شائب العرب يرعوه البهم بقلم عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 10:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-06-2018, 05:34 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شائب العرب يرعوه البهم بقلم عبد الله علي إبراهيم

    04:34 AM December, 05 2018

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر



    لم يجف حبر كلمة الأستاذ شوقي بدري عن المناضل فاروق أبو عيسى الخطاء (30 نوفمبر) حتى صارت مرجعاً موثوقاً بليل. فأخذ الأستاذ عز الدين صغيرون منها "حارة ببوخها" في كلمة له بعنوان "الشيوعي السوداني: الانغلاق الأيدلوجي والتنظيمي (أول ديسمبر). وهذه الخفة في النقل من مقال هتيك وثرثار وناقض لغَزْله في الشيوعيين أنكاثا، ومنقلب على غَزَله القريب بهم، هي من استرذال العمر الذي وعدت بالكتابة عليه في خاتمة نقدي لكلمة شوقي المسحاء من نقش العمر ومر التجربة. فقلت إنني لا أرى في أفق كتابات جيلي من الشيوخ من عمري ينقص قليلاً أو يزيد حساً بالمسؤولية تجاه جيل من بعدهم يرث الأرض وما عليها. فتقرأ لهم لتستغرب أي رسالة يريدون إبلاغها للورثة سوى أننا قوم بور نتخبط في فشلنا التاريخي وادعاءاتنا. فأخذ عز الدين عن شوقي قوله بلؤم الشيوعيين مع نفر منهم. وذكر بينهم المرحوم الشاعر محمد عبد الرحمن شيبون. ولا أدري لِم احتاج إلى كلمة شوقي العابرة عنه وقد كتبت أنا عنه كتاباً كاملاً في 2015 عنوانه "محمد عبد الرحمن شيبون 1930-1961: جمر الجسد، صندل الشعر". ولم أخرج للكتاب لدفع ما تأذى منه شيبون في الحزب ولكن لننتقل بقضيته من باب إخذاء الحزب، الذي استنه صلاح أحمد إبراهيم لغرض في نفسه، إلى باب علم اجتماع جيل شيبون اليساري في منعطف عظيم من منعطفات الحركة الوطنية والاجتماعية. ولم يقع الكتاب في عين عز الدين وهو يكتب مقاله الذي أشرنا لأن مطلبه لم يكن تبليغ الجيل الوريث كشيخ التاريخ كحالة من جدل الحرية والجبر بل ك"يا رايح كتر الفضائح".

    ظللت أنمى مفهوماً سميته "استرذال العمر" في معرض نظرات طرأت لي حول شيخوخة جيلي ومن سبقه ومن دونه قليلا. بدا لي المفهوم أول مرة حين علقت على كلمةٍ في سبعينات القرن المنصرم عن جيل حركة مؤتمر الخريجين (في كتابي "عبير الأمكنة"). وما أعادني إليه إن الولايات المتحدة ربما ضمت الآن قطاعاً غزيراً مرموقاً من السودانيين ممن بلغوا سن الشيخوخة. وقد أقاموا بأمريكا من باب بر الولد بهم. وأكثرهم ممن قام بأدوار مفصلية مختلفة في وجوه الحياة السودانية. ولكنهم حين جاء وقت إذاعتها للجيل الخلف وجدوا أنفسهم في بلد طيرها عجمي.
    واتفق لي بالمفهوم أنه لعل أكثر مواردنا إهداراً هي العمر كمستودع للرؤية والخبرة والقيادة. وخسارتنا فيه أكثر من إهدار المال العام أو الدم العام. فاضطراب السياسة هزَّأت بالعمر بالتطهير والإحالة والفصل مما زلزل استقرار الصفوة الحاكمة وغير الحاكمة بالذات. فحين روَّعت السياسة أمن هذه الفئة أخذت "تتطلش" من وظيفة إلى أخرى ومن أخرى إلى هجرة، وتسرب العمر من بين يديها في هذه الملطشة التي جعلت من العمر زفة لا وقاراً أو حكمة.
    فقدنا ثروتين اثنتين حين أسقطنا دلالة العمر الذي لم تكبر به العقول. الثروة الأولى هي أنه لم يَعُد بوسع العمر أن يشتبك مع ماضيه مقوِّماً للخطأ أو متيقناً من الصواب مما ينتفع به الجيل الطالع بصراً وخلقاً. ومعلوم أن إعادة النظر في حياة المرء نعمة كبيرة. وقد قرأت لكاتب أعاد النظر في موقفٍ له قديم وضال وقد خلص إلى أنه ليس هناك ما يستجمع ويشحذ طاقة الذهن للتحري والبحث في أمرٍ ما أكثر من اكتشافك أنك أخطأت فيه فيما مضى.
    أما الثروة الثانية، التي تسربت منا بفضل ازدراء العمر فهي أن معمرينا تورطوا في الحاضر يعيشون رزق اليوم الفكري والروحي باليوم. وبعبارة أخرى فهم لم ينعموا بتحدي العمر الذي قال عنه الشاعر الغربي ت. س. إليوت إنه كلما تقدم بنا أصبح العالم أكثر غرابة في ناظرينا، وأصبحت أنماطه أكثر تعقيداً. فتورطنا في الحاضر حال بيننا وبين أن ينمي الجيل المعمر الماضي كماضٍ وكتاريخ وكثروة روحية وحكمية غراء. وقد جاء عند كاتب ألمعي أن الناس الذين يعلمون لمستقبل أفضل هم في الواقع عشاق عظام للماضي. فالماضي في نظر هذا الكاتب مستدير كامل وذو استعداد فطري لإثارتنا واستفزازنا، والإساءة إلينا. فهو الذي يغرينا بتحطيمه كما أنه يستفزنا لتزيينه وتحسينه. فالسبب الأول والأخير الذي يطلب لأجله الناس أن يكونوا سادة المستقبل هو أن يغيِّروا من ماضيهم الآسر الكامل
    نبه الدكتور البوني مرة الى منزلة العمر في المجتمع "القبلي"
    التقليدي. وكنت قرأت عن جماعة في أمريكا اللاتينية تسمى جيل العجائز فيها بـ "جيل الصدى" وتقصد أنها الجماعة المعمرة التي رسالتها في المجتمع أن ترد وقائع الحاضر إلى شبيه أو مثيل لها في الماضي. ولذا ينشأ الناشئة على هذا الجدل الخصيب بين الماضي والحاضر، فلا يستبد بهم الحاضر ولا يروعهم الماضي ويكونوا بين ذلك قواماً: مبدعين وهميمين ومؤثرين.
    يكبر الجيل عندنا بغير هذه الألفة مع الماضي لأنه أسير نزوة الحاضر وإغراءاته الجسام ولذا يعيش الجيل اللاحق له في مسغبة الروح والفكر والتاريخ. فالمستقبل الذي يرنو إليه الجيل الحدث لا ينبني على الصدى على جدل الماضي والحاضر. إنه الحاضر معطوناً في الماضي والعكس صحيح.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de