تداعى صاحب التداعيات يحي فضل الله

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 11:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة السماني مبارك ابراهيم(اساسي&رومانسي)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-16-2003, 11:00 AM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تداعى صاحب التداعيات يحي فضل الله


    في البوست انطبــــاعات مجنونة وشترة تحدثت قليلا عن يحي فضل الله كعضو في سودانيز اون لاين ولكن هنا أريد أن أتحدث عن يحي المبدع الذي يشار إليه بالبنان
    معرفتي بنصوص الأستاذ يحي فضل الله وحبي لها أتى وأنا في السنة الثانية للجامعة عندما نصحني أحد الأصدقاء بقراءة تداعيات الأستاذ يحي فضل الله والذي اكمل جميلة بإهدائي لها مكتوبة, فكان أن انتبهت لهذا الأديب الضخم والذي أمتعني بتداعياته أيما إمتاع ..هذا الامتاع جعلني من المتابعين لفترة طويلة والمتصيدين لكافة كتاباته المنشورة في تلك التداعيات والتي كثيرا ما تناقشنا حولها زمن الجامعة.. كنا نحسها تتحدث بلسان الرجل العادي ..تتحدث عن أشواق وتطلعات السواد الأعظم للشعب تحكي ..آلامه... وحرمانه... مفرداتها هي مفرداتنا, ومفردات الشارع. كانت قريبة منا إلى درجة إننا كنا نتلمسها تلمسا ..حتى أن الشخص العادي في الشارع صار يعرف يحي بعد أن كانت شهرته فقط في نطاق الصفوة المثقفة وليس جميعها أيضا بل علي نطاق المسرحين ورواد معد الموسيقي والمسرح .هذه التداعيات جعلت الجميع يهتم به, وأدركنا حيينها أن للرجل قصائد مغناة من مصطفي سيد احمد مثل ياضلنا والتي لم ندهش عندما علمنا ان كاتبها هو يحي... هذا اليحي الذي رسم فينا تداعياته ...كان ابن امبدة القريب إلى الشارع الذي يذهب حتى السوق الشعبي برجليه... يحي التواضع واحساس المعاناة... حتي محطة كادقلي في حياته كانت تلامسنا مباشرة.. لذا كان حبنا له في انه كان يحكي بلساننا جميعا وبأي لغة .. بلغتنا نفسها
    بعدها جاءت محطة القاهرة في حياة مبدعنا... معظم قراءتي له في تلك الفترة كانت في جريدة الخرطوم .وكانت في اعتقادي فترة قام فيها يحي بإعادة معظم إبداعه القديم, واعادة نشره مرة أخرى, لذا اعتبر فترة القاهرة في حياة يحي الإبداعية هي فترة إعادة نشر او نشر ما لم يسبق نشره ..فلم يكن هناك جديدا بالمعني نحسه في ما يكتب
    بعد هجرته الي الغرب في نظري بدأت رحلة تداعي الإبداع القديم ...كان لهذا المنبر الذي وفر علينا كثيرا من الجهد في ان نقرا جديد مبدعنا وبعض النوافذ الاخري .
    في نظري ان يحي الان ليس هو نفسه يحي الذي عهدناه اول ما عرفنا يحي... المعروف انه كلما مرت السنون تعتق الابداع ونضج علي نار الخبرة الهادئة ولكن لم يصدقنا يحي في هذا..
    صارت مفردته غريبة.. فقد حسه العالي في الحديث عن اشواقنا.. وتطلعتنا ..مثلما كان يفعل في تلك التداعيات التي حيرت النقاد في تصنيفها ما بين القصة والاحجية... والتي اظنها كانت نسيج خاص بيحي.. وكان فيها تفرده... احسه الان فاقد لسيطرته علي لجام النص .. عكس ما كان يفعل قديما في تطويعه للنص وتوجيهه بحنكة محترف..صار نصه غريبا عنا ومفردته ليست لساننا.. وحتي نصه ليس اشواقنا
    حتي نَفَسه وروحه التي كان يبثها في النص فتعطيه الحياة والصيرورة بيننا, اختفت وتلاشت ,ولا اخفي سرا اذا قلت اني احيانا احسه صار مقلد. احس نكهات اخري الي درجة انها نكهات موجودة بيننا في هذا البورد نفس الافكار المجنونة ونفس المفردات ونفس النكهات... لدرجة اني اتسائل هل هذا نفسه يحي الذي نعرف؟ هل نضب معينه الي هذه الدرجة واصبح يستعير افكار الغير والوانهم ؟ هل صار يعتمد علي رصيده الجماهيري الضخم والذي يجعل بينه وبين النقد ترياق هل صار يستغفلنا الي هذه الدرجة ؟ هل اننا لا نظلمه اذا صرننا نردد انه ابدع دون وعي منا تجاه النص ؟
    اكتب هذا الكلام ويشهد الله لا لشي الا لاني افتقد الي يحي فضل الله
    تري هل يعود !!؟؟

                  

08-17-2003, 10:43 AM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعى صاحب التداعيات يحي فضل الله (Re: اساسي)

    كنت اريد فتح بوستا جديدا لمناقشة موضوع مبدعينا كل علي حدا وتاول ابداعهم بشئ من التمحيص ولكن اظن اني ساواصل في هذا البوست وساكتب بشئ من التفصيل في تقيم مداخلات وانتاج بعض المبدعين في هذا البورد لكي يسهل النقاش المباشر والذي اري ان الكثير اكتفي بالمتاوقة والصمت
                  

08-17-2003, 06:13 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعى صاحب التداعيات يحي فضل الله (Re: اساسي)

    اساسي، انا اختلف معك في هذه الطريقة في تقييم المبدعين
    الطريقة المثلي في راي هي ان نقيم المبدع بما قدمه وليس بما لم يقدمه
    علينا دائما ان ننظر الي النصف الممتلي من الكباية وليس الي النصف الفارغ
    لذلك فقد جاء حكمك جائرا علي مبدعنا الرائع يحي فضل الله
    ان مجرد توقف المبدع لظروف ما، وما اكثرها في الوقت الراهن،او لمجرد
    اننا لم نلمس جديدا في انتاجه،ينبغي الا يجعلنا ننسي كل ما قدمه من ابداع
    لا يا اخي هذا ظلم فادح ،هذا المبدع انسان في النهاية يعتريه كل ما يعترينا من احباط وقرف وشلهتة الي غير ذلك من منقصات
                  

08-17-2003, 06:27 PM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعى صاحب التداعيات يحي فضل الله (Re: Agab Alfaya)


    الاخ عبد المنعم
    اولا تحياتي واحترامي لشخصك وقلمك
    مدخلي لتسجيل انطباعاتي عن استاذنا يحي فضل الله ابتدرته بما قدمه من ابداع وان لم يخفي عليك هنا اني لم اغفل تمتعي بذلك الابداع وابداء دهشتي منه ولكن وكما قلت ان الانسان كلما مرت السنوات تعتق وكان بالامكان ان يكون حديثك عن الظلم في تقيمه صحيحا اذا كان توقف عن الانتاج او بدأ في اعادة نشر كتابات قديمة ولكن ماذال مبدعنا مستمرا في انتاج ابداعه ولكن بملاحظة هامة وهي ما حاولت الاشارة اليه وهي انه بجودة اقل مما سبق كثيرا حتي نصوصه التي كان يسيطر عليها سابقا اصبحت تتفلت منه وايضا غياب مفردات لا اقول تعودنا عليها ولكن مفردات خاصة بنا وبه كل هذا جعل نظرتي عند المقارنة بين الفترات تختلف
    ولك وافر التقدير
                  

08-18-2003, 05:30 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعى صاحب التداعيات يحي فضل الله (Re: اساسي)

    شكرا اساسي
    انا اري ان التداعيات التي كانت تجربة مدهشة متفردة
    قد اكملت دورتها الابداعية ايذانا ببداية دورات ابداعية جديدة
    وقد كتبت ذلك في قراءة لي لهذه التجربة المتميزة
    ولا شك ان مبدعنا وصديقنا يحي في مرحلةالتمهيد والانتقال الي دورات
    ابداعية جديدة
    نتمني ان تكون مثل سابقاتها
                  

08-18-2003, 08:06 AM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعى صاحب التداعيات يحي فضل الله (Re: Agab Alfaya)

    الاستاذ عبد المنعم
    اولا فاتني ان انبه لشئ هام جدا هو اني اكتب مجرد انطباعات قارئ احيانا متابع وليست محاولات نقدية محترفة
    وكما قلت ادهاش التداعيات قد يكون سلب ما بعده ولكن ماذلنا ننتظر مبدعنا
                  

08-20-2003, 02:01 AM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعى صاحب التداعيات يحي فضل الله (Re: اساسي)

    يحي فضل الله

    معادلات الكائن السياسي الصعبة

    الساعة كانت قد تجاوزت الساعة الحادية عشر ليلا بكثير حين سمعت طرقا علي الباب كنت وقتها استعين علي ارقي بالقراءة حين فتحت الباب جاءني صوت الكائن السياسي عميقا وحميماكايامه تلك الخوالي التي دائما ما يتحدث عنها

    انا آسف للازعاج لكن ما في طريقة بعدين انا جيت متاخر لقيت العالم دي كلها نامت شباب خامل لا ما في اي ازعاج اتفضل ما انت عارف انا ما بقدر انوم لو ما هرجت في الناس ديل و فشيت غبينتي بالكلام انها معادلات الكائن السياسي الصعبة هو كائن خرج من بين فصول رواية ملحمية و قرر ان يتجول في زمن

    ضاعت فيه السير و الملاحم و اختلطت فيه الهواجس بالاحلام زمن تكلمت فيه القبور قبر يتكلم في الدخينات و كانت العاصمة المثلثة تنثر الرماد علي عتبات البيوت لان مخلوقا غريبا قد ظهر مخلوق غريب بستة ارجل و وجوه لا تحصي تجرد الرعب و عيون نارية و يملك قدرة ان يجري و يطير و يسبح و قيل انه بسهولة! يستطيع ان يتسلق الهواء و يمكنه ان يكون في اكثر من مكان في ذات اللحظة قيل انه شوهد في الدروشاب في نفس اللحظة التي كان فيها بحي الشوالات بالقرب من سوق ليبيا في زمن فيه جافت القوانين و التشريعات امزجة الناس بظلومات و ظلمات و تعلق فيه الطموحين من العشاق بالحور العين و ها هو الكائن السياسي بفوز و بعقل تقدمي متفتح بوظيفة غفير لدار حزب الامة بشارع الجميعاب بالقرب من اجزخانة ابن ابي الدنيا تلك المغلقة دائما .

    انا افخر انو انا اول زول يوصل كتاب ارنست فيشر ضرورة الفن لبلدنا هكذا يقول الكائن السياسي حين يفخر بنفسه و لم يكن الكائن السياسي من خريجي كلية غردون انه رجل عادي كان يعمل نقاشا و اظنه لا زال ولكن تعلم القراءة و الكتابة علي ايدي و عقول مستنيرة و كان كثيرا ما يحكي تفاصيل حميمة عن حركة جماعة ابادماك الفنية و الثقافية .

    امتلك هذا الرجل حساسية التحليل و القدرة علي وزن الامور اي انه كان لا يد س في المكيال و امتلك مع ذلك مفردات كائن سياسي ضليع في السخرية .

    انفجرنا ذات ليل ثرثار بالضحك لان الكائن السياسي دخل في تحليل الراهن السياسي مستعينا بنكتة جماعة وضعت ث قتها كلها في تيس فحل فدخلوهو زريبة الغنم يعني الجماعة عايزين الجنا عايزين التيس يعشر الغنم و المسالة دي كانت بالمساء فلما رجعوا الصباح للزريبة لقوا التيس رضع لبن كل الاغنام الوالده وجفف ضروعها وبعد ان يسمح الكائن السياسي للحاضرين ان ياخذوا راحتهم في الضحك يبدأ يمارس تأويله الممتع للنكتة ديل يا شباب يقضوا علي الاخضر واليابس ديل حيوانات سياسية من النوع الطماع كان الكائن السياسي لا يخالط انداده لا يحب الجلوس معهم لا يسامرهم وله اسباب تكتكية لذلك مملين ما عندهم افكار جديدة بعدين بذكروني باليأس انا عايز حيوية انا عايز اعيش و هم بذكروني بالآخرة دخل معي الكائن السياسي الي الداخل جلس علي السرير و قال لي ممكن ربع ساعة بس و لا اقول ليك خليها نص ساعة اخد راحتك انا اساسا مساهر جاءني الكائن السياسي في تلك الليلة لان اهم ما في تصرفاته و التي هي اقرب للحكمة هي حدته تجاه ما يحدث ودعنا مرة في الصباح كي يسافر الي بلده قرية من قري النيل الابيض كي يحضر سماية حفيده من بنته الكبري سافر الكائن السياسي في ذلك الصباح برغبة حقيقية كي يقضي اسبوعا بين اهله و لكنا فؤجئنا به قد عاد في اواخر الليل و السبب في ذلك ان الرئيس قرر ان يزور قريته في نفس يوم السماية فهرب من قريته عائدا وتاركا سماية حفيده كرها في تلك الضجة من الاناشيد الزائفة و الهتافات ذات الهوس المخيف التي تتابع الرئيس اينما ذهب.

    الكائن السياسي له ذائقة متفردة في تذوق الادب و له اصدقاء في هذا المجال فكان ان اكسبته هذه الصداقة حرفية المقارنات والتأمل فيما وراء النص فكان حين يتحدث عن رواية عرس الزين للطيب صالح تراه يركز علي موقف امام المسجد من الزين مقارنا اياه بموقف الشيخ الحنين امام دكان احد الاصدقاء كنا نجلس ومعنا الكائن السياسي بتعليقاته العذبة حول كل الامور جاء ابو طاقيه سمسار تشاشه بالسوق الشعبي امدرمان كان ابو طاقية قد ادمن اغنيات مصطفي سيد احمد و كان دكان صديقي يتميز بتلك الاغنيات جاء ابو طاقية وهو يغني واقف براك

    و الهم عصب هكذا عصب بدلا عن عصف فما كان من الكائن السياسي الا ان قال لي شايف الهم عصب اقوي من الهم عصف عليك الله اكتب لي مصطفي !

    قول ليهو يغنيها كده واقف براك والهم عصب لانو فعلا الهم عصب كان الكائن السياسي يحاول ان يتذوق حالة كونه غفير لدار حزب الامة بامدرمان الجديدة ايام الديمقراطية الثالثة بعلائق في التضاد ولمقاربات وكان عادة ماتكون الدار خالية و يستانس الكائن السياسي بفكرة كان للمهدي داك ولدا قدل فوق عزه و يخاف من فكرة تلك الوزه و يلوذ ببعض جمل من قصص قديمة للكاتب عبد الله علي ابراهيم و يغني قصيدة محجوب شريف مشتاق كتير والله للجيران و للحله

    يغنيها علي لحن اغنية اسحاق الحلنقي لمحمد وردي

    يلا و تعال يلا

    نهاجر في بلاد الله

    فقد كان يملك مرجعية تسمح له بهذا الابدال لان اللحن كان في الاول علي كلمات محجوب شريف كان الكائن السياسي الغفير لدار حزب الامة يجادل وضعيته بين الانتماء و الوظيفة و علي منضدة صغيرة بثلاث ارجل تحت لمبة نيون خارج الخدمة كان هنالك كتاب مكفئ هو رواية فرسان الرمال للكاتب البرازيلي جورجي امادو.

    الكائن السياسي عادة ما يستخدم تلك الجمل الشهيرة باسلوب مميز اشتبك صديقان في مشاجرة من تلك المشاجرات التي تمايز بين جلسة واخري واستعلت حدة احدهم علي الاخر مال الكائن السياسي علي ذلك اشتد عليه الخناق قائلا و بهمس لطيف انحني يا صديقي حتي تمر العاصفة في رمضان الرابع و التسعين من القرن السابق كان الكائن السياسي حريصا علي متابعة مسلسل النوه لاسامه انور عكاشة و محمد فاضل و ذات حلقة و قد كنا كلنا نتحلق حول التلفزيون و فجأة قطع التلفزيون المسلسل لينقل خطاب الرئيس و هو يعلن اعادة تقسيم الولايات قفز الكائن السياسي كالملدوغ و قذف بمركوبه علي عتبة الغرفة و لحق به هاربا وقذف لنا بوداعه دون ان ينظر الينا تصبحوا علي خير وذهب تاركا لبقية الليل مهمة امتصاص تفاصيله و حين سألناه عن ذلك الهروب في الصباح قال ما ما معقول حكومة كاملة تتضاري وراء فردوس عبد الحميد حين كان الكائن السياسي يجرب خلطة الالوان بخربشات من الفرشاة علي الجدار الذي تم طلاه بالبوماستك الابيض كنا شلة من الاصدقاء نساعده كنفير لطلاء غرفة نوم صديق لتتحول الي قفص ذهبي كان الكائن السياسي يتحسس و بمتعة تفاصيل مهنته كنقاش كان يحاول ان يحصل من خلال الخلط علي لون قرمزي وكلما يلطش علي الجدار الابيض بالفرشاة! يسأل العريس المرتقب تفتكر اللون ده رومانسي خالص ومن تجاربه علي اللون كان قد كتب علي طول الحائط الابيض هذه الجملة لا الحاد و لاشيوعية الفانوس حرق القطية وكان هذا الجدار اخر ما تم طلاءه.

