تجول في خاطر الانسان العديد من الاستفهامات التي تدور حول حقيقة الثورة الإصلاحية التي قادها الإمام الحسين ( عليه السلام ) و مطالبته بضرورة انتشال الأمة من المآسي، و الويلات التي جعلتها تفقد زمام أمورها، فلا تميز بين الحق و الباطل، وهذه نتائج متوقعة تحدث لها بسبب القيادات التي تحكمها و تستخف بعقولها، و تتلاعب بتاريخها هذا من جهة، و تقاعس الامة، و عدم امتلاكها الإرادة في بناء مجتمع يرفض الذلة، و الخنوع، و كسر حاجز الخوف من بطش تلك السلطات من جهة أخرى، لذلك لم يجد الحسين ( عليه السلام ) بُداً من النهوض بنفسه، و تحمل أعباء المسؤولية الملقاة على عاتقه في إنقاذ الامة مما يعصف بها، و ينذر بقرب سقوطها في الهاوية، وهذا مما لا يُحمد عقباه رغم أن هذا القائد لديه خلفية تامة عما ستؤول إليه نتائج هذه الثورة الفكرية، و النهضة الإصلاحية، فوضع الخطط الناجعة و أتخذ التدابير اللازمة لكل طارئ يظهر خلال المسيرة النهضوية، فاختار لهذه الثورة اعلاماً مهنياً كان، و لا يزال القدوة المثلى لكل وسائل الاعلام المرئي، و المسموع ، اعلاماً لم يخضع لمغريات الدنيا ضرب أروع صورالجهاد الاكبر بوجه بطش و إرهاب السلطة الظالمة، اعلاماً رائداً بالفصاحة، و البلاغة، و على مستوى عالٍ من الإعداداً الصحيح، وعلى أحسن وجه، فكانت السيدة زينب ( عليها السلام ) ذلك الاعلام المهني و الانموذج الاسمى، و الاختيار الصحيح في حمل لواء هذه الثورة، و كشف حقيقتها و تنوير العقول التي تلاعب بها الاعلام المأجور المفتقر لابسط مقومات المهنية، و المصداقية، و المحرف للحقائق، فتكلمت بحق، و نطقت بصدقٍ، و أعطت الحجج، و قدمت الأدلة الدامغة على أحقية أهداف ثورة الحسينية المعطاء، و أنه ما قامت إلا لطلب الإصلاح في المجتمع الإسلامي في ظل حكومات جائرة أهدرت مقدرات المسلمين على مجالس لهوها و ليالي انسها الحمراء، و ملذات الدنيا، بينما نرى معدلات الفقر في ارتفاع غير مسبوق يعصف بالامة حتى وصلت إلى حال يرثى له، فعندما تصف رموزها الاصلاء، و قادتها الحق بأنهم خوراج، فيا ترى إلى أي مستوى من التعتيم الإعلامي، و التحريف بالحقائق الاسلامية، و التلاعب في تاريخ المسلمين مارسته سطلة همها ملاعبة الكلاب و القردة، وهذه الحقائق يا ترى مَنْ تصدى لها، و قدمها للمجتمع على طبق من ذهب ؟ نعم إنها السيدة زينب رائدة الثورة الفكرية التي وصفها المعلم الأستاذ الصرخي الحسني في مقدمة كتابه الموسوم السفور و التبرج بكلمات أعطت حقيقة تلك المرأة الصالحة فقال :(( التي سارت على طريق أمها الزهراء عليها السلام حيث تعلمت الكثير من العلوم و علمتها فكانت الأم الطاهرة، و الزوجة المطيعة، و المربية الصالحة، و القائدة البطلة التي دافعت عن الحق و أهله وقد جعلها الإمام الحسين ( عليه السلام ) تحمل لواء الثورة الفكرية و الاجتماعية من بعده حتى ثبتت أسس النصر وقد فعلت سلام الله عليها )) فصدح صوتها بالحق، و نطق لسانها به أمام سلاطين زمانها، مما جعلها أهلاً لحمل لواء ثورة الإصلاح وعلى مر العصور، فثبتت بمواقفها النبيلة، قيم، و مبادئ النصر، فكانت بحق إعلامية نادرة، ومن الطراز الخاص بفكرها الناضج، و عقلها الراجح، و لسانها الأبلج .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة