الالاف تهدر في الشوارع كالسيول بقلم نوري حمدون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 08:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-18-2018, 06:35 PM

نوري حمدون
<aنوري حمدون
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 37

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الالاف تهدر في الشوارع كالسيول بقلم نوري حمدون

    06:35 PM July, 18 2018

    سودانيز اون لاين
    نوري حمدون-الابيض-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر


    التاريخ المدون للسودان يقول :
    السودان كونه يربط بين أوروبا ومنطقة البحر المتوسط وأواسط أفريقيا جعله في ملتقي الطرق الأفريقية. وعلي اتصال دائم بجاراته. فنشأت علاقات تجارية وثقافية وسياسية بين مصر والبلاد السودانية منذ الأزل، وكان قدماء المصريين يسمونه تانحسو أي "أرض الأرواح "أو "أرض الله "عندما بهرتهم خيراته.
    سكن الجنس النوبي قديما السودان في العصور الحجرية (8000 ق م - 3200 ق م). واتخذ أول خطواته نحو الحضارة. فقاموا بصناعة الفخار واستعمال المواقد والنار للطبخ في العهد المعروف بحضارة كرمة . وفي عهدي الدولة الوسطي بمصر والدولة الحديثة ضم أحمس جزء في جنوب مصر أطلق عليه فيما بعد كوش. وكان ملوك الدولة الحديثة يعينون نوابا عنهم لإدارة المنطقة. وظهرت اللغة الكوشية في زمن مملكة كوش، وكانت لغة التفاهم بين الكوشيين قبل ظهور الكتابة المروية نسبة لمدينة مروي عاصمة السودان ما بين القرن السادس ق م. والقرن الرابع الميلادي. وقتها ازدهرت تجارة الصمغ والعاج والبخور والذهب بين الجزيرة العربية وبين موانئ السودان والحبشة . و كانت مملكة مروي علي صلة بالحضارة الهندية في العصور القديمة. وكان الإغريق يسمون البلاد الواقعة جنوب مصر "أثيوبيا وقال هوميروس عنها أن الآلهة يجتمعون في السودان في عيدهم السنوي. إلا أن السودان أصابه انقطاع حضاري فيما يتعلق بالتدوين جعل الكتابات عن تاريخه في الغالب مأخوذة عن المؤرخين الإغريق من جهة والعرب المسلمين من جهة أخرى. تلك الكتابات لا تغطي كافة حلقات السودان التاريخية، ولا تشمل كافة بقاع السودان الحالية.
    يبدأ التاريخ الموثق عن السودان من حوالي 50 قرنا أي خمسة آلاف سنة، وكان من أهم ملوك النوبة في عهد استقلاله الملك (بعانخي) الذي حكم مملكة النوبة سنة 751 ق م . بعد نهاية دولة مروي قامت ثلاثة ممالك نوبية. فكانت في الشمال مملكة النوباطيين وعاصمتها "فرس". ويليها جنوبـا مملكة المغرة عاصمتها "دنقلا العجوز "، ثم مملكة علوة وعاصمتها سوبا. وإتحدت مملكتا النوباطيين والمغرة فيما بين عامي 650- 710 م وصارتا مملكة واحدة. وصلت النوبة قوة مجدها في القرن العاشر الميلادي وكان ملك النوبة المدافع الأول عن بطريرك الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. ولما انهزم "كودنيس "آخر ملك علي مملكة دنقلا "عام 1323 م، انتهت الدولة المسيحية. وبعد ذلك اعتنق السودانيون الإسلام.
    في عهد الظاهر بيبرس تم إرسال حملة للقضاء على مملكة المقرة المسيحية سنة 1276 م. وكانت تلك الحملة من الحملات القوية حتى انهم استطاعوا أن يحولوا الكنائس إلى مساجد. فاستمر التدفق الإسلامي جنوبا حتى جاوروا مملكة علوة التي كانت تدين بالمسيحية أيضا، فتحالف العرب بقيادة عبد الله جماع مع الفونج وهاجموا علوة من اربجي حيث تعد اربجي الميناء الرئيسي لعلوة علي النيل الأزرق . وبعد معركة أربجي 1504 وانتصار الفونج دخلوا سوبا وخربوها خرابا مشهورا حتى أطلق المثل "خراب سوبا". بانتصار الفونج وحلفائهم العرب في 1504 م بدأت أول سلطنة عربية إسلامية في السودان وكان سلطانها هو قائد الفونج في معاركهم "عمارة دونقس"وكان قائد العرب "عبد الله جماع"وزيرا له، وتم الاتفاق أن يكون السلاطين من الفونج والوزراء من العرب. دخل الدين الإسلامي إلى السودان في الشمال والشرق والغرب والوسط والقليل من المناطق الجنوبية، وانتشرت مع الإسلام اللغة العربية التي بدأت تسود البلاد وتختلط بالسودانيين حتى تكونت اللهجة السودانية الحديثة.
    بعد فترة طويلة من المجد والعظمة ضعفت السلطنة الزرقاء (سلطنة الفونج) بسبب المعارك مع مملكة الفور على مناطق كردفان سنة 1748 التي أجهدت المملكتين عسكريا واقتصاديا.
    بعد أن حكم محمد علي باشا مصر أراد أن يكون له جيشا قويا بسبب الأطماع الأوروبية الهادفة إلى الاستيلاء على بلاده فسير جيشا بقيادة اسماعيل باشا . سار الجيش متجها نحو سنار عاصمة مملكة الفونج . لما اقترب جيش إسماعيل من سنار خرج إليه بادي السادس مبايعا وتنازل عن سلطانه لخليفة المسلمين في 13 يونيو 1821. و هكذا انتهت سلطنة الفونج التي عاشت في ربوع السودان من عام 1504 – 1821م . أرسل محمد علي جيشا آخر بقيادة صهره محمد بك الدفتردار لضم غرب السودان إلى أملاك مصر. لكن الدفتردار تقدم إلى كردفان دون أن يعترضه أي معترض . وبذلك سقطت كرفان من سلطنة الفور التي كانت تحت امرة ملوك دارفور منذ عهد السلطان تيراب . بعدها بدأت الثورات تظهر في مختلف المناطق بسبب الازدياد المتواصل في الضرائب التي فرضها الأتراك على السودانيين .
    عندما وصل إسماعيل باشا إلى شندي في ديسمبر 1822 أمر المك نمر والمك مساعد بالمثول أمامه . وعند حضورهما بدأ الباشا بتأنيب المك نمر واتهامه بإثارة القلاقل ومن ثم عاقبه بأن أمره أن يدفع غرامة فادحة، فدرها (1000 أوقية ذهب، ألفي عبد ذكر، 4 آلاف من النساء والأطفال، ألف جمل ومثلها من البقر والضأن) . فقام المك نمر باضرام النار في اسماعيل . فمات إسماعيل ورجاله خنقا وحرقا. نتيجة لذلك ساءت معاملة المغتصبين أشد الإساءة حتى أنهم قتلوا في إحدى المرات 30،000 من الجعليين العزل . فهاجر المك ومعه عددا لا يستهان به من القبيلة إلى حدود الحبشة حيث خطط مدينة أسماها المتمة أسوة بعاصمة الجعليين في الشمال ومكث هناك عدة سنين حتى مات.
    استمر حكم الدفتردار العسكري للسودان واستمرت المجازر البربرية. أتى عثمان باشا الذي خلف الدفتردار عقب عودته إلى مصر وأعجب بالمنطقة التي يقترن فيها النيل الأبيض بالأزرق فبنى قلعة ووضع فيها الجند سنة 1824 واتخذها عاصمة له. تلك كانت بداية مدينة الخرطوم التي ازدهرت وسكنها 60 ألف نصفهم من المصريين واليونان واللبنانيين والسوريين وأعداد من الأوروبيين. و تعاقب على حكم مصر في تلك الفترة خورشيد باشا و محمد على باشا و الخديوي عباس حلمي و الخديوي محمد سعيد باشا ثم اسماعيل باشا الثاني (1863 - 1879) .
    الخديوي إسماعيل باشا الثاني أراد التوسع جنوبا وغربا وشرقا فاتفق مع الرحالة الإنجليزي صمويل بيكر على أن يخضع له حوض ومنابع النيل مقابل مرتب سنوي كبير، وكانت تلك بداية دخول الإنجليز إلى السودان الذين كثر عددهم كمسؤولين وموظفين. نجح صمويل في إخضاع مساحة شاسعة من الجنوب تحت حكم الخديوي بعد معارك ضارية مع القبائل في تلك المناطق. إلى أن ترك صمويل البلاد مخلفا حقدا في قلوب المواطنين بسبب وحشية تعامله.
