إن قصيدة الاستاذ/ المربي علي صالح داؤود قصيدة جديرة بالقراءة مرات و مرات.. و ك كان كتبها في عام 1992و هي بعنوان ( ارحلوا):-
* *كتب الشاعر الراحل المغفور له بإذن الله المربي علي صالح داؤود القصيدة التالية في العام الثالث من عمر (الإنقاذ) مطالبا منها بالرحيل:
* شكراً لكم: ** شكراً لكم أنقذتمونا فارحلوا ولتسرعوا لا تُمهلوا أو تَهملوا.. شكراً لكم عن حالنا لا تسألوا والحالُ مشؤوم إذا لم ترحلوا .. فامضوا إلى ثكناتكم واستعجلوا الويلُ ثم الويلً إن لم تفعلوا.. الشرُّ كل الشرِّ أن تتمهلوا إنقاذكم جلب الشقاء لشعبكم فجنى المصائبَ فوق ما يتحملُ فالجوعُ في أحشائه متمكنٌ والعرْيُ في أجساده يتجولُ.. والأمن أفلت حبلُهُ وزمامهُ والنهبُ فوق ربوعه يتغـول والشعبُ أصبح كله في عسـرةٍ ما عاد إلا سائلٌ يتسـوّلُ.. الداءُ يقرضه وينخر عظمهُ والحاكمون تشحّموا وترهلوا.. شعبٌ تمرّغ في المكاره والأسى ويحي له فهو الضعيفُ الأعزلُ... عامان قد مرّا وأردف ثالثٌ الويل لو طال الزمـــان الأرذل.. ماذا استفاد الشعبُ من إنقاذكم قولوا لنا أو لا تقولوا وارحلوا فرحيلكم هو مطلبٌ مستعجل وبقاؤكم في الحكـمِ لا يتحمّلُ ولعلكم أنقذتمو أرواحكم من ماردٍ بجنوبنا يتغوّل أعياكمو في الحرب حتى لذتمو بالحكم والسلطان كيلا تقتلـوا فلتنزلوا يا سادتي ولتخجلوا بشريعةٍ سمحاء قلتم جئتمو
بحليةٍ خرقاء قد أقبلتمو..
وجموعكم كم كبــــروا كم هللوا والكل صار بذقنه يتسربلُ.. لينين كان بلحيــــةٍ من قبلكم وكذا النصارى أطلقوا واسترسلوا وبنو اليهود كذلكم أبقوا اللحى وعنوا بها ما قصروا أو أهملوا.. ماذا أفدتم باللحى يا سادتي قولوا لنا أو لا تقولــوا وارحلوا.. فرحيلكم هو ما نرومً ونأمل.. لا نبتغي إلا إمامـاً يعدلُ .. لا نبتغي إلا إماماً نرتجي منه الرخاء به المفاسد ترحلُ باسم الحجاب حجبتمو عوراتكم لخداع شعبٍ في السذاجة يوغل أم بالزواج قصدتمو تخديره فيم التكاثر والمعيشة تثقلُ فيم التكاثر والمساكن أصبحت قفراً بساحتها المجاعة تنزلُ أين الشريعة والفضيلة منكمو قولوا لنا أو لا تقولوا وارحلوا.. إن الرحيل هو الخيار الأولُ حكم الشريعة ليس ميسوراً لكم ولَمِثلكم من للشريعةِ يجهلُ.. فلتذهبوا يا سادتي ولترحلوا فالشعب في جنح الدجى يتململُ ويروم صبحاً بالبشائر يقبلُ..
الشاعر علي صالح داؤود : من مواليد وادي حلفا - أرقين . توفي رحمه الله اواخر العام 2008 بالخرطوم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة