يتساءل شومسكي لماذا علينا ان نشجع فريقا رياضيا؟ ثم يعطينا اجابة على ذلك قائلا:(لايوجد اي سبب منطقي لذلك, لكن واقعيا يوجد سبب منطقي,وهو بناء وصناعة سلوك غير عقلاني للتسليم أو الاستسلام للسلطة ومناصرة جماعة للقيادة, في واقع الامر هي تمرين على التعصب الوطني, وهذه اساسا من أساسيات المنافسة الرياضية, ولو نظرت بتمعن ستجد أن هناك محركين للرياضة, لذلك يحصلون على دعم قوي بالدعاية وغيرها). غير أنني ارى ان المسألة لا تتعلق بالتسليم والاستسلام للسلطة... انما لايجاد هوية .. فالانسان يعمل على تكوين هويات متعددة له خلال مسيرة حياته ... هذا باعتبار ان الهوية هي اعلان وواجهة لذاتية للفرد ، ومن ثم فالامر ليس استسلاما لسلطة لأن الفرد نفسه قد يقود هذه السلطة ، يحاول الفرد خلق تحيزات لأفكاره ومشاعره وبالتالي فالايدولوجيات نفسها تعتبر احدى مظاهر الهوية ، كذلك الفلسفات ، والمنظومات السياسية والرياضية بل وحتى التيارات الفنية والأدبية الثقافية ، بل وايضا التحيزات المهنية والعمالية ، فالهوية هي تعليب مخصص وتمركز مؤسس للذات بحيث تتمحور حولها انشطة وافكار الفرد ومشاعره . لا يمكننا ان نفلت من مسألة الهوية ، بل هناك تساؤل مهم حول مدى ضرورة ان تعتمد فكرة الهوية على التعد والتشابه ، فهل هناك هوية فردية مطلقة ، لا ارى مانعا من ذلك ، ولا ارى التعدد والتشابه شرطا لاعلان الهوية ، فاللا منتمي نفسه يعبر عن هوية على وجه آخر. واللا هوية هي في حد ذاتها هوية لأنها تعمل من خلال الانزياح بين فراغات هويات أخرى او بين مفهوم اللا مفهوم او التمرد والرفض . لكن شومسكي عندما يقصر السبب المنطقي على الاستسلام والتسليم للسلطة ، فهو يتجاهل كل ما سبق ويتجاهل ذاتية الهوية نفسها ، بل ويتجاهل الدافع النفسي للبحث عن واجهة يعلن بها الفرد عن فرادته . ربما يكون هذا تعريفا شرطيا واسعا للهوية ، ولكن يبدو لي انه لا يخرج عن الواقع الانساني قيد أنملة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة