بماذا يتميز الأفارقة علي العرب حتى نكونهم دون سواهم

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 03:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة السماني مبارك ابراهيم(اساسي&رومانسي)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-23-2004, 03:47 PM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بماذا يتميز الأفارقة علي العرب حتى نكونهم دون سواهم

    منذ منتصف التسعينات وتحديدا في مؤتمر اسمرا الشهير للمعارضة والذي اصبح عرابه بقدرة قادر مستشارا لرئيس حكومة الإنقاذ منذ ذلك الوقت بدأت تطالعنا قضية الهوية السودانية والتبشير بالسودان الجديد الأفريقي الجذور .... النقاش استشري في عدة منابر سودانية للمعارضة والحكومة والصحف ألان اصبح موضوعا شائقا ودسما في عالم الانترنيت ومنتدياته ... كشمالي ناطق بالعربية ولدت ونشأت في وسط السودان اقر بان السودانيين لا محالة خليط بين العنصر العربي والعنصر الإفريقي هذا الأمر لا جدال فيه ... ولا ينكره إلا مكابر ومحور لتاريخ السودان ... ألان الدعوة قوية جدا من قبل أطراف سودانية عدة للعودة والتمسك بأصولنا الإفريقية وترك الأصول العربية التي تشكل نصف أصولنا .. البعض يرد بان هذه الدعوة فيها انتصار للعرقيات السودانية التي تتشكل من اثنيه إفريقية صافية ... والبعض يقول بأنه ولسؤ العرب يجب أن لا نتمسك بانتمائنا لهم أو الادعاء بأنهم يشكلون جزء أو نصف تكوينا رغم ادعاء البعض بأنهم من اصل عربي نقي لم يختلط بعنصر إفريقي إلا أن الدعوة قائمة بنسبة هؤلاء إلى العنصر الإفريقي ... أنا هنا اقر جدا ومكابر من يقول هذا بان العرب ألان من السؤ بمكان بحيث النسبة إليهم تشكل نقصا للمدعي نسبته إليهم .. ولكن احترت كثيرا أن أفسر الدعوة للادعاء بان أصلنا هو إفريقي فقط ما حيرني في هذه الدعوة هو بماذا يتميز الأفارقة ويخيرهم علي العرب حتى ادعي أو ندعي انتمائنا إليهم دون سواهم ... كل ما نظرت في واقعهم لا أجدهم خيرا من العرب أن لم يكونوا اسوأ منهم .. كلما نظرت إلى واقعهم وجدت الحروب والمجاعات والدكتاتوريات وشعوبا متخلفة لا تسعي لتحسين واقعها والقبلية مستشرية وضاربة باضنابها داخل التركيبة الإفريقية حتى العنصرية بابشع صورها موجودة داخلهم وان كانت عنصرية العرب عنصرية كلام وحديث فان عنصرية الأفارقة عنصرية استبداد وقتل وتسلط وما نراه من سيطرة العنصرية علي الحكومات الأفريقية ببعيد وحروب قبائلها ماثلة أمامنا
    طرحت هذا الموضوع للحوار الموضوعي العقلاني أرجو من الاخوة المداخلين أن لا يسعوا ليبينوا لي فساد العنصر العربي بقدر ما يبينون لي تميز العنصر الإفريقي عليهم عل وعسي نقتنع بان نسبتنا إلى إفريقيا هي فخر ومصلحة للسودان .
                  

05-23-2004, 04:45 PM

EMU إيمو
<aEMU إيمو
تاريخ التسجيل: 02-16-2002
مجموع المشاركات: 2924

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بماذا يتميز الأفارقة علي العرب حتى نكونهم دون سواهم (Re: اساسي)

    الحبيب أساسي
    لك الود
    في برنامج حوار مفتوح الذي يقدمه بن جدو عبر الجزيرة
    كان ضيفه من واشنطون صاحب منتدى الشرق الأوسط والذي
    ذكر كلمة الناطقين بالعربية في الشرق الأوسط أكثر من مرة
    حتى صححه مقدم البرنامج ، ولكته أصر عليها
    فهنا أزمة الهوية تلاحق حتى العرب لأن التصاهر
    الذي حدث في فترة تآخي الأنصار والمهاجرين كان الهدف منه
    المزج والتقارب. وعن المصريون هل هم عرب أم أفارقة
                  

05-23-2004, 04:54 PM

فرح
<aفرح
تاريخ التسجيل: 03-20-2004
مجموع المشاركات: 3033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بماذا يتميز الأفارقة علي العرب حتى نكونهم دون سواهم (Re: EMU إيمو)

    الاخ اساسى لك التحيه والتقدير
    الازمه ليست هى ازمه تفضيل نوع على نوع او لون على لون او نسب على نسب
    الازمه فى وطن متعدد الثقافات يجب ان يكون هنالك تقدير ومساواه فى ممارسه هذه الثقافات بكل عداله وانضباط ودون تاجيج اى نعرات جهويه او عنصريه
    لذا الدعوه تكون لوطن متعدد الثقافات والاعراق والملل والديانات يجب ان تكون بحكمه وحذر ولن يتوفر هذا الا فى ظروف ديمقراطيه ومباذى لحقوق الانسان
    لك شكرى
                  

05-24-2004, 08:46 AM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بماذا يتميز الأفارقة علي العرب حتى نكونهم دون سواهم (Re: فرح)

    الاخ المحترم فرح
    حقيقة كلامك هو عين الحقيقة وبصورة اوضح هي المواطنة ..السودان كدولة متعددة الاثنيات العرقية يجب ان يكون العنصر السائد هو السوداني الدعوات العرقية الافريقة والعربية ومحاولة تغليب عنصر علي الاخر ترمينا في تهلكة التناحر واثبات الافضلية ...
                  

05-24-2004, 08:42 AM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بماذا يتميز الأفارقة علي العرب حتى نكونهم دون سواهم (Re: EMU إيمو)

    الحبيب ايمو
    اذكر اني كنت من متابعي هذه الحلقة تحديدا والتي تمت مقاطعتها باحتفال حوار الحضارات في اسبانيا كما اذكر وكانت فيها ضيفة عراقية من فرنسا .. اصرار الامريكي علي التحدث عن الناطقين بالعربية وتنبيه مقدم البرنامج له اكثر من مرة جعلني احتار ما المقصود بالامر ولم اتبين الامر حينها الان انت اوضحت لي الصورة جليا
    ولكن صديقي ايمو هذا في نظري لا ينفي الانتماء العرقي ... اس مصيبتنا هي البحث والجري وراء اصل ننتسب اليه ... انا اقر باننا سودانين سودانين وفقط وهي عرق يكفي ان ننسب اليه الدعوات الي الافريقية والي العربية في نظري متشابهة كلهما فيها ما فيها من عنصرية.
                  

05-23-2004, 07:50 PM

zoul"ibn"zoul

تاريخ التسجيل: 04-12-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بماذا يتميز الأفارقة علي العرب حتى نكونهم دون سواهم (Re: اساسي)

    Salaam

    Thank you for posting this very interesting topic. However, do not get too much carried away with the call for the africanization or arabization of Sudan. In the very similar manner that there is a movement among the minorities in Sudan for the de-arabization there is on the other token a movement for the separation of Sudan on ethnic lines, arabic speaking ones versus non-arabic speaking ones living in peace each on his own boarder. The movement for africanization ONLY of Sudan, is rather a strongly weak movement. Its basic core is no arabic/arabs in Sudan or a new Sudan soon to be. It banks on the historical relations between the different ethnic groups in Sudan and their bad/good relations through different times. In its essence it is a racist movement that harbors arabs and Islam in Sudan volumes of hatred ably expressed in most of the writings in this board of people such as Bashasha, Roada and the gang. Its major weakness is the lack of providing any alternative viable culture for the sudanese masses vis-a-vis the arabic one. For example, you can certainly look at the slogan "No arabia no shargia no gharbia, african sudania 100%" but what is this african sudania there are no such details. Also follow up the writings of those who call for such a lousy slogan, there is almost no intellectual contribution on their part to detail this. In most of the times, it is merely critiques of the ancientt ethnic relations in Sudan. There major points of strenght is the support they find from a bunch of northern secular sudanese who support such calls for no love of the africanization or anything but rather their dislike to on one hand the current government and two for any process of making religion, aka Islam, a fundamental part of the society . This movement is doomed should it not gain support from the arabic sudanese people and in that it will be akin to shooting the self destroy button. The arabic culture in Sudan has taken roots deep long ago it will not be wiped out. Next time I will write about the theory of multi-culturlism and multi-ethnicity and would that be a good one or a bad one for Sudan

    Thank you for the topic and sorry I can not write much in arabic
                  

05-23-2004, 09:50 PM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بماذا يتميز الأفارقة علي العرب حتى نكونهم دون سواهم (Re: zoul"ibn"zoul)

    ألاخ أساسي
    سلامات
    دعني اختلف معك. أراك نظرت ( للعرق) ( الدم ) فقط وتخطيت الجغرافيا – ربما عن غير فصد. أن لا اتفقك مع نظرتك للسودان من هذه الزاويه، ولكن حتي ,و إن تابعنا هذا المدخل الذي اقترحته، فلك أن تضيف الجفرافيا والثقافه المحليه وتغير نمط الحياة ومصدرها الخ ، فإن اضفت كل هذه الي نظرتك للامر ( وان كما قهمنها – قد اكون مخطي – انها 50 –50 بين العرب والأفارقه) أن اضفت كل تلك العوامل لهذا المنحي قستنتهي بالضروره الي نسبه غير التي ربما تكون قد عنيتها. أقول هذا بالرغم من اختلافي معك في المدخل الذي تناولت به القضيه.
    ارجو فقط أن توسع ( شبكة اصطيادك) لتمكنك من النظر في عوامل اخري قي التركيبه السودانيه علي قدر المساواه واعتقد أنك لو أمعنت النظر والبحث سيثيت لك انك افريقي حقيقة ولست عربي مزيف.
    ,اشكرك علي تناولك لهذا الموضوع

    عسكوري
                  

05-24-2004, 03:17 PM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بماذا يتميز الأفارقة علي العرب حتى نكونهم دون سواهم (Re: Asskouri)

    الاخ عسكوري
    فلنقل اذا اذا افريقي بنسبة ثمانون في المائه لا خلاف ولكن ما هي مميزات ان اكون افريقيا وادعيها لم اجد اجابة حتي الان من المداخلين ما يميزهم حتي اكون افريقيا خالصا واضحي ولو بما يربطني بالعربية ولو كانت اللغة ..؟ فيهم شنو احسن بالعربي كدا او حيقدم لي شنو الادعاء دا ..؟
                  

05-24-2004, 06:43 AM

Zoal Wahid

تاريخ التسجيل: 10-06-2002
مجموع المشاركات: 5355

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بماذا يتميز الأفارقة علي العرب حتى نكونهم دون سواهم (Re: اساسي)

    ما افهمه من دعوة الهوية هو عدم ربط البلاد بقبلة واحدة فقط لان مصدر القرار ينتمي اليها. الآن الثقافة المهيمنة هي الثقافة العربية. اين افريقيا بتراثها وتاريخها وجغرافيتها في وجداننا. تهميش الجانب الافريقي وتعلية العنصر العربي في كل المجالات. وزارة مثل الخارجية التي تمثل السودان هل تمثل حقيقة كل وجوه اهل السودان ام مناطق بعينها؟



    اهل افريقيا رغم تعاستهم فهم يعتبروننا جزء اصيل منهم
    والعرب رغم خيبتهم فانهم لا ينظرون الينا الا كعـ ......

    استعلاء هنا ودونية هناك
                  

05-24-2004, 03:23 PM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بماذا يتميز الأفارقة علي العرب حتى نكونهم دون سواهم (Re: Zoal Wahid)

    الاخ زول واحد شكرا للاضافتين
    سارد علي الثانية لان الاولي شهرا ليس لي فيه نفقة
    اذا كان ثمانون في المائة من سكان السودان يتحدثون العربية كلغة ام فبالتالي هي التي ستشكل ثقافتهم انا سوداني افكر بالعربية اي لغة تفكيري العربية والسواد الاعظم من السودانين يفكرون بالعربية اي يشكلون ثقافتهم وموروثهم بالعربية حتي كما قيل ان ما يربط سكان الجنوب نفسه للتواصل هو عربي جوبا وليست اي لغة افريقية اخري لذا السودان يعكس ثقافته عبر سفارته او كما تقول وثقافتنا مبنية علي العنصر العربي بنسبة كبيرة وغالبة ومتشبعة .. انا لا انكر ان المفروض ان يكون هناك مزيج سوداني جديد من الثقافة لتمثلنا بها خارجيتنا ولكن ليكون ذلك في الواقع اولا اي نخرج ثافة سودانية خالصة لنا وحدنا في ارض الواقع عندها نطالب خارجيتنا بتمثيلنا بها
    واقصد بخارجيتنا الحكومات منذ الاستقلال حتي اليوم .
                  

05-24-2004, 08:25 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38104

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بماذا يتميز الأفارقة علي العرب حتى نكونهم دون سواهم (Re: اساسي)

    الاخ اساسى
    نحن لا عرب ولا زنوج نحن سودانيين فقط وتوجد فى السودان ثقافة سودانية(الغابة والصحراء افرو عربية) وهذا يعنى التواجد العربى والاسلامى فى السودان تواجد ثقافى وليس عرقى شوفينى كالذى تروج له الانقاذ وينعق به ازنابها فى هذا المنتدى ..والنوبة هى اصل كل قبائل السودان ..ولكن الهجرات القادمة الى السودان هى التى اوجدت الهجين المستعرب فى الشمال بينما بقى العنصر الزنجى النقى فى الجنوب..وينسب الانسان الي الثابت(النوبة)..وليس المتحول (العرب)...وكلمة افارقة هنا تستعمل فى غير معنها ان افريقيا قارة وليس عرق..وكل دول الشمال الافريقى عربية..نحن عندنا ازمة مصطلحات فى السودان تخص كلمة افريقى كمرادف لكلمة زنجى وكلمة قومى نستعملها مرادف لكلمة وطنى ونقول (الفريغ القومى السودانى) والصاح الفريق الوطنى السودانى
    العرب فى السودان هم الرشايدة والزبيدية فقط ...وهسع انت يا شين قعد تشبه العرب الحايمين حولك ديل فى السعودية او قعد تشبه الرشايدة او الزبيدية..انت سودانى فقط ويحترمك العالم لاحترامك لنفسك لمعايير اخلاقية اعطت السودانيين تمييزهم وجلبت لهم محبة العرب والافرقيين على حد السواء وهذا ناجم من تراكمات ارث حضارى بعيد الجذور و سعت الانقاذ فى مسخه بصورة تفوق التصور فى سنواتها العجاف الماضية وهى المسؤلة عن كل مايحدث فى المجتمع السودانى اليوم ...وانت لا تحتقر ابناء وطنك الزنوج حتى لا يتطهدك العرب القحاح(على قاعدة التسوى تلقا)
    وفى نكتة ظريفة كده قالها لى صديق اردنى ..والله انتو السودانيين ذى لحمة(..)..لا محسوبين مع الجلد ولا محسوبين مع اللحم
    ..و وعن سؤالك عن الميزة فى ميزة جيد ة عند الافارقة وقلما توجد عن العرب او الهجين المستعرب فى السودان هو الصدق مع النفس ومع الاخرين ودونك والقمة السوداء نلسون مانديلا..ولكن للاسف بعض العرب وليس كلهم طبعا يدمنون النفاق والكذب ومن اسوا الانظمة السياسية فى افريقيا هى الانظمة العربية شمال الصحراء ومن اسواهانظام الانقاذ..انظمة ودا وسواعاو يغوثا ويعوقا ونسرا...واتحداك تدينى رمز معاصر واحد فى الشمال العربى الافريقى ذى ما نديلا او جليويس نايريرى او ليبود سنغور..ونحن فى السودان عندنا رمزين صادقين واحد جنوبى د.جون قرنق وواحد شمالى السيد محمد عثمان الميرغنى..هذا اذا كنت تبحث عن التمييز..والحاجات دي ابدا ما بتشوفا لانك لسع مع ناس قريحتى راحت ناس شينة وعاجبانى ..وفاقد الشى لا يعطيه

    (عدل بواسطة adil amin on 05-24-2004, 08:30 AM)
    (عدل بواسطة adil amin on 05-24-2004, 08:34 AM)

                  

05-24-2004, 03:31 PM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بماذا يتميز الأفارقة علي العرب حتى نكونهم دون سواهم (Re: adil amin)

    طبعا اخ عادل امين انا استغرب ان يكون هذا الراي الموغل في السطحية يخرج من قلم كقلمك ربط هوية السودان بهذه الحكومة بعتبر نوع مع العداء الغبي للحكومة وانت كمثقف عتيد يعتد برايه يجب ان تكون عادلا في احكامك ... ولا تجعل عدائك للاقاذ يشوش علي احكامك كلها ويجعلها فطيرة وغير مقبولة حتي ومن طرف محايد
    مشكلة الهوية ظهرت الي السطح والي المنابر الاعلامية في عهد هذه الحكومة بقوة نعم عندما تحالف التمرد في حركته مع التجمع ولكن هذا التمرد لم ياتي في السودان مع هذه الحكومة بل قبل خروج الانجليز حتي من السودان ومؤتر جوبا ثمانية واربعين مرورا بحركات انانيا وان وتو الي التمرد الحالي والذي ظهر عام ثلاثة وثمانون اي قبل هذه الحكومة بسبعة سنوات .وطيلة هذه الفترة كان من اهداف هذا التمرد هو ازاحة سيطرة العروبة علي السودان منفردة مما يعكس ان مشكلة الهوية قديمة وينسف حديثك الاخير او اللاحق كله ويجعله في مهب الافتراء هذا اذا استثنينا اني اتفق معك في اننا لا زنوج ولا عرب بل سودانين فينا بعض القبئل الزنجية الصافية والعربية الصافية وخليط بين هذا وذلك بنسب متفاوتة ويجب تغليب العنصر السوداني علي كل العناصر الاخري وهو ما ابتدرت به نقاشي اعلاه
                  

05-24-2004, 04:37 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38104

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بماذا يتميز الأفارقة علي العرب حتى نكونهم دون سواهم (Re: اساسي)

    الاخ العزيز اساسى
    شكرا على الاهتمام بالرد
    ليس هناك عداء غبى للحكومة..بل عداء ذكى جدا ...فقط ليت قومى يعلمون..
    انت مشكلتك عاجز حتى عن مواكبة الاعلام الجديد لنظام الانقاذ الفاسد والفاشل والفاشى..وم قعد تتابع الفضائية السودانية والاذاعة السودانية وايام لها ايقاع..عشان تعرف التوجع العروبى الاسلامى الشوفينى للنظام ...وبعد ما انكشف المستور عن حرب الجنوب وسقطت الفاشية المتلبسةبالبوس الدين...اشتعلت دارفور والمرة دى لعروبية سقيمة
    انا جاهل واعلم انى حاهل واتواضع اما علم الاخرين واستفدت كثير من اطروحات اخوان هنا فى المنتدى وتخلصت من وعيي القديم وكل يوم ان شاء الله نسعىلاكتساب معرفة جديدة ..بينماانت وقفت فى تاييدك الذكى لهذا النظام منذ(امريكا قد دنا عذابها)...ولم تسمع بعد(بالعقيدة المشتركة)...وبذلك تشكل بوعيك المتجمد فى 30 يوينو 1989 اكبر عقبة اما السودان ما بعد السلام..ولا ذلت تستعمل مفر دات التمرد..واعلام البوق..وجعجعة ايام لها ايقاع...وقطوف..ووجع النهار..ويا حليل محمد الحجاز المدثر وساعة صفا ويا حليل دكان ود البصير وبليلة مباشر ..ويا حليل ربوع السودان ومن الاسلكة والحل ...ساعد يا اخى فى نشر ثقافة المجتمع المدنى فى هذا المنتدىعلى الاقل ولا تسى ء لاخوة من جنوب السودان هنا لقد انتهى زمن الوصاية باسم الدين وولاية الكوز او ولاية الفقيه او الاستعلاء العرقى
    من الذى مسخ وعى لناس فى دارفور والتى لم تشهد ايى حروب ضروس سمع بها القاصى والدانى بهذا المستوى منذ 1916..الا تعلم ان للاعلام دور كبير فى صياغة وعى الجماهير..اماال الكيزان ديل شردو الكفاءات السودانية الوطنية الاعلامية ليه فى التلفزيون والاذاعة
    وعن كلامك عن الجيش الشعبى لتحرير السودان ..جون قرنق قال ما تقولوا لى عايز تحرر السودان من منو ..بل عايز تحرر السودان من شنو؟..وانت ذكى وتفهم(شنو).. وعشان تفهم اكثر اقرا كتب منصور خالد لان العلم بالشى ء خير من الجهل به .. عموما الجهل فضيلة الكيزان فقط فى السودان ..ويستمدون وعيهم من الامير فى المنطقة ومتى ما وعي الكوز ..فارقهم فراق الطريفى لجملوا.ايه رايك تعملنى اميرك
    طيب يا عيونى...انا ورل....ام فاقد تربوى؟
    سؤال الحلقة
    هل تجربة الانقاذ فى السودان تجسد فشل الاسلام..ام اسلمة الفشل؟؟
    *********
    ما بنختلف
    درسنى بس قانون هواك
    احفظ حروفو حرف حرف
                  

05-24-2004, 07:47 PM

WaD OmI
<aWaD OmI
تاريخ التسجيل: 08-26-2002
مجموع المشاركات: 995

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بماذا يتميز الأفارقة علي العرب حتى نكونهم دون سواهم (Re: اساسي)

    هل علينا ان نختـــــــــــار من نكون؟؟

    والله لكنا اسعد من في الارض .........

    العزيز اساسي نحن رضينا ام ابينا افارقه وعرب ليس باختيارنا

    وانما هو قدرنا ان نكون بين الاتنين لارضينا باصلنا كافارقه

    ولا نحن فخورين بلانتماء للعرب ....

    لكنن مزيج عربي افريقي ليس عليك انت تختار لانه امر محسوم

    لكنك سودانــــــــــــي وده المهم سوداني تحمل كل الصفات

    والتقاليد السودانيه والمفاهيم السودانيه والاعراف السودانيه

    التي تختلف كثيرا مع الافريقيه وتختلف ووتتفق مع العربيه لا لشئ

    سوى اتفاقنا في الدين.........

    لك الود



    نوف
                  

05-25-2004, 11:40 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38104

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بماذا يتميز الأفارقة علي العرب حتى نكونهم دون سواهم (Re: اساسي)

    اساسى
    شردت وين.........
    نرد علي سؤالك فى مستوى السودان فقط وليس فى مستوى العرب من المحيط الى الخليج. لانهم اضل والعن .افضل الافرقيين السودانيين من العرب(الهجين المستعرب) يعنى مش الرشايدة والزبيدية وحسين خوجلى، بالتقوى!!..والتقوى ان يجدك الله حيث امرك ولا يجدك حيث نهاك..
    والانقاذ وعربا وناس ايام لها ايقاع ..هم دائما حيث نهاهم الله...وحاجة وحدة تثبت ذلك خصلة الكذب المتاصلة فيهم والفجور فى الخصومة الذى ظهر اخيرا بعد الانشطار النووى1998..و الذى يدفع ثمنه اهلنا فى درافور الان
    يقول الحديث الشريف(كلكم من ادم وادم خلق من تراب.)..(ولا فضل لعربى على عجمى الا بالتقوى )
    ويقول القران(يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائلا لتعارفو ان اكرمكم عند الله اتقاكم ..........
    تمعن فى (اتقاكم) جيدا ثم قارن

    http://www.ofouq.com/archive04/april04/aqwas44-8.htm

    ******************
    ما قلنا ده سباق المسافات الطويلة والخيل الحرة تظهر فى اللفة
    انبرشت مالك

    (عدل بواسطة adil amin on 05-25-2004, 11:45 AM)

                  

05-25-2004, 07:01 PM

EMU إيمو
<aEMU إيمو
تاريخ التسجيل: 02-16-2002
مجموع المشاركات: 2924

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بماذا يتميز الأفارقة علي العرب حتى نكونهم دون سواهم (Re: adil amin)

    هذا المقال وجده في صفحة التجمع السوداني بفلادلفيا
    السودان في متاهته
    من الهوية إلى الوحدة أو وضع العربة أمام الحصان


    عند ذكر الهوية السودانية ما أشبه حال السودان كله كدولة وشعب وثروات وموارد بشرية ومادية هائلة بذلك ‏المصير المأساوي الفاجع الذي آل إليه "الملك لير" في مسرحية الشاعر الإنجليزي ويليام شكسبير التي تحمل ‏العنوان ذاته. فقد انبنى الحدث الدرامي الرئيس في المسرحية عل مجموعة من الأحداث والعقد الثانوية التي ‏انتهت إلى تبدد المملكة وانهيارها بفعل تأثير النزاعات الداخلية والحيل والمكائد التي قذفت بالملك كرمز ‏سياسي إلى الشارع وحولته إلى ملك طريد مخبول يهيم بوجهه في السهوب والبراري. وفي مكان المملكة ‏المستقرة حلت الحروب والمطامع والشهوانية الجامحة التي لا تقف عند حد. وكانت آفة وتراجيديا "الملك لير" ‏أنه لم يحسن الانتماء والاختيار، وحين أدرك الفخ الذي نصب له كان كل شيء قد انتهى ولم يعد هناك ما ‏يمكن إصلاحه.‏
    وما سودان اليوم – في وجه من الوجوه- سوى ذاك "الملك لير" الذي أبدعته المخيلة الشكسبيرية الفذة في ‏مطالع القرن السابع عشر (حوالي عام1605) مع اعتبار الظروف والملابسات والمحيط التاريخي والبيئة ‏السياسية للأحداث. أما الأحابيل والمكائد فهي تتبدى هنا منظوراًَ إليها من خلال الواقع السوداني في تلك ‏المنظومة المتكاملة من المفاهيم. والقيم والسياسات التي اتبعتها أنظمة الحكم المتعاقبة منذ استقلال السودان ‏فيما يتعلق بوحدة السودان وهويته فلم يكن حصادها سوى الحطام والهشيم وتيه بلد بكامله في الوهاد ‏والفلوات.‏
    غير أن الوجه المأساوي حقاً في هذه المقارنة هو أن ذلك المصير الذي آل إليه "الملك لير" لا يعدو في عالم ‏الدراما عن كونه لوناً من ألوان تراجيديا الخيال الفني المبدع وتحليقاته وشطحاته الطليقة الحرة حتى وان ‏استند نسبياً على بعض جوانب الواقع التاريخي. أما مأساتنا نحن كبلد وشعب فهي من طينة الواقعية الملموسة ‏الحارقة لكونها ظلت جرحاً راعشاً ونازفاً تخضبت بدمائه مياه النيل، وأورث غالبية السودانيين غبناً وفقراً ‏وأسىً ظلوا يقتاتونه على امتداد ما يقارب نصف القرن من الزمان وعلى مسرح الحياة الواقعية وليس الخيال.‏
    وبسبب خيبة القيادة السياسية وعجزها المستمرين منذ عام 1956 فلم تقم وحدة البلاد إلا على أسنة الرماح ‏والسيوف والسهام، وتكرست سمات وقسمات أزمة الهوية ‏‎ Identity Crisis‎‏ ‏‎ ‎بكامل دلالاتها ومعانيها ‏السياسية والنفسية والأنثروبولوجية.‏
    وبرغم ما لهذا المفهوم من إحالات ودلالات شتى متباينة في جميع هذه المستويات إلا أن القاسم المشترك ‏والأهم هو الشعور بحالة من العجز والضياع وعدم القدرة على تحديد ماهية الذات والإجابة عن السؤال ‏الوجودي ‏‎ Ontological ‎‏ ‏questionمن أكون؟ أو من أنا؟ وفيما يتصل بمحاولات تحديد الهوية السودانية ‏فقد طرحت الأسئلة حول من نكون: هل نحن عرب أم أفارقة أم هجين بين بين؟ منذ وقت مبكر من بدايات ‏تشكل الفكر السوداني والحركة السياسية الحديثة. وكانت جماعة مدرسة الفجر الأدبية هي أول من أرسى ‏اللبنات الفكرية للاتجاه العروبي للهوية السودانية منذ منتصف عقد الثلاثينيات من القرن الماضي رغم دعوتها ‏لسودنة الادب السوداني ردا على دعوة العروبة القحة لدى ادباء الجيل السابق. لكن وقبل الاستطراد في هذا ‏الباب الذي لن نستخدمه إلا مدخلاً لموضوعنا الرئيس لعله من الأنسب الوقوف أولاً على الهوية نفسها كمفهوم ‏واستجلاء ما تعنيه في السياق النظري العام ثم في ارتباطها المباشر بالصراع الفكري السياسي الذي دار وما ‏يزال يدور حولها في السودان. وضمن ذلك بالطبع سنقف على جانب من التجليات الأدبية والثقافية للمفهوم ‏على واقع الإنتاج الأدبي الثقافي في السودان، على أننا سنتناول في هذا المقال التحليل الفولكلوري نموذجاً.‏
    في شرحه لكلمة الهوية ‏‎ identity‎‏ في معناها اللغوي العام يذهب معجم ‏‎ Merriam- webster‎‏(‏ ‎[1]‎‏) إلى ‏تعريفها من بابين هما هوية الفرد أي مجموع الخواص والصفات الثابتة المميزة لشخصية الفرد، وهوية الجمع ‏وهنا يختلف المعنى بإحالته إلى عناصر التماثل والتماهي الثابتة التي يمكن تمييزها كقاسم مشترك بين حالات ‏تتسم بالتنوع والتعددية. ثم يمضي المعجم خطوة أخرى ليوضح ذلك إيجازاً بتماهي وتماثل الخواص المكونة ‏لشيء ما أو واقع موضوعي. وبالنظر إلى المفاهيم التخصصية الفرعية للمصطلح في حقول البحث الفلسفي ‏والسياسي والأنثروبولوجي وغيرها نجد أن عنصر الثبات ‏‎ constancy‎‏ هو الذي يشكل القاسم المشترك بينها، ‏والمعنى هنا ثبات خواص الموضوع. وهو عينه المبدأ الذي ارتكز عليه الباحث والمؤرخ السوادني إبراهيم ‏أبو سليم في كتابه في (الشخصية السودانية)(‏ ‎[2]‎‏) فبالمنطق ذاته ما كان لإبراهيم أبو سليم أن يفترض وجود ‏شخصية سودانية واحدة ذات هوية جمعية لولا أخذه بعناصر التماثل والتماهي والثبات والصفات المشتركة ‏للشخصية في مستواها الكلي الجمعي، بصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معه. يمكن القول ايجازاً ودون ما ‏ابتسار للمعنى ان موضوع الصراع الفكري السياسي الذي دار حول الهوية السودانية كانت ولا تزال مادته ‏الرئيسة هي حسم ماهية وانتماء ما يزعم أنه خواص وصفات مادية روحية مشتركة للسودانيين جميعاً، هي ‏التي تشكل هويتهم وشخصيتهم موضوع الصراع والنزاع.‏
    وبما أن الصراع قد دار أصلاً حول هوية سودانية موحدة لألوان الطيف الثقافي والديني واللغوي والعرقي ‏المميز للشعب السوداني، فقد كان طبيعياً أن تلجأ الأطراف المتنازعة سواء كان بوعي نظري أم بغير ذلك ‏إلى معيار ما محدد للقسمات الحاسمة والغالبة لتلك الهوية. هذا المعيار هو معيار الهويةcriterion of ‎identity‏ وهو بمثابة مقياس تتحدد بموجبه المواصفات والملامح الغالبة على هوية موضوع أو كائن ما ‏‏(‏ ‎[3]‎‏) هذا على الصعيد النظري العام، أما على صعيد الممارسة فيلزم الوقوف عند أمرين يكمل أحدهما ‏الآخر:‏
    أ/ الافتراض بأن للسودانيين شخصية واحدة، هوية واحدة، ومن ثم ثقافة واحدة يطلق عليها بملء الفم "الثقافة ‏السودانية".‏
    ب/ وجود معيار محدد للقسمات والملامح الغالبة لهذه الهوية وثقافتها الحاملة لها والمعبرة عنها وهو هنا ‏المكونات العربية الإسلامية.‏
    وكلا الافتراضين يليويان عنق الحقيقة ويقفزان قفزاً على الواقع ويختزلانه تلهفاً إلى حالة من الوحدة ‏والتجانس الواهم النقيض للتعددية والتنوع والتباين كسمات أساسية مميزة للمجتمع السوداني وأعراقه وثقافاته ‏ولغاته. ومع صحة القول بأن تمازجاً وتجانساً قد حدث إلىحد ما وكبير في بعض الحالات بين مختلف ‏المجموعات العرقية والثقافية المكونة لنسيج المجتمع السوداني إلا أن الحديث عن "بوتقة الانصهار الثقافي" ‏ليس سوى وهم يداعب خيال أيديولوجيا الهيمنة بينما بقيت قسمات التمايز والاختلاف هي الغالبة وهي التي ‏ظلت تدور حولها الحرب الأهلية منذ قبل الاستقلال وإلى اليوم باستثناء السنوات العشر التي أعقبت اتفاقية ‏أديس أبابا المبرمة في عام 1972. وبمنهج المعيارية هذا مضي المستعربون الذين يتخذون من تعريب وأسلمة ‏السودان قسراً أيديولوجية يحكمون بها البلاد إلى حسم مسألة الهوية لصالح الثقافة العربية والإسلامية وحدها. ‏وعلى نقيض هؤلاء دعا تيار آخر وانطلاقاً من ردة الفعل والدفاع عن الكيان الذاتي أمام مخاطر الاستلاب ‏والهيمنة إلى تغليب العنصر الأفريقي من مكونات الثقافة والمجتمع السوداني. ثار هذا النزاع منذ عشية ‏الاستقلال وما قبلها بقليل غير أنه بلغ مداه وتجاوز ساحة المناظرات الفكرية إثر تحقق الاستقلال وتصاعد ‏المطالب الصريحة بتحديد هوية البلاد والتدافع نحو الانتماء إلى إحدى المنظمتين الاقليميتيين، جامعة الدول ‏العربية اومنظمة الوحدة الأفريقية. ولأسباب تاريخية تعود إلى علاقات الهيمنة وتمركز السلطة السياسية في ‏شمال البلاد فقد كان حماة معيار العروبة مشمرين عن ساعد الجد وكان الأمر محسوماً بالنسبة لهم ولا يقبل ‏المساومات، فلم يترددوا في القفز على الواقع كله وتجاوزه كعقبة لا أكثر وصولاً إلى جامعة الدولة العربية ‏والإعلان الرسمي عن الهوية العربية الإسلامية للبلاد. وفي الجانب الآخر كان هناك ولا يزال بين السياسيين ‏السودانيين من يرى أن السودان أكثر قرباً إلى منظمة الوحدة الأفريقية لغلبة السحنة الأفريقية والوجدان ‏والتكوين الافريقيين على أهله وثقافاتهم. ولم يكتف أصوليو التعريب بتطبيق مبدأ المعيارية وحده على الواقع ‏الثقافي، بل لجأوا لمنطق أخرق آخر هو معيار الأغلبية والأقلية الذي اصبح ذراعاً اخري للهيمنة والقمع ‏ومصادرة الحقوق الثقافية والأساسية للمواطنين.‏
    هكذا وعلى صهوة الإلغاء والطمس والاستلاب الثقافي تحولت خاصية التنوع في بلادنا من نعمة إلى نقمة ‏ووقود للحرب الأهلية الطاحنة أو إلى غبينة سياسيـــة ثقافية(‏ ‎[4]‎‏).‏
    كانت هذه توطئة عاجلة لابد منها للدخول إلى صلب موضوعنا الرئيس ألا وهو تجليات وانعكاسات هذا ‏الصراع الفكري الاجتماعي حول الهوية على الحقل الثقافي والأدبي، وبتحديد أكثر دقة على حقل الدراسات ‏الفولكلورية التي تسعى لاستكناه وسبر اغوار المكونات المادية والروحية للثقافات الشعبية واستقصاء روافدها ‏ومنابعها الضاربة في جذور المجتمعات، فمن رأيي أن علم الفولكلور يؤدي في حقل الثقافة دوراً شبيهاً ‏ومكملاً لذلك الذي يؤديه علم الآثار ‏‎ Archeology‎، إذ يبحث كلاهما عميقاً في جذور وتاريخ وحضارات ‏المجتمعات والشعوب. ولذلك فهو علمٌ يعوّل عليه ويعتدُ بتحليلاته واستنتاجاته عندما يصيب التحليل ويتوخى ‏موضوعية البحث العلمي.‏

    كنت في إيجازي آنفاً للصراع الفكري الاجتماعي المحتدم حول موضوع هوية السودان ووحدته قد تعمدت ‏إرجاء الحديث عن تيار ثالث يتبنى الأفروعربية منهجاً توفيقياً لحل المشكلة. ورأيت أن من الأمثل إرجاء ‏تناول هذا التيار إلى حين الوقوف عند تجليات ومغزى اتجاه الآفروعربية في مجال الدراسات الفولكلورية ‏على نحو ما نجد في تناول البروفيسور سيد حامد حريز الباحث المختص في المجال لأحاجي قبيلة الجعليين، ‏أو حسب العنوان الذي حملته الترجمة إلى اللغة العربية ( الحكاية الشعبية عند الجعليين: تداخل العناصر ‏الأفريقية والعربية الإسلامية)، (‏ ‎[5]‎‏).‏
    بالعودة إلى تاريخ نشر هذا الكتاب (1991م) لا شك في سبقه وريادته العلمية الأكاديمية في مجال البحث ‏الفولكلوري للموضوع الذي تناول، قياساً إلى شُح ونقص الإسهامات في هذا المجال عموماً رغم الجهد ‏المقدر الذي تبذله شعبة الفولكلور التابعة لمعهد الدراسات الأفريقية والآسيوية بجامعة الخرطوم، وشعبة ‏الفولكلور التابعة لمصلحة الثقافة بوزارة الثقافة والإعلام سابقاً. وللبروفيسور سيد حامد حريز يد طولى ودور ‏لا خلاف عليه في كل هذه الجهود غير أن هذه الدراسة (أحاجي الجعليين) تثير عدة خلافات نظرية مع ‏المؤلف حول المحصلة المعرفية لعملية البحث العلمي والاستنتاجات النهائية التي تصل إليها هذه العملية في ‏علاقاتها بتطبيقاتها العملية، سواء كان على الحقل الثقافي أو المجتمع ككل، سيما وأن لنتائج الأبحاث العلمية ‏ارتباطاً مباشراً بوضع الاستراتيجيات والسياسات العامة في شتى المجالات في أي بلدِ يخطط لحاضره ‏ومستقبله على أساس العلم. وفي بلد كالسودان فإن غياب التخطيط يمثل واحداً من أهم روافد أزماته. وفيما ‏يتصل بوضع استراتيجية ثقافية لبلادنا تقوم على الديمقراطية واحترام الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين ‏والاعتراف بواقع التنوع والتعددية العرقية واللغوية والدينية، فلا ذُخر للسودان سوى باحثيه وعلمائه ومفكريه ‏المتخصصين في علم الثقافة ‏‎ Culturology‎‏ بأوسع ما يعنيه المصطلح. وضمن السياق ذاته يعلق هذا البلد ‏المنكوب آمالاً كبيرة على الإسهامات والفتوحات المعرفية التي ينهض بها الفولكلوريون والباحثون في ‏مجالات الآثار وتاريخ الحضارات لما لهؤلاء من دورٍ في فتح الكنوز الثقافية المغلقة والمنسية والإطلاع بمهام ‏الحفريات العصية التي تتطلبها أركيولوجيا المعرفة إن دق التعبير. ومن هذا "العشم" الكبير تنبع أهمية ‏الملاحظات والقراءة النقدية للكتاب أعلاه، وهي الملاحظات التي سوف أسعى لإيجاز نقاطها الرئيسة فيما يتبع ‏من بقية هذا المقال.‏
    صحيح أن الكتاب موضوع هذا الملاحظات كان قد صدر منذ عام 1991م وآثار نقاشاً منذ حينها غير أن ما ‏يبرر فتح المناقشة مجدداً هو أن جرح الهوية والوحدة الوطنية هو جرح قديم متجدد وأن دماء المصادمات ‏الناتجة عنه لا زالت تروي الأرض وأننا الآن في أشد الحاجة ما نكون إلى مراجعة الأفكار والرؤى، ووضع ‏كل ما قيل وكتب حول هذين الموضوعين موضع الفحص والتمحيص والنقد حتى نسهم بذلك في تلمس خطانا ‏ومواقفنا ونحن نأمل في وضع حدٍ للمتاهة والوصول إلى سودان لا نشعر تجاهه كمواطنين بالاغتراب او ‏الغبن إن كانت هذه بعض الأهداف والدوافع الرئيسة التي يمكن أن توحد بين مفكري هذا السودان الذي أعني ‏ومثقفيه وتثير حمية البحث العلمي بينهم.‏
    المركزية الثقافية وآليات الهيمنة:‏
    في افتتاحيته للكتاب يستهل الباحث بقوله: "تتضح جلياً الطبيعة التوفيقية ‏syncretist‏ لثقافة الأجزاء العربية ‏الإسلامية من السودان، في العادات والمعتقدات وفي الأدب الشعبي وفي اللهجات العربية التي يتحدثها ‏السودانيون. ثم ينتقل إلى فقرة أخرى ليوضح أسباب اختياره للجعليين ويرد ذلك إلى كون الجعليين هم من ‏أكبر المجموعات العرقية وأكثرها تأثيرا في السودان، فضلاً عن أن ثقافتهم تعكس عمق الثقافة السودانية ‏والتطور التاريخي الذي قطعته لتكتسب طبيعتها المتميزة. تأكيداً لهذه الفكرة يذهب الكاتب في مقدمته إلى أن ( ‏الهدف من هذه الدراسة هو اختبار طبيعة الثقافة السودانية وتطورها من خلال حكايات الجعليين الشعبية). ها ‏هنا وفي هذه المقدمات المنطقية تكمن فجيعة البحث العلمي حين تتساوق خطى الباحثين والمختصين مع خطى ‏غلاة التعريب والأسلمة، وحين يوفر البحث العلمي المسوغات النظرية التي ترتكز عليها أيديولوجية الهيمنة. ‏وكان للبحث أن يستقيم منطقا واستنتاجاً لو أنه لم يقفز تلك القفزة الدراماتيكية المفاجئة من الحديث عن الجزء ‏إلى الحديث عن الكل، من الأجزاء العربية والإسلامية إلى السودان كله ثم إلى الحديث بغتة عن دراسة طبيعة ‏الثقافة السودانية بأسرها عبر حكايات الجعليين (أشير هنا إلى أن كل التشديد أعلاه من عندي). وفي هذا ‏التعميم النظري تطبيق عملي لمعيار الهوية ‏criterion of identity‏ الذي كنت قد تناولته في توطئة هذه ‏الدراسة. رافد هذا المعيار هو النزوع المستمر والراسخ في وعي ولا وعي القيادات الشمالية العربية المسلمة ‏إلى النظر إلى السودان من زاوية واحدة هي اختزاله سياسياً وجغرافياً وعرقياً وثقافياً حتى أن كلمة (السودان) ‏ما عادت تعني شيئاً عندهم أكثر من كونها مجرد مرادف لفظي ‏synonym‏ للجزء العربي الإسلامي منه . ‏وفي الوعي الباطن لهذه القيادات رسخت فكرة (اندياح) المركز على بقية أجزاء قطر الدائرة، وهي فكرة ‏توسعية استعمارية في الأساس كما نعلم إلا أنها تطبق على الواقع السوداني في مستوى أدنى من مستويات ‏التوسع والهيمنة. وإذا ما استخدمنا اللغة الفيزيائية مجازاً فيمكننا الحديث عن ظاهرة نطلق عليها (الإزاحة ‏الثقافية) أي أن الثقافة المهيمنة تزيح كتلة ثقافية أخرى مكافئة لحجمها كثقافة مهيمنة وتحل محلها وتمحو ‏شخصيتها بالكامل. أو دعك من الفيزياء ولنعد تارة أخرى إلى لغة الفولكلور والأنثروبولجيا الثقافية ولنقف ‏عند مفهوم ‏Acculturation‏ أو التثقيف العدائي في مقابله العربي، وهو مفهوم يقوم على استراتيجية القمع ‏والقهر والاستلاب. وهكذا ينزلق البحث من تناول التراث الثقافي المشترك ‏culture co-tradition‏ إلى ‏تعميمات نظرية تصب في النهاية في خدمة التثاقف العدائي. وفي ظني ان هذه القفزة الدراماتيكية المؤسفة في ‏منهجية البحث الاستقرائية، أي – الانتقال من الجزء إلى الكل- تعود إلى ذات المكونات الذهنية النفسية ‏الراسخة في تكوين الكثيرين من المستعربين الشماليين. وبسبب تلك المكونات فقد شق على باحث راسخ ‏القدمين مثل البروفيسور سيد حامد حريز مدرب الباحثين ومعلم الأجيال أن يصمد طويلاً ويثابر على صرامة ‏منهجية البحث ومغالبة الذات في قضية حساسة وعزيزة على النفس مثل هذه فترجل عن الجواد وسهُل عليه ‏إغراء الارتداد إلى منابع وبواعث الوعي الباطن الجمعي فمضى في الاستنتاجات والنهايات المنطقية مضي ‏من يمشي وهو يغط في نوم عميق.‏
    في كتاب له بعنوان "عالم واحد وأصوات متعددة" ترجمته إلى العربية واعادت طبعه منظمة اليونسكو ‏‎ ‎UNESCO‏ في أواخر الستينيات تناول الباحث الأنثروبولوجي كلود ليفي شتراوس بعمق ظاهرة الاستلاب ‏الثقافي واللغوي الممارس على شعوب العالم وثقافاتها تحت ذريعة "العالمية". ورد ليفي شتراوس مصدر ذلك ‏الخطر إلى مكيدة المركزية الأوروبية ‏Euro-centrism‏ كمفهوم غربي استعماري يهدف إلى طمس هويات ‏وثقافات ولغات كافة الشعوب الواقعة خارج هذا المركز وابتلاعها باسم العالمية. كما دق ذلك الباحث ناقوس ‏خطر الهيمنة الثقافية التي سوف تكبد البشرية خسائر فادحة جراء انحسار الثقافات واللغات والانسياق على ‏خطى التبعية الثقافية واللغوية للغرب. ولا غرو أن دافع ذلك الباحث الأنثروبولوجي الرصين دفاعاً مستميتاً ‏عن خصوصية الثقافات الوطنية ودورها في الإثراء الروحي والفكري والجمالي للثقافة الإنسانية (العالمية) ‏حين تكون هذه الأخيرة ممثلة لأصوات شعوب العالم وتراثها وإبداعاتها في شتى المجالات أصالة وليس عن ‏طريق الوكالة. كانت منظمة اليونسكو قد رأت أهمية خاصة لذلك الكتاب فقررت إعادة طبعه وترجمته إلى ‏مختلف لغات العالم، وهي تستشعر منذ ستينيات القرن الماضي خطراًَ ثقافياً مدلهماً يحيق بثقافات الشعوب ‏خارج دائرة المركز الأوروبي أو (الغربي) المسيطر عسكرياً واقتصادياً وتكنولوجياً. هذا ومن أسف أن ‏سياساتنا واستراتيجياتنا الثقافية الرسمية لا تكتفي ببلاهتها وغفلتها إزاء كل هذا الخطر رغم طوفان العولمة ‏الذي يهدد باكتساح كل شيء أمامه واختزال أصوات العالم كلها في معزوفة لحنية واحدة تمجد أحادية القطب ‏الواحد المسيطر، بل تستلهم هذه القيادات النموذج المعطوب نفسه لتطبقه وتعيد إنتاجه وتشغيله على نطاق ‏أضيق ومحلي ولعله من الاحرى القول انها تستنهض تراث القمع والاستبداد الكامن في التراث العربي ‏الاسلامي نفسه وتعمل على إعادة توظيفه. وفي هجير العولمة ولظاها وثمارها المريرة التي تعد بها فقراء ‏العالم من أمثالنا يجد السودانيون أنفسهم تحت لظي هجيرين المركز الأوروبي الغاشم في الخارج واستراتيجية ‏القمع الثقافي في الداخل.. ويا لهما من كرباجين! ذات مسرحية قال ذلك "الخليل" الساخر في كوميدية حمدنا ‏الله عبد القادر "خطوبة سهير" التي قُدمت على خشبة المسرح القومي في أواخر الستينيات: "كُرباج برة ‏وكُرباج جوة"، وفي ظني أنها لا تزال رغم اختلاف المقام من أطرف وابلغ ما يصف سوء حالنا الراهن ! ‏كانت تلك جملة اعتراضية طويلة نعود منها تارة أخرى لقراءتنا لكتاب "أحاجي الجعليين" ونسأل: أي صوت ‏علمي هذا الذي يساعد على إخراس كل الأصوات الثقافية في بلادنا... وأي علم هذا الذي يعين الحكومات ‏الغاشمة على إجادة حمل الكرباج ضد مواطنيها؟
    لقد عنّ لي ماقلته عن علاقة الباحث بالمنهج ومادة البحث وفي البال أن افتتاحية الكتاب ومقدمته وخاتمته هي ‏من بين آخر ما يكتب، وأن الباحث قد حزم أمتعته وأدواته وذهب إلى دار الجعليين لكي يدرس أحاجيهم ‏ويحللها في سياقها الفولكلوري والتاريخي والثقافي، وقد أبلى في كل ذلك بلاءً حسناً لو أنه لم يجعل منه ‏مدخلاً للتعميم النظري المخل الذي أضرَّ بأصل الدراسة واستنتاجاتها النهائية التي تصب في خانة الدفاع ‏النظري عن مفهوم المركزية وتكريس استراتيجية النفي.‏
    جلسة تحت شجرة الجنس الآري
    صحيح أن الباحث قد أورد في صفحة 20 من الكتاب إشارة بعض المؤلفين إلى أن الجعليين يدعون أنهم ‏عرب خُلّص وأنهم ميالون إلى تجاهل العنصر الأفريقي المؤكد لذاتيتهم العرقية اعتماداً على كتاب بيتر هولت ‏المعنون ‏‎ Modern History of Sudan‎‏ الصادر في 1961. وصحيح أنه وصفهم برغم ذلك بأنهم نوبة ‏مستعربون. غير أنه سبق ذلك بمقدمة أخرى تتناقض وهذا الوصف لقسم من الجعليين ما انفك الباحث عن ‏تسميتهم بـ الجعليين الخُلَّص، في إشارة منه إلى نقاء دمهم وأصولهم الأثنولوجية. استسمح القارئ عذراً ‏للإكثار من الاستشهاد بما ورد في الكتاب من أفكار رئيسة لابد من الوقوف عندها، والعذر أن تلك الأفكار ‏هي المادة التي نناقشها أصلاً. يقول المؤلف: وبالرغم من أن الدراسة تركز في المقام الأول على حكايات ‏الجعليين الخلَّص (أولاد عرمان) فقد استعانت بعدد غير قليل من أخباريي المجموعات الجعلية بمعناها الواسع ‏‏(‏ ‎[6]‎‏) ومما يثير الدهشة في هذه الجملة عدم احتراز المؤلف أو تحفظه بأدنى درجة من الدرجات تجاه ‏استخدام هذا الاصطلاح الدارج المترع بالدلالات وظلال المعاني المشبوهة، والمثير للحساسية العرقية ليس ‏بين قبيلة الجعليين وسائر المجموعات العرقية الأخرى فحسب، بل بين الجعليين أنفسهم. فبهذا الاقرار النظري ‏يرتقي الوعي الدارج إلى مستوى المعرفة والنظرية أو تنحدر النظرية إلى مستوى الوعي الدارج وفي كلتا ‏الحالتين فقد نظر الباحث إلى الجعليين باعتبارهم رتباً ومقامات، أعلاهم من حافظ على دمائه نقية خالصة، ‏وأدناهم من "دخله العرق" و "العرق دساس" كما يُقال في الثقافة الشعبية المستعربة فتلوثت دماؤهم واختلطت ‏بالدم الأفريقي. وكان في وسع الباحث حفظ المسافة ما بين علم دراسة السلالات ومناهجه وبين اعتقاد "أولاد ‏عرمان" الدارج بأصولهم وجذورهم لو أنه تقيد بما يلزم التقيد به. لكن ونتيجة لذلك التشويش الاصطلاحي ‏الذي حدث ما عدنا نحن ولا الباحث ندري أين يكون موضع "أولاد عرمان" من جملة إعراب النتائج ‏والمحصلة النهائية للبحث، ومن التصنيف الإثنولوجي النوبي العربي للجعليين ككل. وكم كان الحذر ضرورياً ‏ولازما سداً للذرائع ودرءاً للشبهات حول ما يعيد إلى الذاكرة الإنسانية أصداء نظريات (نقاء الدم) ‏‎ Purity ‎of blood‏ والشك في وجود رائحة معادل سوداني لنزعة (الجنس الآري) التي تقشعر لها ابدان الالمان حتى ‏اليوم خوفاً وانكسافا من ذلك التاريخ المخزي الأسيف .‏
    الآفروعربية او نظرية الغش الثقافي :
    وهل غادر الشعراء من متردم؟ وأعني بهؤلاء نقاد السودان ومثقفيه النجب الفصاح، عبد الله بولا وعبد الله ‏علي إبراهيم ورفيقهما حسن موسى الذين تكاد تكون إسهاماتهم الفارعة الممتدة قد قتلت هذا الجانب بحثاً ولم ‏تترك فيه حجراً ليقلب. ولكن نذكِّر بأن في الفولكلور أيضاً منعرج آخر على (درب اللوى) لابد من المرور ‏عبره والتعريج عليه، ليس من أجل البكاء والوقوف على الاطلال وإنما توسيعاً لدائرة المحاورة حول كافة ‏جيوب ومفاصل الغش الثقافي والكشف عنها أينما وجدت وتلونت وتكيفت كما تفعل الحرباء . فخلال تحليله ‏لأحاجي الجعليين امسك الباحث ببعض الخيوط التي ترد بعض الأحاجي على نحوٍ مباشر إلى "ألف ليلة وليلة" ‏كمرجع للأحاجي العربية. كما أمسك بخيوط أخرى ترد بعض أحاجي الجعليين إلى مصادرها الأفريقية، ‏لاسيما تلك التي تحظى بانتشار واسع في الثقافة العربية الإسلامية مثل حجوة "فاطمة أم زُمام" و "الذئب ‏والأولاد". وقال إن هذه الأخيرة تنتشر بين مجموعات السوتو ‏‎ suto‎‏ والتونقا ‏‎ Tonga‎‏ واللامبا ‏‎ Lamba‎‏ ‏والأيبو‎ IBO‎‏ والهوسا والكانوري وغيرها من المجموعات الأفريقية.(‏ ‎[7]‎‏) ومهد الباحث لهذه الاستنتاجات ‏بسرد تاريخي مطول للتداخلات العرقية والثقافية للجعليين بالمجموعات العربية والأفريقية وعلاقات قديمة ‏ربطت بينهم كذلك وأوربا.وكل هذا وارد ولا غبار عليه .‏
    خلاصة القول أن البحث خرج من كل ذلك باستنتاجات أساسية نوجزها فيما يلي دون اخلال بمعناها أو ‏سياقها:‏
    ‏1/ توحي الأحاجي بتعددية الاتصالات والعلاقات التي شهدها الجزء الشمالي من السودان منذ عهود ما قبل ‏التاريخ، علماً بأن أغلب هذه الاتصالات قد جرت في إطار قارة أفريقيا التي لا يمكن تقسيمها تعسفاً ‏بالصحراء.‏
    ‏2/ بدأت المجموعات العربية والمحلية في التوحد والتطابق وتعززت العلاقات فيما بينها. وهكذا أعد مسرح ‏التعايش والتوافق وانعكست ثمرة التحولات الثقافية التي حولت الجعليين إلى مجموعة أفريقية عربية إسلامية.‏
    ‏3/ توضح العديد من الأحاجي التطور التاريخي لثقافة الجعليين إلى ثقافة عربية إسلامية (‏ ‎[8]‎‏) .‏
    ‏ يلاحظ والتشديد أعلاه من عندي – كاتب المقال- أن هذه الدراسة تشي في ثناياها وتضاعيفها وفي مقدماتها ‏المنطقية ونهاياتها بولع وحنين لا يخفيان لتلك اللحظة الماضوية البعيدة في أغوار التاريخ التي أمكن فيها ‏لعربي الشمال المسلم طي بعض المسافة ما بين الغابة والصحراء وتلقيح رموز ثقافته الوافدة وتجذيرها في ‏تربة الثقافة الأفريقية الأصيلة، فكان النتاج ذلك الكائن الخلاسي الهجين الذي انتجته الثقافة السنارية ذات يوم.‏
    وفي هذا الحنين تتردد أصداء لحن فولوكلوري يشاطر عبد الحي ( الشاعر محمد عبد الحي) تغنيه وحلمه ‏ب(العودة إلى سنار) حيث تم ذلك اللقاء الاستثنائي الذي لم تشأ له الظروف الموضوعية أن يتكرر ويستمر في ‏صيرورة سرمدية لا تنقطع كما يتصور الحالمون باستدعاء نموذج الدولة السنارية. لكن وبرغم الحل التوفيقي ‏الانتقائي الذي تطرحه الأفروعربية لمشكلة الهوية، تظل هذه المدرسة ورديفتها (الغابة والصحراء) في مجال ‏الأدب حاملة لتناقضاتها الداخلية الكامنة فيها. وداخل هذه التناقضات يتم فرز ما هو رئيس وما هو ثانوي من ‏رموز ومكونات ذلك الهجين الثقافي الذي تحسم الغلبة فيه في النهاية لصالح الثقافة المسيطرة تاريخياً بحكم أن ‏ذلك التناقض لا تقرر نتائجه في حقل الثقافة وحدها، ولكونه يرتبط بعلاقات الهيمنة والسيطرة في المستويات ‏الاقتصادية والسياسية والسلطوية بوجه عام . يلزم القول هناإن للغة العربية وللثقافة العربية الإسلامية من ‏الطاقة والرصيد الحضاري ما يؤهلهما للعب دور أكثر إيجابية في مسار تطور الثقافات السودانية وبناء ‏علاقات التبادل والندية فيما بينها لو أنهما تحررتا من تشبثهما التاريخي بأهداب السلطة، ولو أنهما كفتا عن أن ‏تكونا أدوات للقمع والقهر الثقافي. غني عن القول إن تحريراً كهذا يتطلب تفكيك منظومة وترسانة علاقات ‏السيطرة كلها بما فيها علاقات السيطرة الثقافية. وبذلك تستعيد الثقافة العربية الإسلامية واللغة العربية ‏عافيتمها وتفتحان الطريق أمام نمو كل ثقافي متعدد الأصوات يمكن أن نطلق عليه في مجموعه حينها "ثقافة ‏سودانية". تماماً كما نطلق لفظ المعزوفة السيمفونية على ذلك الأداء الموسيقى الأوركسترالي الذي يوحد ما ‏بين درجات صوتية ولحنية متباينة، بل ومتناقضة في بعض الأحيان.‏
    وعلى نقيض تكريس علاقات السيطرة عبر عملية التوليف والهجين الثقافي نجد تحليلاً وفهماً آخر لدى ‏فرانسيس دينج في تحليله لأحاجي قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها. (‏ ‎[9]‎‏) فلدى فرانسيس نقفُ على فهم مفتوح ‏البصيرة والذهن للسياق الاجتماعي الثقافي الذي تدور فيه أحاجي الدينكا بصفتهم مجموعة عرقية ثقافية ذات ‏صوت ولونية أفريقية متميزة. ومع أن فرانسيس تناول بإسهاب علاقات التأثير والتبادل ما بين الدينكا ‏وغيرهم، وبرع في تحليل نموذج "تهاما" من بين الأحاجي الواردة في الكتاب وما ترمز إليه من موتيفات ‏وتاثيرات تبادل مع الثقافة العربية لا تخفى، إلا أن ذلك لم يعم بصيرته ولم يدفعه للاعتقاد أو توهم اندغام ‏الرموز الثقافية لقبيلة الدينكا وذوبانها في جسد الثقافة العربية. أكثر من ذلك فقد ظل فرانسيس دينج دائماً، ‏ومنذ كتابه بالغ الأهمية في كل هذه المناقشة (‏Dynamics of Identification‏) (‏ ‎[10]‎‏) على موقفه ‏وثباته في تبديد أسطورة التكوين الخلاسي الهجين لـ "الثقافة السودانية" ونزع أقنعة الزيف والخداع عن ‏وجهها الاستعلائي الصلف . ففي كلمة له ألقاها في نـدوة (السودان الثقافة والتنمية) التي عقدت في مدينة ‏القاهرة في أغسطس 1999م أكد فرانسيس على وحدويته كسوداني وبيَّن أن نزعة التعصب العرقي والثقافي ‏تعد مكوناً تاريخياً من مكونات وديناميات التصور السوداني للعرق والثقافة. وقال ان ذلك التعصب ظل ‏متبادلاً ما بين الشمال والجنوب، غير أن الفارق يظل نوعياً بين شطري القطر من حيث الحدة والدرجة التي ‏يمارسها بها الشمال على الجنوب. وابلغ ما وصف به فرانسيس سياسات الأسلمة والتعريب التي تتبناها ‏الحكومات الشمالية إزاء الجنوب. إنها تقوم على ثلاثة أركان نوجزها فيما يلي:-‏
    ‏1/ افتراض وجود فراغ ثقافي حضاري في الجنوب يجب ملؤه.‏
    ‏2/ الارتقاء الروحي بإنسان الجنوب البدائي المتخلف إلى مصاف القيم الروحية للثقافة العربية الإسلامية.‏
    ‏3/ الشوفينية الثقافية والعرقية وممارسة الهيمنة الثقافية على الجنوب. (‏ ‎[11]‎‏)‏
    ولم يختتم فرانسيس كلمته قبل أن يبدد الأوهام ويبين أن علاقة الجنوب ثقافيا بالشمال ظلت على الدوام علاقة ‏دفاع عن الذات ومناهضة لهيمنة الشمال ولخطر استيعاب ثقافاته وقولبتها عربياً وإسلامياً. وفي معرض ذلك ‏قال فرانسيس قولته: "لا تحلو لنا رغبتهم في تطوير ثقافتنا إلى ثقافة عربية" (‏ ‎[12]‎‏).‏
    وبعد : فما الذي تبقى من ثمار الوعد ومخاض الحمل الخلاسي الكاذب؟‏
    العربة أمام الحصان‏
    عند التحليل النهائي والاخير يمتطي غلاة التعريب وعشاق الهيمنة والخلاسية صهوة جواد واحد، ولكل بالطبع ‏ميكانيزماته ومناهجه وطرائقه في عملية توحيد الثقافات السودانية والذاتية السودانية عبر سيادة المكونات ‏العربية الإسلامية. لكن وبرغم ذلك تمثل الأفروعربية خطوة على طريق الحد من غلواء الانتماء العربي ‏والتخفيف من وطأة الأحادية والشوفينية الثقافية والاعتراف بالملمح الأفريقي. لا انزلق للقول بأن الأفروعربية ‏مضت خطوة واحدة باتجاه الاعتراف بوجود كيانات ومجموعات عرقية ثقافية مستقلة بذاتها موضوعياً ولا ‏تتحدد هويتها من منظور علاقتها بالثقافة المسيطرة. لكنها مضت إلى ما لم تجرؤ عليه مدرسة الفجر ‏باستدعائها الصريح ما هو مطموس ومقموع في السلوك اليومي لعلاقات السيطرة.‏
    وسواء أن كان المدخل إلى وحدة السودان من باب ملامحه العربية أم الأفريقية أم الإثنين معاً فإن مدخلاً كهذا ‏لا يعني سوى المضي شوطاً أبعد في المتاهة لكونه يضع الأمور رأساً على عقب ويقدم العربة على الحصان ‏بسعيه لحل المشكلة في نتائجها لا اسبابها . فالأصل في أزمة الهوية والثقافة هو الصراع السياسي الاجتماعي ‏حول حقّ المواطنة بمفهومه الحقوقي السياسي، وهو ما يجب تسويته سياسياً عبر دستور ديموقراطي يُقر ‏الحقوق والحريات الأساسية والعامة لكافة المواطنين، ولا تكون المواطنة فيه رهناً لانتماء الفرد الديني أو ‏العرقي أو الثقافي أو خاضعة للون أو الجنس أو المعتقد السياسي.‏
    عندها وضمن هذا السياق سوف يتبلور مفهوم جديد للهوية والحقوق الثقافية ومسألة اللغة وعلاقات الثقافات ‏مع بعضها البعض، ويتوفر مناخُ صحي ومعافي لتطور الثقافات واللغات وازدهارها أو اضمحلالها وفقاً ‏للقوانين الداخلية الخاصة التي تحكم مساراتها وتطورها.‏
    إيجازا فإن الطريق إلى الوحدة واحترام التعدد والتنوع الثقافي والاعتراف به كحق من الحقوق الأساسية لا ‏يبدأ من الثقافة رغم وجودها واهميتها كعامل وإنما بهدم الأساس الاجتماعي والحقوقي والسياسي الذي تقوم ‏عليه علاقات الهيمنة والسيطرة، تماماً كما أن الطريق إلى ديموقراطية الثقافة هو سيادة الثقافة الديموقراطية ‏في معناها السياسي.‏
    الهوامش:‏
    ‎(1) Merriam- Webster online,‎
    http://‎‏www.m-w.com/dictionary.htm.‎
    ‏(2) الدكتور محمد ابراهيم أبوسليم، في الشخصية السودانية، دار جامعة الخرطوم للنشر، 1979.‏
    ‏(3) أنظر
    The Oxford companion to philosophy, Oxford, 1995.‎
    أو ‏‎ http://www.xrefer.com
    ‏(4) ‏‎ ‎‏ الدكتور عبد الله علي ابراهيم، الثقافة والديمقراطية في السودان، دار الأمين للنشر والتوزيع، القاهرة ‏‏1996، صـ 35- 50.‏
    ‏(5) البروفيسور سيد حامد حريز، الحكاية الشعبية عند الجعليين: تداخل العناصر الأفريقية والعربية الإسلامية، ‏ترجمة اسماعيل على الفحيل وسليمان محمد ابراهيم، دار الجيل (بيروت)- دار المأمون (الخرطوم) 1991.‏
    ‏(6) المرجع السابق صـ 9‏
    ‏• في الأصل كان الدكتور عبد الله علي ابراهيم هو من وصف الأفروعربية بانها نوع من الغش الثقافي. ‏أنظر الثقافة والديمقراطية في السودان، دار الأمين للنشر والتوزيع (القاهرة) 1996، صـ 15_27.‏
    ‏(7) بروفيسور سيد حامد حريز، الحكاية الشعبية عند الجعليين، تداخل العناصر الافريقية والعربية والإسلامية، ‏ترجمة اسماعيل علي الفحيل وسليمان محمد ابراهيم، دار الجيل (بيروت)، دار المأمون (الخرطوم)، 1991 صـ ‏‏114.‏
    ‏( لاحظ دكتور فرانسيس دينج هذه الهرمية الثقافية التي ترمي ثقافات الجنوب بالبدائية والتخلف وتدعو إلى ‏تطويرها والارتقاء بها إلى طور ثقافي أعلى هو الثقافة العربية الإسلامية. أنظر كلمته في ندوة السودان: التنمية ‏والثقافة، نحو استراتيجية ثقافة، القاهرة 4-6 أغسطس 1999، مركز الدراسات السودانية، القاهرة، صـ 5-12.‏
    ‎(9) Dr Francis M. Deng, Dinka Folk Tales, African stories from the Sudan, Holmes and ‎Mier, 1974, London.‎
    ‎(10) Francis M. Deng, Dynamics of Identification A Basis for National Integration in the ‎Sudan Khartoum University Press, 1974.‎
    ‏(11) أوراق ندوة السودان: الثقافة والتنمية، أغسطس 1999، القاهرة، مركز الدراسات السودانية صـ 5-12.‏
    ‏(12) المصدر نفسه.‏

    ‏عبد الجبار عبدالله
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de