في موقع ورلدميترز المشار اليه أعلاه ستفاجأ بارتفاع دالة التزايد السكاني في العالم كل ثانية .. واذا كانت نسبة زيادة سكان العالم منذ 1990 وحتى 2010 قد بلغت 30% فلك أن تتخيل عدد سكان العالم بعد خمسين عاما فقط ، يقول ريتشارد دوكنز بأن على سكان الأرض أن يحاولوا اللجوء الى الكواكب الأخرى والخروج من الأرض خلال ثلاثين الى خمسين سنة ، في الواقع هذا الحل يبدو خياليا جدا فلا يوجد حتى الآن كوكب صالح للحياة كالأرض ، وإن وجد فلا توجد تقنيات تمكن من قطع ملايين السنين الضوئية خلال خمسين عاما فقط . الواقع أن أعلى نسبة زيادة سكان هي في الهند تليها الصين ، ولو لاحظنا أن أغلب حالات الانجاب بأعداد كثيرة تتم عند الفقراء ، فالفقراء يتسافدون كالحيوانات وينجبون كالأرانب بدون وعي ولا تنظيم وهم يعتقدون -بحسب سقفهم الإدراكي- أنهم ينتجون كنوزا تمشي على الأرض. في الوقت الذي تعمل فيه الشعوب المتحضرة على تقليل عملية الانجاب ، فكلما زاد الانسان مدنية كلما وضع عملية الانجاب في اطار اشتراطاتها الصحية والتعليمية السليمة. للأسف لا يمكن اقناع الكثير من الفقراء بضرورة التحكم في عملية الانجاب لأن الانجاب هو الشيء الوحيد الذي يمتلكونه ويحقق لهم الشعور بالوجود من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن موانع دينية واجتماعية تحول دون تنظيم عملية الانجاب. معسكرات النازحين - وهم الاشد فقرا- تشهد حالات انجاب متزايدة بشكل مذهل ، بحيث يمكن للمرء أن يتساءل عن المنطق النفسي والادراكي الذي يقوم به هؤلاء البؤساء بالاستمتاع بالانجاب؟. إن هؤلاء إنما ينجبوا متشردين وفقراء وربما مجرمين وأميين ، وهذا يعني أنهم سيستقطعون من نصيب غيرهم دون ان يكون لهم انتاج فعلي ، ناهيك عن أن هذه الزيادة المهولة في سكان العالم لن تجد غطاءها المائي والزراعي الذي يكفيها جميعا . ثم أنني وبكل شفافية بحثت عن معنى زيادة الانجاب بل والانجاب نفسه وفوائده فلم أجد الكثير فقط هو أقرب الى حالة التملك المتوهمة لدى الأفراد . حقيقة لا أجد أي مبرر لأن يقف البشر الحاليون مكتوفي الأيدي أمام هذه الظاهرة بل أعتقد أنه وبعد عقود ستتبنى الشعوب الأكثر تحضرا سياسة الانقراض الذاتي باعتبارها من أحد اهم حقوق البشر كافة... أي أن يعمل الجميع حكومات ومنظمات مجتمع مدني على نشر سياسة تقليص عدد سكان العالم بطريقة ممنهجة ومدروسة الى أن ينخفض سكان العالم للقدر المناسب.الحروب تساعد كثيرا في تقليص عدد سكان العالم ، خاصة أن أغلب من ينضمون للقتال هم من الطبقات الكادحة ، كذلك الأوبئة تقلل من عدد السكان. واذا استطاعت الشعوب المتحضرة تبني برنامجا للانقراض الذاتي فيمكنها ان تفرض على حكومات الدول كلها برنامجا لتنظيم وتحديد النسل . إن الأرض بمواردها لن تتحمل المزيد ، فنحن نشهد انهيارا مناخيا واضحا ، وربما بعد عقود قليلة سوف تصبح المياه العذبة شيئا نادرا ، وتقل معه الرقعة الزراعية والغابية ، مع تمدد الصناعات الضخمة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست