|
|
 للذين يظنون أن دماء السودانيين تشربها الرمال بقلم خلود دفع الله الحسن
|
05:43 PM July, 27 2017 سودانيز اون لاين
خلود دفع الله الحسن-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر
للذين يتوهمون أن ذاكرة الشعوب قصيرة.
قبل أربعة أعوام, خرج السودانيون بعشرات الآلاف منددين بإجراءات اقتصادية قاسية فرضتها الحكومة زادت من معاناتهم.
لم تتردد القوات الحكومية يومها في مواجهة الشبان المحتجين بالرصاص الحي, فقُتل أكثر من مئتي شاب خلال ساعات, ولم يتعرض القتَلة لأي محاسبات قانونية, ولم يثأر للشهداء العُّّزل أحد.
الطالب علي أّبكر بجامعة الخرطوم,
وطلاب جامعة الجزيرة محمد يونس نيل حامد و عادل محمد أحمد حمادي والصادق عبدالله يعقوب والنعمان احمد القرشي .,
ثم الطالب محمد الصادق بجامعة أم درمان الأهلية, والطالب أبو بكر الصديق بجامعة كردفان, كلها دماء بريئة أريقت على مسمع ومرأى أجهزة الدولة المختلفة, ولم يسأل أحدٌ عن قاتليهم.
الدولة التي هي في عُرف الناس وُجدت لتأمين الشعب وتوفير حقه في التعليم والحياة الكريمة, يقتل منتسبوها أبناءنا وإخواننا ثم يختفون ولا يبحث عنهم أحد.
واليوم يقبع الطالب عاصم عمر حسن في زنزانتهم منتظرًا أن يحكموا عليه بالإعدام ليس لأنه قتل جنديًا نظاميًا فحتى أدلتهم التي يستندون إليها لا تشير إلى ذلك؛ وإنما لأنه فتى شجاع وقف في وجوههم وعّبر عن رأيه بجرءة لم يحتملها كبرياؤهم وثارت لأجلها حفيظتهم السلطوية فقرروا تلفيق تلكم التهمة الخطيرة لشاب في مقتبل العمر.
هم لم يفهموا بعد أنهم يحتجزون شابًا بريئًا لا يحمل أجندة تدفعه للقت كتلك التي يحملونها ولكنه خرج مطالبًا بحقه في بقاء جامعته التي ينتمي إليها بعيدًا عن عبث الذين يسيل لعابهم لبيع كل شيء في البلاد حتى الرموز التاريخية والصروح العلمية العريقة.
لم يفهموا بعد, أن هذا الفتى أحد أبناء السودان الأنقياء الذين لم يتلوثوا بحب السلطة, ولم يدفعهم الغرور واحتقار الناس للقتل بدمٍ بارد كما يفعل أمنجيتهم.
لم يفهموا بعد, أن الطلاب لم يُضطروا لحمل زجاجة المولوتوف التي يقولون إنها قتلت أحد جنودهم إلا بعد أن استيقنوا من أن الرصاص الحي سيكون في مواجهة أجسادهم.
لم يفهموا بعد, أن عاصم ليس جسدًا سيجري احتجازه وإرهابه وربما قتله ليختفي, ولكنه روح شامخة ترفض الظلم والفساد ولا يهزها إرهاب السلطة.
هم لم يفهموا بعد, أنهم يحّطمون كل أرقام الفساد المسجلة وغير المسجلة عالميًا, حين يستغلون أماكن نفوذهم بتلفيق التهم هكذا جزافًاا بوجه الأبرياء لتحييدهم وترويعهم.
هم لم يفهموا بعد, أن زمان الاستسلام والخضوع قد مضى, وأنهم سيرون حصونهم وقلاعهم التي شيدوها بدماء الأبرياء تحط على رؤوسهم وتكفينا تكلفة قتلهم.
|
|
 
|
|
|
|
خلود دفع الله الحسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست