الحب في زمن الحرب..!! بقلم عبدالباقي الظافر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 08:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-07-2018, 01:50 PM

عبدالباقي الظافر
<aعبدالباقي الظافر
تاريخ التسجيل: 03-30-2015
مجموع المشاركات: 856

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحب في زمن الحرب..!! بقلم عبدالباقي الظافر

    01:50 PM July, 07 2018

    سودانيز اون لاين
    عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر


    هذه هي المرة الأولى التي تنزل فيها سعاد إلى السوق.. دخلت إلى المنطقة الصناعية تبحث عن عمل.. كلمات الغزل تلاحقها من الصنايعية .. أحدهم بدأ يتتبعها.. شده قوامها الأبنوسي الفارع وأدنى ساقها الممتلئ.. بقايا حنة قديمة أضفت على القدم جاذبية إضافية.. شعرت سعاد بالخوف من الغريب الذي يلاحقها.. في زاوية ضيقة مد الرجل يده.. لم تتمالك السيدة إلا أن خلعت حذاءها وانهالت على المعتدي صفعاً.. تجمع الناس حول مسرح الجريمة.. انسحب المعتدي بسرعة وخفة وبقيت سعاد وسط دموعها.

    ابتسم حاج عبد الله من على سريره الحديدي الذي يتوسط متجريه.. مضى الحاج الخمسيني إلى ساحة العراك. .أمسك بسعاد من يدها.. فض الناس بعنف لفظي ثم أوجز الحكاية (بت ناس.. شاغلها شماسي دقتو ).. شعرت سعاد بأمن بين يدي الحاج الذي أدخلها إلى المتجر الصغير وناولها كوباً من الماء البارد ثم خرج إلى سريره الحديدي.

    بين دموعها كانت تتأمل صورة حاج عبد الله.. رجل حالك السواد جسمه نحيف .. وجهه لا تخطئه وسامة خاصة حينما يبتسم وتلوح في الأفق إحدى أسنانه الذهبية.. يذكرها بعمها بخيت الذي مات في جبال النوبة بعد أن لسعه ثعبان.

    جففت دمعها ثم أصلحت من ثوبها .. جاءها إحساس أن تبوح بسرها الكبير لهذا الرجل.. ابتسم حاج عبد الله مرة اخرى واستعدل جلسته مفسحاً المجال إلى الضيفة.. ألقى بحكمة: "من حسن الحظ يا ابنتي أن الدموع لا تنضب".. أخبرته دون مقدمات "زوجي تمرد وترك لي ثلاثة عيال".. انتفض الحاج والتفت يمنى ويسرى.. وضع إبهامه على فمه ثم قال لها "لا تخبري أحداً".

    من صباح اليوم التالي أحضرت سعاد أدوات صناعة الشاي .. جعلت لها مقعدًا لا يبتعد كثيرًا عن حاج عبد الله.. لا أحد يجرؤ على معاكسة الجميلة.. حاج عبد الله أسبغ حماية رسمية على بائعة الشاي الجديدة..الميكانيكية اسموها (بت عمك).. حتى عمال البلدية المتخصصين في الكشات جعلوا لسعاد وضعاً استثنائياً .. الإغلاق المؤقت حينما تداهم الكشة المنطقة الصناعية..عندما أرادت الطلاق من زوجها بسبب الغيبة مضى معها إلى محكمة الأحوال الشخصية حاج عبد الله وجاره أحمد الجعلي.. التعايش السلمي استمر لأكثر من خمس سنوات.

    بدأ نوع من الإلفة تنمو بين قلب الحاج والمطلقة الجميلة.. كان الحاج يخاف من أولاده وبناته.. سعاد النوبية استصغرت وضعها كبائعة شاي وطردت وسواس الحب من قلبها واكتفت بجيرة الحاج.

    جاءت سعاد صباح الأحد الماضي إلى موقعها مبكراً.. وجدت المتجرين في حالة إغلاق.. استخدمت هاتفها للاتصال على مصطفى مساعد حاج عبد الله في المتجر ولكن الهاتف كان مغلقاً.. فكرت في الاتصال على الحاج ترددت ربما يكون الحاج بين يدى زوجته حاجة علوية.. في ترددها أقبل عليها السمكرجي ميكو.. صدمها "ما سمعتي باستشهاد هشام ".. لم تكن في حاجة لأن تسمع التفاصيل.. كانت تخشى أن تسمع هذا الخبر.. هشام كان يساعد والده قبل أن يلتحق بالجيش في رتبة ملازم أول.. منعته من أن يمضي في طريق العسكرية .

    عادت ذات الدموع إلى مقلتيها.. استشعرت انها قتلت ود الحاج.. ربما لأنه مات في الجبال مسقط رأسها.. وربما لأن زوجها السابق انضم إلى حركة التمرد في تلك البقاع.

    لم يعد حاج عبد الله الى سريره في المنطقة الصناعية.. الحزن جعله يعود إلى إهله في مروي..غابت (بت عمك) من المنطقة الصناعية من يومها وأصبحت مجرد ذكرى بين مجتمع المنطقة الصناعية.

    assayha























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de