|
مغـزى إقحـام ندى القلعة في لجنة الحوار الوطني بقلم مصعب المشرّف
|
05:47 AM Oct, 11 2015 سودانيز اون لاين مصعب المشـرّف- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
11 أكتوبر 2015م
رغم إضطرار قيادات نافذة في حزب المؤتمر الوطني إلى المسارعة اليوم بنفي إختيار مطربة الصبحيات الشهيرة "ندى القلعة" في لجان الحوار الوطني ... فإن النفي قد جاء متأخراً للغاية . ..... ولا مناص إذن من تحقيق جاد ومحاسبة لكل من تورط في إقحام ندى القلعة في لجنة الحوار.
إختيار المطربة الشعبية "ندى القلعة" لعضوية لجنة الحوار الوطني جاء مستغرباً . وأثار الكثير من الإنتقادات .. ولم تنجو ندى القلعة نفسها من الهجوم الشخصي عليها والسخرية منها في وسائل التواصل الإجتماعي والمواقع الألكترونية ؛ التي باتت تشكل الملاذ الوحيد لممارسة حرية التعبير والحوار ..... والمقياس الدقيق لتوجهات الرأي العام السوداني.
قد لا يكون لندى القلعة ذنب ولا جريرة في قرار إختيارها .. أو هكذا يبدو .. وربما تكون قد فوجئت هي الأخرى بهذا الإختيار... وحتماً لم تعي مغزاه .. ولو كانت قد فطنت إلى مغزاه ؛ لكانت قد رفضت بقوة محاولات البعض إستغلالها في تصفية حسابات داخل حزب المؤتمر الوطني.
من الصعوبة بمكان وصف إختيار مطربة "دلّـوكـة" أمِّـيـة بسيطة لعضوية لجنة حوار وطني ........ من الصعوبة وصفه بأنه لم يكن خبيث المقصد بذاته ؛ عل وعسى يتحول الحوار الوطني إلى نكـتـة سمجة ؛ ومزاح .... ومصدراً للسخرية ..... وفاقد بالتالي للأهلية والجدوى في نظر الشعب.... وهذا عين ما جرى بالفعل.
هل يعقل أن يتم إقحام ندى القلعة في عضوية لجنة الحوار؟ ..... هذه المرأة التي لا تعرف من الحياة سوى جني الأمـوال ، وكريمات تفتيح البشرة والمكياج الصارخ . وإرتداء الأزياء الملفتة ، وردم الحلى والمصاغ الذهبية فوق رأسها وعلى صدرها ويديها وحتى أسفل ساقيها ... وتحرص على إلتقاط صور لها وهي خلف عجلة قيادة أفخم السيارات في أفريقيا ... ولايمكن وصفها بأنها مثقفة أو تتمتع بتوجهات فكرية وإنغماس في قضايا وطنية عامة .. كما أن لغتها العربية الفصحى صفر .. وقصارى أحاديثها في أجهزة الأعلام تصدر عنها بلهجة عامية بلدية دارجة ؛ موغلة في السوقية وسذاجة التناول !!!
وهذه الثمرات التي حاول البعض من أعداء الرئيس البشير داخل حزب المؤتمر الوطني قطافها أراها قد آتت أكلها بالفعل .. فقد إنهال الشيب والشباب في مواقع التواصل الإجتماعي بالسخرية من الحوار . والتشكيك في جدوى إنعقاده ؛ طالما أنه يجيء بأمثال ندى القلعة ؛ ويتجاهل أكثر من عنصر نسائي جاد في مجال الفنون والإبداع.
واقع الأمر فإن أمانة حزب المؤتمر الوطني تظل هي الجهة المسئولة في عملية إختيار أعضاء لجان الحوار ...... ولا أشك مطلقاً بأن هذا الأمر قد أدبر بليل .. وأن وراء الأكمة ما وراءها.
ومن ثم فإن أصابع الإتهام كان لابد أن تتوجه مباشرة هنا نحو تيارات نافذة في حزب المؤتمر الوطني ؛ ترغب من خلال إختيار شخصية مثيرة للجدل مثل "ندى القلعة" ... ترغب هذه التيارات المعارضة للحوار في نزع الجدية والهيبة عن الحوار ..وأن تضفي عليه ملامح كاريكاتورية وتهكمية تخرجه عن الخط الجاد .. وبما يؤدي في نهاية المطاف إلى التقليل من جديته وجدوى قراراته..... والوصول في كل الأحوال إلى التقليل من هيبة رئيس الجمهورية . والإبقاء عليه رهنا بأيدي وإرادة التيار السياسي الإسلامي والأصولية العالمية.
إذن أتى إختيار ندى القلعة ليكشف إستدلالاً عن مدى حجم وطبيعة الهوة التي باتت تفصل بين الرئيس عمر البشير من جهة ؛ وبين جماعة الإخوان المسلمين داخل حزب المؤتمر الوطني وأماناته المتخصصة من جهة أخرى.
