|
حان الوقت لإزالة العقوبات الامريكية عن السودان بقلم ميعاد مبارك
|
04:20 PM Sep, 15 2015 سودانيز اون لاين مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
العلاقة مع الخرطوم – السودان – مثل ( الكلب الذي لم ينبح ) في حكاية السير ارثر كونان دويل ، هذا اعلان صغير يصف حال المصالح الامريكية في الخرطوم ، بعد ان حظرت واشنطن معظم الاعمال التجارية في السودان . كما اشرت في مقال سابق تم نشره في مجلة " فوربس" الحصار اصبح الاداة المفضلة لـ "واشنطن" بعد قطع العلاقات التجارية التي نادرا ما كان يتم الترويج لنهاية امريكية لها . لم يتم تحقيق شئ واضح في السودان فيما لا تزال الولايات المتحدة وحدها متمسكة بالعقوبات ، انه الوقت المناسب لواشنطن لرفع الحصار . ادارة كلنتون فرضت لأول مرة القيود على السودان في العام (1993) معتبرة اياه دولة راعية للأرهاب ، ادارة "بوش" فرضت المزيد من القيود بسبب ما اسمته الصراع العرقي . الحصار الامريكي لا لبس فيه ولكن المصالح الامريكية خاصة في الدول الاقل نموا مثل السودان مهمة ؛ في مطار الخرطوم تحدثت مع رجل اعمال مصري قال لي : ( ان الحصار امتص الحياة من الاقتصاد ) ، واشتكي مسئول في وزارة الاقتصاد السودانية قائلا : ( لقد وضع الحصار الكثير من العقبات في طريق عملية التنمية ) ، وفي بعض المناطق ارتفع معدل الفقر الي (50%) . من المفارقات المثيرة للسخرية ، ان المسيحيين الامريكيين كانوا من بين اكثر المؤيدين للقيود الاقتصادية ، فيما يقول فيلوساوث فرج ، من كنيسة الشهيدين القبطية بالخرطوم اوضح انهم يريدون الغاء كل العقوبات . من الواضح ان واشنطن كانت تريد تسبيب ضائقة اقتصادية للخرطوم ، ولكن لاي غرض ؟ مع بداية تسعينيات القرن الماضي ، كانت حكومة السودان تعبث مع جماعات اسلامية متشددة ، لكن هذه الممارسات انتهت مع احداث الحادي عشر من سبتمبر ، ففي نص اخر تقارير الادارة الامريكية عن العقوبات والارهاب ، ورد : خلال السنوات الاخيرة استمرت حكومة السودان في دعم عمليات مكافحة الارهاب لمواجهة التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة الامريكية الشكوى الرئيسية لواشنطن حاليا هي العلاقات بين السودان وكل من ايران وحماس ، لكن حكومة الخرطوم اليوم اقرب ما يكون لحلفاء امريكا في الشرق الاوسط – مصر ، المملكة العربية السعودية ، وبقية دول الخليج – في ليبيا دعمت حكومة السودان القوات المدعومة من الغرب ضد الاسلاميين . العقوبات الاقتصادية استخدمت ايضا للضغط على الحكومة بسبب مواقفها في الحرب العرقية طويلة الامد ، وتم التوصل الي اتفاق سلام في نهاية المطاف ، والذي ادي فيما بعد الى تشكيل حكومة الجنوب ، ( تتناقل الاخبار في هذه الايام اخبار الحرب الاهلية في دولة الجنوب الجديدة ) . كما نشب تمرد منفصل في غرب السودان ، حول دارفور ، ابتداء من عام (2003) ، مما عقد الاوضاع وادي الي توجيه الاتهامات للرئيس السوداني عمر البشير من قبل المحكمة الجنائية الدولية ، ولكن الصراع في دارفور هدا الان . لازالت هنالك بعض الحروب على طول الحدود الجنوبية للسودان ، خاصة محافظات النيل الازرق وجنوب كردفان ، شاملة منطقة جبال النوبة ، ربما تكون الاوضاع نكراء ، ولكن حجم القتال اقل ما يكون على ارض الواقع ، وتكاد مثل هذه الصراعات ان تكون عادية في دول العالم الثالث . ليس هنالك سبب واضح لمعاقبة السودان دون غيره من الدول التي تعاني من النزاعات . لماذا تستمر العقوبات على السودان ؟ تذمر احد رجال الاعمال السودانيين قائلا : ( قلتم العقوبات لتحرير جنوب السودان ، وقد فعلنا ذلك ، ما الذي يلزمنا فعله بعد لكي تلغوا العقوبات ؟ ) . هل هنالك اسباب اخرى للابقاء على العقوبات ؟ ربما تكون السياسة السودانية استبدادية ، ولكن لم تزعج واشنطن التي تدعم وتسلح بعض البلدان المجاورة ،والتي يمارس القمع فيها بصورة اكبر ، وصف السودان بـ الدولة التي تثير قلقا خاصا ، من قبل اللجنة الامريكة للحرية الدينية الدولية ، رغم ان مشاكل الاضطهاد موجودة بصورة اسوا في بعض حلفاء الولايات المتحدة مثل باكستان . الدول الاخرى ، التي لاتزال تحت العقوبات ، هي كوريا الشمالية وايران وذلك بسبب الانشطة النووية . لعل من المثير للسخرية ان العقوبات الامريكية صعبت مسالة الحوار حول الحريات الدينية والسياسية . من اكثر الاثار الضارة للعقوبات انها شجعت حكومة الخرطوم على البحث عن صداقات اخري ، وزير الدولة يحي حسن بابكر قال :(لقد بدانا باستيراد معظم معداتنا الثقيلة من الصين ) ، صار من المعتاد مشاهدة الصينين في الخرطوم ، بل ان المطاعم والفنادق هناك تعرض الاطباق الصينية ، ففي الشارع المقابل هنالك مطعم باندا الصيني ، الخرطوم تستحق النقد المستمر ، لكن العقوبات لم تعد تخدم المصالح الامريكية ، على واشنطن ان ترفع العقوبات الاقتصادية عن السودان .
أحدث المقالات
- امريكا ... عندما تحرز اهدافا في مرماها !! بقلم الهندي عزالدين 09-15-15, 02:47 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- حفرة المكفوفين.. يا والي الخرطوم..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 09-15-15, 02:46 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- لا لتسييس القضاء..! بقلم عبد الباقى الظافر 09-15-15, 02:43 PM, عبدالباقي الظافر
- نتائج بلا نتائج ..!! بقلم الطاهر ساتي 09-15-15, 02:41 PM, الطاهر ساتي
- الصحافة الورقية: حفل التأبين آتٍ لا ريب فيه بقلم صلاح شعيب 09-15-15, 06:49 AM, صلاح شعيب
- حق الطبيب في العمل والحياة كإنسان بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 09-15-15, 06:45 AM, سيد عبد القادر قنات
- قناة النيل الأزرق ،الظاهر والمستتر!!(1) بقلم حيدر احمد خيرالله 09-15-15, 06:43 AM, حيدر احمد خيرالله
- جيدن للمجرمين ... محن سودانية بقلم شوقي بدرى 09-15-15, 01:09 AM, شوقي بدرى
- السودانوية ودوامة الخلافات والنزاعات بقلم نورالدين مدني 09-14-15, 11:09 PM, نور الدين مدني
- الأزمات في مصر نتاج مصادرة السياسة والتساكن مع الفساد بقلم مصطفى اللباد - مصر 09-14-15, 11:06 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- لا كهرباء ولا ماء يا غزة بقلم د. فايز أبو شمالة 09-14-15, 11:04 PM, فايز أبو شمالة
- حزب الشذوذ الفكري بقلم ماهر إبراهيم جعوان 09-14-15, 11:02 PM, ماهر إبراهيم جعوان
|
|
|
|
|
|