.
    اتفاقية أديس أبابا (1972)
    في نهاية العام 1971م انعقد أول اجتماع علني بين ممثلين عن الحكومة وممثلين عن حركة التمرد عقب لقاءات ومشاورات سرية في لندن، ولقاء آخر برعاية إمبراطور إثيوبيا هيلاسلاسي ثم خطوات عملية تمثلت في تعيين جنوبي نائبا لرئيس الجمهورية (أبيل ألير)، كما تم تعيين ثلاثة جنوبيين حكاما للولايات الجنوبية الثلاث وأعضاء في مجلس الوزراء.
    تبع كل هذه الخطوات اتفاق أديس أبابا الذي أقر الحكم الذاتي للإقليم الجنوبي كإقليم واحد مكون من ثلاث ولايات، وبموجب الاتفاقية دمجت قوات حركة الأنانيا الجنوبية في صفوف الجيش السوداني. وقد أدت الاتفاقية إلى إنهاء الحرب وعم الاستقرار في كل الوطن لأول مرة منذ اندلاع التمرد وتسارعت وتيرة خطط التنمية في الشمال والجنوب.
    ومع ذلك كانت هناك آراء جنوبية ترى أن هذا الاتفاق لن يدوم طويلا طالما أنه لم يقد إلى تغيير جذري في هيكل السياسة السودانية وفي قضايا رئيسية، منها فصل الدين عن السياسة ومسألة القوميات وإدارة شؤون الأمن في الجنوب والمشاركة الشعبية في الاتفاق وإطلاق الحريات العامة، وكان ضمن الذين طرحوا تلك الآراء الدكتور جون قرنق الذي قاد التمرد الثاني مكونا الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان بعد أن أرسله قادة الجيش في الخرطوم للتعامل مع تمرد نشب في حامية في الجنوب.
    ضاق النميري ذرعا بالاعتراضات العديدة من القيادات الجنوبية على الممارسات التي تحدث في الجنوب والفساد الذي استشرى، ومحاولات القيادات الجنوبية أن يكون لها دور رئيسي في الحكم، إضافة إلى عوامل جديدة أخرى، فأخذ في تفكيك اتفاقية أديس أبابا بقراره تقسيم الجنوب ولايات الجنوب، إزاء ذلك بدأت بعض القوات التي كانت سابقا ضمن الأنانيا في التسلل والعودة إلى الغابة، ثم انتسبت الأعداد الملتحقة بالتنظيم الذي برز للوجود باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان، وكان ذلك مأتم اتفاقية أديس أبابا.
    وسرعان ما اتسع التمرد بعدما أعلن النميري عام 1983 ما أسماها الشريعة الإسلامية ووصفها المراقبون بقوانين سبتمبر الذي طبق بموجبها الحدود الإسلامية تطبيقا اتسم بالعنف والتعسف أدى لقطع الأيادي ومعظم الذين تعرضوا لذلك المصير كانوا من الجنوب بتهمة السرقة في ظروف اقتصادية سيئة وفقر مدقع ومجاعة.
    بعد هذا التاريخ حدث تطور نوعي في الحركة الجنوبية حيث ضمت لأول مرة شماليين على رأسهم الدكتور منصور خالد وزير خارجية النميري الذي صار مستشارا سياسيا للدكتور جون قرنق قائد الجيش الشعبي لتحرير السوادن، وياسر عرمان الذي أصبح ناطقا رسميا للحركة، وعددا من القادة والكوادر. كما تطورت قدرات الحركة واستوعبت عونا دوليا وإقليميا مكنها من التمدد عسكريا في مساحات واسعة في الجنوب.
                  

08-08-2005, 02:15 AM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) (Re: هشام المجمر)

    الحكم الانتقالي (85-1986)

    بعد سقوط نظام النميري تحت ضغط الحركة النقابية والإضراب السياسي العام في ما عرف بانتفاضة أبريل/ نيسان 1985 تكون مجلس عسكري عال بقيادة الفريق عبد الرحمن سوار الذهب تولى أعمال السيادة ومجلس وزراء ضم ممثلي النقابات ترأسه الدكتور الجزولي دفع الله، كان من مهام هذا النظام أن يجري انتخابات عامة في نهاية مدته المحددة بعام واحد.
    وجه الدكتور الجزولي دفع الله نداء للحركة الشعبية، وكذلك فصلت القوى السياسية في الشمال غير أن الحركة اتهمت حكومة سوار الذهب-الجزولي "مايو الثانية"، وبالتقاعس في إلغاء قوانين سبتمبر، بل وتنكرها لميثاق الانتفاضة الداعي لإيقاف الحرب وحل مشكلة الجنوب سلميا، فضلا عن أن الحركة صارت تدعو لتشكيل سودان جديد ديمقراطي وخفت فيها صوت الانفصاليين، وأكدت الحركة أن المشكلة صارت مشكلة السودان وليست الجنوب فقط، لذا نادت بانعقاد مؤتمر قومي دستوري لمناقشة القضايا الأساسية.
    إزاء تلكؤ حكومة الانتقال، بادر النقابيون في التجمع الوطني الديمقراطي بالاتصال بالحركة الشعبية، وتوجت تلك الاتصالات بلقاء كوكادام الذي شاركت فيه التنظيمات النقابية والأحزاب السياسية ما عدا الحزب الاتحادي الديمقراطي إلى جانب ممثلي الحركة الشعبية، وقد انتهى اجتماع كوكادام بإعلان الاتفاق على عقد مؤتمر دستوري في سبتمبر/ أيلول 1986م وتكوين حكومة وحدة وطنية من الأحزاب والنقابات والحركة الشعبية، وإلغاء قوانين سبتمبر، في حين رفض الصادق المهدي إعلان كوكادام الذي وقع عليه ممثلو حزبه.
                  

08-08-2005, 04:28 AM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) (Re: هشام المجمر)

    النظام الديمقراطي الثالث- الصادق المهدي (86-1989)

    إثر الانتخابات التي جرت بعد نهاية الفترة الانتقالية بعد سقوط نظام النميري شكل الصادق المهدي خمس حكومات في الفترة ما بين أبريل/ نيسان 1986 وأبريل/ نيسان 1989م كانت جميعها باستثناء الأخيرة (حكومة الوحدة الوطنية) غارقة في المشاكل والخلافات وعجزت عن اكتشاف الطريق الذي يفضي إلى إنهاء الحرب.
    في هذه الظروف بادر زعيم الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني بعقد اتفاق سلام مع الحركة الشعبية بقيادة دكتور جون قرنق، غير أن رئيس الوزراء الصادق المهدي رفض الاعتراف بذلك الاتفاق ووضع العراقيل أمام تنفيذه ، ما أدى لاتساع رقعة الحرب.
    إزاء هذا الوضع بدأ تململ داخل الجيش الذي دعت قيادته العامة إلى اجتماع عاجل لكل القادة العسكريين انتهى برفع ما عرف بـ (مذكرة الجيش) إلى رئيس الوزراء الصادق المهدي حملته فيها مسؤولية ما يحدث، كانت نتيجة تلك المذكرة أن كون المهدي حكومته الخامسة والأخيرة التي عرفت بحكومة الوحدة الوطنية التي أقصيت منها الجبهة الإسلامية وأعلنت موافقتها على اتفاقية الميرغني-قرنق للسلام، ما أدى لأن تعلن الحركة الشعبية وقف إطلاق النار لتمكن الحكومة الجديدة من تنفيذ برنامجها وبينما كل السودان يترقب اجتماع مجلس الوزراء يوم 30 يونيو/ حزيران 1989م المقرر فيه إلغاء قوانين سبتمبر، إذا بالجبهة الإسلامية وجناحها العسكري في الجيش تنفذ انقلابها العسكري الذي عرف بثورة الإنقاذ الوطني.
                  

08-08-2005, 06:13 AM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) (Re: هشام المجمر)

    الحكم العسكري الثالث -عمر البشير /حسن الترابي (1989)

    بمجيء هذه الحكومة طرأت على مشكلة الوطن الذي يختصرها البعض في مشكلة الجنوب ثلاثة مستجدات:
    1. لأول مرة تتحول الحرب من كونها حرب إقليمية ذات أبعاد عنصرية إلى حرب دينية مقدسة، أصبح بموجبها الدين عاملا رئيسيا وسببا معتبرا للحرب واستمرارها.
    2. تدويل القضية على مستوى إقليمي بعدد من المبادرات وعلى مستوى دولي وقفت على رأسه الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية والأفريقية (مجموعة الإيغاد). محادثات ابوجا 1 و ابوجا 2.
    3. استخدام الحكومة لسياسة (فرق تسد) حيث بدأت بعقد اتفاقات مع تيارات جنوبية ما أدى إلى تجلي الصراع الجنوبي- الجنوبي في أوضح صوره، وظهرت مليشيات جنوبية مسلحة مدعومة من الحكومة قامت بعمليات في الجنوب ضد الحركة الشعبية، وفي ذات الإطار عملت على حدوث انقسامات في الحركة الشعبية نفسها، وذلك بإغراء بعض القيادات فيها باتفاقيات سلام ثنائية. ومن هنا جاءت اتفاقية الخرطوم للسلام 1997 و فيها اعترفت الحكومة السودانية لآول مرة بحق تقرير المصير لجنوب السودان أبرزالتطورات في هذه المرحلة هو بروز حق تقرير المصير للجنوب, فبعد أن كانت كل القوى السياسية السودانية تعد هذا الأمر من الممنوعات والمحظورات في الشأن السوداني, ظهر لأول مرة في ميثاق أسمرا الذي وقعته فصائل التجمع المعارض عام 1995م. ثم برز في اتفاقية الخرطوم للسلام عام 1997م والتي أصبحت جزءاً من دستور البلاد لعام 1998م.
    تحت الضغوط الداخلية و الاقليمية و الدولية اضطرت حكومة الخرطوم الى الرضوخ للأمر الواقع و مواصلة المفاوضات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان و التى توجت بتوقيع برتوكول مشاكوس فى نوفمبر عام 2002 و اخيرا اتفاقية السلام الشاملة بنيفاشا فى يناير 2005.
    فى منتصف العام 2005 تم توقيع دستور السودان الانتقالى للعام 2005 و الذى تضمن اتفاقية السلام بنيفاشا و الذى نص على إجراء الاستفتاء على تقرير المصير بنهاية الفترة الانتقالية.
    انتهى القسم الأول. فى القسم الثانى غدا نتعرض للجزء المهم من هذا البوست وهو مترتبات ومخاطر انفصال الجنوب
                  

08-08-2005, 08:39 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) (Re: هشام المجمر)

    الاخ هشام المجمر
    مجهود مقدر..
    واعود الى التعليق لاحقا..
    مودتى
                  

08-08-2005, 10:09 AM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) (Re: هشام المجمر)

    محمد عكاشة

    شكرا على المرور

    الجاى بكرة اهم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de