|
(قائد ثاني)!!!.. أمجاد!! بقلم عثمان ميرغني
|
01:36 PM Oct, 01 2015 سودانيز اون لاين عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
حديث المدينة الخميس 1 أكتوبر 2015
كنت أقف في وداع أحد الأقرباء أمام صالة السفر في مطار الخرطوم.. تقدم مني شاب لا أعرفه.. وقال لي إنه مسافر للعمل في السعودية.. بعد ثلاث سنوات حسوماً قضاها بعد التخرج في كلية الهندسة.. متسكعاً بلا عمل. قلت له (تسافر وترجع بالسلامة) فانتفض كالملدوغ وقال لي بمنتهى الجدية مخلوطة ببعض عتاب (لا.. لا.. لا.. أريد أن أعود). جرب واسأل أي شاب تجده أمامك (عينة عشوائية كما يقول خبراء الإحصاء).. ما هو حلمك؟، أو أي شابة.. طبعاً لو تجاهلنا أي أحلام (مهجرية) مثل ذلك الشاب الذي كان من حظه أن يعثر على عقد عمل في السعودية.. فإن الأحلام لن تخرج عن الحصول على وظيفة.. عن طريق لجنة الاختيار أو بغيرها.. بواسطة أو بغيرها.. أي وظيفة بأي أجر. أو فرصة حظ في الصحارى؛ بحثاً عن الذهب مع الملايين الذين تركوا الزراعة وكل شيء وتناثروا في كل صحارى السودان حتى اقتحموا حدود دول مجاورة. ثم بعد فرصة العمل.. بيت صغير.. مثل (بيوت الصحفيين) في الوادي الأخضر أو الحارة (مية).. غرفة (مترين في مترين) ومطبخ (متر ونص في متر ونص).. بعد التقديم والقرعة والمقدم والتقسيط المهين. لو تمددت الأحلام قليلاً.. فلربما ركشة من باب الاستثمار الإضافي؛ لسد فجوة المرتب في مقابل المصروفات الحتمية اليومية. قبل عدة شهور تعطلت سيارتي فأوقفت سيارة أجرة (أمجاد).. لفت نظري من مظهر السائق وبعض كلماته التي نطق بها أنه- ربما- يمثل وجهاً آخر من الأزمة السودانية.. فسألته عن وظيفته الحقيقية.. والله العظيم ذهلت.. موظف حكومي في درجة رفيعة للغاية لكن أحيل إلى المعاش قبل عام واحد.. قال لي إنه يعمل على سيارة (أمجاد) من الصباح حتى الخامسة.. موعد عودة ابنه من الجامعة ليترك له السيارة بقية اليوم حتى المساء.. ثم قال لي (بغير ذلك لن أستطيع دفع مصروفات المعيشة ورسوم التعليم لأبنائي). أحلام هذا الموظف الرفيع.. الذي استثمرت فيه بلادي سنوات طويلة من الخبرة.. أن يجد ما (يستر) عرضه، وتعليم أولاده، من ظهر سيارة (أمجاد).. لا أكثر. والله العظيم لو كنا بلداً فقيراً بلا موارد لما استحق حالنا نصف دمعة.. لكننا بلد ثري من كل شيء.. حتى الموارد والأصول البشرية.. فنحن من علمنا كثيراً من الشعوب الأخرى، وأسسنا لدول كثيرة مؤسساتها التي تفاخر بها اليوم. أول شروط الخروج من هذا الحال.. أن نكسر أحلامنا البائسة الفقيرة.. ارفض- بملء فيك- أن تكون تلك أحلامك- مهما كنت- عمراً أو خبرة أو تأهيلاً- أكبر بأحلامك ليكبر وطنك بك. كل ذلك يأتي تحت بند (كرامة الإنسان السوداني).. من هنا نبدأ استرداد كرامتنا.. بأن نكبر بأحلامنا، ونصرُّ عليها.. فالإنسان لما حلم بالطيران تحقق حلمه- ولو بعد حين.. نحن لسنا شعباً فقيراً.. إلا أن هناك من له مصلحة في إقناعنا بذلك.
أحدث المقالات
- أسرة عمر البشير من أكبر ناهبى الاراضى! بقلم عثمان محمد حسن 09-30-15, 06:03 PM, عثمان محمد حسن
- فوز المريخ والهلال . . هزيمة لنظام والي . . وكاردينال بقلم أكرم محمد زكي 09-30-15, 06:01 PM, اكرم محمد زكى
- قالوا الصبر كتل الورل بقلم الحاج خليفة جودة 09-30-15, 05:47 PM, الحاج خليفة جودة
- قراءة منحازة لنتائج استطلاع الرأي بقلم د. فايز أبو شمالة 09-30-15, 05:44 PM, فايز أبو شمالة
- حقوق الإنسان وحريّة الصحافة والتعبير فى خطر ! بقلم فيصل الباقر 09-30-15, 02:52 PM, فيصل الباقر
- وطاف الطوفان بقلم عمر الشريف 09-30-15, 02:49 PM, عمر الشريف
- الهلال ما زال منافساً يا صبحي بقلم كمال الهِدي 09-30-15, 02:46 PM, كمال الهدي
- شكراً لوزير العدل إنها خطوة !! بقلم حيدر احمد خيرالله 09-30-15, 02:45 PM, حيدر احمد خيرالله
- مَنِ الَّذي اسْتأجَرَ القنَّاصَة وأَوْمَأَ للضَّحَايا ؟! بقلم عمر الدقير 09-30-15, 02:44 PM, عمر الدقير
- الجبهة الوطنية العريضة تشارك فى مظاهرات جنيف وتلقتى وفد السعودية لمناقشة قضية وليد الحسين 09-30-15, 02:32 PM, الجبهة الوطنية العريضة
- انتخابات مبكرة.. بقلم عثمان ميرغني 09-30-15, 01:59 PM, عثمان ميرغني
- ليلة الخسوف !! بقلم صلاح الدين عووضة 09-30-15, 01:56 PM, صلاح الدين عووضة
- هل الخضر كبش فداء؟ بقلم عبد الباقى الظافر 09-30-15, 01:54 PM, عبدالباقي الظافر
- ديل أهلي (3) بقلم الطيب مصطفى 09-30-15, 01:52 PM, الطيب مصطفى
- صناع الهزائم ..!! بقلم الطاهر ساتي 09-30-15, 01:50 PM, الطاهر ساتي
- حلم رابين في غزة يتحقق بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 09-30-15, 02:42 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- سقراط في الفصول الدراسية وقاعة الجامعة* بقلم الدكتور يوسف بن مئير 09-30-15, 02:41 AM, يوسف بن مئيــر
- الاستعانة بغير الله مذله بقلم عبد الحكيم المغربي 09-29-15, 11:29 PM, عبد الحكيم المغربي
- الرياضه ،الرياضه للاخ تاج السر و الاخرين بقلم شوقي بدرى 09-29-15, 11:27 PM, شوقي بدرى
- تظاهرة سودانية ثقافية رياضية في سدني بقلم نورالدين مدني 09-29-15, 11:25 PM, نور الدين مدني
|
|
|
|
|
|