    فخلفه الضابط الإنجليزي تشارلز جورج غوردون الذي نجح في مهمته أكثر مما فعل صمويل بيكر لأنه كسب ود العديد من القبائل وحارب تجار الرقيق . إلى أن قام رجل مغامر من أبناء الجيلي وهي منطقة تابعة لنفوذ الجعليين في ذلك الوقت، وهو الزبير باشا رحمة برحلة إلى الغرب، فاختلط مع التجار ودخل معهم واستطاع أن يجمع ثروة بسبب ذكائه . وكون جيشه الخاص إلى أن استولى على منطقة بحر الغزال وكون أول ولاية إسلامية هناك وأسقط سلطنة الفور 1874 التي استمر حكمها ما يقارب ثلاثة قرون، أسقطها بمساعدة الحكومة المصرية التي تولت فيما بعد حكم هذه المناطق. تخلى غردون عن منصبه كحاكم على مديرية الاستوائية وعاد إلى بلده فاتصل به الخديوي مرة أخرى واقترح عليه أن يكون حكمدار السودان مضافا إليه الأراضي الجديدة بعد التوسع في الحكم فوافق على ذلك في 1877. عمل غردون على إيجاد طريقة فعالة لمحاربة الفساد في الحكومة ومحاربة تجارة الرقيق، إلا أنه واجه العديد من الثورات منها تلك التي أقامها الزبير باشا لأنه فتح المنطقة الغربية من ماله الخاص ولم تعوضه الحكومة المصرية عن ذلك . بدأ الزبير بتأليب الفور عليهم ليحاولوا إعادة سلطنتهم فخرج السلطان هارون بجيش في أوائل 1879 من جبل مرة فتواجهوا مع قوات الحكومة وقتل السلطان وهزم جيشه وبذلك أخمدت تلك الثورة. اضطربت أفكار غردون بعد أن أصبح حكمدار السودان وكانت تجارة الرقيق ومحاربتها هي شغله الشاغل فأراد أن يقضي عليها في أقصر وقت ممكن. لكن الرقيق في البيوت السودانية لم يرغبوا في ترك أسيادهم فاتفق غردون مع الملاك على أن يسمح لهم بتملكهم مدة 12 سنة وأن يكون للحكومة الحق في التدخل في شؤونهم إن دعت الحاجة وأعطى كل منهم مستندات تفيد ذلك وسجل أسماء وأوصاف الرقيق لضمان عدم التلاعب في القرار. اضطربت بقية الأحوال في عهده وارتفعت الضرائب وساءت الإدارة.
    في ذلك الوقت تعرف المهدي على عبدالله التعايشي و اسر اليه أنه أصبح يرى الرسول وهو يقظان وأن الرسول أخبره أنه المهدي المنتظر .. كان ذلك في مارس 1881 . و جمع المهدي عددا مقدرا من انصاره خاض بهم عدة معارك هي أبا و راشد و الشلالي و غيرها و انتصر فيها كافة حتى اقام دولة السودان الموحد . ثم جاءت المواجهة في معركة كرري . بدأ البريطانيون والجنود المصريون قصف أم درمان يوم 2 سبتمبر 1898، واستهدفوا قبر المهدي، مستخدمين الزوارق الحربية والمدافع الرشاشة . وكانت معركة ذهب ضحيتها 11٬000 قتيل وأصيب 16٬000 من السودانين في ست ساعات.
    شكلت مجموعة من السودانيين في عام 1938 م مؤتمر الخريجين الذي نادى بتصفية الاستعمار في السودان ومنح السودانيين حق تقرير مصيرهم . وفي الساعة الحادية عشر صباحا من يوم الأحد أول يناير / كانون الثاني 1956م، تم إنزال علمي الحكم الثنائي البريطاني والمصري من سارية سراي الحاكم العام (القصر الجمهوري، لاحقا) ليرتفع في اللحظة نفسها علم جمهورية السودان ويشهد ميلاد دولة جديدة، أمام حشد كبير من السودانيين.
    لم يتم الاتفاق في الفترة التي سبقت الاستقلال وما بعدها على نمط معين من الحكم وكانت الساحة السياسية تسودها عدة تيارات حزبية إبان الاستقلال . فشلت الأحزاب السودانية بتياراتها المختلفة في الاتفاق على أية صيغة توفيقية بينها حول نظام الحكم والدستور . واخفقت في حل مشكلة جنوب السودان مما أدى إلى تدخل الجيش بقيادة الفريق ابراهيم عبود لإقصائها من الحكم، مستغلا السخط الجماهيري المتزايد بتأزم الأوضاع في البلاد. اعتمدت حكومة عبود الحل العسكري على نفس نهج الحكومة التي سبقتها. قام عبود بإبرام اتفاقية جديدة مع مصر لتقاسم مياه النيل أدت إلى رفع حصة السودان إلى 11 مليار متر مكعب من المياه وذلك في إطار صفقة شملت بناء السد العالي في مصر والسماح بتدفق مياه بحيرة السد إلى داخل حدود السودان وإغراق حلفا القديمة.
    ورغم هذه الإنجازات الاقتصادية واجهت حكومة عبود أزمة سياسية عميقة لم تمهلها طويلا للبقاء في الحكم. ففي عام 1963م، وتحت هذه الضغوط اعلن الفريق إبراهيم عبود عن استقالة حكومته وحل المجلس العسكري، و تم تشكيل حكومة انتقالية برئاسة سر الختم الخليفة، إلى جانب بقاء الفريق عبود كرئيس للدولة والذي سرعان ما تخلي عن الحكم و انتهى الحكم العسكري في أكتوبر/ تشرين الأول 1964 م، وعادت الحياة الحزبية للمرة الثانية إلى السودان. وكان أهم اهداف المرحلة هو إعادة البلاد إلى الحكم المدني وحل المشاكل التي تسببت في عدم الاستقرار. رفضت الأحزاب التطرق إلى مسألة الدستور في المرحلة الانتقالية قبل أجراء الانتخابات العامة. انتخب الصادق المهدي رئيسا لحزب الأمة في نوفمبر 1964 م . و قامت حكومته بحل الحزب الشيوعي الذي لجأ إلى المحكمة العليا التي حكمت لصالحه ، لكن حكومة الصادق المهدي تجاهلت حكم المحكمة العليا ومضت في تنفيذ قرارها. وفي يناير / كانون الثاني 1967 م، شارك الحزب الشيوعي في الانتخابات العامة تحت اسم الحزب الاشتراكي التفافا على قرار الحظر.
    حكومة سر الختم الخليفة الانتقالية دعت إلى مؤتمر حول مشكلة الجنوب عرف بمؤتمر المائدة المستديرة الذي انعقد في مارس/آذار 1965 م، بمدينة جوبا بجنوب السودان بهدف ايجاد حل لمشكلة الجنوب. وكان موقف الجنوبيين من القضية أثناء المؤتمر تتنازعه رؤيتان: الاتحاد federation والانفصال separation.. وكل ما كانت الأحزاب الشمالية تريد التفاوض حوله في ذلك الوقت هو الأعتراف بحق الجنوب في تشكيل إدارة إقليمية في إطار السودان الموحد. وهكذا وصل المؤتمر إلى طريق مسدود زاد من عدم الثقة بين الجنوب والشمال. و استعرت الحرب الأهلية في الجنوب .
    في صبيحة يوم 25 مايو / أيار 1969 م بثت إذاعة أم درمان بيانا للعقيد أركان حرب جعفر محمد نميري معلنا استيلاء القوات المسلحة السودانية على السلطة . وضحت منذ البداية توجهات الحكومة الجديدة اليسارية حين ضمت في تشكيلتها عددا كبيرا من الشيوعيين واليساريبن البارزين والقوميين العرب . وأعلنت حكومة نميرى الحرب على الأحزاب التقليدية . لكن .. بدأت الخلافات تطفو على السطح داخل المعسكر اليساري . دب الانقسام بين الشيوعيين الراديكاليين واليساريين الوسط داخل الحكومة. و حاول الشيوعيون الانقلاب على النميري. ولم يستمر انقلابهم الذي قاده الرائد هاشم العطا (العضو السابق في مجلس قيادة الثورة) في 19 يوليو / تموز 1970 م، أكثر من ثلاثة أيام .
    في عهد النميري تم التوقيع على إتفاقية أديس أبابا في 3 مارس 1972 م، بين حكومة السودان والمتمردين الجنوبيين تحت وساطة إثيوبية ومجلس الكنائس العالمي ومجلس عموم أفريقيا الكنسي . و لكن .. وباعلان تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية ازداد التذمر وسط الجنوبيين بما في ذلك الكنيسة التي جاهرت بمعارضتها، ولم تفلح محاولات الحكومة لتهدئتهم من خلال تنظيم جولات للحوار معهم سعيا إلى إقناعهم بأن الشريعة الإسلامية لا تمس حقوقهم. وبحلول عام 1983 م، بلغ الاحتقان ذروته وتفجر الوضع في الجنوب . فجاء الفريق عبد الرحمن سوار الذهب إلى سدة الحكم في 6 ابريل / نيسان 1985 م . أنجز الفريق عبد الرحمن سوار الذهب وعده بعد انقضاء مهلة العام في سابقة فريدة من نوعها في أفريقيا والعالم العربي. ولأول مرة يتخلي قائد انقلاب عسكري عن السلطة طواعية.
    اتسمت فترة الديمقراطية الثالثة بعدم الاستقرار، إذ تم تشكيل خمس حكومات ائتلافية في ظرف أربع سنوات. و كانت الهزائم المتلاحقة التي منيت بها القوات الحكومية في جنوب السودان سببا في تذمر القيادة العامة للجيش . في العام 1989 قامت الجبهة الإسلامية بانقلاب عسكري تحت اسم ثورة الإنقاذ الوطني . و قامت في عهدها عدة أشياء : تصدير النفط و استخراج الذهب و مشكلة دارفور و انفصال الجنوب .
    و بعد ..
    تلك كانت قصة تاريخ السودان المدون .
    و لكن .. ما هي العبرة في اعادة هذه القصة الباهتة الالوان في بعض جوانبها و المفعمة بالانانية و الخذلان في جوانبها الاخرى . العبرة ان ماضينا لا يشفع .. و حاضرنا لا ينفع .. و لا يبقى امامنا كسودانيين الا ان نركز على المستقبل من أجل أن نبني وطنا شامخا أفضل يسع الجميع .
    اما لماذا كان تاريخنا لا يشفع و لا ينفع فلأنه كان و باستمرار تاريخا للحكام و أسوأ ما قدموه من قصص الطغيان و الجبروت و الاستبداد . يستوي في السوء الحكام الاجانب من الاتراك و المصريين و الانجليز مع الحكام من كرمة و كوش و مروي مرورا بالممالك المسيحية او الاسلامية و انتهاء بالاحزاب و العسكر . هذا التاريخ لا يذكر حجم المرارة التي تجرعتها الشعوب ممن ساموها العذاب باسم السياسة مرة و باسم الدين مرات عديدة . هذا التاريخ لا يتحدث عن مأساة الالاف من ابناء الشعب الذين خدعهم الحكام ليبنوا هرما هنا او يشيدوا معبدا هناك . و من هم هؤلاء الحكام الذين يقدم التاريخ سيرتهم على سيرة الشعوب و ماذا قدموا من خير و منفعة للبشرية؟ . و ماذا تنتظر من الملوك غير ان يستقووا بشعوبهم على جيرانهم من الممالك . و ماذا تنتظر من مملكة مسيحية او دينية أكبر انجازاتها تجارة الرقيق غير القهر و الاضطهاد . و ماذا تنتظر من الغزاة المحتلين و الاستعماريين غير ان يذيقوا الشعوب المقهورة الامرين: الضرب و الضرائب . ألم يكن أكبر أهداف محمد على المصري ان يحصد من السودان القدر الاكبر من الذهب و الرقيق ؟ ألم يكن الدفتردار التركي سفاحا فتك بالالاف من السوداننين في سلسلة من أفظع المجازر البربرية . و ماذا كان يفعل غردون غير ان يقتل الروح الوطنية و يفسد الوحدة بين الشعوب . اذا كانت الثمانية الاف عاما هي عمر الشعب السوداني فوق ظهر البسيطة فقد قضاها جميعها في مقاومة الظلم و محاربة المعتدين و قضاها في تجرع مرارات الكبت و الموت الجماعي في كل حين . تاريخ السودان المدون لا يروي حركات الشعوب الرافضة لكل حقب التاريخ و حكامها . تاريخ السودان المدون لا يروي رفض الشارع المستمر للظلم و القهر و القمع و لا يقول ان تعاقب الحكام لم يكن الا بسبب انتفاضات تلك الشعوب التى كانت تحلم بالسيادة على نفسها . ان أجمل ما يستبطنه تاريخنا المدون ان الشعب السوداني العظيم كان قويا في تحمله لما يعجز العقل عن تصوره .. و أنه رغم كثرة الضربات القاتلة لكنه قد مارس الصمود و النضال و الاصرار و حقق المجد لنفسه بذهاب كل الجبارين و الطغاة آخر المطاف .. و من فوق جماجمهم المقبورة أعلن انتصاره الكبير رغم أنف التاريخ نفسه . ما يستبطنه تاريخنا ان العالم موعود بالظهور القريب لعملاق أسمر سيخرج من ارض السافنا الافريقية و من شمسها التي تسطع بين المدارين . و لذلك .. فان القراءة الصحيحة لذلك التاريخ المدون لا تكون الا بالتركيز على ما بين السطور و ما خلف العبارات .. حينها .. و حينها فقط ..
    ستسمع بام اذنيك ..
    الآلاف تهدر في الشوارع كالسيول
    يدك زاحفها قلاع الكبت و الظلم الطويل
    المجد للثوار المجد للاصرار لليوم العظيم
    المجد للشرفاء المجد للشهداء للموت الكريم . (من نشيد – الانطلاقة – للفنان / محمد الامين) .
    اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
    الالاف تهدر في الشوارع كالسيول
    بقلم نوري حمدون

























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de