عزاء واجِب ، وتعريف .. بقلم عادل الحكيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 11:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-17-2018, 09:50 AM

د.عادل الحكيم
<aد.عادل الحكيم
تاريخ التسجيل: 06-30-2018
مجموع المشاركات: 12

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عزاء واجِب ، وتعريف .. بقلم عادل الحكيم

    08:50 AM November, 17 2018

    سودانيز اون لاين
    د.عادل الحكيم-Canada
    مكتبتى
    رابط مختصر








    رحِمَ الله خَبَّاب الشاب المُجتهِد المثابر المتطلع
    وجبر الله كسر حبيبنا وكبيرنا البروف محمد سعيد حربي والاسرة قاطِبة بالدناقلة جنوب والصافية وشمبات وحلفاية الملوك ودنقلا ، ودلقو وقورتي .
    وجعل ذهابه لهم بركة وابدال خيرٍ ، وجبرَ الله لهم كَسرَ هذا الفقد وابدلهم في مصابِهِم خيرا .
    وأسكن السكينة في قلوبِهم لفاجِعة هذا الذهاب والفجاءة الفاجِع الدامي ..

    مدخل ..

    الدناقلة - المقاودري - أُناسٌ أطَايِب ودودين تربينا ونشأنا وترعرعنا وسطهم في الدناقلة جنوب وهي بيوتٌ مُشْرَعة ليس بها مقافِل خارجية وداخلية وليست بها حيطان داخلية فاصِلة ما هي الا نفاجات عبور داخلية يَعبُرُ منها الحبُ والجمال والسلام والطعام ، والإلفة ، والمودة ، والتواصُل ورباطُ الإنسانية، والمحنة والتعاضُدِ الرابط ..

    بيوتهم تنعَمُ بالخيرِ والمحبة الكاملة غير المنقوصة ، يعلمُ مكنونها حتي سَرَقَةُ وزوارُ الليلِ ومتسوِري الحِيطان فلا يتسورونها ، انما يأتون اليها بالابوابِ داخلين آمنين مصافِحين اذا ضايقهم بوليس السواري الليلي ، هكذا هم ،

    كثيراً ما ترفع آمنة طاهِر رأسها من مرقدِها وتحدِثهم بلكنة عربية مكسرة ان بالتُكُل حلة بها طعام وخلفها طبق الكسرة او القراريص ،وتطلب منهم آمِرةً قفلهُ جيدا اذا ماخلصوا من اكلِهم منعاً لدخول القِطط والكلاب ، فتُطاعَ ، كمن تحادث ابنها اذا ما اتي ليلاً متأخراً ، وتضعُ رأسِها مواصِلةٌ نومها ،

    فدواخِل آمنة طاهِر وصُويحِباتِها فافوية وزينب احمد وعَشُورَة لا يعرفنَّ الخبث ، ولا يتوسدهنَّ الشَّكُّ وسوءُ الطوية ، كَمَن يُعَانينَّ من عمي الالوان ، تتوحَدُ انسانيتِهنَّ فلا تري ابيضاً ولا اسوداً ، اميراً ام خفيراً ، سارقٌ او قاطِعُ طريق ، ليست لهنَّ خائنةُ اعينٍ ، او شائنةُ روح ، فهنَّ يُحبِبنَّ اي شيء ، نعم كل شيء ،
    لايَرَينَّ إلا طيباً ،
    ولا ينظرنَّ الا لِطيبٍ ،
    ولا يتحدثنَّ الا بطيب ..

    هذه البيوت لا تنام قط ، وتتركُ بعض الجمراتِ صاحية ملتهِبة في كانُونِها حتي شاي الصباح ،
    لسابِلة الليل اذا ما ادركهم الجوعُ مروراً بأيٍ منها ، تَطرُقُ الباب اي بابٍ منها لا يهم
    اذا تأخرت باصات صبر وصبار من دنقلا او ارض السكوت عن ادراكِ مبتغاها الخرطوم في وقتها المُعلَن ،
    تنام نسائِهم بِجلابِيبِهِنَّ الطويلة الساترة الملونة وتوضعُ الطِرح قرب اسرتِهنَّ عند قدوم الدواخِل ، او ضيوف الهِجَع ..

    لا يتذمرنَّ ، لا يتضايقنَّ ، ليس هنالك الا بشاشةُ الوجه ، وحسن الإستقبال ، وطلاقة المشاعِر المرسلة ، توارثنها جيلاً عن آخر إلي تاريخَنا الحادِثِ هذا ،
    هؤلاءِ أوناسٌ لا يعرِفُ الرضيعُ له أُماً وثدياً مرضعاً ، فيفتح فمه فينام علي اثداءِ كُلِ النساءِ غريراً آمِناً ، هكذا رضعوا الإلفة والمحبة والترابُط من صِغَر ،

    ولا يعرِفُ شبابهم موضِع ومكمَنَ أسِرةُ نومٍ راكزة ثابتة ، فلا تعرفُ اين تنام وفي ايٍ من البيوت المتراصةِ ، حسبُك عصاً من السِواكِ الأخضر ، فالماءُ والكلأ والنار مباحة ،

    فهم حقاً اناسٌ جسدوا عفوَ الانبياء في ابهي تِجِلة ،

    نسائَهم يتحدثنَّ بلغةٍ لا افهمها ولكن يدركها قلبي ويحِنُّ اليها ويعشقُها الفؤاد
    اسمعُ إسم أمي نور الشام - شامني ِّ وي بييويَّ تُودَنِّي - عند مقدمي زائِراً وكأنيَّ بن مريمَ البتول نُفِخَ عند مولدي بروحٍ قُدُس منقطعُِ الاب والنسب، فمن حُسنِ نطقِهن وودادِهِنَّ استحسنُ المعني فيركُنَّ قلبي لهُنَّ ، وتأنسَ روحي وتَسكُنَّ ،

    كنت طفلاً او شاباً استقوي عودي ، او اباً وابنائي اتلقي القبُلاتُ علي خدي وفمي وعيني ورأسي ويداي ،
    هذه هي الحياةُ عندي وما عداها ثوانٍ وساعاتٍ بلهاءَ تمضي من غير ما روح ..

    كثيراً ما يَتَعَجبُ ابنائي وانا افْتَرِشُ الارضَ بِبدِلِ الفرنجة لادنو منهنَّ حيث جلوسهنَّ في بنابِرِهِن ، فتلك عندي نهاياتٌ ، حيث لا حيث وعند لا عند ، فتُغْسِلُ دموعهِنَّ لهف الحنين لمن ذهبَ من أبنائهنَّ ، فيطمئن قلبي عندهنَّ ، يبكَين وهنَّ ضاحِكات بأدمُعِ فرح اللُقيا ، وربما امتَزجَ مشربي بهذه الأدمُعِ المالِحة فهو عندي مَغْنَمَ حياة وصدق انتماء ، أحمِلَهُنَّ في احشائي ..

    عَبَثاً احاوِلُ نَزعَ روحي وقلبي من ثناياهِنَّ حيثُ مَجلِسِهِنَّ نزعاً لمصاحبة جسدي خروجاً وانا ناظِرٌُ اليهِنَّ عند ابوابِهِنَّ مستأذناً مودعاً، هُنَّ آمنة طاهِر ، وفافوية ، وزينب احمد وعَشُورة ، فالزيارةُ لهنَّ ، دامية ، مكلفة ، مرهِقة ، دامِعة ، فأخرجُ ولا التفت ململماً روحي وجسدي وعواطفي بعد بَعثرة وشتات واذهب ولا ألتَفِت ، اجرجر ثِقَلَ زُبُرَ الحديد من المشاعِر المُكَبِلة في ارجلي ويداي ، ولكني اذهب ، ولا اتوقف فإن كُلي يرومَ ان لا أُبرِحَ .. ولكنني أبرَحُ مُبَعْثَرَ الخاطِرِ ، كَسِيحُ الخُطي ، قَلِقَ الدواخِل ....
    أستَلِمُ قلبي ورُوحي شدّا وجَذباً في راحَة يديَّ مُحكِمَاً الإمساك بهما مخَافَة إفلاتهم رجوعاً حيث السلوي والطمأنينة عِندَهِنَّ ...

    تَعرِفُ رجالهم مواصلات الحاج يوسف والكلاكلات وامبدات والشجرة ، عند الخطب ، والمدافِن ، وعقودات النكاح ، والمرض والفرح والكره ،
    تجدهم عند الحياةِ هناك ،
    وعند المماتِ هناك .
    بعممهم البيضاء ومراكيب الجلد او الشالات المخططة ، وما جاد به الجزلان من وساعٍ ، وسعة باع .

    حقاً ...
    ما نَحنُ قائِلونَ في أُناسٍ يَمْتطُون الطائرات الي باريسَ من اركانِ الدنيا الاربع لِزفافِ وموازرةِ أحدِ ابنائهم وقد تَجَرَّعَ اليُتمَ وهو صغير ،

    ايُّ أناسٍ هؤلاء..؟
    ايُّ عَقدٍ اجتماعي هذا ..؟
    ايُّ وشائِجٍِ و انتماء هذه ...؟

    هي حقاً روابطُ الإنسانية ، وتمركُزِ التَعَاضُدِ ، بل هي نهاياتُ المودة والترابط في ابهي صورهِ .

    تلك هي الحياةُ عندي وما عداها ، ما هي إلا معايشةُ ايامٍ تبدأ لتذهبَ دون روحٍ ، وتذهبَ لتبدأ برتابةِ العدم واللا حياة ...

    فقد خرج بروف محمد سعيد حربي كما خرجنا نحن من هذه الحواري الطيبة ، والازقة المبراحة الوادِعة ، وولَجَ الغرب وباريس السوربون لتلقي العِلم في بلاد الفرنجة ، ولكنه عاد الينا كما ذهب لهم ابتِداءً ، بمركوب الجلد ، وجلبابٍ ابيض ، يحفِرُ القبورَ ، ويشهَد الفواتِح ، ويستر الجافلة ،

    اسأل الله ان يبارِكَ له في عمرهِ ، وان يُغسِلَ قلبه بالسكينةِ والطمأنينة في هذا الفقد الجارِحِ المدمي ، وان يبدلهُ خيراً .
    فقد كان لنا مصباحَ خُلقٍ وطموحٍ اقتدينا به ، وشعلةُ نورٍ وحق نسترشِدُ بها في مغانِم الدنيا وإماماً للهداية والصلاح .

    فإن ذهبت أمه للقاءِ ربها سنواتٌ خلون فإن لخَبابَ ثكلي ينتظِرنَّ جثمانهُ الطاهِرَ ،
    انها الحَسرة ، وعلقَم الفقد ..

    نعم ..
    ان تُسدِلَ يَدَيك لاحتضانِ أخيكَ بعد غيبة ، نِعِمَّ هي فهي أنفاسُ الحياة عندي ،

    ولكن ان تنتظِرَ مُتَرَقِباً لِتَمتَطي طائرةً مُتعبة قَطَعَت الأطلنطي تَحمِلُ نَعشَ اخيك ، وتجلِسُ عليها صامتاً ، هذا تمزيقُ نِياط القلب ، وفَصدُ الكِبادِ ، بل هو نَسفَ الروحِ ..
    انه العَدم ، إنه اللا شئ ...

    مهتدي ، ومُصعَبَ ، ونَعشَّ خَبَّابَ ..
    علي نفاثة ..
    يا لِعتمةِ الدنيا ...

    فقد إلتَفَتَ الموتُ ، فإستَدَارَ ورَجَع ..
    إنتهي ......

    د. عادل الحكيم ..
    ( ود شامة )

    امريكا الشمالية ....























                  

11-17-2018, 03:56 PM

محمد فضل


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزاء واجِب ، وتعريف .. بقلم عادل الحكيم (Re: د.عادل الحكيم)

    البركة فيكم في هذا الفقد الكبير وتغمد الله الفقيد الراحل الكريم بواسع رحمته حياك الله وابقاك الفاضل الكريم عادل الحكيم الانسان الطيب الاصيل عساك الله واسرتك الكريمة بخير...
    ولانزال نذكر شخصك المتبسم المبادر الكريم
    من نورث امريكا والبرتا تقبل عاطر التحايا
    ود الفضل
                  

11-17-2018, 04:05 PM

محمد فضل


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزاء واجِب ، وتعريف .. بقلم عادل الحكيم (Re: محمد فضل)

    عساك واسرتك الكريمة بخير
    ناسف للخطأ الوارد في العبارة بسبب عدم وجود الكيبورد العربي
                  

11-18-2018, 01:51 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزاء واجِب ، وتعريف .. بقلم عادل الحكيم (Re: محمد فضل)

    رحم الله الخباب إلى الله رحمة تزن ما فى الأرض والسماء وغفر له وعفى عنه
    وأكرمه بالفردوس صديقاً شهيد ولا حول ولا قوة إلا بالله و إنا لله وإنّ إليه
    راجعون_ والبركة فيكم وأهله أخ دكتور عادل ونعمّ الأهل أهله.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de