الفتريتة لا تصلح للحُب!! بقلم أحمد الملك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 09:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-05-2017, 02:04 PM

أحمد الملك
<aأحمد الملك
تاريخ التسجيل: 11-09-2014
مجموع المشاركات: 267

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفتريتة لا تصلح للحُب!! بقلم أحمد الملك

    01:04 PM December, 05 2017

    سودانيز اون لاين
    أحمد الملك-هولندا
    مكتبتى
    رابط مختصر




    قال الموظف ، بعد أن تناول الغداء وشرب كوب الشاي بالنعناع، قال للعمدة وهو لم يكن عمدة حقيقيا بل احتفظ بلقب الوظيفة التي كان مفروضا ان يشغلها لولا أن أحد الانقلابات الكثيرة قام بالغاء نظام الادارات الأهلية، فأطلق اهل القرية عليه لقب العمدة ربما لأنه كان يملك أراض واسعة واشجار نخيل، لكن العمدة لم يكن لديه احتكاك كثير بالناس كان يجمع المحصول ويحضر اليه تجار يعرفهم منذ سنوات لشراء المحصول وكان نادرا ما يحتك بموظفي الحكومة او رجال الشرطة.لذلك لم يكن لديه علم كيف يمكن التفاهم مع موظفي الحكومة لانجاز معاملة ما.
    بعد أن قام الموظف باحصاء اشجار النخيل، قال: هل تعرف يا عمدة كم يعطوننا كمرتب؟
    وقال العمدة بفضول:
    كم؟
    فقال الموظف : ألف جنيه يا عمدة!
    قال العمدة : مبلغ لا بأس به، سمعت أنهم يعطونكم أيضا مبالغ اضافية ماذا تسمونها؟ علاوة؟.
    لم يهتم الموظف بسؤال العمدة، صمت قليلا ثم قال: وهل تعرف كم طفلا لدي يا عمدة؟
    قال العمدة بفضول متشوقا لهذه المعلومات المجانية: كم طفل عندك؟
    قال الرجل : ثمانية!
    فقال العمدة: سمعت أن ناس الحكومة ليس لديهم أطفال كثيرون، ربما لأنهم يسافرون كثيرا لجمع الضرائب لذلك لا يجدون وقتا للنوم في بيوتهم!
    وسكت برهة قبل أن يقول : وكم زوجة عندك؟
    قال الموظف : واحدة.
    قال العمدة: ظننت ان عندك اكثر من واحدة!.
    فقال الموظف : ان بعض الظن اثم يا عمدة! الحياة أصبحت صعبة يا عمدة والزمان تغير، الجوع والملاريا لم يبقيا في أجسادنا من طاقة ولا حتى للحب. الناس تترنح في الشوارع كانهم سكارى يستعرضون سعادتهم، لكنهم في الحقيقة يترنحون بسبب الجوع والمرض! المرض نفسه اصبحنا نهزمه بالاهمال، الدواء اصبح غاليا ومقابلة الاطباء تكلف كثيرا. نحن ندخل بيوتنا ليلا مثل اللصوص، حين يفتح الولد الصغير الباب تسأله: هل أديت الصلاة؟ اذا قال نعم تسأله وهل صلّت أمك ايضا؟ اذا قال نعم
    تتسلل بهدوء الى الفناء الخلفي وتخلد الى النوم! اذا قال الولد أنها لم تصلي، تخترق البيت مثل السبع قبل أن تمثل دور الصدمة لأن زوجتك غير جاهزة للحب!
    ضحك العمدة وقال : ولماذا تفعل ذلك؟ لماذا تدخل بيتك مثل اللصوص؟ لماذا لا تقول انك مريض أو انك لا تأكل جيدا؟ ماذا يجب أن يأكل الانسان ليصبح جاهزا للحب؟ ألم ترفع حكومتكم شعار نأكل مما نزرع؟ أم أنّ الفتريتة لا تصلح للحُب!
    قال الموظف : يا عمدة من أين أجد الطاقة اللازمة للحب؟، قلت لك ألف جنيه، وكررها عدة مرات: ألف جنيه، ألف جنيه .. كأنما ليقنع نفسه أنه يستحيل أن يبقي المرء حيا مع ثلة من الاولاد بمثل هذا المبلغ!
    قبل سنوات كان مبلغ الالف جنيه يكفي لشراء سيّارة أو بيت صغير، لا بد أنه التضخم كما يقولون في الأخبار!
    ثم صمت العمدة لبعض الوقت، فقال الموظف : هل تعرف كم يبلغ ثمن حذاء للطفل هذه الايام يا عمدة؟
    قال العمدة: كم؟
    قال الموظف : خمسمائة جنيه يا عمدة.
    فقال العمدة: الأحذية المحلية ارخص كثيرا!
    قال الموظف: هل تريد ان يذهب الولد الى المدرسة مرتديا حذاء محليا مصنوع من جلد الثور تفوح منه رائحة(القرض)؟
    وما المشكلة قال العمدة، هذا يشجّع الصناعة المحلية ويوفر مالا تستورد به الحكومة الاحذية من الخارج!!
    قال الموظف بعد برهة صمت: وهل تعرف ثمن ثوب للمرأة يا عمدة؟
    فقال العمدة : كم؟
    قال الرجل : ثلاثة الاف جنيه يا عمدة.
    قال العمدة : هل هو من الحرير الطبيعي؟ يمكنك شراء ثوب قطني مصنوع محليا، انه ملائم مع هذا الجو الحار ، وكم يبلغ مرتبك؟
    قال الرجل: لقد قلت لك ذلك يا عمدة ، لكن لأنّ المبلغ صغير يسهل نسيانه بسرعة: ألف جنيه!
    قال العمدة: أليس ذلك قليلا! لا بد أنك تؤدي عملا قليلا لا يكلفك اية جهد! لحسن الحظ لا يحتاج المرء لشراء ثوب لزوجه أو حذاء لطفله كل شهر!
    قال الرجل بعد برهة صمت موضحا: أعمل كثيرا، أعمل من الصباح وحتى المساء لكنني احصل على مال قليل!
    فقال العمدة : لماذا لا تبحث عن عمل في مكان اخر؟ ما داموا لا يقدّرون ما تبذله من جهد؟
    قال الرجل : ألا تعيش في هذا العالم يا عمدة؟ لا يوجد عمل الا تسمع بالركود؟
    قال العمدة: ما معني ركود؟
    قال الموظف : الركود يعني أن السلع التي ننتجها لا يشتريها أحد! !
    فقال العمدة: لابد أنكم تستخدمون مواد سيئة للتصنيع ولا تدفعون أجور العمال، لا يعمل العامل بإخلاص ان لم يتسلم أجره! سمعت أنّ ماكينات المصانع الاصلية بيعت كخُردة! هل ستبيعون كل شئ في الوطن خُردة؟!
    وصمت العمدة قبل ان يقول ولماذا لا تنتجون بضائع يرغب الناس في شرائها؟ سمعت أنّ بعض الناس لديهم أكثر من وظيفة؟ هل حاولت زيادة دخلك عن طريق عمل إضافي؟
    قبل سنوات كانوا يدفعون لنا لنخرج في مظاهرات مؤيدة للحكومة!
    هل تحصل على مال مقابل تأييد الحكومة؟
    الحكومة تملك مالا كثيرا، إستولوا على البترول والذهب وباعوا الاراضي الخصبة للمستثمرين الاجانب، وذهبت أموال وطننا الى دول اخرى. لا يدفعون للفقراء شيئا، في الماضي كانت الحكومة تدفع منصرفات العلاج والتعليم، هذه الحكومة لا تدفع ، تقبض المال فقط ولا نعرف اين يذهب هذا المال!
    كيف لا تعرف؟ الا تعمل في الحكومة؟
    ليس كل من في الحكومة، يعمل في الحكومة! اذا لم تكن من اهل حزب النظام فأنت لا تساوي شيئا، يمكنهم طردك في اية لحظة!
    وبماذا كنت تهتف حين تخرج في مظاهرات الحكومة؟ لقد شاركت قبل سنوات طويلة في مظاهرة لكنني لم أقبض شيئا! كانت المظاهرات في الزمن الماضي لأجل اهداف كبيرة مثل المناداة برحيل الاستعمار او سقوط النظام العسكري!
    كنا نرفع لافتات مكتوب فيها: تسقط أمريكا! وفي المرة الاولى حين خرجنا في مظاهرة هادرة تنادي بسقوط امريكا! وانها بكل اسلحتها وقوتها لا تساوي عندنا شيئا بل يمكننا أن ندوس عليها بالأحذية مثل الصرصور، وفجأة ظهر ما يشبه صاروخا في الفضاء صرخ أحدهم : هذا صاروخ أمريكي، فلاذ الجميع بالفرار تاركين على الارض أحذيتهم التي سندوس بها على أمريكا، واللافتات القماشية الضخمة المكتوب عليها الموت لأمريكا!
    وهل لا زلتم تخرجون في مظاهرات مدفوعة الثمن؟
    نعم نخرج أحيانا ونحمل لافتات مكتوب عليها، تعيش أمريكا، الموت للخونة والعملاء، تعيش الحكومة!
    من هم الخونة والعملاء، هل لذلك علاقة بالبنوك؟ أرسل لي أحد البنوك رسالة قبل فترة ذكروا فيها أنني فزت بجائزة أفضل عميل!
    لا اعرف، أعتقد أن الخونة هم كل من لا يشارك في المظاهرة! أما العملاء فأسمع مثلك بهم لكنني لم أتشرف بلقاء واحد منهم!
    قال الموظف بعد فترة صمت التقط فيها انفاسه من رهق حوار الخونة والعملاء: هل تعرف ثمن كيلو اللحم يا عمدة؟ أنت طبعا لا تشتري اللحم لتعرف ثمنه! لديك جزّار خصوصي!
    ماذا تعني بجزّار خصوصي؟ هل هو مثل المدرس الخصوصي؟ يجب أن ندفع له ثمن الدروس؟ وهل سينظم الجزّارون مثل المدرسين ايضا إضرابا؟ وماذا ستفعل البهائم اذا أضرب الجزّارون! أنا لا أكل اللحم! لأن الطبيب منعني من ذلك! لكنني أحب السمك! بعض الناس يحبون سمك الكور، انه رخيص الثمن لكن يقال ان رائحة لحمه نتنة لأنه يأكل اية شئ حتى الغائط!
    قال الموظف بصبر نافذ كأنه يريد فقط أن تنتهي قصة الجزارين الذين سينظمون اضرابا والبهائم التي ستغضب وربما تضرب ايضا حين يضرب الجزارون والسمك الذي يأكل الغائط : ثمن كيلو اللحم في السوق مائة جنيه
    استفسر العمدة: الضأن أم العجل؟
    فقال الرجل : العجل.
    قال العمدة : أليس ذلك كثيرا في بلد يقال انه يملك ثروة حيوانية! وكيف سيأكل الناس اللحم؟ الاطفال يحتاجون الى اللحم للنمو! مائة جنيه كانت حتى وقت قريب تكفي لشراء بقرة!.
    كان الكيل قد طفح بالرجل فقال : لقد انتهى النهار يا عمدة ونحن لم نصل لشئ في حوار الطرشان هذا الذي يشبه مؤتمرات الحوار الحكومية، هل يجب ان اقوم بتقديم طلب رشوة واضع عليه دمغة حكومية؟ لماذا لا تعطيني جوال قمح لاذهب فقد تأخرت على اطفالي!!
    قال العمدة : تريد جوال قمح؟.
    قال الرجل نعم.
    فقال العمدة ولذلك حكيت لي كل تلك القصص عن الاسعار والحكومة والركود؟
    قال الموظف : نعم
    قال العمدة وهو يصيح بأحد ابنائه لاحضار مفتاح مخزن الحبوب:
    لماذا لم تطلب ذلك منذ حضورك بدلا من كل هذا اللف والدوران وقصص الركود والتضخم وثمن الأحذية وثياب النساء والحب والفتريتة !!

    لزيارة صفحتي: https://www.facebook.com/ortoot/























                  

12-05-2017, 02:50 PM

محمد أحمد الريح

تاريخ التسجيل: 01-22-2008
مجموع المشاركات: 3051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفتريتة لا تصلح للحُب!! بقلم أحمد الملك (Re: أحمد الملك)




    شكراَ نتابع إشراقاتك.
                  

12-05-2017, 05:07 PM

أحمد


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفتريتة لا تصلح للحُب!! بقلم أحمد الملك (Re: محمد أحمد الريح)

    ألف شكر لك سعادة العميد محمد أحمد الريح، أسعدني مرورك الكريم . لك الشكر والتقدير.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de