|
أنا متشائم.. جداً جداً! بقلم عثمان محمد حسن
|
07:37 PM Oct, 10 2015 سودانيز اون لاين عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
كانت جلسة الحوار: ( جلسة ما منظور مثيلا!)
" متشائم جداً جداً جداً!" قلت له، و قد طلب مني أن أغير القناة السودانية التي تبث ما يدور من ( حوار) في قصر الصداقة.. بعد أن رآني في ضيق من ( الكلام المرسل) و الجعجعات الألم.. و أنا مريض سكر.. و السكر ليس مرضاً صديقاً كما يشاع.. و لم تكن جلسة ( الحوار) جلسة حوار يفضي إلى مخرجات تشفي علل السودان المستعصية على الحكومة و المعارضة معاً!
جُل المتحدثين يثنون على الرئيس البشير.. و على عبقريته في الجنوح نحو الحوار.. و وطنيته الصادقة.. و... و... و فلقاتٍ أخرى.. و ( كسير تلج) من الوزن الكبير زاد القاعة برداً و قشعريرة.. ما يشي بأن ثلاثة أشهر من المداولات و التحاور في ( بيزنطة) سوف يكون نتاجها:- " عملنا إجتماع و قررنا بالإجماع!).. أو كما قال الأديب الأستاذ/ هاشم صديق في مسرحية ( نبتة حبيبتي)-
يشكرون الرئيس على دعوته لهم إلى القاعة المكيفة جداً و السودان كلو حر.. و الكهربا مقطوعة.. و الناس إما أن تلجأ لاستخدام المناديل و الكراتين للتكييف.. أو تقع البحر! و يستمر الحر في الخارج و البرد في الداخل..
و في الداخل قليلون هم الذين خرجوا عن الخط الذي رسمه حزب المؤتمر الوطني و معه توأمه حزب المؤتمر الشعبي.. لكن ما قل و دل كان كلام البروفيسير/ كمال شداد.. الذي فاجأه رئيس الجلسة بدعوته إلى المنصة.. و بعد تردد تساءل الرئيس:- (هو في كمال شداد غيرك في القاعة دي؟) فتقدم البروفيسير.. و اختصر كلامه مطاباً أن يتم تشخيص العلة قبل البدء في أي حوار..
صحيح، ما في كمال شداد غير كمال شداد و الله العظيم!
لكني متشائم من الحوار المزعوم! فلا ومضات برق في سمائه تشي بهطول أمطار تروي حقولنا شديدة الجفاف.. و لا هزيم رعد يبشر بغيث يروي مواشينا المتهالكة و هي تشق طريقها من أقاصي الغرب إلى الخرطوم.. ..
فمن الجلسة الأولى و من جلسة خطابات الأحزاب الموالية نرى كُرة النظام تتعسف.. لم تخرج عن خط سيرها الذي بدأته منذ ليل إنقلاب الانقاذ البهيم.. نفس العقلية التي تنتج فكراً يسخر من عقول الآخرين.. و يستفرد بمعرفة ما هو خير للوطن.. و الكرة تتدحرج من أعلى، و في طريقها يتراكِم المزيد من الغبن و الأحقاد بما هو كفيل بحرق القرى و المدائن في كل السودان يوم تتحرك الشوارع و المآذن نحو القصر الجمهوري الجديد.. لاقتلاع اللات و العزى.. و جميع الأصنام الواقفة دون فعل مفيد..
تبت يدا أبي لهب! " متشائم أنا! لا أخفي عنك شيئاً"، قلت لإبُني.. البشير لا يريدها أن تمضي على خير.. مستقبلكم لن يكون كما كان ماضينا.. فكل شيئ يمضي على الدرب العكس.. و الحساب سوف يكون عسيراً على السودان بأجمعه..
أما تسمعهم يتحدثون عن نشر" العدالة الاجتماعية!" في سودان ما بعد الحوار.. مع أن العدالة الاجتماعية تقتضي عبور محطات لن يسرهم عبورها لها.. فما تحصلوا عليه دون حق منذ البدء سوف يكون مبتدأ عمل أول يوم من أيام العدالة الناجزة.. و من ثم البحث في كل ظلم ( جماعتهم) الذين لم يتركوا شيئاً صالحاً في عموم البلاد إلا و ألحقوا به ما ألحقوا من ظلم و إضرار تحت راية كذوبة أسموها: المشروع الحضاري..
في استكبار الطغاة الجاهلين يمشون على الأرض مغرورين بما نهبوا.. غير عابئين بمن قتلوا بالرصاص أو التعذيب أو الهجرة ( الجبرية) إلى بطون الأسماك في البحر الأبيض المتوسط أو من قذفوا بهم ( جبرية) إلى حواصل ( قلينقيتة ) الصقور في الصحراء الكبرى.. و ليس أسوأ منهم نظام غاشم مر بالسودان الحديث.. و لهم يوم.. لهم يوم!
و يتحدثون عن العدالة الاجتماعية الآن بعد أن ( كوَّشوا) على كل أسباب حصولها يوم أن صاروا هم عِلية المجتمع قادمين من حفر الفاقة و الاستجداء.. محتكرين كل مفاصل الثروة! وا سوداناه!
و قال أحد حمَلة السلاح القادمين مع الرئيس دبي:- " نحن مستعدون للتنازل عن مستحقاتنا في السلام من أجل السودان! السلام! و كلامه أكثر من واضح.. و سوف يأخذ مكانه الدستوري قريباً.. برجاء هبات و مكرمات صاحب الفخامة الامبراطور الأعظم البشير.. الذي يوزع الأدوار داخل الجلسة و خارجها حسب مقتضيات الحال..
لم يأت العريس إلى الحفل.. و غاب أهل العريس.. لكن ظل المطاميس في فرح و مرح و نفوس مستبشرة راغبة في عشاء يزلقها لهم أبو مروة ( عشا البايتات)
أنا متشائم جداً.. جداً! متشائم ليس من مخرجات الحوار المكشوفة سلفاً، و لكن من الغبينة المكتومة في البيوت و الشوارع بعيداً عن خواطر المتحاورين في قصر ( بيزنطة).. و نحن نرى المصائب تلاحق بعضها ( الحجل بالرجل)، فمن ارتفاع مستدام في الأسعار إلى سقوط فادح في عدم القدرة على صد غائلة الجوع و المرض.. إلى التفكك الأسري.. السقوط في اتخاذ ( قطع) من الجسد ( ابيرات) للبيع في مصر و الأردن..
و الأمل في إصلاح الحال يكاد يلامس المحال.. و الكلام لم يعد يجدي.. متشائم جداً.. جداً.. جداً.. و لم يبق لنا سوى الثورة و الاضراب السياسي.. و العصيان المدني.. و أيٍّ من ما من شأنه إسقاط هذا النظام المقيت.. هيا بنا يا شباب و يا شابات.. هيا بنا.. فذلك هو الأهم في هذه المرحلة من عمر السودان.. هيا بنا.. بلا تردد! أحدث المقالات
- موسكو ... حيث فشلت طهران بقلم الياس حرفوش 10-10-15, 06:25 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (1) انتفاضة القدس الثانية بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 10-10-15, 04:01 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- روح الضباب قصة قصيرة بقلم أحمد الخميسي 10-10-15, 03:59 PM, أحمد الخميسي
- الحوار كمال عمر.. لا نجاة لك اليوم بقلم البراق النذير الوراق 10-10-15, 03:56 PM, البراق النذير الوراق
- تهافُت المتهافتين من أجل السلطة فوق جماجم الشعب بقلم عاطف نواى 10-10-15, 03:54 PM, عاطف نواى
- جهاز الأمن يخطفني لمدة (5) ساعات،، ومسدسي ينقذني بقلم جمال السراج 10-10-15, 03:52 PM, جمال السراج
- الحوار الغلب شيخو بقلم حماد صالح 10-10-15, 03:49 PM, حماد صالح
- مواقف ومخاوف أبناء الهامش .. مشروعة ولكن .. بقلم عادل شالوكا 10-10-15, 02:24 PM, عادل شالوكا
- (غاء) غنم !! بقلم صلاح الدين عووضة 10-10-15, 02:20 PM, صلاح الدين عووضة
- آخر المطاف..اليوم الحاسم! بقلم عثمان ميرغني 10-10-15, 02:18 PM, عثمان ميرغني
- متى نستكمل الحوار المنقوص؟ بقلم الطيب مصطفى 10-10-15, 02:16 PM, الطيب مصطفى
- غرفة حامد ..!! بقلم الطاهر ساتي 10-10-15, 02:14 PM, الطاهر ساتي
- مستقبل الكيان الصهيوني إلى الزوال بقلم د. غازي حسين 10-10-15, 06:12 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- الحوار والحواريون الكذبة!! بقلم حيدراحمد خيرالله 10-10-15, 06:09 AM, حيدر احمد خيرالله
- الولايات المتحدة لا يمكنها التنصل من المسؤولية بقلم نقولا ناصر* 10-10-15, 06:07 AM, نقولا ناصر
- آخر نكتة (المؤتمر الوطني يحاور المؤتمر الوطني)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 10-10-15, 06:05 AM, فيصل الدابي المحامي
- ديموقراطية مصر الحديثة المزمعة تحرم الراقصة سما المصري وتحارب حزب النور السلفي وتشتطرت كشف النقاب لل 10-10-15, 00:20 AM, عثمان الوجيه
- مع قبايل العيد بقلم عبدالله علقم 10-10-15, 00:16 AM, عبدالله علقم
- كيفيه انجاح مؤتمر الحوار الوطني بقلم د. محمد الطيب 10-10-15, 00:15 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- البشير عمر المشير والوثبة من الشجرة إلى القلعة بقلم أكرم محمد زكي 10-10-15, 00:13 AM, اكرم محمد زكى
- خطيئة النظام الكبرى هذا الجيل المربوك عقائدياً بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف 10-09-15, 11:36 PM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف
- وإنتكس حوار السودانيين ولا عزاء ! بقلم د. على حمد إبراهيم 10-09-15, 11:33 PM, على حمد إبراهيم
- رعاية المواهب والمسؤولية التربوية بقلم نور الدين مدني 10-09-15, 11:31 PM, نور الدين مدني
- الانتخابات: الواقع ـ المسار ـ الآفاق.....6 بقلم محمد الحنفي 10-09-15, 11:29 PM, محمد الحنفي
- لقد أفسد عصام البشير الرئيس عمر البشير ! 2 بقلم عثمان الطاهر المجمر طه 10-09-15, 11:27 PM, عثمان الطاهر المجمر طه
|
|
|
|
|
|