    احد الاصدقاء ادمن و بحرفية عمل شوربة الخضار ليست هي المشكلة ولكن المشكلة انه يسجن كل الحديث داخل الموضوع يعني بستلم المايك وكنا نثور علي ذلك حتي ننتقل الي مواضيع اخري و حين تكررت ثورتنا تلك قذف الكائن السياسي في آذاننا بحكمة نفعية و عملية جدا يا شباب اجروا اضانكم و بعدين انتو حقو تستغلوا الوعي الغذائي الحاد ده بدل ما تقيفوا ضدو مش احسن ليكم من الفول

    اتكأ الكائن السياسي علي السرير بعد ان اشعل سيجارته و قال لي انت عارف انا ما بقدر انوم لو ما اتكلمت عن الخمج ده انا جيت لقيت الشباب كلو نايم وبعدين كمان انا اتكلم براي مع انو مرات بعملها اها انا قلت اجيك ناخد و ندي مع بعض نشتم مره و نحلل مره عشان عمك يعرف ينوم تخيل ده مش ادمان غريب؟

    و تحدث الكائن السياسي في تلك الليلة و افاض و نزع عن نفسه همومه الصغيرة و الكبيرة يشتم احيانا يسخر و ينثر نكاته العميقة و حين احس انه صافي من شوائب الراهن اللزج و المظلم ودعني و خرج و من بعض حديثه في تلك الليلة قال تعرف الشيخ فرح ودتكتوك و سيدنا الخضر و بله قالوا و اقفين في صف التأشيرة فسالته اها فرح ود تكتوك معروف و سيدنا الخضر معروف بس بله ده منو ؟

    و ضحك الكائن السياسي ضحكته الهامسة و قال مش الناس بتقول يحلنا الحل بله من القيد و المذله بس بله ده ذاتو في مساء اليوم التالي جاءني الكائن السياسي مبكرا في تفاصيل ما بعد المغرب و خرجنا من سأم بنا الي اخر محطة بالجميعاب كانت المدينة قد قاطعتها الكهرباء و كانت اكشاك المحطة تتباهي باضواء الرتائن وحتي اللمبات الصغيرة امام ستات الشاي لها في الاضواء نصيب و انحزنا الي فكرة ان ندخل الي راكوبة مسورة بالشوالات و الكراتين لنشاهد شريط فيديو لفلم هندي وكان صوت الجنريتر مرغما علي التداخل في النسيج الصوتي للفلم اهم ما في الامر ان الكائن السياسي كان يتابع الجمهور اكثر من الفيلم بل كان يحرضني بهمس متأمر اسمع سيبك من الفيلم الهندي شوف الفيلم السوداني ده وكان يلكزني بكتفه كي الاحظ الجمهور الذي كان يجلس علي بروش و طوب وجلوس كما اتفق و لا اتفق علي الارض و هنالك واقفون واثقون من لياقتهم البد نية وخرجنا من الفيلم سعيدين بانتصار البطل و وثقنا هذا الانتصار بصحن فول مصلح وكانت

    حافلات امدرمان الجميعاب تقترب من هجعتها الليلية بعد ان منحت المحطة الاخيرة ما يعزز نموها في تفاصيل المدينة والكائن السياسي يشعل سيجارة الطريق الي البيت و يغالط فكرة ترييف المدن و يكاد يدحضها حين يقول بطرب واثق و صوت جهوري