هناك إحتقانات ومعارك صامتة ، ومؤامرات تحاك يموج بها حزب المؤتمر الوطني ؛ برز رأس جبل جليدها عند إقصاء قيادات الحزب من الإخوان "الأبناء الشرعيين" ؛ على رأسهم علي عثمان طه ، وعلي نافع ، وعوض أبوالجاز.
ولا مناص هنا من التنويه بأن جذور هذه القيادات لا تزال قائمة حية تعبث تحت الأرض ... وأن مسلسل "إحراج" و "تعرية" الرئيس عمر البشير لا يزال مستمراً .....
لا بل وأرى أن الأمر لا يقف عند حدود الإحراج والتعرية .. بل إمتد إلى حد التوريط بما يؤدي إلى التخلص منه "سياسياً" ؛ بتقديمه لقمة سائغة في فم المحكمة الجنائية الدولية ....
ملابسات مشاركة الرئيس البشير في مؤتمر القمة الأفريقية في جوهانسبيرج . والمفاجآت القانونية والقرارات القضائية التي لاحقته هناك لم تكن إذن إلا وجه من وجوه هذه المؤامرات التي تحاك خلف ستار حديدي ، وتحت دياجير الظلام.... ثم ومحاولة إقناع الرئيس البشير بالسفر إلى نيويورك لإلقاء كلمة السودان في الجمعية العامة بدعوة من بانكي مون . لم تكن هي الأخرى قد نسجت من فراغ ... ولكن جاء إقتناع عمر البشير بعدم السفر حسرة في قلوب المتربصين به داخل حزبه.
وعلى ذات النسق من الخلافات الصامتة بين مجموعة البشير ومجموعة "الـكيزان" في حزب المؤتمر الوطني ؛ نشير هنا إلى عدم رضا الأصولية العالمية عن التقارب السوداني السعودي من جهة ؛ والتباعد السوداني الإيراني من جهة أخرى.
من العبث الظن بأن تيارات الإخوان المسلمين داخل السودان ؛ وإن كانت تعاني من التناثر والتبعثر اليوم بسبب التهافت على الثروة .. من العبث الظن أنها لا تصب في خانة ومصالح الأصولية العالمية التي ترى في نفسها تجمعاً فوق مصلحة الشعوب وسلامة الأوطان ...... ومن ثم فمن العبث أيضا الظن بأنها لا تجتمع كلها على "قلب رجل واحد" لجهة القناعة بأن الرئيس عمر البشير ومجموعته العسكرية في السلطة ليسوا بأعضاء ملتزمين في "الجماعـة" .... وأنهم لم يكونوا يوماً من أبنائها الشرعيين أو تلاميذها الراتبة منذ نعومة أظفارهم .... وأنهم بذلك ليسوا بأهل للثقة .... ومن الخير التعامل معهم دائما بالتوجس خيفة ، وخائنة الأعين ، والريبة والتقية ..... وأن يظل على رأس قناعاتهم التوقع بأنهم إن لم يتعشوا بالبشير ومجموعته . فأنه ومجموعته سيفطرون لامحالة يوماً بهم.
عمر البشير من جانبه أدرك حدساً بنحو أو بآخر وجود مؤامرات متسلسلة ضده .... وقد بدأ هذا الإحساس منذ تاريخ تلك المقاطعة الشعبية للإنتخابات العامة . خاصة وأن أمانات حزب المؤتمر الوطني كانت قد بشرته بأن لديهم 6 ملايين عضو مسجل منضوي تحت سقف الحزب .. ثم لتكشف إحصائيات أعداد الناخبين أن الذين شاركوا منهم لم يتعدى نسبة 12% ؛ يضاف إليهم 3% من غير أعضاء الحزب فأصبحت النسبة 15% . وإذا كانت أمانات حزب المؤتمر الوطني صادقة في بياناتها ؛ لكان المفترض أن تكون نسبة المشاركة في الإنتخابات الأخيرة 53% على أقل تقدير حتى في ظرف المقاطعة.
والشيء الجدير بالملاحظة أن عمر البشير قد أغضبه ذلك . ولكنه أسرها في نفسه . حتى إذا جاءت الأحداث المصاحبة للقمة الأفريقية في جنوب أفريقيا ؛ لم يعد قادراً على الصبر ؛ فانتقد على الملأ في خطاب مرتجل أداء حزبه... ووصف العضوية فيه بأنها غير صادقة وغير متماسكة ... وإنما تتهافت على حزبه بوصفه " حزب السلطة الحاكم" لا غير.
المتوقع إذن . وعلى ضوء المشاركة الهزلية لبعض الشخصيات التي أقحمتها أمانات حزب المؤتمر الوطني في لجان وفعاليات الحوار عنوة ... المتوقع أن يلتفت الرئيس البشير إلى ما يجري داخل حزبه هذه المرّة ، والمعالجة بحزم أكثر .......... وربما نرى قرارات لاحقة للبشير تضع الكوادر الإسلامية لهذا الحزب في الثلاجات ورفوف المخازن ..... وتفسح المجال لوجوه وقيادات عسكرية من الجيش مباشرة.
أحدث المقالات
- الهامش مأزوم!!!وحدة الهامش تعني تفكيك المركز !!1 بقلم ادم ابكر عيسي 10-10-15, 08:34 PM, ادم ابكر عيسي
- العرب والاجانب وبوادر اصطدام في اوربا .. بقلم شوقي بدرى 10-10-15, 08:32 PM, شوقي بدرى
- تطلعات وأماني لـ السودان و السوداني بقلم نورالدين مدني 10-10-15, 08:30 PM, نور الدين مدني
- عندما تكون الانتفاضة خيار ا بلا حسابات سياسية بقلم سميح خلف 10-10-15, 08:29 PM, سميح خلف
- المكيدة الإخوانية الجديدة بقلم الفاضل عباس محمد علي- الشارقة 10-10-15, 07:40 PM, الفاضل عباس محمد علي
- أنا متشائم.. جداً جداً! بقلم عثمان محمد حسن 10-10-15, 07:37 PM, عثمان محمد حسن
- نفي رئاسي يناقض نفي تنظيمي بقلم د. فايز أبو شمالة 10-10-15, 06:28 PM, فايز أبو شمالة
- موسكو ... حيث فشلت طهران بقلم الياس حرفوش 10-10-15, 06:25 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (1) انتفاضة القدس الثانية بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 10-10-15, 04:01 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- روح الضباب قصة قصيرة بقلم أحمد الخميسي 10-10-15, 03:59 PM, أحمد الخميسي
- الحوار كمال عمر.. لا نجاة لك اليوم بقلم البراق النذير الوراق 10-10-15, 03:56 PM, البراق النذير الوراق
- تهافُت المتهافتين من أجل السلطة فوق جماجم الشعب بقلم عاطف نواى 10-10-15, 03:54 PM, عاطف نواى
- جهاز الأمن يخطفني لمدة (5) ساعات،، ومسدسي ينقذني بقلم جمال السراج 10-10-15, 03:52 PM, جمال السراج
- الحوار الغلب شيخو بقلم حماد صالح 10-10-15, 03:49 PM, حماد صالح
- مواقف ومخاوف أبناء الهامش .. مشروعة ولكن .. بقلم عادل شالوكا 10-10-15, 02:24 PM, عادل شالوكا
- (غاء) غنم !! بقلم صلاح الدين عووضة 10-10-15, 02:20 PM, صلاح الدين عووضة
- آخر المطاف..اليوم الحاسم! بقلم عثمان ميرغني 10-10-15, 02:18 PM, عثمان ميرغني
- متى نستكمل الحوار المنقوص؟ بقلم الطيب مصطفى 10-10-15, 02:16 PM, الطيب مصطفى
- غرفة حامد ..!! بقلم الطاهر ساتي 10-10-15, 02:14 PM, الطاهر ساتي
- مستقبل الكيان الصهيوني إلى الزوال بقلم د. غازي حسين 10-10-15, 06:12 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- الحوار والحواريون الكذبة!! بقلم حيدراحمد خيرالله 10-10-15, 06:09 AM, حيدر احمد خيرالله
- الولايات المتحدة لا يمكنها التنصل من المسؤولية بقلم نقولا ناصر* 10-10-15, 06:07 AM, نقولا ناصر
- آخر نكتة (المؤتمر الوطني يحاور المؤتمر الوطني)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 10-10-15, 06:05 AM, فيصل الدابي المحامي
- ديموقراطية مصر الحديثة المزمعة تحرم الراقصة سما المصري وتحارب حزب النور السلفي وتشتطرت كشف النقاب لل 10-10-15, 00:20 AM, عثمان الوجيه
- مع قبايل العيد بقلم عبدالله علقم 10-10-15, 00:16 AM, عبدالله علقم
- كيفيه انجاح مؤتمر الحوار الوطني بقلم د. محمد الطيب 10-10-15, 00:15 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- البشير عمر المشير والوثبة من الشجرة إلى القلعة بقلم أكرم محمد زكي 10-10-15, 00:13 AM, اكرم محمد زكى
- خطيئة النظام الكبرى هذا الجيل المربوك عقائدياً بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف 10-09-15, 11:36 PM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف
- وإنتكس حوار السودانيين ولا عزاء ! بقلم د. على حمد إبراهيم 10-09-15, 11:33 PM, على حمد إبراهيم
- رعاية المواهب والمسؤولية التربوية بقلم نور الدين مدني 10-09-15, 11:31 PM, نور الدين مدني
- الانتخابات: الواقع ـ المسار ـ الآفاق.....6 بقلم محمد الحنفي 10-09-15, 11:29 PM, محمد الحنفي
- لقد أفسد عصام البشير الرئيس عمر البشير ! 2 بقلم عثمان الطاهر المجمر طه 10-09-15, 11:27 PM, عثمان الطاهر المجمر طه
|
|
|
|
|
|