|
بين القومية والقبلية بقلم هلال زاهر الساداتي
|
05:02 AM Aug, 21 2015 سودانيز اون لاين هلال زاهر الساداتى- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
دار الزمن وصار ما بيننا وبين ثورة 1924 والزعيم علي عبد اللطيف واحد وستون عاما" في عامنا هذا 2015 وكان هو اول من نادي بانتشال السودانيين من وهدة ( حفرة ) القبلية السحيقة التي كان لها الأنتمآء والولآء والفخار ، وقد كتبت البآحثة الدكتورة يوشيكوكوريتا اليابانية في كتابها علي عبد اللطيف وثورة 1924 ـ ترجمة مجدي النعيم ـ في صفحة 96 مايلي : وفي حالة علي عبد اللطيف فقد تشابك أصراره علي قيادة القوى الأجتمآعية الحديثة مع أصراره علي الا يكون هناك تمييز بين السودانيين علي أساس الأنتمآء القبلي أو العنصري ،وقد قيل أيضا" ان علي عبد اللطيف شكل قبل تكوين جمعية اللوآء الأبيض منظمة سياسية تسمي جمعية القبائل السودانية المتحدة ، وكان هدفها هو التعاون والوحدة بين مختلف القبآئل السودانية ومما يجدر ذكره أن كل عضو في جمعية اللوآء الابيض كان يحاول أن يعتبر نفسه سودانيا" فقط رافضا" أن يتبني تعريفا" لنفسه يقوم علي الانتمآء القبلي ( منثل جعلي أو دينكاوى ) ولعلنا نخلص الي القول بأن الرؤية السياسية التي تجسدت في جمعية اللوآء الأبيض كانت رؤية شديدة التقدم . أن ثورة 1924 يشار لها عرضا" باعتبارها أول حركة وطنية بالمعني الحديث في السودان ، ومن الضرورى أن نلاحظ أن هذه الحركة كانت وطنية حقا" ، ليس بمعني انها كانت ضد الاستعمار البريطاني وانها هدفت الي استقلال السودان فحسب ، وانما ايضا"بمعني انها كانت معنية بشكل أصيل بالمحتوى الأجتماعي للأمة السودانية ، فقد دافعت جمعية اللوآء الأبيض عن وحدة وادي النيل ( الوحدة بين مصر والسودان ) ، لكنها أهتمت قبل كل شئ بوحدة الأمة السودانية نفسها وأكدت أنه يجب أن لا يكون هنالك تمييز بين السودانيين علي أسآس الأنتمآء العنصري أو القبلي ، وأن كل سودانى يجب أن يعتبر نفسه سودانيا" فقط . ـ انتهي حديث الباحثة ـ ومسألة الهوية المنحصرة في القبيلة والقومية أثارت جدالا" بين فريقين في السودان وكان الأشد تمسكا" بالقبيلة المنحدرين من أصول عربية بينما يدحض زعمهم تأريخ الواقع الأثني فليس هناك عرب خلص في السودان وذلك لأن الدمآء العربية الوافدة من جزيرة العرب امتزجت مع دمآء سكان هذه البقعة من العالم وهي السودان باعراقه المختلفة مما نتج عنه جنس جديد هم السودانيون ،وليبحث كل منا عن جدته في الماضي البعيد . وقال الزعيم السوداني جون قرنق دي مبيور : ( فلنتقبل أنفسنا كسودانيين أولا" وقبل كل شئ ، العروبة لا تستطيع توحيدنا ، الافريقانية المضادة للعروبة لا تستطيع توحيدنا ، الأسلام لا يستطيع توحيدنا ، المسيحية لا تستطيع توحيدنا ، لكن السودانوية تستطيع توحيدنا . ولقد أصاب الحقيقة الي حد بعيد . وقد نشرت مجلة ( النهج ) التي تصدر عن مركز الابحاث والدراسآت الأشتراكية في العالم العربى في عددها الخامس والعشرين حوارا" مع الاستا ذ محمد ابراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني ، وقد اصدرته في كتاب اللجنة القومية لتخليد ذكري المناضل محمد ابراهيم نقد بعد وفاته والناشرللكتلب الشركة العالمية للطباعة والنشر ، وقد تناول في حديثه الصحفي مع المجلة الأجابة علي العديد من الأسئلة فى مختلف القضايا ، وجاء رده عن حرب العصابات للحركات المسلحة كالآتي صفحة87 ( فالأنتصار علي أي حرب عصابات يحتاج لزمن طويل جدا" في السودان أو غيره وفي هذه المدة ارواح تزهق ودمآء تسيل وامكانيات مادية تصرف في وقت لا تتوفر فيه لقمة العيش أو القمح أو السكر أو الدوآء للناس وقال أيضا" ، لأن هذه الحرب ليس لها أفق ، لن تجري تغييرا" ثوريا"في عموم المجتمع السوداني ، أنها حرب نشأت لأن هناك أضطهادا" وظلما" علي القوميات المضطهدة ، ولهذه القوميات حقوق ويجب أن تكون متساوية مع كل القوميات أو مع القومية الكبيرة المنحدرة من السلالات العربية الاسلامية ، ولابد أن يكون السودان لكل السودانيين بصرف النظر عن اللون أو العرق أو الدين أو القبيلة . هذه هي المعركة الأساسية المستمرة ، المسلم سيظل مسلما" والمسيحي سيظل مسيحيا" ومواطن الجنوب المؤمن بالكجور سيظل مؤمنا" بالكجور ، لكن كمواطنين متساوين أمام القانون في الحقوق والواجبات . هذا هو الجوهر ، أما اذا كان السودان اشتراكيا" ، ديمقراطيا" ، اسلاميا ، ليبراليا" ، برلمانيا" ،فهذه قضية تحسم خلال الصراع السياسي . ونحن السودانيين المخضرمين وانا منهم كنا منذ طفولتنا وصبانا في الحلة لم نكن نعرف ولم نتميز بقبائلنا وكان مجتمعنا يضم الدينكاوى والدنقلاوى والجعلي والشايقي والشلكاوي والنوباوي والرباطابي والمحسي والفوراوي وكنا جميعا" أخوة في وحدة سودانيين مع أن الاستعمار الانجليزي كان يفرض علينا أن نكتب في شهادة ميلادنا أسم القبيلة ، وهذه سياسته التي درج عليها ، فرق تسد ونحن كمسلمين تنص تعاليم ديننا الأسلامي علي اننا سوآء فسبحانه وتعالي يقول لنا في كتابه العزيز ( ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة أن الله سميع بصير ) سورة لقمان آية 28 ، وقال ( يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وانثي وجعلناكم شعوبا" وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم أن الله عليم خبير ) سورة الحجرات آية 13 ، ولكن ابتلينا في آخر الزمن بحكومة الأخوان المسلمين المطلوب رئيسها المجرم الدولي عمر البشير والتي أحيت العنصرية النتنة والقبلية العميآء المتعصبة والذين رموا كلام الله ورسوله ورآء ظهورهم ، فها هو رسولنا صلي الله عليه وسلم فى عرفات ييخاطب المسلمين ويبلغهم وصاييآه قبل ان يغادر الدنيا قائلا" : ( أيها الناس اسمعوا قولي فانى لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا" ) ( ايها الناس، أن دماءكم واموالكم عليكم حرام الي أن تلقوا ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت . ولكن أبتلينا في آخر الزمن بكارثة طائفة الأخوان المسلمين ورئيسها المجرم السفاح عمر البشير الذي قام بسفك دمآء ثلثمائة ألفا" من المسلمين من أهل دارفور واعترف بلسانه الكذوب بأن عدد من قتلهم عشرة الاف فقط و اشتط في قوله بوقاحة عن حرائردارفورالمغتصبات بان من يطأها جعلي شرف لها ، وهذا غير حرق البيوت ونهب ممتلكات السكان ولا يزال جنده من الجنجويدالمرتزقة وقواته المسلحة سادرين في غيهم وجرائمهم البشعة في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق ، وتفننت ذهنيتهم الشيطانية عن قتل ضحاياهم بالجوع وذلك بمنع الطعام والمآء النظيف عنهم ، وتعرضهم للامراض بلا علاج لهم بل تدمير المستشفيات بقصفها بقنابل الطائرات الحربية ، وزاد في فجورهم انهم منعوا منظمات الاغاثة الدولية الأجنبية من أيصال المعونة الي المدنيين البؤسآء بل طردوا المنظمات الأنسانية من السودان والهدف من كل هذا الأجرام هو الأبادة التامة . فماذا ترجو من نظام وجماعة تتبني وتزعم تطبيق الشريعة الأسلا مية منهجا" للحكم وهم لا يخافون من الله ورسوله و كل عملهم ارتكاب الكبائر من الآثام ؟ ! هلال زاهر الساداتي
أحدث المقالات
- ونسة قضاة مفصولين فى الوتساب بقلم محمد الحسن محمد عثمان 08-20-15, 07:35 PM, محمد الحسن محمد عثمان
- السودان و سنوات التيه ... شطحات نميري بقلم شوقي بدرى 08-20-15, 07:19 PM, شوقي بدرى
- مجتمع مستهلك و مستهلك بقلم عمر عثمان 08-20-15, 05:40 PM, عمر عثمان-Omer Gibreal
- واقـع الخادمة السودانية في بلاد العرب والعجم بقلم مصعب المشرّف 08-20-15, 04:58 PM, مصعب المشـرّف
- القادة الأفارقة والأفيال البيضاء بقلم محمود محمد ياسين 08-20-15, 04:56 PM, محمود محمد ياسين
- عُمر شريف ونورُ الشريف من السينما يا الأشراف.! بقلم * أحمد إبراهيم (كاتب إماراتي) 08-20-15, 04:49 PM, أحمد إبراهيم
- جهاز تعذيب المغتربين بقلم كمال الهدِي 08-20-15, 02:24 PM, كمال الهدي
- في الغرْب مَنْ يدعُو لسُوداننا الواحد، أرْضاً وشعْباً (3) بقلم محجوب التجاني 08-20-15, 02:21 PM, محجوب التجاني
- 26 (عاما ومازال الفشل مستمر (2 بقلم عمر الشريف 08-20-15, 02:20 PM, عمر الشريف
- الإستثمارات القطرية أين؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-20-15, 02:18 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (4 من 11) بقلم محمد وقيع الله 08-20-15, 02:16 PM, محمد وقيع الله
- إنهم يعادون إرادة الشعب العراقي بقلم يحيى حميد صابر 08-20-15, 02:14 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- حرائر بلادنا خدم ، قاتلهم الله!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-20-15, 01:49 PM, حيدر احمد خيرالله
- هل كانت لأوباما خطة لحسم الملف السوداني ؟ بقلم بابكر فيصل بابكر 08-20-15, 01:48 PM, بابكر فيصل بابكر
- المطرب والكاتب !! بقلم صلاح الدين عووضة 08-20-15, 01:46 PM, صلاح الدين عووضة
- آخر عجائب حزب الميرغني ! بقلم الطيب مصطفى 08-20-15, 01:44 PM, الطيب مصطفى
- قوالب جاهزة ..!! بقلم الطاهر ساتي 08-20-15, 01:42 PM, الطاهر ساتي
- السودان: مأزق السيناريوهات الصعبة بقلم أحمد حسين آدم 08-20-15, 06:18 AM, أحمد حسين آدم
- على ماذا تعتمد (داعش) في حروبها ضد المسلمين!؟ (3( بقلم خالد الحاج عبد المحمود 08-20-15, 06:16 AM, خالد الحاج عبدالمحمود
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (3) مطار الخرطوم يا والي الخرطوم .. بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-20-15, 02:33 AM, توفيق عبد الرحيم منصور
- الكُتابُ بين الضميرِ والعصا والجزرة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-20-15, 01:04 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- إلي متي سوء اللفظ؟ هل من لجام؟ بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 08-19-15, 10:49 PM, سيد عبد القادر قنات
- )قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ...) بقلم نورالدين مدني 08-19-15, 10:47 PM, نور الدين مدني
- الصنم الذى هوى (2) بقلم نورين مناوى برشم 08-19-15, 10:43 PM, نورين مناوى برشم
- براءة المتهمات (الشايقيات)! بقلم عثمان ميرغني 08-19-15, 10:42 PM, عثمان ميرغني
- رسالة للحاكم ابا الهول ببلاد خرس ستان طرش ستان عمى ستان بقلم جاك عطالله 08-19-15, 10:38 PM, جاك عطالله
- محمد علان للمقاومة عنوان بقلم د. فايز أبو شمالة 08-19-15, 10:36 PM, فايز أبو شمالة
|
|
|
|
|
|