|
سيادة السودان (ثمناً) لأخطاء البشير..! بقلم د. فيصل عوض حسن
|
08:25 PM Sep, 19 2015 سودانيز اون لاين د. فيصل عوض حسن-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
دار جدلٌ واسع بين السودانيين خلال الفترة الماضية، مصحوباً بحسرة على الهوان الذي جعلنا (مَطمعاً) للآخرين، مُستشهدين ببعض قصصنا التاريخية، كرَدَّة فعل الجيش السوداني (حينما كان هناك رجال حقيقيون) تجاه عصابات الـ(شفتة) الأثيوبية المدعومة بعناصر جيشهم على المناطق الحدودية للسودان آنذاك، وما نُقِلَ عن الرئيس الراحل نميري وتحذيراته الحاسمة جداً للرئيس منقستو حينما هَدَّد بإغراق مدينة كسلا. وسبب هذا الجدل ما أورَدَته صُحُف الخُرطوم، حول إقرار والي القضارف بسيطرة أثيوبيا على مليون فدان من أراضي الفشقة وعزلها تماماً عن السودان، بخلاف (تمتُّع) أثيوبيا بأراضي بني شنقول الغنية بالموارد الطبيعية والمعادن، والتي تمَّ استقطاعها من السودان وضمها لأثيوبيا شريطة ألا تقوم بتنفيذ أي مشروعات مائية على النيل الأزرق، وهو ما لم تلتزم به أثيوبيا بإصرارها على قيام سد النهضة في جُزء من هذه الأراضي، فضلاً عن تعديات عصابات الشفتة وتهديداتهم المُستمرَّة للمُواطنين السودانيين، والتي بلغت أوجها بتحذيرهم بـ(حَرْقْ) مدينة القلابات! بغض النظر عن تفاصيل ذلك المواقف، فإنَّ البشير (شخصياً) هو سبب حالة الهوان التي نحياها الآن، كونه يستجيب لكل ما يُطلَبه العالم الخارجي دون نقاشٍ أو تفكير، واستعداده للتنازُل عن أي شيئ لينجو بنفسه تبعاً لابتزاز وتهديدات الغير، ومن ذلك الاحتلال الأثيوبي للفشقة و(مُوافقته) الكارثية على قيام سد النهضة، و(صَمْتِه) المُخزي على احتلال المصريين لحلايب وتوغُّلهم السافر من جهة وادي حلفا، و(مَنْعْ) الصيادين السودانيين من صيد الأسماك في بُحيرة النوبة السودانية وإتاحتها للمصريين فقط! وكلاهما – أي مصر وأثيوبيا – استغلَّ خطأ البشير و(تورُّطه) هو وعصابته في مُحاولة اغتيال حُسني مُبارك بأديس أبابا عام 1995، وبدأوا في ابتزازه بهذا الأمر وهكذا انفتحت شهية الدولتين لالتهام السودان، وأضحى (مُباحاً) لأطماعهما المُتزايدة باضطراد، بخلاف المُخطط الإسلاموي الخبيث المُسمَّى (مُثلَّث حمدي) ومُتضمَّناته! الأخطر في موضوع احتلال الغير لأراضي السودان، يتمثَّل في أنَّ صانعي هذا الاحتلال هم من يحكمون البلاد الآن (البشير ومن معه)! فبجانب استجابتهم لابتزاز العالم الخارجي، على نحو النموذجين المصري والأثيوبي، نجدهم يرهنون أراضي الدولة مُقابل قروض ضخمة بمُعدَّلات فائدة عالية جداً، وبذلك يُصبح الضرر (مُركَّباً)! حيث يبقى عبء سداده على البلد مع (فُقدان) السودان لأصوله الثابتة، مُمثَّلة في الأراضي المرهونة مُقابل تلك القروض! ومن ذلك على سبيل المثال، إنشاءات البترول التي (لم) يستفد منها السودان، بمُقارنة جُملة القروض بالعوائد المُتحصَّل عليها وطريقة السداد ومقدار الأقساط! وهناك مشروعات كسد مروي وستيت، بجانب مصفى الذهب التي لم نعرف حتَّى الآن كم سَدَّدوا من أقساط القرض الذي أُنشِئَتْ به، ناهيك مُساهمة المصفى في الدخل