العقل الباطن؛ العلمانية هي تفصيل الدين على مقاس مصالح الدولة لا فصلها عنه بقلم ابراهيم اسماعيل ابر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 06:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-24-2017, 01:02 AM

ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين
<aابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين
تاريخ التسجيل: 05-01-2014
مجموع المشاركات: 82

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العقل الباطن؛ العلمانية هي تفصيل الدين على مقاس مصالح الدولة لا فصلها عنه بقلم ابراهيم اسماعيل ابر

    00:02 AM December, 23 2017

    سودانيز اون لاين
    ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين-
    مكتبتى
    رابط مختصر




    تم تعريف العلمانية بانه الحياد الايجابي للدولة ازاء الاديان ولكن لم تخف علمانية الولايات المتحدة الاميركية واروبا انحيازها للمسيحية واليهود وفيما لا تسمح البلاد الاسلامية لغير المسلمين بممارسة طقوسهم الدينية تضمن لهم قوانين الدول الغربية حقهم في حرية العقيدة والفكر والتعبير؛ لم ينتخب الغرب رئيس مسلم ولن يقبل المسلمون برئيس مسيحي او لا ديني.

    افضي الفهم والتفسير الخاطئ الذي اختزل العلمانية في تطبيع شرب الخمر والتعري ومحاربة الدين الى تشويه صورتها وتفريغها عن مضامينها التي لا تتعارض مع القيم الاخلاقية والدين بقدر ما تدافع عنها انطلاقا من مبادئ العلمانية التي تصون وتحافظ على كرامة الانسان والانسانية؛ هذا الفهم والتفسير الخاطئ للعلمانية يستغله بعض المهوسين لتصفية حسابات شخصية مع المطالبين بتطبيقها ولذلك اتخذوا من العلمانية بفهمها المشوه منصة لتحريض المجتمع برفض الديمقراطية ودولة المؤسسات التي تتبنى المؤسسية ومحاربة الفساد كما اعطى هذا التفسير فرصة لاولئك المهوسين الذين يرفضون الفكر العلماني لتبرير وجودهم في السلطة بحجة عدم توفر البديل الذي يخلفهم باعتبار ان العلمانية تدعو للاباحية والتعري وهو ما يتعارض مع مبادئ وقيم المجتمع المسلم وتعاليم الشريعة الاسلامية؛ العلمانية هي تفصيل الدين على مقاس مصالح الدولة والشعب لا فصل الدين عن الدولة والشعب.

    ان للدين دور مفصلي يلعبه في حياة المجتمع والفرد باعتباره احد الركائز الثقافية – العادات والتقاليد – الدين يشكل الطوق الامني لحماية المصالح المادية؛ ويمكن تطوعيه لتبرير اي وسيلة - وان كانت تتعارض مع القيم الاخلاقية - تستخدم للدفاع عن تلك المصالح وحمايتها ويتمظهر ذلك في سياسة كثير من دول المنطقة والسياسة الخارجية للغرب ولاسيما اميركا ولذلك ما زال اداء القسم من المراسيم الاساسية التي يؤديها اي رئيس منتخب في حفل التنصيب بالدول الديمقراطية المدنية والدينية على حد سواء لضمان ولاءه المطلق للدولة والتضحية من اجل حماية مصالحها المادية والثقافية؛ فصل الدين عن الدولة لا يعدو ان يكون محض افتراء لا ينطلي الا على الجهلاء بمصالحهم الاقتصادية وهويتهم الثقافية ويجدر الاشارة هنا الى الولايات المتحدة الاميركية ومعظم دول اوروبا التي لا تخلو راياتها عن رموز دينية مثل الصليب على سبيل المثال لا الحصر كتعبير عن الهوية وثقافة الدولة التي لا تقبل وفق معتقدها بان ياتيها رئيس او قائد لا يدين بثقافتها رغم ديمقراطيتها التي تكفل المواطنة على اساس الحقوق والواجبات.

    ودرجت بعض الدول الدينية في الشرق الاوسط على استغلال الدين فحولت المؤمنين الى مجرد موالين وعبيد لخدمة مصالحها الاقتصادية والسياسية؛ تاثير اللوبي اليهودي المتفوق اقتصاديا على القرار السياسي الاميركي احال الرئيس دونالد ترمب الى مجرد دمية يتحرك وفق مصالح الدولة العبرية وبوق يشدو بالالحان التي تطرب الوجدان اليهودي ولذلك تدافع الولايات المتحدة الاميركية وتلقي بثقلها في المحافل الدولية لتمرير اي قرار في مجلس الامن واروقة الامم المتحدة يصب في مصلحة اسرائيل؛ وفيما تتصارع المملكة العربية السعودية مهبط الرسالة المحمدية وايران وتركيا على حق تمثيل المسلمين يقف هاجس الطائفية والعرق حجر عثرة امام وحدة المسلمين ولكن مع ذلك تتحكم المملكة في ادارة المنشآت الاسلامية التي تعتبر من مواردها الاقتصادية الهامة لا تقل اهميتها عن عائدات النفط لاسيما في موسم الحج والعمرة.

    وتعيش معظم ما يسمى الدول الاسلامية التي تشهد حروب عبثية في فقر مدقع ويعاني مواطنوها الجوع والمرض ونقص في الخدمات الاساسية ولكن مساهمة المنظمات الكنسية الغربية في تخفيف المعاناة عنهم تفوق دعم الجمعيات الاسلامية الخيرية للمجوعين والمشردين بالشرق الاوسط؛ وفيما توفر بعض الدول الغربية فرصة لاعادة توطين اللاجئين الفارين من بلادهم خوفا من الجوع والموت ترفض بعض الدول العربية والاسلامية الغنية حتى استقبالهم رغم الامكانيات الهائلة التي تتوفر لديها ولكن قبول المهاجرين الاندماج في النظام الاقتصادي الغربي وعزوفهم عن التكيف مع نظامه الاجتماعي المتحرر ينذر باستحالة قبول مجتمع الشرق الاوسط القيم المعنوية والروحية للدولة المدنية؛ ويعكس استعداد شعوب المنطقة للتضحية بارواحهم من اجل للوصول الى اوروبا والغرب للتمتع بنعيم العلمانية ورفاهيتها المطلقة حالة الكبت والحرمان التي يعيشها مجتمع الشرق الاوسط.

    ان استغلال الدين ليس بحق حصري تملكه دولة او عرق معين ويتعاطى معه باعتباره جزء من الاصول والممتلكات الخاصة ولذلك لكل شعب مسلم او مسيحي او بوذي او حتى لا ديني الحق في تفصيل الدين على مقاس مصالحه المادية فالدين هو العمل على رعاية المصالح الاقتصادية التي تضمن استمرارية الرفاهية والراحة في دولة مدنية لا تدافع فقط عن حقوق عرق او قبيلة او ثقافة معينة بل تضع على عاتقها مسؤولية رعاية مصالحها المادية وحماية مواطينها دون تمييز يذكر؛ مناصرة الشيعة في ايران وحزب الله للقضية الفلسطينية ودعمهما لحركة حماس السنية فضلا عن حشد العرب للمسلمين دعما وحماية لمصالحهم في الشرق الاوسط والذي دفعهم لصناعة تنظيم الدولة الاسلامية وتنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات الارهابية التي تستهدف المصالح الغربية في المنطقة والتي على اثرها اعلنت اميركا حربها على مايسمى الارهاب والدول الراعية لها.

    واستخدمت الولايات الاميركية مسلمي الشيشان لضرب وتفكيك الاتحاد السيوفيتي ومحاربة الشيوعية ولكن بعد انهيار الاتحاد انقلب السحر على الساحر ببروز تنظيم القاعدة بقيادة رجل الاعمال السعودي اسامة بن لادن الذي دمر برجي التجارة العالمية في نيويورك فيما عرف باحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001ف التي راحت ضحيتها ما لا يقل عن 3الف شخص؛ وتتهم بعض الدوائر الامنية في اميركا شخصيات من الاسرة المالكة بضلوعها في الهجوم الارهابي الذي خلف خسائر مادية وبشرية فادحة دفعت بالكونغرس الى استصدار قانون يقضي بملاحقة المتورطين ومحاسبتهم بيد ان التداعيات المترتبة على ذلك وانعكاساتها السالبة على العلاقات بين البلدين بتضرر المصالح المادية المشتركة حالت دون استمرار الادارة الاميركية في هذا الاتجاه؛ ووقعت المملكة صفقات توريد اسلحة وتكنلوجيا متطورة عقب زيارة الرئيس الاميركي ترمب للرياض مطلع هذا العام.

    ان الدولة لن تملك سيادتها في وجود نظام قمعي يتبنى سياسة التهميش مع سبق الاصرار والترصد لتصفية التعدد العرقي والثقافي لصالح ثقافة احادية فلابد للانظمة السياسية من اعتناق العلمانية التي تمهد لتأسيس دولة مدنية تجنب البلاد مغبة انتهاك السيادة والرضوخ للاملاءات الخارجية؛ الحرب تفتح باب الاستقواء بالخارج على مصراعيه للحكومة والمعارضة وتبرر لما يسمى المجتمع الدولي والغرب تدخله السافر في الشؤون الداخلية وتوظيف الازمات لخدمة مصالحه الخاصة فمنذ وضع المجتمع الدولي يده على ملف الازمة السودانية لم يتغير شيئ على الارض؛ الوقت يمضي والمعاناة مستمرة لا النظام استطاع تصفية المعارضة ولا الاخيرة تمكنت من اسقاطه ولذلك ينبغي للسودانين العمل على توحيد الجبهة الداخلية ويتطلب ذلك على الطرفين النظام والمعارضة تقديم مزيد من التنازلات التي تقرب وجهات النظر وتجسر هوة الخلافات بينهما.

    وتمكنت جنوب افريقيا التي تحررت من قبضة نظام الفصل العنصري في اقل من ثلاثة عقود من تحقيق مستويات عالية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لم يحققها السودان منذ استقلاله قبل اثنتين وستين سنة قضاها السودانيون في حروب بلا طائل قضت على الاخضر واليابس وفقدوا خلالها ملايين الارواح ودمروا من الموارد ما يكفي لجعل السودان دولة متطورة ينعم مواطنوها بالرفاه؛ فلماذا لم يفكر السودانيون في ان يجعلوا من وطنهم محط انظار المستثمرين وقبلة للمغتربين يتمنون ويضحون من اجل الوصول اليه كما يفعلون هم ببذل النفس والنفيس من اجل الوصول الى اروبا او على وظيفة في دولة خليجية؟؟

    ان عدم قدرة السودانيين في الخروج ببلادهم من مستنقع الفشل طوال الحقبة التي تلت جلاء القوات البريطانية والتي ناهزت الاثنين وستين عاما يجب ان يحرك حالة الركود الفكري التي اجتاحت عقولهم فالرهان على المجتمع الدولي والتحالفات الاقليمية والعنصرية لن يكون ذا جدوى من الرهان على وحدة الجبهة الداخلية؛ ويجدر الاشارة هنا الى تجربة رواندا التي تخلصت من جحيم الحرب القبلية المدمرة بين التوتسي والهوتو بعد محاربة العنصرية ورتق النسيج الاجتماعي وهو الحل الوحيد لنزع فتيل الازمة السودانية.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de