|
|
 الفريق الماظ... رجلٌ بلا وطن؟؟ بقلم عوض فلسطيني
|
01:27 PM October, 17 2017 سودانيز اون لاين
عوض فلسطيني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر أشواق وأشواك.
[email protected]
في عرف التأريخ السياسي عجيب ان تأكل الثورات اباها, فقد عرف عنها إلتهامها لبنيها في مرحلة من مراحل النشؤء واالتطور!, وكثيراً ما تستخدمهم زاذ في مسيرة الحياة عندما يفرغ مخزونها الاستراتيجي وتضل بوصلتها السياسية؟؟
في السودان راينا العجب العُجاب عندما اكلت ثورة الانقاذ اباها!!
وكان عصياً عليها ان تبتلعه,فوضعته بين زنازين السجون سنوات طوال قبل ان تتودد اليه في عثرتها ليعفوا عنها قبل مماته ويمنحها خارطة طريق اعادت لرئاها الهواء ومنحتها نعمة التنفس من بعد غيبوبة قاربت الى الموت السريري؟
الفريق بالعدل والمساوا السودانية ابراهيم الماظ دينج ابن السودان الكبير( سودان ما قبل الانفصال) رجل من قادة الحركة الاسلامية القلائل الذين جاد بهم الزمان, حمل لواء الحركة الاسلامية في مجدها في مناطق الجنوب حيث كانت ملكال شهد له بصولات وجولات, قبل ان يصبح اميناً لقطاع طلاب المؤتمر الشعبي الحركة الاسلامية الطالبية,بعد مفاصلة الاسلاميين حيث كان الجنوبي الاسمر فارع الطول اميناً عاماً لها , ليست بالتعيين وإنما بالانتخاب الحر المباشر في واحد من اشرس مؤتمراتها بعد المفاصلة’, الماظ عرفته السجون بعد الملاحقة العنيفة للمؤتمر الشعبي من قبل اخوان الامس, وما طال عضوية الشعبي من عذاب في السجون لم يشهده الاخوان المسلمون في عهد عبد الناصر في مصر باعتبار ان عبد الناصر هو من اوقع افظع فنون التعذيب بالاخوان في ذلك العصر؟
الفتي الاسمر ظل مطارداً من قبل الاجهزة الامنية في كل المناير الطلابية بالخرطوم وحتى الولايات التي زارها ودخل منابر الجامعات فيها متحدثاً, فهو قامة لا تجدي معها اساليب التنكُر والتخفي لا شكلاً ولا لوناً ولم يُعرف عنه انه قد انحنى امام عاصفة اعتقال او مطاردة, شكل حضوراً فاعلاً في الوسط الطلابي في الجامعات لا يمل حديثه،كانت الاركان السياسية تمتد من قبل الظهيرة والى ما بعد صلاة المغرب ,لا يتحرك في الركن ساكناً ولا يكل احد !!
وعندما زاد ايمانه وقويت عزيمته تجاوز الذين حوله ليحمل السلاح مع من قاتل من اجل قضايا السودان من اهل دارفور وبقية اقاليم السودان الاخرى في الحركات, هو لم يكن ينتمي الى اي من المعسكرين اللذان مثلا محور القتال في دار فور من العرب او الزُرقة, اتى قادماً من الجنوب الذي كانت تدور معاركه مع الوطن الام حول هوية الجنوب وقضيته العادلة, ليقفذ هو من المنظور الضيق الاقليمي الى القضية الكلية التي تمثل عنده قضية وطن (يئن) من جراحات لا بد له من تعافي, حمل البندقية مع العدل والمساواة وعلى جسده النحيل إرتسمت رتبة الفريق, ظل ملازماً لرئيس حركتها ليل نهار حتى بعد توقيع الاتفاق الاطارى في الدوحة،ووقف اطلاق النار اختارته الحركة مبشراً بإتفاقها مع الحكومة في غرب وشمال دار فور,قبل ان يقع اسيراً في يد الحكومة, خبأ له القدر كثيراً من الاحداث, ليظل على وعد مع مزيد من النضال, فليلة إغتيال قائد الحركة الراحل خليل ابراهيم شاءت الارادة ان يكون هو في محوراً اخر لتنقذه المشيئة من صحبة الرحيل مع من كانت تتوق النفس لصحبته.
الفريق الماظ ضرب مثالاً نادراً في وطن اسمه (السودان) كان يحمل جنسيته قبل ان يصبح الوطن (وطنان) ويخرج الماظ من المولد بلا (جنسية) في وقت تقيم فيه اسرته داخل الخرطوم في ضاحية الحاج يوسف, يطلق سراح بعد اسر وحكم بالاعدام ظل معلق لمدة ستة سنوات, قبل ان يطاله العفو الرئاسي من رئيس الجمهورية مشروطاً بالابعاد من الوطن القديم, وهو لا يحمل وثيقة لوطنه الذي ولد في غيابه،غير الهوى القديم, في وقت ترى فيه سفارة الدولة الوليدة ان وجوده بين اسرته وابنائه هو الاصل!!
الفريق انتهى به المقام الى دائرة شؤون الاجانب بوسط الخرطوم ولا يدرى ما يخفيه القدر غداً,اشواق إخوت الامس تقول(ياخي في الهند او الصين او في المغرب, انت مني انا منك انت بي, لا تسأل عن(موطني) عن (مسكني) انه القرأن أمي وابي),بينما اشواك الراهن تشدوا,ب(اخذ الطبيب بمعصمي متحسساً ًنبضات قلبي .. ثم قال غريب لا نبض عندك... اين قلبك يا فتى.... فأجبت قد اخذ الفؤاد حبيب).
الوان.
|
|
 
|
|
|
|
عوض فلسطيني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست