:: وكأنه يصف سياسة السودان الخارجية، يقول أحمد مطر : متطرفون بكل حال.. إما الخلود أو الزوال..!! إما نحوم على العُلا .. أو ننحني تحت النعال ..!! في حقدنا أرج النسائم جيفة.. وبحبنا روث البهائم برتقال ..!! فإذا الزكام أحبنا، قمنا لنرتجل العطاس ..وننثر العدوى ..وننتخب السعال ملك الجمال ..!! وإذا سها جحش وأصبح كادراّ في حزبنا..قدنا به الدنيا ..وسمينا الرفيق (أبازمال) ..!! وإذا إدعى الفيل الرشاقة وإدعى وصلاً بنا ..هاجت حميتنا ..وأطلقنا الرصاص على الغزال..!! :: يوم مشاركة قواتنا المسلحة في عاصفة الحزم، قال لسان حال الشعب بعد أن تنفس الصعداء : أصابت الحكومة بإعلان موقفها الداعم للسعودية ولكل دول الخليج في حماية أمن المنطقة من المخاطر..وهو موقف أعاد سياسة السودان الخارجية إلى مسارها الصحيح.. وكانت السياسة الخارجية قد ضلت المسار الصحيح في السنوات الفائتة - إلى مسار الضد و المع - بسبب مواقف متطرفة أهلكت البلاد وعزلت شعبها.. و(عاصفة الحزم)، ليست محض معركة عسكرية، بل هي تشكل نقطة تحول جديدة في مسار سياسة السودان الخارجية..لقد أحسنت الحكومة، وأن تُحسن - أخيراً - خير من التمادي في الخطأ و (التطرف)..!! :: ولكن ما بال قومي يتطرفون - مرة أخرى - لحد طرد السفير والقنصل والبعثة و قطع التواصل الدبلوماسي مع إيران، وكأنها إعتدت علينا أو أحرقت سفارتنا؟..ألا توجد منطقة وسطى في العلاقات الخارجية - بين المع و الضد - مسماة بالحياد؟، وهل بالضرورة أن تكون مواقفنا في كل القضايا الخارجية (مع أو ضد).؟..نعم، فالخروج من العباءة الإيرانية وأجندتها الطائفية ( شئ ) وإتخاذ إيران عدواً وخصماً (شئ آخر)..وإن كان ذاك الشئ مطلوباً من السودان، فأن السودان غير مطالب بهذا الشئ الآخر..إيران تنتهك السيادة الإماراتية وتحتل بعض جزرها منذ عقود، ومع ذلك عبرت الإمارات عن غضبتها - من التدخل الإيراني في الشأن السعودي بعد إعدام نمر النمر - بتخفيض بعثة الدبلوماسية الإيرانية، أي لم تطرد البعثة لحد قطع التواصل الدبلوماسي ..!! :: وكذلك كل دول الخليج العربي، عدا السعودية والبحرين..والدول العربية الأخرى..دعموا السعودية عسكرياً في عاصفة الحزم، ثم دعموها سياسياً في قضية مواطنها نمر النمر، ثم إحتفظوا - في علاقاتهم مع إيران - بشعرة معاوية كما تقتضي (الكياسة والسياسة)..ولكن حال قومي - بعد أن شكروهم في موقف عاصفة الحزم - كعابر سبيل مر بقرية أهلها يبحثون عن هلال رمضان، فشرع يبحث معهم محدقا في السماء حتى وقعت عيناه على ما يبحث عنه أهل القرية ثم صاح مشيرا إلي الهلال : (وجدته، وجدته، وجدته)..فرح الأهل، وكالوا من عبارات الشكر والثناءعلى عابر سبيلهم حتى فاضت عيناه بالزهو وعقله بالتنطع، فنظر إلي السماء مرة أخرى ثم صاح : (داك كمان واحد تاني)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة