ان نداء السودان دعا الى المقاومة السلمية ؛ القضية هنا تتعلق بالوضع القانوني للسيد الصادق المهدي الذي لا يستطع ان يدعو لمقاومة مسلحة والا تعرض للعقوبات وفق القانون الجنائي لسنة 1991 ؛ واعتقد ان الوثيقة النهائية قد راعت ان السيد الصادق المهدي مناضل مدني وليس عسكري. مع ذلك فلنلاحظ ان كلا من الطرفين يعيشان وضعا بائسا جدا ؛ فعقار الذي اعلن رغبته في خوض الانتخابات يريد ان يعود للتفاوض مع الحكومة ، وذاك عبر بوابة الصادق المهدي ، اركو مناوي تم دحر مليشياته ميدانيا وليس له اي قوة ذات تأثير على الأرض وهو ايضا يمني نفسه بالتفاوض مع النظام ليعود من جديد الى المشاركة في السلطة ، الصادق المهدي هو البوابة لهؤلاء وهم ايضا بوابة للصادق المهدي ليؤكد للنظام بأنه قادر على اللعب ولم يصب بالعجز بعد ، وهكذا يضمن استمرار ابنائه داخل السلطة كضمان الا يلعب اكثر مما تم ربط عنقه به من حبل ... عرمان وعقار يعيشان حالة صدمة بالغة بعد ان فقدا قوتهما وصارا يدافعان عن ما تبقى من ماء وجههما واعتقد انهما يريدان عودة يضمنان بها ما اهدر من كرامتهما بواسطة انقلاب الحلو... جيش التحرير اصدر بيانا يعلن فيه ان هذه القوي تخلت عن المقاومة المسلحة. وانا في رأيي ان المقاومة المسلحة كلها ستحاول بقدر الامكان وضع السلاح مع تحقيق مكاسب ولو قليلة ؛ لأن ميزان القوى في الميدان يرجح بشدة لصالح النظام. وقد سمعنا ان النظام بدأ في عملية لمحاصرة قوات عبد الواحد ، واعتقد ان هذا سيحدث بالفعل وان قوات عبد الواحد سيتم تدميرها وتشتيت ما تبقى منها. لماذا هذا الانهيار في جسد المقاومة المسلحة: هناك عدة اسباب لانهيار المقاومة المسلحة او على الاقل تجمدها ، ومن اهمها بالتأكيد ما هو معروف من انغلاق كافة الطرق التي يمر منها الدعم اللوجستي بالاضافة الى ان الدول المتاخمة لمناطق الصراع تحديدا اما تعاني هي نفسها مثل ليبيا وجنوب السودان او خائفة ومحايدة مثل تشاد ، وهذه هي هي الدول الرئيسية التي كان بامكانها تقديم دعم للمقاومة المسلحة. اما مصر فقد اعلنت بوضوح رفضها لدعم اي مقاومة مسلحة وحتى انها اغلقت فضائية دبنقا التي كانت تبث من القمر الصناعي نايل سات ، ووفقا للقاء الاخير بين البشير والسيسي اعتقد ان القيادات السياسية للحركات لن تتمكن حتى من الحركة على المستوى الدولي بسهولة وربما لن تجد اي دعم دولي بعد ان وضح ان اوروبا اتخذت قرارها بالوقوف الى جانب مليشيات الدعم السريع تحقيقا لمصالحها الخاصة وهي لن تضحي بأمنها من اجل مصالح المقاومة المسلحة السودانية. ما يبدو لي ان القوى المسلحة في ارض الميدان ستبدأ في عمليات انشقاقات متواصلة والانضمام للنظام كتيبة وراء أخرى ؛ فهي لن تتحمل الانزواء خلف الجبال والمرتفعات بهذه الصورة غير المجدية. من الاسباب المهمة ايضا لانهيار المقاومة المسلحة هو كثرة الانشقاقات فيما بينها ؛ والصراع من اجل تحقيق مصالح شخصية لقياداتها التي تفتقر للمؤهلات الكافية لتقود عملا سياسيا تعبويا . فلنلاحظ ان حتى البيان الذي اصدره جيش التحرير جاء هزيلا وبائسا وعدائيا ويبطن عنصرية عفا عليها الزمن.. مما يجعله كيانا اثنيا منحصرا ومنكفئا في ذاته .. ان كافة القوات التي تمتلكها القوى المسلحة تعاني معاناة شديدة ؛ وتعاني من اهمال في حين فقدت قياداتها في الخارج وسائل الحصول على الدعم . وكل هذا يصب في مصلحة النظام الذي من جانبه انفق ملايين الدولارات على مليشيات الدعم السريع بالاضافة الى ما قدمته بعض دول الخليج والدول الاوروبية من دعم لهذه المليشيات . خطوة الصادق المهدي في الواقع لا قيمة لها على ارض الواقع ؛ لأن المتعوس اتلم على خايب الرجا ؛ واعتقد ان انجلاء ظلام هذا الشعب لن يتم الا عبر مقاومة جماهيرية بدون انتظار هؤلاء...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست