|
كيف صفعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركيل الصادق المهدي ؟ بقلم ثروت قاسم
|
04:10 PM Sep, 02 2015 سودانيز اون لاين ثروت قاسم- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
Facebook.com/tharwat.gasim mailto:[email protected]@gmail.com
في يوم الأحد 30 أغسطس 2015 ، صرحت المستشارة الألمانية انغيلا ميركيل ، قائلة : ( سنخبر أطفالنا ان اللاجئين السوريين هربوا من بلادهم ، وكانت مكة أقرب اليهم ، وسنخبرهم ان هجرة السوريين الينا كانت كهجرة المسلمين الى الحبشة ، لان فيها حاكم نصراني لا يظلم عنده أحد ابداً ) !
تمثل هذه الكلمات صفعات على وجه السيد الإمام ، كونه رئيس منتدى الوسطية العالمي ، وضمير الأمة الإسلامية ، بحق وحقيق .
تسآلت المستشارة الألمانية ، وبحق ، عن لماذا تقفل الدول الإسلامية والعربية وبالأخص دول الخليج ابوابها في وجه اللاجئين السوريين ، فيضطرون إلى ركوب المخاطر عبر البحار الهائجة والشاحنات المُثلجة ، حيث يموت غرقاً وتجمداً أكثر من نصفهم ، قبل وصولهم إلى الحدود الألمانية .
الدول الإسلامية والعربية القريبة جغرافياً من سوريا ، والقريبة ثقافياً من اللاجئين السوريين البؤساء ، والتي تدين بالدين الإسلامي الذي يحث في اساسياته على إجارة المظلوم ، حتى من المشركين دعك من المسلمين ، وحمايته وتقديم المساعدة والعون له ( وإن أحداً من المشركين إستجارك فأجره ... ثم ابلغه مأمنه ... ) . هذه الدول ( الإسلامية ) تخلت عن المفاهيم والمعاني الإسلامية السامية ، ورفضت فتح ابوابها أمام اللاجئين السوريون . هذا أمر غير أخلاقي ، خصوصاً إن بعض هذه الدول قد ساعد في صب الزيت على النيران السورية ، بتقديم الدعم العسكري واللوجستي والمادي للمعارضات السورية ، مما كانت نتيجته تدمير سوريا وبناها التحتية ، وهروب نصف الشعب السوري خارج دياره المحترقة حيث الموت من جانب براميل النظام الحارقة ، ونيران المعارضات المدعومة خليجياً .
يحسن السيد الإمام صُنعاً بتعليق كلامات المستشارة الألمانية على أستار الكعبة المشرفة ، كمعلقات زهير وعنترة ليتدبرها الطائفون لعلهم يتفكرون ؟
ذكرتنا كلمات المستشارة الألمانية وهي تشير ، بإستنكار ، لقرب مكة المكرمة لللاجئين السوريين جغرافياً وثقافياً ودينياً وتاريخياً من برلين الكافرة البعيدة المختلفة في كل الاوجه عن عاصمة الخلافة الاموية . وكيف رحبت برلين الكافرة المشركة ، وفتحت ابوابها للاجئين السوريين ، بينما قفلت مكة المكرمة ابوابها في وجههم ، وصدتهم عنها بقسوة وعنف . ترمز مكة في كلمات المستشارة للدول الاسلامية - العربية ، وترمز برلين للدول الغربية .
ذكرتنا كلمات المستشارة الألمانية بكلمات السيد الإمام وهو يلقي كلمة الإفتتاح ( الإسلام في افريقيا ومواجهة التطرف الديني ) في المؤتمر الذي يحمل نفس أسم كلمة الإفتتاح ، والذي عقده المنتدى العالمي للوسطية في لاغوس في نيجيريا يوم السبت 8 9 اغسطس 2015 . شارك في المؤتمر علماء من غالبية دول افريقيا جنوب الصحراء ، لبوا آذان السيد الإمام ، رئيس المنتدى ، ليشهدوا منافع لهم ، لعلهم يتقون .
في كلمته ، اكد السيد الإمام إن الإسلام دخل افريقيا ( الحبشة ) من مكة المكرمة قبل دخوله المدينة المنورة في السنة الأولى من الهجرة ... آيات لقوم يتفكرون ؟ وإن الحبشة الافريقية غير العربية والبعيدة جغرافياً عن مكة المكرمة ، أجارت مسلمي صدر الإسلام العرب من مكة المكرمة قبل الدول العربية القريبة جغرافياً من مكة المكرمة ؟
واليوم وفي عام 1436 هجري حاكى المسلمون السوريون الهاربون من جحيم سوريا إلى برلين المُشركة بدلاً من إلى مكة المكرمة المؤمنة ، كما تقول ، صادقة ، المستشارة الألمانية ... حاكوا المسلمين الأوائل الهاربين من جحيم مكة المشركة إلى نعيم الحبشة النصرانية ، والبعيدة جغرافيا وثقافياً من مكة ، قبل الهجرة إلى المدينة المنورة وباقي الدول العربية ، الأقرب جغرافياً وثقافياً من مكة .
كما ذكرنا في مقالة سابقة ونعتذر للتكرار وفقط لإستقامة السياق العام ، لمَّا اشتدَّ أذى مشركي مكة على المسلمين ، أذن الرسول ( ص ) لبعض أصحابه بالهجرة إلى الحبشة النصرانية ، حيث يوجد بها النجاشي المسيحي ؛ ولقد وصفه الرسول ( ص ) بأنه لا يُظلم عنده أحد، ومن ثَمَّ كان اختيار الحبشة كمكان لهجرة المسلمين ابتداءً ، وقبل هجرتهم للمدينة المنورة ، القريبة جغرافياً وثقافياً .
هل تصدق ان حكومة ليبيا الشرعية في طبرق المُعترف بها دولياً ، قد أصدرت أمراً يوم الثلاثاء فاتحة سبتمبر 2015 ، يحرم دخول اللاجئين اليمنين إلى الأراضى الليبية ؟ كما ترفض الدول الخليجية إستقبال اللاجئين والجرحى اليمنين ، فتراهم في مستشفيات الخرطوم ، حيث تتقاسم معهم الأمة السودانية الكسرة والملاح ؟ تجد في بلاد السودان ما يفوق المليونين من اللاجئين من اثيوبيا وإرتريا معززين مكرمين ، بينما تطلق شرطة الحدود المصرية النار على اللاجئين الأفارقة الفارين من مصر إلى إسرائيل ؟
فتأمل !
لعل بلاد السودان واهل بلاد السودان يرجعون الاسانسير للنجاشي على كريم وفادته وإجارته لأوائل المسلمين ؟
العدل وعدم الظلم هما الأساس في الإسلام وفي كل الديانات السماوية والوضعية . ولهذا السبب وضعت جامعة كلفورنيا في بيركلي على مدخلها الرئيسي سارية ضخمة كُتب عليها الآية 135 في سورة النساء :
( يا ايها الذين أمنوا ، كونوا قوامين بالقسط ... ) .
رددت المستشارة الالمانية كلمات الرسول ( ص ) عندما قالت ان اللاجئين السوريين إلتجاوا إلى ديار العدل والديمقراطية وحقوق الإنسان وهي ديار نصرانية ، بعد أن صدتهم ديار الظلم والإستبداد والطغيان ، وهي ديار الإسلام .
ولهذا قيل:
( الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة) .
وكان استقبال النجاشي النصراني للمسلمين حافلاً في صدر الإسلام ، تماماً كما كان إستقبال المستشارة الألمانية للاجئين السوريين باذخاً في عام 2015 ، بعد ذلك الحدث الأول باكثر من 14 قرناً ، وكأن التاريخ يعيد نفسه مرتين ، كما قال في يوم كارل ماركس ، مرة على شكل مأساة ، كما في هذه الحالة ، ومرة على شكل ملهاة؟
تبع الفوج الأول من المهاجرين المسلمين فوج ثان اكبر من الفوج الأول ،حتى بلغ عدد المهاجرين 83 رجلًا و19 امرأة ، كانوا جميعاً تحت حماية النجاشي .
وقد كان للعَلاقات الودِّيَّة بين الرسول ( ص ) والنجاشي، والمعاملة الطيبة التي لقيَها المسلمون المهاجرون إلى الحبشة أكبر الأثر في توثيق العَلاقات بين نصارى الحبشة وبين المسلمين . وحين بلغ الرسولَ وفاةُ النجاشي صلَّى عليه هو وأصحابه .
هل يصلي السيد الإمام وأنصاره على المستشارة الألمانية عندما ترجع الوديعة لصاحبها ؟
لماذا زعمنا ، وبعضه إثم ، إن كلامات المستشارة الألمانية بخصوص هجرة اللاجئين السوريين إلى ديار النصارى بدلاً من ديار المسلمين موجهة كصفعة على وجه السيد الإمام ؟
ببساطة وفي كلمة كما في مية ، لأن السيد الإمام يمثل ( كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته ) ، كما يمثل ضمير الأمة الإسلامية قاطبة ، وإن كره الحاسدون من بني السودان ، حيث لا تطرب مزامير السيد الإمام اخوانه ، تماماً كما لم يستجب لدعوة الرسول ( ص ) اهله من قريش .
لعلها الآية 112 في سورة الأنعام التي قالت :
( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن ، يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ، ولو شاء ربك ما فعلوه ، فذرهم وما يفترون ) .
محاضرات السيد الإمام ( الإفتتاحية ) في المؤتمرات الدولية في لاغوس ( افريقيا جنوب الصحراء ) ، وفي عمان ( الدول العربية ) ، وفي مانيلا ( الدول الأسيوية ) ، وفي واشنطون ( الدول الأمريكية ) ، وفي برلين ( الدول الأروبية ) ، تؤكد على إن السيد الإمام هرم فكري عابر للقارات ، والإثنيات ، والديانات ، والثقافات ، ومُبشراً بالذكر الذي أنزله الله للعالمين ، وكان له من الحافظين .
أعرف إن هذه الكلمات تؤذي الدكتور عمر القراي ، والشاعر فضيلي جماع ، والأستاذ ابوبكر القاضي المستشار السياسي لحركة العدل والمساواة ، والدكتورة مريم الصادق وغيرهم من الذين لا يعملون ويؤذيهم أن يعمل الآخرون !
وما وجدنا لأكثرهم من عهد ، وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين .
أحدث المقالات
- الحزب الشيوعي السودانى يأكل خيرة ابناءه بقلم شوقي بدرى 09-02-15, 02:55 PM, شوقي بدرى
- كان نصف المشكلة..!! بقلم عبدالباقي الظافر 09-02-15, 02:51 PM, عبدالباقي الظافر
- وفاة الإنقاذ!! بقلم صلاح الدين عووضة 09-02-15, 02:49 PM, صلاح الدين عووضة
- الوطني وسياط الرئيس ! بقلم الطيب مصطفى 09-02-15, 02:47 PM, الطيب مصطفى
- تناقضات ..!! بقلم الطاهر ساتي 09-02-15, 02:46 PM, الطاهر ساتي
- أبكر_بابكر_بكري بقلم كوكو ككيقلية 09-02-15, 05:57 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- مرحبا سبتمبر الاخضر بقلم امير نالينقي تركي جلدة اسيد 09-01-15, 11:53 PM, امير نالينقي تركي جلدة اسيد
- سياسة العزل إعدامٌ للنفس وإزهاقٌ للروح (2) بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 09-01-15, 11:38 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- ماذا يعنى بالحوار النوبى النوبى؟؟؟؟ بقلم الزاكى دبة عبدالله 09-01-15, 11:25 PM, الزاكى دبة عبدالله
- أجراس تدق برائحة الحنوط! بقلم هاشم كرار 09-01-15, 10:18 PM, هاشم كرار
- بدلاً من"كلفتة" حوار لايحل ولا يربط بقلم نورالدين مدني 09-01-15, 10:14 PM, نور الدين مدني
|
|
|
|
|
|