    نمشي في كل الدروب

    الواسعة ديك

    والرواكيب الصغيرة

    تبقي اكبر من مد ن

    و بعدها مباشرة يدخل منطقة همسه ياتو حزب ممكن يتحمل المسئولية دي حزب يقوم بالمهمة دي الرواكيب الصغيرة تبقي اكبر من مدن حزب يؤمن بنظرية الدروب الواسعة و يعود مرة اخري الي صوته الواثق الجسور مكان الطلقة عصفورة تغرد حول نافورة و تمازح شفع الروضة و يقذف الكائن السياسي بسيجارته الي البعيد و يزفر زفرة متحسرة استوقفتنا زحمة امام الخيمة التي هي امام المحطة الاخيرة القديمة ذات الاربع اكشاك خيمة العساكر كان اثنان من العساكر احدهم يحمل باقة بلاستيكية بيضاء كانت فيما مضي باقة عصير و الثاني يجرجر شاب يبدو عليه الاحترام الذي ربما كان قد تملص منه لولا ان عكشه العساكر حين اقتربنا كان العساكر دخلا بالشاب داخل الخيمة و حين تفرق الجمع

    تاركين الشاب لمصيره و بهمة اليفة دخل الكائن السياسي الخيمة و لم املك الا ان ادخل بعده لنجد الشاب المحترم و قد اعيدت اليه الباقة و العساكر يبدو عليهم الود و قد تخلي احدهم عن ضحكته حين لاحظ وجودنا و هب الثاني نحونا قائلا في شنو نظر اليه الكائن السياسي في وجهه و نظر الي الشاب و الي القاطع ضحكته

    و قذف بسؤال مباشر يعني عملتو تسويه و خرج بنا الشاب قبل ان يرد العساكر علي السؤال و ربت الشاب علي كتف الكائن وهو يحاول ان يخفي الباقة في المنطقة بين القميص وبطنه ونحن خارج الخيمة قائلا ما في مشكلة اتخارجت ولما وصلنا باب البيت كنا لا نملك ان نفارق بعض و الليل به شئ من حتي و بيننا شبكة طويلة اشتعلت حين ذكرت له مقطع من قصيدة للقدال

    يوثق لترييف المدن

    كلما امتداد يمتد

    نبني جواهو كرتونه

    و زرايب ناس

    اشعل الكائن السياسي سيجارته و وعد ني بالمجئ بعد نصف ساعة و اكد ذلك و هو يذهب في اتجاه الدار قائلا في كلام كتير و انا لازم ابلع المنوم.



                  

08-20-2003, 11:50 AM

معتصم ود الجمام
<aمعتصم ود الجمام
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 3261

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعى صاحب التداعيات يحي فضل الله (Re: Yahya Fadlalla)

    يحي
    يا رائع
    سلامات كيف حالك اريت حالك زين
    سمعتا انو مملكة الاحلام طبعت كتاب صاح
    لو صاح انا عاوز منو نسخه انا بالمناسبه عندي محاولات
    لمعاجتها دراميا جمعتها من جريدة الصحافه لكن كما تعرف ورق الجرايد اكبر خزلان المهم انا عاوز لي طريقه فيها رايك شنو
    عاوز اقراء علي وباقي الاصدقاء مره اخرى ده عالم جميل
    عشتو بمزاج كاني الناس ديل بعرفم واحد واحد
    يحي اكتب
    اكتب لك التحايا من الرشيد
    لي معه حوار من عشره صفحات ساقوم بانزاله في البورد بس عاوز زمن لطباعته
    لك الود معتصم سيد احمد
                  

08-23-2003, 11:02 AM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعى صاحب التداعيات يحي فضل الله (Re: Yahya Fadlalla)

    الاستاذ يحي فضل الله
    اعتبر ردك هذا نوع من انواع الصمت المخيف والذي يجعل الانسان نهبا لافتراضات كثيرة لا احب الخوض فيها الان وايضا لا اخفيك ان هذا الكائن السياسي من القطع التي مرت علي ذهني وانا اكتب هذا البوست بل يكاد يكون لها القدح المعلي
    عموما اشكر لك اهتمامك وردك والذي كما قلت لك اعتبره صمتا
                  

08-20-2003, 12:22 PM

KalamSakit


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعى صاحب التداعيات يحي فضل الله (Re: اساسي)



    الأخ / أســـاسي

    المحترم

    تحية طيبة

    لفته بارعة منك لفتح نقاش عن المبدع الفنان والذي يندر في زماننا هذا علي حسب رأي والكثيرين الرائع يحي فضل الله الذي لا أرى تغير في أسلوبه ولا مفردته بل أعتبره تغير بسيط بل إنما هو تطور طبيعي مع تطور الحياة والظروف وأنا مثلك تماما ً كنت أقرأ للكاتب يحي فضل الله من بداية كتابته للتداعيات وحقيقة كانت عبارة عن شي متفرد كنا نتبادلها في ما بيننا ونسارع لحجز الصحف في ذلك اليوم وأنا أحتفظ بالكتابين الجزء الأول والثاني برغم سوء الطباعة لكن ما تحتويه من مضمون ومفردة يحي فضل الله البسيطة التي تنسجم مع كلامنا اليومي وما تحتويه أسلوب ينسيك ما حولك فهو نابع مننا وأعتقد أنه ماذال كذلك أما عن إنطباعاتك عنه محتمل أن تكون لكثرة ما تقرأه من كتب قد كان له الأثر في هذا الإنطباع فأنا أختلف معك فكتابات وأسلوب يحي فضل الله هولم يتغير

    وتحياتي لك
    وأجمل التحايا للمبدع يحي فضل الله


    كلام ساكت
                  

08-20-2003, 01:22 PM

Shinteer
<aShinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعى صاحب التداعيات يحي فضل الله (Re: اساسي)


    أجمل استفزاز برئ .. يا أساسي .. يعيد إلينا الإنسان يحيى فضل الله بهذه السرعة
    شكراً يا أساسي على المشاكسة اللطيفة .. وشكراً يا ود فضل الله على الاستجابة العملية. حقاً كتاباتك يا يحيى تلامس أوتار الأوتار .. يا خدين الأرض .. والأرض مهرها الثبات والرسوخ .. ولم يعُزْك مهرها. لم تتغير يا يحيى

    لا تنقطع .. كعب الانقطاع بعد العرِقْ ما ناوَى

                  

08-20-2003, 03:22 PM

garjah
<agarjah
تاريخ التسجيل: 05-04-2002
مجموع المشاركات: 4702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعى صاحب التداعيات يحي فضل الله (Re: Shinteer)

    هل قصدت يا اساسي سحب هذا المبدع الى معترك ياتي فيه حاملا بعض ابداعه.....فان كان ذلك مقصودا فلقد اجدت اللعبة

    واود ان اجد من يرشدني الى كتابات الاستاذ يحي



    مع تحياتي وشكري



    قرجة
                  

08-20-2003, 03:59 PM

شمهروش
<aشمهروش
تاريخ التسجيل: 09-14-2002
مجموع المشاركات: 1052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعى صاحب التداعيات يحي فضل الله (Re: Shinteer)

    اســــــــــــــاسي انت زول بنكهة الدوم وطعم النبق
    الحديث عن الاديب يحيى فضل الله طويل وجميل وتحسه يبداء عند النهايات والبدايات في اعتقادي ان ادينا اصابه نوع من رهق الموانئ وصالات الترانزيت ولكنه النص المعتق أو اختلفت عندنا لحظات استيعاب تلك النصوص
    اساسي انت نص مني ضايع من زمن نفس الاحساس اجتاحني وانا واقف امام قبر المرحوم مصطفى سيد احمد في الاسبوع الماضى بودسلفاب بدات تجتاحني مثل هذه الاحاسيس
    كان ذلك اليوم الخريفي الرايع وانا بحضرة هذا العملاق وتلك العصافير التى تغرد علي شجرة الهجليج كانت لحظات تسجل على ذاكرة التاريخ
                  

08-28-2003, 08:17 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعى صاحب التداعيات يحي فضل الله (Re: شمهروش)

    اخي اساسي
    كثيف الود والتقدير
    لم اصمت تجاه مامنحتني اياه من الاهتمام و لكني مشغول الي درجة لا استطيع معها جك لاميلي وصدقني ساضع ما كتبت عني وملاحظاتك حول التداعيات في مقام اهتمامي فما في داعي للوساوس وتأويل مالايحتاج لتأويل
    شكرا لك علي حرصك علي وشكرا لكل المشاركين في هذا البوست
    اجمل التداعيات هي تلك التي لم تكتب بعد
                  

08-30-2003, 11:09 AM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعى صاحب التداعيات يحي فضل الله (Re: Yahya Fadlalla)

    شكرا للمداخلين والمداخلات او كما قال الجندري/ة
    حبي وافتقادي لتك التداعيات هو ما جعلني اقسو علي مبدعنا يحي ومقارنتي لها بالحاضر
    وشكرا اخي يحي وفي انتظار المولود الذي سيتداعي بنا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de