هل السودان صالح للديموقراطية؟ بقلم د.امل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 07:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-01-2017, 05:43 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل السودان صالح للديموقراطية؟ بقلم د.امل الكردفاني

    04:43 PM October, 01 2017

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر




    .
    .
    .
    هذا السؤال ليس سهلا أبدا.. ليس كما يظن البعض ان اجابته في دولة تجاوزت ازمة الربيع العربي كتونس او دول تعمقت فيها الدكتاتورية كمصر او دولة تنازعتها التدخلات الدولية كسوريا او دولة انقسمت الى تيارات وهي تواجه في نفس الوقت الارهاب كليبيا ..او كارثة ككارثة اليمن..
    لا ليس ذلك كله سبب السؤال. هذا السؤال يتعلق ببنيتنا كمجتمع ودولة ؛:هل السودان صالح لأن يعبر الدكتاتورية الى الديموقراطية؟
    إن بنيتنا وتركيبتنا ليست بالسهولة التي تطرحها بعض الاحزاب المناوئة للنظام...والتي تعدنا بديموقراطية فاتنة رشيقة كايفانكا ترامب ، وأسعار منخفضة للسلع والخدمات وتخفيض للضرائب والجبايات وانتشار المستشفيات والمدارس في كل ولايات السودان و نهاية للفساد.. نعم المعارضون للنظام يصدرون رؤية وردية خادعة للشعب والشباب ، يصدرون ديموقراطية متدثرة بسندس وإستبرق كعروس في يوم دخلتها ..
    المعارضون من احزاب وحركات مسلحة ومنظمات مجتمع مدني يرسمون لنا كشعب قوس قزح رائع الجمال شفيف ، وتحته رواب مخضرة تجري من تحتها الأنهار ، إذا سقطت الدكتاتورية وحلت الديموقراطية..فهل هذا كله حقيقة ام وهم... هل لأن هؤلاء الرموز جميعا مؤمنون حقا بالديموقراطية أم أن الديموقراطية سلم لبلوغ المجد الشخصي بواسطة السلطة؟
    دعونا نشخص أنفسنا كشعب -اذا جاز أن نسمي أنفسنا شعبا وليس شعوبا- هل لدينا بنية ثقافية موحدة منبثقة عن تفاعلات ديموقراطية حقيقية؟
    فلننظر الى منظومتنا هذه ولنفككها لنعرف ان كانت قابلة لقيادة مركبة الديموقراطية بسلاسة أم لا. نحن في الواقع نعاني من أزمات وليس ازمة واحدة في منظومتنا هذه ، إن عوامل التفكك والتجزوء والانقسام ليست بقليلة ، نحن نزعم أن النظام أورثنا هذه العوامل أو بذرها لكننا لو كنا منصفين ورجعنا الى التاريخ فهذه العوامل سابقة حتى على الاستعمار البريطاني.. كل ما حصل هو أنها انكشفت وتعرت من صمتنا التليد .. من قال بأن مجتمعاتنا لم تحمل فيروس التفكك فهو لا يعرف التاريخ. ومن قال بأن مجرد الحديث عن المسكوت عنه يمحو الماضي فهو لا يعرف انفعالاتنا البشرية ومركبات النفس الانسانية. إننا وقبل كل شيء لا نعرف أنفسنا... اننا نتعامل مع ثقافة العاصمة ولكنني متأكد تماما أن من بالغرب لا يعرفون شيئا عمن هم بالشرق ... اننا نحتفظ باسماء قبائل ومجموعات سكانية وخصوصيات ثقافية ، لكننا نتجاهل الغياب التام للتلاقح بينها ونتجاهل - وهذا هو أخطر شيء- الرواسب التاريخية بينها ؛ونتجاهل عمليات الاقصاء المتبادل بينها ، ونتجاهل الاحتكارات المتواصلة لها .
    في مقال قيم وثري جدا للدكتور فيصل عبد الرحمن علي طه بعنوان (الأصول التاريخية للجنسية السودانية) أورد الاشكالية القانونية في تحديد من هو السوداني لوضع قانون للجنسية ... حيث أن شرط أن يكون السوداني من القبائل الأصلية لن يضعنا فقط في اشكالية من يعتبر اصلي بل في اشكالية تحديد تاريخ محدد لمن استوطن بالسودان وذكر المقال تداعيات اصدار قانون تعريف من هو السوداني سنة 1948 والذي تحفظت عليه مصر ؛ فقال الآتي:
    (عند صدور قانون تعريف من هو السوداني لعام 1948 تم إسقاط تصنيف الأشخاص كسودانيين ومستوطنين في السودان. كما أن شرط رابطة الدم أي ان يكون الشخص منتمياً إلى أهالي السودان الأصليين قد تم التخلي عنه ليحل محله شرط وحيد يقوم على طول الإقامة في السودان بالتوطن Domicil. وفي مذكرة تفسيرية أوضح السكرتير القضائي أن التخلي عن شرط رابطة الدم يعود إلي أنه غير دقيق وأن العديد من السودانيين المرموقين لا يمكن وصفهم بأنهم ينتمون إلى أهالي السودان الأصليينIndigenous.

    بمقتضى قانون تعريف من هو السوداني لعام 1948 يعتبر الشخص سودانياً كحق إذا لم تكن لديه جنسية أخرى، وكان متوطناً في السودان Domicled منذ 31 ديسمبر 1897 أو أن أسلافه من جهة الأب مباشرة كانوا متوطنين هناك منذ ذلك التاريخ. قصد باختيار هذا التاريخ أن يشمل جميع الأشخاص المقيمين بصفة دائمة قبل إعادة إحتلال السودان، ويستبعد كل الأشخاص الذين جاءوا إلى السودان بعد ذلك التاريخ رغم أنهم يقيمون فيه بصفة دائمة.

    وبموجب المادة الرابعة من القانون فإن مركز السوداني يمكن أن يكتسب ليس كحق ولكن كمنحة شبيهة بالتجنس. غير أن هذه المنحة تتوقف على تقدير السكرتير الإداري واستيفاء شروط معينة).

    http://www.gash-barka.com/index.php/documents/studies-and-research/614-the-historical-origins-of-the-sudanese-nationalityhttp://www.gash-barka.com/index.php/documents/studies-and-research/614-the-historical-origins-of-the-sudanese-nationality
    اذا فالقضية ليست بالسهولة التي تطرحها المعارضة بل ولا حتى بوعود السلوفان التي يعد بها النظام ؛ بل بالحقائق على أرض الواقع.
    لقد اعتقد فولتير بأن تعدد القبائل والاثنيات يؤدي الى تجاوز الدكتاتورية الناشئة عن وحدة النسق الانثروبولوجي او تجاوز الصراع الناشيء عن قوميتين. لكن نظرية فولتير سقطت تماما في السودان ، حيث أن الصراع صار شموليا وهو صراع الكل ضد الكل كما في مسرحية التور آدموف ... عندما اقرأ -مثلا- للوليد مادبو فأجد أن كل سطوره تتحدث عن كراهية متبادلة بين الجميع فإنني اشفق عليه واشفق على مستقبل هذا البلد واشفق على نفسي... فسواء كان الشعور بالكراهية حقيقة أم توهما ام مرضا نفسيا فإنه يؤذي النفس ويؤذي الجميع كمجنون هائج اعطيناه سكينا...
    عندما نتحدث عن كره فنحن نتحدث عن ترصد مستمر ومتبادل ، نتحدث عن انتظار سنوح الفرصة للانقضاض ، نتحدث عن الرغبة في افتراس الآخر قبل افتراس حقوقه ، ولا يمكننا في منظومة اجتماعية ملوثة بهذا الشكل أن ندعي أنها تعكس استقبالا بالورود لديموقراطية متوهمة.
    عليه.. فإن منظومتنا الاجتماعية غير مؤهلة البتة لتكون حاضنة للديموقراطية كما نأملها ..
    واذا انعطفنا على الواقع السياسي ، عن ديموقراطيات المؤسسات السياسية الحاكمة وغير الحاكمة ، فهل سنرى طيفا من الديموقراطية ينير عتمة الاحتكار والدكتاتورية والقمع والإقصاء.. إنني هنا لن أتحدث عن الحزبين الكبيرين (سابقا) فقط انما أتحدث عن الجميع ، الجميع الذين يزعمون أنهم يمثلونني ويمثلوني صوت الشعوب السودانية قاطبة ، هل هذه المؤسسات وقر في قلبها الايمان بالديمقراطية وصدقه عملها؟؟؟
    لقد سقط الحزبان الطائفيان سقوطا ذريعا ومدويا حتى صارا اضحوكة الشباب الآن ، سقطا ليس فقط عبر زعامات ديناصورية منذ ما قبل التاريخ ، وانما حتى بسلوكيات وانشطة داخلهما تكشف عن بنية نفسية دكتاتورية عميقة أفرزت انقسامات فتيلية ، كاذب من يدعي أن النظام هو من فتت هذين الحزبين ، فالتماسك الداخلي وتداول القيادة هو ما يجعل اي مؤسسة سياسية بل وحتى اقتصادية أو رياضية مؤسسة ناجحة ، هذان الحزبان انهارا تماما ، أحدهما استسلم تماما مقتنعا بما يلفظه له النظام من بواقي الموائد ، وثانيهما أمسك العصا من المنتصف فهو مع وضد النظام (هذا دون أن ينسى مصالح قياداته او أبناء قيادته الشخصية) ، هذان الحزبان لم يفتآ يشنفان آذاننا بكلمة الديموقراطية ، ولكن حتى الطفل سيتساءل وهو يراقب وضعهما:(ماذا تقصدان بالديموقراطية؟).
    إنني هنا لا اتحدث عن طول مكوث قيادتيهما على رأس القيادة لعقود كما مكث اهل الكهف في كهفهم.. فأهل الكهف كانوا نياما بمعجزة الهية لكن هؤلاء كانوا ماكثين كمكوث الكفار في الجحيم أبدا... تساقط الناس من حولهم كالفراشات وهم كما هم ... الصديق ثروت سوار الذهب علق على صورة لقاء المهدي والميرغني بجملة (في متحف الشمع) .. انها جملة معبرة جدا ، لأن متاحف الشمع تقوم بتخليد ذكرى القدماء ،كان هناك فيلم رعب قديم في اواخر الثمانينيات عن جرائم في متحف الشمع أعتقد أنه مقتبس عن روايات أجاسا كريستي ، لازال يرعبني عندما اتذكر صور التماثيل وهي تقترف جريمة القتل ، نعم ، إن جثثا تقود هذه الأحزاب ، زومبي لا يقبل الا أن يكون على القمة من المهد الى اللحد . وانقسمت عن هذه الأحزاب مخلدة القيادة ، الى قيادات أصغر تبحث هي أيضا عما يلقى لها من فتات من النظام،بعد ان كانت تتضور جوعا داخل صروح وقلاع احزابها كخدام وحرس للقيادات ، هذه القيادات تنفست الصعداء وحملت داخلها حنقا وسخطا عظيما على الأسياد السابقين من الاقطاعيين السياسيين ، ثم قامت هي (وبجينات مورثة) بصناعة صروحها وقلاعها هي وعينت خداما وحراسا جددا لها لن يلبثو الا قليلا حتى يحطموا هذه القلاع بذات التمرد المشبوب بالكره للأسياد.
    وبذات الأمر لم يكن الحزب الحاكم وماقبل الحزب الحاكم (قبل المفاصلة) بأقل دكتاتورية واقصاءا وقمعا لكل من يحاول الاشرئباب بعنق طموحاته الى أعلى السقف . ولو انحرفنا الى الحركات المسلحة ، منذ حركة عبد الواحد في عام 2003م وحتى اليوم حيث انقسمت الحركة الشعبية وهي تعد بمزيد من الاستقطابات الحادة والتشرذمات المستقبيلية. فهل هذه الرموز حقا تستطيع ان تؤمن انتقالا سلميا للسلطة عبر الديموقراطية .
    هل الانسان السوداني لديه روح ديموقراطية ، هل صراعاتنا الثقافية والدينية بل والرياضية والفنية هي نبوءات ايجابية ام سلبية تنبئ بمستقبلنا الديموقراطي...
    إن اختلافاتنا لم تعد مجرد اختلافات سلمية لقد صار طبيعيا أن تنتهي بالقتل وبالاغتيال الجسدي والأدبي ، فهل لازلتم متأكدون بأن السودان صالح للديموقراطية.... ؟؟؟























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de