القومي! وتزداد الـ(دَهْشَة) والـ(حَسْرَة) بالوقوف على تصريح وزير مالية الخرطوم، الذي لا يرى (غضاضة) في (رَهْنْ) أراضي الدولة، لأنها (تُسهم) في تحريك الاقتصاد (دون توضيح هذه المُساهمة)! مع نوع من اللف والدوران، حينما أكَّد (التزام) وزارته بتسديد (فروقات رواتب العاملين) باعتبارها خط أحمر! إذ لا علاقة بين رَهْنْ أراضي الدولة، والتخلُّص من أصولها الثابتة التي ترتفع قيمتها السوقية باضطراد، وبين مُرتبات العاملين سوى اللعب بالألفاظ، وإتاحة الفرصة للإعلام المأجور ليُكمل مشاهد العبث المعلومة! الآن يُكرر البشير وعصابته ذات السيناريو عقب عودته من الصين، فالضجيج يعلو حول الاتفاقيات التي (يدَّعون) توقيعها هناك، وبلغت قمَّة الـ(وَهَمْ) بأنَّ من ضمنها التعاوُن في مجال الفضاء، بينما يشتري السودانيون الأُضحية بالأقساط، وبلدهم من أكبر الدول إنتاجاً للثروة الحيوانية! على أنَّ الأخطر في الأمر هو إدخال مناطق جديدة من السودان، مما يعني (عملياً) أنَّها أصبحت (مرهونة) أو في طريقها للـ(رَهْنْ)! ومن ذلك على سبيل المثال، مشروع خط جديد للسكة حديد الرابط – حسب زعمهم – بين كلٍ من (هيا، كسلا، القضارف، سنَّار والدمازين)، ومشروعات استكشاف الغاز والنفط بالبحر الأحمر و(سنَّار) وغرب كردفان. ومثار شكوكي – ورُبَّما آخرين غيري – هو (حَوَامَة) البشير وعصابته منذ فترة حول سنَّار والنيل الأزرق والشرق، واستهدافهم لها بتكتيكاتهم الخبيثة للتخلُّص منها أو المُتاجرة بها، سواء بالـ(رَهْنْ) أو الـ(بيع) الذي لا يرون فيه (غضاضة)! حيث ضايق المُتأسلمون مُواطنيها بالرسوم والضرائب أو استقطاع الأراضي للمصلحة العامَّة، ثمَّ وعقب اصطدامهم بثبات المُواطنين قاموا بعرضها على المصريين (المُحتلين) ليزرعوها! وبذات الـ(انحطاط) يُشيعون الآن بأنَّهم اتفقوا على (فُرص) استثمارية بذات المناطق (سنَّار والنيل الأزرق وكسلا)، وهو نفس تكتيك التخلُّص من مناطق سابقة لم يَجْنِ أهلها سوى الحَسْرَة، كأراضي المناصير وكجبار وأم دوم وأراضي بري التي أقاموا فيها الفلل الرئاسية عبر قوانين تمَّ تفصيلها لهذا الغرض وباعوها لاحقاً. بخلاف ضياع كلٍ من الخطوط الجوية السودانية، وحديقة الحيوانات والفندق الكبير وبنك الخرطوم والبنك العقاري ومُؤسَّسة الأسواق الحُرَّة وفندق قصر الصداقة، وغابة السنط والنقل النهري وبيوت السكة حديد، فضلاً عن بيع وتصفية العديد من الشركات الحكومية الكُبرى والمشروعات والمحالج والقائمة تطول! ثمَّة الكثير من المُبررات الموضوعية لعدم تصديق البشير وعصابته، فتجربتنا معهم مريرة، وفَقَدْنا فيها أجزاءً واسعة من البلاد أشرنا لبعضها أعلاه، والعاقل يتساءل عن المُقابل الذي قدَّمه البشير للصين لتُوافق على تنفيذ مشروعات بتلك الضخامة كخط سكة حديد بطول 1000 كيلو متر، يتم تشغيله (إلكترونياً) باستخدام الـ(ألياف) الـ(ضوئية) في محطات يبلغ عددها 26 محطة مع ثلاث ورش للصيانة! ولا تعتقدوا إطلاقاً أنَّها (صداقة) وعلاقة (استراتيجية) وغيرها من الأكاذيب المُعْلَنَة، فالعالم الآن يستند للمصالح المُشتركة، ومُثقلٌ بالهموم والأزمات الاقتصادية ومن