وردي، عبد الخالق، ومايو حبيب بقلم عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-25-2018, 08:17 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1956

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وردي، عبد الخالق، ومايو حبيب بقلم عبد الله علي إبراهيم

    08:17 AM May, 25 2018

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر



    حكى لي الأستاذ محمد وردي خلال دورة انعقاد المؤتمر السنوي لجمعية الدراسات السودانية الأمريكية في 2002، أنه، وفي صحبة المرحوم الشاعر علي عبد القيوم، التقى بأستاذنا عبد الخالق محجوب بعد صدور بيان الحزب الشيوعي في ليلة 25 مايو الذي حلل الانقلاب للشيوعيين فالناس كافة. ويبدو أن وردي كان مثلنا جميعاً قد وجد البيان بارداً لحد الجفاء أو حتى العداء. فقد نسب البيان الانقلاب إلى البرجوازية الصغيرة الموصوفة عند الماركسيين بلين الركب والمخاطرة التي قد تؤدي إلى التهلكة. كما دعا البيان إلى دعم الانقلاب واشترط له النقد المستقل من منبر الحزب الشيوعي. ويبدو أن مشكلة وردي كانت هي: كيف يمكن أن يغني بلسان وينقد بنفس اللسان مما لا تحتمله أغنية أو نشيد. وقال وردي إنه سأل أستاذنا قائلاً:
    يعني نعمل كيف يا أستاذ. نغني ليهم نص نشيد ويفتح الله.

    وقال وردي إن أستاذنا لقي اعتراضه بغير بشاشته القديمة معه. وكان أستاذنا يَوُدُّ وردي ويحتفي به حتى أنه راجعه في قراره الانضمام للحزب. فقد نصح أستاذنا الفنان بأن يُطْرب الشعب ويضمخه بعطر المعاني الفرعاء حيث هو كفنان. وأضاف أستاذنا قائلاً إنك إذا دخلت معنا حمّلناك جردلاً لتكتب شعارات الجدران أنصاص الليالي. وإذا تغيبت رفدناك في لمح البصر.



    ولم يطرب أستاذنا لاعتراض وردي هذه المرة. وقال باقتضاب:

    - هذا تحليل سياسي للانقلاب. وهو في ذمتي كسكرتير عام حارس لسلامة تكتيكات
    الحزب. ولست مختصاً بنصح الفنانين والكتاب والشعراء وغيرهم في أشغالهم. ليفعلوا
    ما بدا لهم.

    كنت ذكرت أنني استقبلت نبأ انقلاب مايو بفرح شديد. واشتركت في مظاهرة تلقائية في مدينة بحري اعترضت طريقي. وحين قرأت بيان الحزب في تلك الأمسية قلت لرفاقي في الخلية السياسية إن هذا بيان بارد لم يقتبس من تلقائية الفرح بالانقلاب التي تفشت بين قطاعات من الشعب. ولم تنس الزميلة سعاد إبراهيم أحمد عبارتي هذه وذكرتها في لقاء لها مع جريدة "ظلال" في أوائل عقد التسعين. وعبَّرتُ عن هذا النبض الخاص بالتغيير السياسي الانقلابي في كلمتي "الغزل بجمع المذكر السالم في الثورة" ألقيتها في مناسبة احتفال بالانقلاب جرى في حي الضباط بأم درمان. وسيجد القارئ في الكلمة مزاجاً انقلابياً بداية بسخريتي من الانتخابات ورموزها وجدواها.

    بدا لي أن أستاذنا انزعج لانسياقي وراء الانقلاب بغير احتراز. وكنا قد تعارفنا عن قرب منذ عام 1968 في إطار فهم مشترك (كنت أشكو له بأساء الحزب وهو يؤطر ما أشكو منه في سياق عمومي) بوجود أزمة عمل قيادي فاقعة لم ترتفع بالحزب إلى النفاذ إلى محتوى ورمز ثورة أكتوبر 1964. وأذكر أنني زرت أستاذنا بعد الانقلاب لقضاء حوائج لرفيقنا المرحوم عبد الله محي الدين الحسن (رحمه الله وأحسن إليه بقدر ما أسدى لأهله في الداخلة الخضراء وعطبرة الغراء). ولما فرغت من هذا الأمر أخذني أستاذنا جانباً نحو ممر بمنزله. ودامت خلوتنا نحو عشر دقائق شرح لي فيها نقاط الخلاف بينه وبين رفاقه في قيادة الحزب ممن شايعوا الانقلاب. ولا أذكر عشر دقائق أخرى في حياتي تعلمت فيها مثل علم أستاذنا النافع، أو غيرت حياتي مثلها. فقد قررت بعدها التفرغ للعمل الثقافي بالحزب.

    إذا فكرنا بأخرة ربما قلنا إن بيان الحزب مساء 25 مايو كان محتاجاً إلى إعادة صياغة ليقول نفس الشيء بغير لؤمه الواضح. لربما احتاج البيان إلى تعنيف الرجعيين على إساءتهم للديمقراطية حتى زهد فيها الناس. وربما استصحب ذلك بالتزام التحالف الانقلابي الحاكم الجديد بالعودة إلى الديمقراطية الليبرالية بعد إصلاح ما أفسدته الأحزاب. وهذا معنى قديم في الحزب شددت عليه وثيقة " قضايا ما بعد المؤتمر الرابع" الصادرة في 1968. وكان هذا الموقف سيشكل الفارق بين المايويين، ممن أخذوا مصطلحهم من الناصرية ذات الحزب الواحد، وبين الشيوعيين ممن لم ينكروا أبداً الديمقراطية الليبرالية. وحين ضاع هذا الفارق تشابه البقر المايوي لدى الأحزاب وأكثر الناس. وكان هذا المعنى مواتياً لو اتسع البيان ولم ينشغل بالنزاع الناشب في الحزب بين فريق الانقلابيين، الذين نجحوا بثورة نميري، وبين دعاة العمل الجماهيري الذين خابوا. وهذا أمر معقد أكتفي فيه بهذه العجالة. وهو متصل بذوق الشيوعيين الدقيق للديمقراطية الليبرالية التي أفرد له صديقنا الصدوق كمال الجزولي كتاباً معروفاً.

    إنني مدين لأستاذنا عبد الخالق بتلك الدقائق العشر التي غيرتني جداً. فقد أخذني من غرارة سياسية تمتع بها النفر الموصوف بالمثقف في الحزب. فقد كنا برغم سمعتنا الشيوعية الداوية ننفر من قراءة وتدارس وتفهم تكتيكات الحزب لأنها، عندنا، مما يكتب للعامة والعمال ومحدودي المصادر الثقافية. أما نحن فلنا العالم كله. وحين وقع الانقلاب فوجئنا به، أو في الحقيقة تمنيناه، بينما كان الحزب (أو أستاذنا عبد الخالق) قد استعد له بصورة واقعية في دورات اللجنة المركزية التي سبقته. ولذا جاء بيانه بارداً قاطعاً في حين اضطربنا معشر المبدعين في مصطلح الشعر وحماسة الغناء التي هي، وسيف التاريخ مصلت على الرقاب، السراب الذي يحسبه الظمآن ماء.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de