الطفل (الهجين) ينظر لوالده (السوداني) وهو يلطم نجاح زوجته الروسية بـ(كفوف) كلماته الجارحة ..* الزوجة ترتقي من نجاح لآخر بينما الزوج يكابد مشاق محاولة إثبات الذات في وطن (الصقيع) ..* الطفل (خاطف اللونين) لا يحتمل قسوة أبيه تجاه أمه فيصيح في وجهه (إنت ليه سوداني كده؟) ..*ثم لا يدري راوي القصة هذه (حقيقة) ما عناه الطفل بمفردة (سوداني) تلك :*هل كان يعني أنْ لماذا والده هو (أسمر) هكذا قياساً إلى لون بشرة أمه؟..*أم كان يعني أنْ لماذا أبوه (أسود القلب) إلى الحد هذا ؟ ..*وتكثر عندنا عبارة (حرامي ، جاب القروش دي من وين يعني ؟) متى ما ذُكر اسم رجل أعمال ..*أو عبارة (شهرته دي عملها بالدعاية بس ، ما عنده حاجة) متى ما ذُكر اسم طبيب مشهور ..*أو عبارة (بستغل علاقاته مع الصحفيين عشان يلمعوه، كيسه فاضي) متى ما ذُكر اسم مبدع..*ومجالسنا الصحفية - نحن أنفسنا - لا تكاد تخلو من عبارات الحسد تجاه بعضنا البعض..*والبرلمانية سامية أحمد محمد قالت - قبل فترة - إن أجور بعض الكتاب أعلى من رواتب وزراء ومتنفذين وتشريعيين ..*قالت ذلك دون أن تشير إلى عدم تمتعهم بـ(مجانية) السكن والسيارة والكهرباء وفاتورة الهاتف ..*والأهم من ذلكم عدم (استمرارية) الرزق الذي هو عرضة للقطع كل يوم..*والعلامة عبد الله الطيب نُسب إليه أن قبائل العرب الذين امتزجت دماؤهم بدمائنا اشتهرت جميعها بالحسد..* ورب العزة - خالق الناس - يقول في المعوذتين (من الجنة والناس) و(من شر حاسد إذا حسد) ..*وقائل بيت الحسد الشهير (وقديماً كان في الناس الحسد) لعله -إن عاش بيننا - كان استبدل مفردة الناس بـ(السودانيين) ..*والصادق المهدي قال لكاتب هذه السطور يوماً (مقياس نجاح المرء في بلادنا هو أن يُحسد بمقدار نجاحه هذا) ..*أي أن من كان ناجحاً (جداً) فهو يكون محسوداً (جداً) ..*ومن كان ناجحاً (قليلاً) فهو يكون محسوداً (قليلاً) ..*ومن لم يكن ناجحاً (خالص) فهو ينجو من الحسد(خالص) ..*فهل نحن فعلاً (سود النية) أم (بيض) الدواخل؟!...*نوجه السؤال لجراح الكلى (أبو سن!!!). أحدث المقالاتروابط لمواضيع من سودانيزاونلاين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة