هذه محض خاطرة - يا أحبتي- وليست كلمةً صحفية لزاويتنا (بالمنطق).. خاطرة من وحي تساؤل رمى به في وجهي اليوم صديق متوافرةٌ له - حسب رأيي- كل أسباب السعادة.. ورغم ذلك سألني : إلى متى تظل السعادة (نادرة الوجود) في حياتي والعمر يمضي؟!.. فتنبهت - حينها فقط - إلى أن الذي يبحث عنه صديقي هذا أبحث عنه أنا بدوري وهو بجانبي لا أدري.. بل هو معي ، ومن أمامي ، ومن خلفي ، وبين يدي... فنحن (نفوت) لحظات السعادة - ونتجاوزها - كل يوم لتضحى ذكرى ماضوية (حلوة) نتمنى أن لو تعود .. أي أننا لا (نعيشها) في وقتها انشغالاً من جانبنا بقادم الأوقات حتى إذا ما صارت وراء ظهورنا (تحسرنا) عليها .. فتظل - من ثم - عبارة (الزمن الجميل) هي شعار كل من أوغل في دروب السنوات منا رغم أن لكل لحظة (زمنها الجميل).. فالعصافير ما زالت تشقشق ، والنسيم يسري، والقمر يبزغ، والنيل يجري، والدجى يحضن آهات الأحبة .. ورحم القدر ما زال يلد أناساً (جميلين) فيهم صفاتٌ وسماتٌ وأشباهٌ من الذين (مضوا).. والحب ما زالت دانيةً قطوفهُ - لمن يشاء ويرغب - تجاه الناس والزمان والمكان والأشياء .. وأيليا أبو ماضي قال مسائلاً (سلمى) المكتئبة شعراً: أم خفت أن يأتي الدجى الجاني ولا تأتي النجوم؟! .. وكذلك لا يستطيع أي (جانٍ)- من الزمان - أن يمنع عنا النجوم مهما طغى وتجبر.. ولا الهواء، ولا السماء، ولا الغناء، ولا البهاء ... ولا النيل والنخيل، و الزروع والضروع، والطِيب و(الهمبريب).. فليست (نادرة الوجود) - إذاً - السعادة يا صديقي .. فقط عليك - وعلينا - أن نستشعرها ونحن شاكرين لله .. وبالمناسبة ................ كانت في حيز وجودنا (الإلكتروني) هذا واحدة تسمي نفسها (نادرة الوجود).. ثم (طلعت) بغتة - كما زيد في ألفية ابن مالك - من (الوجود) المذكور .. ولربما وجدت السعادة بعيداً عن نكد كلماتنا المشبعة بنكد (الواقع).. أو انتشلها من وجودنا هذا (نادر الوجود) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
صلاح الدين عووضة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست