|
ضحايا الجمارك في مطار الخرطوم !! بقلم احمد دهب
|
05:16 PM Sep, 22 2015 سودانيز اون لاين أحمد دهب- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
لا غرو ان الموقف البطولي لضباط (الجمارك)في مطار الخرطوم والذين طالبوا بتفتيش حقيبة زوجة وزير الدولة بالمالية والتي كانت تهم بالسفر الى دولةقطر يؤكد ان بلادنا ورغم جبروت بعض المسؤلين الذين قذف بهم الزمن لتحريك دولاب الحياة ..ورغم الفضاء الملبد بغيوم الخوف والذعر والهلع ما زالت حبلى برجال افذاذ لا يهابون ولا يخشون احدا في سبيل ارساء قواعد الحق والفضيلة وعدالة القانون !! هؤلاء الاشاوش من رجال الشرطة الذين القموا الوزير حجرا في فمه واختاروا المكوث في دهاليز السجون بدلا من التراخي والتماشي مع الاوامر الجائرة هم احفاد اولئك الابطال الذين امتطوا صهوة جواد النصر ممتشقين سيوفهم البتارة وتحدوا بها جحافل الطغاة في كرري ..وهم ايضا احفاد اولئك الذين ازهقوا روح الطاغية الجبار (كتشنر)وهو يعتلي بقامته المديدة سلالم القصر الجمهوري ..واشاعواالنور في ارجاء البلاد ..فكانت تلك المصابيح المنيرة هي التي اضاءت صفحات التاريخ بعد اعوام كثيرة حينما بزغ فجر اكتوبر لان الاحفاد اقتفوا اثر الاجداد في دروب النضال !! في هذه اللحظات التي تشع بألق الصباح لابد ان نحتفي بهؤلاء الافذاذ من رجال الشرطة .. وندعوا(اليراع)ان تسارع في تدوين اسمائهما على صفحات التاريخ بأحرف مطرزة بلون الذهب ..ولابد ايضا ان يكون الردع قاسيا لهذا الوزير الذي تقلد هذا المنصب في غفلة من الزمن .. واراد ان يفرض هيبته المزعومة متخطيا كل دروب القوانين المرعية في مثل هذه الظروف وكأن هذه البلاد مزرعة تقع في دائرة حقول اجداده .. ولابد ان يكون السجن مصيره بعد اقالته من منصبه حتى يرى انداده من الطغاة ويتأكدوا بأن الشعب السوداني مازال يسل سيفه البتار !ّ! هذه القضية المثيرة للجدل والتي ما فتأت تتداولها الوسائط الالكترونية لها رديفاتها من القضايا التي ضج بها هذا المكان .. وكان هناك الكثيرون من الضحايا في هذا الصدد .. وعلى سبيل المثال فقد شهد المطار قبل اكثر من اربعين عاما من الزمن قضية مماثلة اثارت من حولها الكثير من علامات التعجب وراح ضحيتها مسؤول كبير لقى حتفه على ايدي رجال الامن .. وكان هذا الرجل يجابه تلك الظروف العصيبة بمفرده في وقت كان فيه (الاعلام) لا يملك اي نوع من انواع التأثير في حياة المواطنين ..بل كان يعتبر بوقا من ابواق النظام .. ويعزف على اوتاره .. الرجل الذي راح منحورابحكم موقفه البطولي كان يدعى محيي الدين محمد صابر تقلد في ذلك الزمان منصب نائب المدير العام لمصلحة الجمارك وكان ذلك في عام 1974 من القرن الماضي .. وارجوا الا يتبادر في الاذهان بأنه ذلك الرجل الذي قذفت به احدى الجامعات المصرية ليعيث فسادا في السودان وبالذات في مجال التعليم حيث اوغر في جسم التعليم جرحا لم يندمل حتى الان .. بل فأن الرجل الذي نقصده هومن مواليد قرية (ارقين) التي كانت ترقد في الماضي على ضفاف النيل بمنطقة وادي حلفا التي غمرتها مياه السد العالي كان (محيي الدين) يؤدي مهامه الوظيفية في ذلك الصباح حينما هبطت في مطار الخرطوم الدولي احدى طائرات (سودانير) القادمة من مدينة جدة السعودية ..وكان في جوف هذه (الطائرة) نفر من ضباط القوات المسلحة العائدين بعد اداء مناسك العمره وفي معيتهم كميات من (المقتنيات) ذات الاثمان الغالية والتي تخضع في العاده لاجراءات جمركية وضريبية ..الا ان هؤلاء الضباط اثروا الخروج بها دون اجراء اي عمليات تخضع تحت طائلة القانون .. بل زعموا ان ملكيتها تعود للرئيس القائد (نميري) وما كان من محيي الدين الا ان تفوه بعظمة لسانه ان القانون في مثل هذه الحالات لا يعرف رئيسا اوخفيرا .. احد الضباط راح سريعا واتصل بالرئيس القائد هاتفيا وهمس في اذنه ان هناك مسؤولا في المطار رفض الانصياع لكل الاوامر .. وابى ان يطلق سراح الامتعة التي جاؤوا بها من السعودية بل تمادى هذا المسؤول الذي ينتمي لقبيلة اليسار في القاء النعوت اثر النعوت على الرئيس وعلى نظامه الممجوج ..ولم يمضي وقتا طويلا الا وكان (محيي الدين) يقضي وقته في حجرة مظلمة ثم اقتيد به لساحات القضاء التي اجلت الجلسة لمدة اسبوع كامل واطلق سراحه بكفالة شخصية .. ولكنه توقف عن العمل ريثما يتم البت في القضية !! درج محيي الدين في تلك الايام التي اصبح فيها عاطلا عن العمل ان يقود سيارته في كل صباح متجها صوب الفندق الكبير ليحتسي كوبا من القهوة .. وفي احد الايام اوقف سيارته على شاطئ النيل واراد ان يعبر الشارع المؤدي للفندق وبطريقة فجائية للغاية جاءت سيارة مسرعة وقذفت به بعيدا فتهشمت اجزاء كثيرة من بدنه فنقل على الفور لاحد المستشفيات .. وما لبثث ان حلقت روحه الى بارئه في اليوم الثاني من قبوعه في حجرة المستشفى .. وبالطبع لم يعثروا على (الجاني) مما جعل ملف القضية يقبع في اضابير المحكمة ضد مجهول حتى يومنا هذا .. واصبح محيي الدين منذ ذلك اليوم من ضحايا الجمارك بمطار الخرطوم الدولي .
ج:0501594307 أحدث المقالات
- من يعلم تحت المجهر بقلم محمد النظيف 09-22-15, 03:48 PM, محمد النظيف
- أرفض.. وتمرد على واقعك..!! بقلم عثمان ميرغني 09-22-15, 03:46 PM, عثمان ميرغني
- إحترس .. أمامك كاميرا بقلم عبد الباقى الظافر 09-22-15, 03:43 PM, عبدالباقي الظافر
- آثار الفطام ..!! بقلم الطاهر ساتي 09-22-15, 03:41 PM, الطاهر ساتي
- انتهاك الدرجات العلمية : البيئة نموذجاً!! بقلم حيدر احمد خيرالله 09-22-15, 07:08 AM, حيدر احمد خيرالله
- رسالة مفتوحة إلى سمو الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين.. !! قريمانيات .. بقلم .. الط 09-22-15, 04:23 AM, الطيب رحمه قريمان
- مش ديل؟! ما بخافوا الله و لا مدير الضرايب! بقلم عثمان محمد حسن 09-22-15, 02:24 AM, عثمان محمد حسن
- كتاب جدران تونس رجْعُ صدى الثورة في إيطاليا بقلم عزالدين عناية∗ 09-22-15, 02:19 AM, عزالدين عناية
- الأضحية.. واحد كيلو فقط ... !! قريمانيات .. بقلم .. الطيب رحمه قريمان .. بريطانيا... !! 09-22-15, 02:14 AM, الطيب رحمه قريمان
- الثوره المصريه القادمه بقلم عبد الحكيم المغربي 09-21-15, 11:47 PM, عبد الحكيم المغربي
- رداً علي مايسمي بالأغلبية الصامتة الجاك محمود أحمد يكتب: الثورة مستمرة والسادن يطلع برة!! (1-10) 09-21-15, 11:45 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- هذا الدماغ ليس للإستعباد! بقلم هاشم كرار 09-21-15, 11:43 PM, هاشم كرار
- برانويا الاغلبية الصامتة ما بين كلاب بافلوف والشخصية السايكوباتية (2-20) بقلم أحمد زكريا إسماعيل 09-21-15, 11:41 PM, أحمد زكريا إسماعيل
- قيادة النار تثأر للجرف الصامد بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 09-21-15, 11:40 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- أداء و كفاءة محطات توليد الكهرباء (3) بقلم د. عمر بادي 09-21-15, 10:55 PM, د. عمر بادي
- مع الأطباء و دور الصحة بقلم عمر عثمان-Omer Gibreal 09-21-15, 10:51 PM, عمر عثمان-Omer Gibreal
- الإعتقال الإداري وواجب إسرائيل الأخلاقي الحتمي* 09-21-15, 10:50 PM, ألون بن مئير
- بيت لحم مهد المسيح ومهد الانتفاضة بقلم د. فايز أبو شمالة 09-21-15, 10:47 PM, فايز أبو شمالة
- عيد الترابط الأسري والتكافل المجتمعي بقلم نورالدين مدني 09-21-15, 10:46 PM, نور الدين مدني
- نداء عاجل لعلماء الامه بقلم عبد الحكيم المغربي 09-21-15, 10:45 PM, عبد الحكيم المغربي
جندية سابقة فى الجيش الشعبى لتحرير السودان فى احتفال فى ولاية اريزونا الامريكية 09-22-15, 05:01 PM, صور سودانيزاونلاينSudanese from Washington DC meets with US Special Envoy-photo 09-22-15, 04:57 PM, SudaneseOnline Imagesمعاوية حامد شداد استاذ الفلك بجامعة الخرطوم 09-22-15, 04:47 PM, صور سودانيزاونلاينخالد حسن عباس و بابكر النور 09-22-15, 04:43 PM, SudaneseOnline Imagesبابكر عثمان حمد شهيد من شهداء الثورة السودانية فى انتفاضة سبتمبر 09-22-15, 04:37 PM, صور سودانيزاونلاينSudanese Women Learning 09-21-15, 11:17 PM, SudaneseOnline ImagesSudanese at Isreal 09-21-15, 11:14 PM, صور سودانيزاونلاينصورة لرئيس اتحاد الطلاب السودانيين فى عهد نميرى خالد حسن ابراهيم المعروف بخالد جردل 09-21-15, 11:08 PM, SudaneseOnline ImagesSouth Sudan President Salva Kiir Maart with Bona Malwal 09-21-15, 11:05 PM, صور سودانيزاونلاين
|
|
|
|
|
|