|
الفلسطيني يبدع في مقاومته بقلم د. فايز أبو شمالة
|
05:37 PM Oct, 19 2015 سودانيز اون لاين فايز أبو شمالة-فلسطين مكتبتى فى سودانيزاونلاين
اتركوه يشق طريقه، ويختار ما يناسبه من أساليب المقاومة، اتركوا الشباب الفلسطيني يبدع في مفاجأة عدوة، ولا تفرضوا عليه تجاربكم ومنطقكم ورؤيتكم وسياستكم، فالشباب أقدر على قراءة الواقع منكم جميعاً، والشباب أحرص على إيذاء عدوه الظالم الذي أغمض قلبه عن الرحمة واحتقر إنسانية الأجيال الفلسطينية المتعاقبة.
لقد اعتمد الصهاينة في فلسطين منهج القتل دون إبداء الأسباب، وكانت الذريعة التي احتمى فيها القتلة هي الدفاع عن النفس اليهودية، التي راحت تفرغ حقدها المتراكم على النفس الفلسطينية، التي صارت الاسفنج الذي يمتص رصاص الصهاينة، ويصير قتل الفلسطينيين ثقافة إسرائيلية تمارسها الأغلبية، فالجندي الإسرائيلي يقتل، والشرطي الإسرائيلي يقتل، والمستوطن يقتل، وحتى المرأة الإسرائيلية التي تعمل موظفة تستل سلحتها وتقتل، واليهودي العجوز الذي فقد الذاكرة، لا يصحو إلا عند رؤية الفلسطيني، فيشهر مسدسه ويقتل.
وحتى هذه اللحظة فقد طغى على المشهد صورة الفلسطيني القتيل، والصهيوني القاتل، مع التغطية إعلامية إسرائيلية الواسعة لهذا المشهد، والهدف من ذلك ليس محاربة الإرهاب كما يدعون، وإنما الهدف هو محاربة الخوف الذي سكن قلوب اليهود، حتى صارت اجتماعات الحكومة تركز على كيفية إعادة الثقة بالنفس اليهودية، وكيفية تقوية الجبهة الداخلية، وهذا ما حفز الوزير المتطرف نفتالي بنت إلى حمل مسدسه، في ظاهرة غير مألوفة على مستوى وزراء العالم، وقد سبقه إلى ذلك اليهودي المتطرف نير بركات رئيس بلدية "أورشليم" القدس، الذي امتشق رشاشه، وتجول وسط المدينة التي تضم 300 ألف عربي، المدينة التي يدعي أنها موحدة، وعاصمة أبدية لدولته اليهودية.
من المؤكد أن القتل المتعمد للفلسطينيين يجيء منسجماً مع العقيدة اليهودية، التي ترى دم غير اليهودي مستباح، والقتل المتعمد يجيء متوافقاً مع التعليمات التي أصدرها وزير الجبهة الداخلية، والقتل المتعمد يأتي استجابة سريعة لقرارات الحكومة التي تحض على قتل الفلسطينيين أينما شك بأمرهم اليهود، والقاتل اليهودي متحضر باسم القوانين الإسرائيلية، في الوقت الذي يظهر فيه القتيل الفلسطيني إرهابياً باسم القوانين الإسرائيلية الذي جاءت مضامينها لتهدئة النفس اليهودية التي زعزعها الخوف، وأرعبها الانتظار، حتى ارتجفت البنادق في يد الجنود على الحواجز، فراحوا يطردون الخوف بمزيد من القتل من أجل القتل.
إنه السيف اليهودي الحاقد الذي يجز الأعناق بهدف قهر النفس العربية، إنه السيف اليهودي الذي يحتقر الإنسانية حين اعتدي بالضرب والإهانة على والد الفتاة بيان العسيلة، ولم يستوعب لحظة انفعال الأب وهو يرى ابنته غارقة في دمها، وممدة على الرصيف، فلم يسمح للوالد بأن بمد يد المساعدة لابنته، في سلوك يعزز القهر للنفس البشرية، قهر يقطع المسافة الفاصلة بين الصبر والانتقام في عدة دقائق قبض فيها العربي مهند العقبي على روح مدينة بئر السبع، وهو يهتف باسم كل شهداء فلسطين الذين غدرت بهم القرارات الإسرائيلية الحاقدة.
إن ما يحدث في مدن الضفة الغربية وقراها ومخيماتها من قتل مهين لكرامة الإنسان الفلسطيني لهو صاعق التفجير لسلسة من العمليات البطولية التي ستدوي قريباً في التجمعات الاستيطانية، ورغم أنف الإجراءات الأمنية المشددة، وذلك لأن الشباب الفلسطيني يعيش اللحظات الفاصلة بين قبول المذلة واختبار المقاومة، وبين الخنوع لإرادة العدو أو السطوع، وبين الانكسار وطأطأة الرأس أو الانتصار.
أحدث المقالات
- في حال الدولة المدنية( ) بقلم فهد سليمان نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين 10-19-15, 03:28 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- الجبهة الثورية السودانية بين السائل و المجيب ... !! قريمانيات .. بقلم الطيب رحمه قريمان 10-19-15, 03:24 PM, الطيب رحمه قريمان
- ولاية كسلا .... فضائية لم تبدأ بما إنتهي اليه الآخرون ... بقلم هاشم محمد علي احمد 10-19-15, 03:21 PM, هاشم محمد علي احمد
- عماد ومحاربة الفساد بقلم كمال الهِدي 10-19-15, 03:19 PM, كمال الهدي
- كل القطن بجي بركات ياعرمان!! بقلم حيدر احمد خيرالله 10-19-15, 01:41 PM, حيدر احمد خيرالله
- هل هؤلاء الرجال جبهة ثورية..!! بقلم عبد الباقى الظافر 10-19-15, 01:38 PM, عبدالباقي الظافر
- أولاد الكلب!! بقلم صلاح الدين عووضة 10-19-15, 01:36 PM, صلاح الدين عووضة
- قصة النقاب ..!! بقلم الطاهر ساتي 10-19-15, 01:35 PM, الطاهر ساتي
- عندما يحتفي بالعملاء.. منصور خالد نموذجاً.. (3) بقلم الطيب مصطفى 10-19-15, 01:34 PM, الطيب مصطفى
- وداعا جمال الغيطاني ويظل الزيني بركات حيا بقلم بدرالدين حسن علي 10-19-15, 05:47 AM, بدرالدين حسن علي
- خربشات مسرحية (9) شعب ذو إحتياجات خاصة بقلم محمد عبد المجيد أمين (براق) 10-19-15, 05:43 AM, محمد عبد المجيد أمين(عمر براق)
- دكتور جبريل ابراهيم رجل مهمات في رحلة مهمة صعبة بقلم موسي انوك..امريكا 10-19-15, 03:25 AM, موسي انوك
- لصوص المؤتمر الوطني يكشفون عن أنفسهم.. دون خوف! بقلم عثمان محمد حسن 10-19-15, 03:17 AM, عثمان محمد حسن
- الأغلبية الصامتة : (دقانى وبكى .. سبقنى وإشتكى) بقلم عاطف نواى 10-18-15, 11:40 PM, عاطف نواى
- الذين ينتقدون الحركة الشعبية حتى الآن لم يحدِّدوا ماذا يريدون ..!! بقلم عادل شالوكا 10-18-15, 11:38 PM, عادل شالوكا
- المستر لويس وليام براون (1908-1994) بقلم الطيب علي السلاوي 10-18-15, 11:36 PM, الطيب علي السلاوي
- استعدو يا جماهير شعبنا اﻻوفياء ﻻحياء ذكرى ثورة 21 اكتوبر .. للانتفاضة ..اﻻنتفاضة .اﻻنتفاضة الشعبية 10-18-15, 11:34 PM, حيدر محمد أحمد النور
- صف لشراء الكهرباء في بورتسودان لماذا ؟!! بقلم نورالدين مدني 10-18-15, 11:31 PM, نور الدين مدني
|
|
|
|
|
|