يا ساحة من جلال بقلم الصادق الرزيقي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-01-2017, 03:17 PM

الصادق الرزيقي
<aالصادق الرزيقي
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 289

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يا ساحة من جلال بقلم الصادق الرزيقي

    02:17 PM December, 01 2017

    سودانيز اون لاين
    الصادق الرزيقي -
    مكتبتى
    رابط مختصر



    (أ)
    لو لم تكن الدورة المدرسية القومية في كل نسخها التي وصلت (27) غير هذه الوجوه الصافية والقلوب النقية والحب الكبير للسودان، لكفى. فوجدان أبناء السودان وبناته، لا يمكن أن يمتلئ بهذا القدر لولا الفيض النوري البهي الساطع في أرجاء البلاد في طولها وعرضها،

    الزغب الصغار من أبنائنا وبناتنا طلاب المرحلة الثانوية، يرسمون لوحة زاهية لبلادهم ويكتبون تاريخنا السياسي والاجتماعي والثقافي في كل مرة في مدينة من مدننا المُثْقلة الأحداق من دمع سخين .
    انتهت الدورة المدرسية في كسلا، وما أدراك ما كسلا وهي تحتضن الدورة المدرسية القومية السابعة والعشرين، سكبت في أرواح البعثات القادمة من الولايات، كل ما قيل ويقال عن هذه المدينة في دوواين الشعراء وخواطر الكُتَّاب، وما نُقِش على وجه القمر وهمست به النجيمات الساهمة في سماء صافية، كانت كسلا خلال أيام الدورة المدرسية ختامها الذي شهده رئيس الجمهورية، مدينة تنافس نفسها، تخرج من الظلال، يتوالد بريق الجمال والجلال فيها من بريق تاريخها المُشع العامر بالجمال والجلال، فكل شيء فيها كان مُشرِّفاً في البهاء، الشمس التي تخرج من خلف توتيل تكتسي منه رونقها وسطوعها، والشمس التي تغرب خلف وريف الشجر في غربها وتختبئ هناك في المدى الفسيح، وبين هاتيك الربى والتلال، تشرئب المدينة إلى فضائها العريض، ولكم قابل الناس في أيام الدورة المدرسية لمعارض في الهواء الطلق، وفوتوغرافيا فيها صوراً لرموز كسلا عبر السنون والحقب والعصور، فلكم كانت المدينة عظيمة وشامخة وحانية .
    (ب)
    لا نرى لماذا بدا السيد رئيس الجمهورية منشرحاً مبتهجاً في كسلا وهو يختتم الدورة المدرسية، وقد قال إنه وجد أهلها في مدينتهم يوم استلام الوالي آدم جماع علم الدورة المدرسية في ختامها الذي كان في النيل الأبيض، وجدهم عند حسن الظن بهم، كان البعض يعتقد أن ولاية كسلا لن تستطيع أن تقدم ما قدمته الأبيض وربك في تنظيم آخر دورتين مدرستين، ولكن أهل كسلا فاجأوا الناس، أولاً بكرمٍ لا يبارى ولا يجارى، تسابقوا زرافات ووحدنا نحو البعثات الولائية، أفردوا لهم المقام في أفئدتهم وكل قلب كان موطئاً لهم ممشى عريض، وكل بؤبؤ عين كان يحمل طلاب وطالبات السودان، تحولت المدارس وأماكن نزل واستضافة الطلاب المشاركين الى عرائش من نور وفضائل، نساء كل حي تجمعن وأعددن أنفسهن ونذرن نذراً لإطعام أبنائهن بالموائد، وكانت رائحة الزلابية والشاي المقنن تفوح في سماء المدينة عقب صلاة الفجر كل يوم، ولم تنقطع عن أي طريق وزقاق وممر، مشاهد الصواني والأطباق المحمولة من كل بيت الى مقار سكن البعثات، الفقراء قبل الميسورين، وتحولت الأمسيات وأوقات العصر والأصيل الى لحظات تعارف وتآلف وتقارب بين أبناء البلد الواحد ، لم يحس كل طالب او طالبة أتى من الجنينة او كرمة البلد او من الدمازين او المجلد او الفاشر او بارا والأبيض او نيالا وعد الفرسان وقريضة أو من مناطق الجزيرة والنيل الأبيض والقضارف والبحر الأحمر في سنكات او محمد قول او من الدندر السوكي وقلع النحل والفولة وسنار وأبوقوتة والرصيرص والكاملين والمعيلق ونهر النيل من ابوحمد او حجر العسل، لم يشعر كل هؤلاء المشاركين أنهم غرباء كانوا أقرب الى فؤاد كسلا ولم يكن فؤادها خاوياً.
    (ت)