الصعوبة بمكان، إنْ لم نقل استحالة، الدخول في أي مُغامرات مالية ضخمة، سواء ثنائياً أو إقليمياً أو دولياً، ما لم تكن هناك دراسات دقيقة وموضوعية عن الـ(مكاسب) الـ(مُجزية) وليس فقط الـ(عائدات)، ومن يعتقد غير هذا يُصبح (حالماً) و(واهماً)! الحقيقة الأليمة أنَّ البشير وعصابته يعملون على تدمير السودان بصورةٍ مُمنهجة ومدروسة تجعل من إصلاحه أشبه بالمُستحيل لمن يأتي بعدهم، ويتجلَّى هذا الفعل الإجرامي الخطير من واقع إغراقنا في ديونٍ خارجيةٍ كبيرة لا ندري كيف ومتى سيتم سدادها، تمَّ الحصول عليها باسم السودان لمشروعات وَهمية، مُقابل (رَهْنْ) أو بيع أراضي وأملاك الدولة وأصولها الثابتة، والـ(صَمْتْ) عن احتلال أراضينا التي دفع نفرٌ كريم روحه (ثمناً) لاستقلالها ليأتي البشير ويتخلَّى عنها (فداءً) لذاته الشيطانية و(تغطيةً) أخطائه الشخصية! وأصبحنا دولة مُسْتَعْمَرَة، فمُثلَّث حلايب وما حول حلفا أراضي (مصرية)، والفشقة وما حولها (أثيوبية)، والفلل الرئاسية (إماراتية)، وهكذا بالنسبة لأراضي النقل النهري والسكة حديد وغيرها أضحت تابعة لمن اشتراها، ويعتزم البشير الآن – إنْ لم يكن فعلها حقاً – التخلُّص من المناطق التي وردت في اتفاقاته المزعومة مع الصين ويحتفي بها إعلام السَجَم والرَمَاد، وهي تُحتِّم علينا جميعاً (بدلاً عن مُقاتلة بعضنا) التحرُّك بسرعة لإزالة واقتلاع هذه الجماعة المأفونة، وتضميد جراحات ما تبقَّى من البلد، فأكثر ما نخشاه ألا نجد سوداناً نتجادل ونصطرع بشأنه وحوله إذا بقي هؤلاء..!
أحدث المقالات
- تروبادور المغنى شعر نعيم حافظ 09-19-15, 08:23 PM, نعيم حافظ
- القبلية و العنصرية في تعيين الاساتذة و العاملين بجامعة الجنينة بقلم د. عمر يس 09-19-15, 07:07 PM, د. عمر يس
- فبركات (الأغلبية الصامتة) وتنفيذ أجندة (فرِّق .. تسُد) بقلم عاطف نواى 09-19-15, 07:04 PM, عاطف نواى
- أزمات السودان -2- بقلم محمد ناجي الأصم 09-19-15, 06:59 PM, محمد ناجي الأصم
- نكتة جديدة لنج (سوداني ينتحر بسبب نكتة بايخة)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-19-15, 06:53 PM, فيصل الدابي المحامي
- الدولة الفلسطينية وحكومة عموم فلسطين.. مراجعات بقلم سميح خلف 09-19-15, 06:52 PM, سميح خلف
- القنبلة والقرار بقلم د. فايز أبو شمالة 09-19-15, 06:50 PM, فايز أبو شمالة
- تغريدة (مظلوم ) على تويتر يمكن ان تغير العالم ؟!! بقلم ابوبكر القاضى 09-19-15, 06:00 PM, ابوبكر القاضى
- صورة الإسلام في الغرب...؟؟؟ بقلم خليل محمد سليمان 09-19-15, 05:56 PM, خليل محمد سليمان
- المبادئ الثابتة لنظام الحكم وتنظيم المجتمع : (1 ) بقلم عمر حيمري 09-19-15, 05:54 PM, عمر حيمري
- السودان: فرص مناهضة العودة مجدداً للبند الرابع بمجلس حقوق الانسان بقلم مهندس/ الفاضل سعيد سنهوري 09-19-15, 05:52 PM, الفاضل سعيد سنهوري
- بروف حميدة [رائع] ود. أحمد قاسم [فاشل] بقلم جمال السراج 09-19-15, 05:49 PM, جمال السراج
- قصة التلميذ أحمد السودانيّ الأمريكيّ.. قراءة مختلفة بقلم د. حسين حسن حسين 09-19-15, 04:36 PM, حسين حسن حسين
- لقاء غندور.. بقلم عثمان ميرغني 09-19-15, 04:30 PM, عثمان ميرغني
- في بيتنا أجنبي .!! بقلم عبد الباقى الظافر 09-19-15, 04:27 PM, عبدالباقي الظافر
- إستراتيجي (قال) !! بقلم صلاح الدين عووضة 09-19-15, 04:22 PM, صلاح الدين عووضة
- المسجد الأقصى في زمن الهوان ! بقلم الطيب مصطفى 09-19-15, 04:21 PM, الطيب مصطفى
- الاعتماد علي المجتمع الدولي وحده دافع لبقاء النظام بقلم صلاح شعيب 09-19-15, 07:08 AM, صلاح شعيب
- آخر نكتة (العودة النهائية للمغتربين السودانيين)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-19-15, 07:05 AM, فيصل الدابي المحامي
- هرجٌ ومرج فى " التحرير" حول التغيير المنشــــود بقلم فيصل عبد الرحمن السُحــــــيني 09-19-15, 07:04 AM, فيصل عبدالرحمن السحيني
- قامة المفوضية القومية لحقوق الإنسان :وقيامتنا!! بقلم حيدر احمد خيرالله 09-19-15, 07:01 AM, حيدر احمد خيرالله
- سوداني يرفض 500,000 ريال سعودي وسودانية تطالب بها! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-19-15, 07:00 AM, فيصل الدابي المحامي
- الأقصى يسلط الأضواء على دور المغرب بقلم بقلم نقولا ناصر* 09-19-15, 06:58 AM, نقولا ناصر
- إلى أين تقود الجبهة الثورية جماهيرها !!.. بقلم عبدالغني بريش فيوف 09-19-15, 06:56 AM, عبدالغني بريش فيوف
- الحوار النوبي النوبي ضرورة تقتضية المشهد السياسي لراهن3/3 بقلم صديق منصور الناير 09-19-15, 03:32 AM, صديق منصور الناير
- رسالة كندا حمى الإنتخابات الكندية !!! بقلم بدرالدين حسن علي 09-19-15, 03:28 AM, بدرالدين حسن علي
- لا مساومة فى القضايا المصيرية .. بقلم عادل شالوكا 09-19-15, 03:26 AM, عادل شالوكا
- هل يصبح أحمد محمد صانع الساعة ذو الأصول السودانية أول رئيس أمريكي مسلم؟؟ بقلم د/ محمد حسن فرج الله 09-19-15, 03:23 AM, محمد حسن فرج الله
- ضمانات أبوجا لعمر البشير تظـل وهمية بقلم مصعب المشرّف 09-19-15, 01:37 AM, مصعب المشـرّف
- السودان. حكومة ظالمة وفاسدة والشعب صابر والمستقبل مجهول, بقلم محمد نور عودو 09-19-15, 01:33 AM, محمد نور عودو
- عمر .. و العجوز اليهودى .. ؟؟ بقلم حمد مدنى 09-19-15, 01:31 AM, حمد مدنى
- المهدية السابقة والحالية بقلم الفاضل عباس محمد علي 09-19-15, 01:28 AM, الفاضل عباس محمد علي
- الحوار النوبى .. النوبى !!! خيار عقلى ومثالى وأستراتيجى بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين-لندن- 09-19-15, 01:26 AM, سليم عبد الرحمن دكين
- النوبيون يتحدون الصعاب بقلم أحمد دهب 09-19-15, 00:49 AM, أحمد دهب
- علي عثمان طه و نافع علي نافع و صلاح قوش بقلم جبريل حسن احمد 09-19-15, 00:46 AM, جبريل حسن احمد
- الحركات المسلحة بين الوعي وثقافة الاعتراض بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 09-19-15, 00:45 AM, زين العابدين صالح عبد الرحمن
- الهوية السودانية والتحديات التربوية في دول المهجر بقلم نورالدين مدني 09-19-15, 00:43 AM, نور الدين مدني
- الخروج من المأزق بقلم كمال الهِدي 09-19-15, 00:42 AM, كمال الهدي
|
|
|
|
|
|