|
اتصال من بلاد بعيدة!! بقلم عثمان ميرغني
|
03:49 PM Sep, 07 2015 سودانيز اون لاين عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
حديث المدينة الإثنين 7 سبتمبر 2015
اتصل بي ظهر أمس سوداني يقيم ويعمل في دولة من أقاصي الدنيا.. قال لي إنه يتقاضى مرتباً شهرياً (18) ألف دولار أمريكي.. ويتمتع بمنزل جميل في حي جميل وأولاده في أفضل المدارس يتلقون أفضل تعليم.. ومع هذا (لا يحس بطعم الحياة).. والعبارة الأخيرة هذه نقلتها حرفياً من لسانه.. قال لي إنه يعيش بكل وجدانه هنا في السودان.. ويعتصر قلبه الألم على الحال.. ولا يعرف ماذا يفعل ليساعد وطنه وبني وطنه.. هذا الرجل لا يعرفني شخصياً ولم يسبق لي مقابلته.. وبالتأكيد بذل جهداً للحصول على رقم هاتفي الخاص.. ثم بذل مالاً مقدراً ليتحدث معي لأكثر من (20) دقيقة.. أحسست خلالها أن كل حرف ينطق به قادم من صميم وأعماق فؤاده.. وليس وحده فطائفة كبيرة من السودانيين العاملين في المهجر في كل بلاد الدنيا يشاركونه ذات الإحساس.. يتمتعون برغد العيش لكنهم يتقلبون في جمر البُعاد عن الوطن.. وجمر الإحساس بجمر الوطن.. ويمزق قلوب السودانيين المغتربين أكثر أنهم يرون أمام أعينهم أجيالهم اللاحقة من أبنائهم وهم ينبتون في تربة غير تربتهم ويترعرعون فيها.. دون أن يمد الوطن لهم ذراعه ليحتضنهم ويعلموهم حبه.. بكل يقين سينشأ جيل من أصلابنا لكنه لا يعرف عن السودان إلا اسمه.. والله العظيم آلمتني كلما هذا السوداني النبيل عبر البحار.. أحسست فيها أن المغتربين رغم بعدهم إلا أنهم يتابعون أخبار وطنهم بقلوب منفطرة أكثر منا نحن هنا.. ويزيد من الوجع في صدورهم كونهم لا يرون في آخر النفق بصيص ضياء.. هل تصدقوا أن هذا السوداني الأصيل أطلع على ما كتبته هنا في (حديث المدينة) دعوة لتأسيس حزب جديد.. فكان ذلك فقط دافعه بكل ما يتطلبه الاتصال هاتفياً من رهق ووقت. وليس وحده.. تلقيت اتصالاً من عاصمة أوروبية.. في حوالي الثالثة فجراً.. عز الليل.. قال لي (أدرك أن الوقت متأخر.. وربما أنت نائم.. لكني مُصر على أن أحدثك الآن لأني للتو قرأت ما كتبته.. وأعلن من هنا دعمي المالي والمعنوي للحزب الجديد).. هذه عينة من عشرات الاتصالات والرسائل التي تلقيتها.. تكشف إلى أي مدى ثغرة (الحزب الغائب).. إحساس وطني كبير عند كل السودانيين أنهم يفتقدون (الحزب الجامع) الذي يجمع السودانيين كلهم بلا بطاقة فكرية أو مذهبية أو عرقية أو فئوية أو أي واحد من البنود الكثيرة التي أعطبت حياتنا السياسية.. هذا السيل العرم من التجاوب يفرض علينا الإسراع أكثر لاجتياز المراحل التمهيدية الحتمية.. وأنا واثق بإذن الله أن الطريق وعر لكنه ليس مستحيلاً.. طالما توفرت (الفكرة الذكية) التي ينبني عليها الحزب.. من الحكمة أن نؤمن أننا قادرون على العبور.. والنصر.. أن نثق في الله أولاً.. وفي أنفسنا ثانياً.. altayar.sd/play.php؟catsmktba=8825 أحدث المقالات
- حبوب منع الكلام..!! بقلم عبدالباقي الظافر 09-07-15, 03:43 PM, عبدالباقي الظافر
- (تاااني) يا عثمان؟! بقلم صلاح الدين عووضة 09-07-15, 03:41 PM, صلاح الدين عووضة
- أحلام الفتى الطائر! 1-3 بقلم الطيب مصطفى 09-07-15, 03:39 PM, الطيب مصطفى
- مواقع العمل ..!! بقلم الطاهر ساتي 09-07-15, 03:37 PM, الطاهر ساتي
- تقرير أداء وزارة الصحة.. مخجل!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 09-07-15, 08:30 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- ما بين شركات الإتصالات والحكومه فى السودان ... المواطن المسكين مهبط عصا ... بقلم ياسر قطيه 09-07-15, 08:27 AM, ياسر قطيه
- حقيقة الجنجويد (قوات الدعم السريع ) بقلم فيصل عبد الرحمن السُحـــــيني 09-07-15, 08:24 AM, فيصل عبد الرحمن السُحـيني
- سقاية شجرة التسامح السياسي!! بقلم حيدر احمد خيرالله 09-07-15, 08:22 AM, حيدر احمد خيرالله
- أنتم الباقُون فِينا يا شهداء (سبتمبر) الأبرار..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 09-07-15, 01:07 AM, عبد الوهاب الأنصاري
- شوقي بدري: ضغينة مرتجلة على العرب المسلمين بقلم عبد الله علي إبراهيم 09-07-15, 00:55 AM, عبدالله علي إبراهيم
- لا تحتمل التبريرات والعجز الإداري بقلم نورالدين مدني 09-07-15, 00:52 AM, نور الدين مدني
- الصبر على المبادئ ....هذا قولي !!! بقلم الكمالي كمال إنديانا 09-07-15, 00:51 AM, الكمالي كمال
- طريق المعرفة والحرية: حول السيرة الذاتية لحيدر إبراهيم علي بقلم محمد محمود 09-07-15, 00:47 AM, محمد محمود
- لأول مرة: سيدة سودانية تتولى تدريب فريق كرة قدم رجالي!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-07-15, 00:07 AM, فيصل الدابي المحامي
- العنصرية والأنانية هما أسُ الدَاء (5) بقلم عبد العزيز سام 09-07-15, 00:05 AM, عبد العزيز عثمان سام
- التخصصات الطبية إلي أين ؟؟ بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 09-07-15, 00:03 AM, سيد عبد القادر قنات
- نحو تطوير منهج البحث العلمي القانوني بقلم د.أمل الكردفاني 09-07-15, 00:01 AM, أمل الكردفاني
- السيدة ميركل ....هنا غزة بقلم سميح خلف 09-06-15, 11:58 PM, سميح خلف
- الأخ الصحفي وليد الحسين . . بقلم آكرم محمد زكي 09-06-15, 11:55 PM, اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|