    خلال أيام الدورة المدرسية ولأكثر من أسبوعين تقريباً، عاشت المدينة عرسها، كأنها عروس تزيَّنت بخضابها وحُليها وخرجت بملاحة وجهها تنثر البِشر والحُسن والجمال في كل قلب، وتنفث الوُد في كل روح ، طاشت ضفائرها العطيرة نشرتها كأغصان رطبة تتمايل، وتركت ذكي طيبها يفوح زاحماً الأرجاء كعود صندل يضوع، لم تترك كسلا قيمة وفضيلة من فضائل الجمال ورفعة الروح وسمو الخلق، إلا وتدثرت بها، وكان الجميع مثالاً وقدوة يندر أن تجدها في عالم اليوم .
    لقد تبارى زعماء القبائل قُبيل انطلاق الدورة المدرسية بأيام الى ملء الزكائب والزرائب بالخراف والمواشي والإبل، وتبارت النساء في إخراج الديباج والحُلي والحُلل، وتبرعن بها من أجل إنجاح الحدث الكبير، وقدم أصحاب العمل والتجار والغرف التجارية أنموذجاً للوطنية الحقة والقلب الكبير المفطور على الإحسان والتسابق الى الخيرات، وانتظم الحرفيون من أهل كسلا في مجموعات قدمت الكثير من مستلزمات المناسبة في كل جوانبها، وكانت مجموعات المبدعين في كل مجالات الإبداع هم الأعمدة التي شيدت عليها الدورة المدرسية بنيانها ورخامها وضرامها .
    كل شيء كان يتنفس بعبق فريد، الناس والطرقات والباعة والمحلات والأسواق والمتاجر المطاعم والساحات ، أوكسجين الحياة كان هو تلك السمة والروح التي سرت في عروق المدينة وجرت في أجساد أهلها وتسلَّلت الى مكامن الحس والحياة عندهم ، لأول مرة نرى مدينة تنطق بلسان واحد ولغة واحدة وإحساس واحد، وكذا الولاية . كنا في السابق نتشاءم مع شاعر كسلا الفحل محمد عثمان كجراي وهو يسأم ويتلوى من الغيظ حين يقول :
    أتوه أظل أبحث عنك
    بين مواكب الدهماء
    خلف مرافئ الظلماء
    فوق مجرة الأسماء
    لا ألقى سوى صمت يغربل لي عذاباتي
    رأيت الليل مسعوراً يمزق لي شعاراتي
    يقود مظلة الإعصار يسخر من معاناتي
    وأما لذت بالأحياء يلقيني على أبواب أمواتِ
    رفعت على ركام الغيب
    فوق مدارج المجهول راياتي
    وهأنذا أنوء بصخرتي الصماء
    يا سيزيف أهدر في دروب الليل طاقاتي
    فيا وطن الضياع المر يا نصلاً
    يمزقني ويكثر من جراحاتي
    متى ينسل موج الضوء يغسل رمل واحاتي
    (ث)
    أما وقد انسال موج الضوء في كسلا، ما عادت تلك الكلمات اليائسة تخرج من حنجرتها كما كانت قبل عقود وسنوات، تيبست فوق حبالها الصوتية تلك الآهات، وُلدت المدينة من جديد في ذات مرقدها الخضيل والجميل، تبدلت الدموع الى شموع، وإضاءت وججها ملايين الأمنيات والأغنيات.
    لقد غنى فيها فتية السودان في دورتهم المدرسية كما شاءوا وكانت تصغي وتطرب لهم أكثر، لقد ملأوا فضاءها العريض الودود بأشعارهم وكلماتهم ومسرحياتهم وأهازيجهم، وجعلوا الدم يجري في عروق المدينة وهم يهزونها هزاً بنشاطاتهم الرياضية وتنافساتهم في كرة القدم والسلة والطائرة واليد وبقية المناشط الرياضية الأخرى، كانت تسير على هدى أصواتهم وقرآن الفجر المنبعث من مقار البعثات والمساجد ..
    عاشت المدينة أياماً ليست كسابق أيامها، كما قدمت هي، وقفت مشدوهة لهؤلاء الفتية الصغار وهم يعمِّرون المساجد ويصينونها في نشاط مصاحب ومبادرات خلاقة.
    فأبناء بعثة ولاية شمال كردفان صانوا مسجد بجوار المدرسة التي كانوا يقيمون فيها، ودفعوا مبالغ مالية للإفراج عن مساجين في سجن الولاية، وأبناء ولاية شمال دارفور أقاموا معارض وأطعمة ونشاطاً خيرياً لصالح جهات فقيرة وبعثات أخرى تبرعت الطلاب فيها بجمع الدعم لأطفال مرض السرطان، كل هذه المعاني والروح الجديدة، التي عرفت في كسلا ، لولاها لما كانت .. وتبدلت كلمات كجراي اليائسة الى كلمات أخرى تقول :
    كثير الوجد يربكه الجمال
    يا مترنماً في الخيال
    أي ريح أتت بك
    وأي موكب تختار
    هذي كرنفالات فرح تسري في دمي
    لم تترك شيئاً يُقال
    سوى أنني مصلوب أمامك
    أتهجأ حيناً
    أتلعثم حيناً
    وحيناً يأخذني الجلال


    alintibaha























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de