|
محمد حسين الثانوية .....تداعي ذكريات بقلم مأمون الرشيد نايل
|
07:22 PM Aug, 07 2015 سودانيز اون لاين مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
رحلوا قبل تفتق الأزهار في ألق الصباح !! رحلوا وفارقوا (الخربانة ام بنايةً قش) كهولاً, لكن ما زلت أذكرهم وهم في ميعة الصبا بمدرسة محمد حسين الثانوية , فارقتهم بعدها ولا أدري ما فعلته يد الزمان بأجسادهم وأرواحهم, فهم ما يزالون بمخيلتي أولئك الشباب الجميل الطامح, إنهم كامل وداعة الله ومحمد هاشم الدعيتة: حياتنا صنع من مدوا رفاهتنا ومعشرٌ منهم الأفراح تُرتفدُ وأعينٌ من وفي الود ترمقنا بها السعادة لا روحٌ ولا جسدُ وطول عمرك في الخلان تحمدهم على وداعك لا أن يبعد الأمدُ وما أصابك من خِلٍّ تفارقه فإنه جانبٌ في العمر يُفتقدُ وهاأنذا أفقد كل مرة جانباً من عمري, حين يأتيني نبأ وفاة حبيبٍ او قريب . وتداعت الذكريات عن أيامي بمدرسة محمد حسين الثانوية العليا, ذلك الصرح الشامخ الذي وهبه محمد حسين "ذلك المحسن حياه الغمام" لحكومة السودان. بالرداء الكاكي والقميص الأبيض ذي الأكمام القصيرة, سرت باكراً وراجلاً, أحث الخطى من منزلنا بودنوباوي لأول يوم دراسي بالمدرسة التي قُبلت بها, كان لزاماً علي أن أشق مقابر البكري, على اليسار يرقد تأريخ السودان المسجى, قبر الزعيم اسماعيل الأزهري, ضحية السجال المرّ بين الديمقراطية والدكتاتورية. ما زلت أذكر مسيرةً ضخمة ورجالاً غضاباً يحملون نعشه, وهم يهتفون, لا أذكر كلمات هتافهم , كانت الطائرات تحوم فوق رؤوسهم, وبعض الدبابات على مقربة تحيط بالمكان . هذا موطنٌ لا يثبت فيه إلا أصحاب المبادئ, هؤلاء الرجال هم الأبناء الحقيقيون لحزب الزعيم الذي يحملونه, لا أولئك الذين يلهثون خلف الأنظمة الشمولية, استجداءاً للدراهم والمناصب, ثم يدّعون أنهم ديمقراطيون, وأنهم أبناء هذا الحزب. واصلت سيري , ولاحت مدرسة محمد حسين , دخلت الى فناء المدرسة, كان الوقت باكراً, لم يأت الكثيرون , كان هناك فتى وسيم في كامل أناقته أتى مثلي باكراً, تعارفنا , هو حسن الشيخ من أبناء حي العرب , ولاحقاً ضابطاً بقوات الشرطة مع زملائنا صلاح عبد الله وعمر وهب الله. وهو مثلي تم الحاقه بفصل باستير. بدأت الدراسة وانتظمنا في فصل باستير, جلست قرب صديقي أيوب محمد بدر, الذي زاملته كذلك بالمرحلة المتوسطة , كان من عشاق الفنان محمد الأمين, وأذكر أنه إبان الحجر على اغاني الفنان المبدع , وادخاله سجن كوبر عقب حركة 19 يوليو , انني دعوت صديقي ايوب للذهاب الى منزلنا والاستماع الى اغاني الفنان محمد الامين , جلسنا وأدرنا جهاز التسجيل , ذهبت لأحضار ما نشربه , وحينما عدت وجدته يذرف الدمع وهو يستمع الى أغنية "بتتعلم من الأيام" . وتساءلت هل يُعقل ان تحجر دولة على أغنيات المبدعين!! هل يُعقل أن تمنع الدولة العصافير من التغريد, أو أن تمنع الحمامة أن تغني أو تبكي على فرع غصنها المياد!! إنها محنة وطن! تضم المدرسة نخبة من أميز المعلمين في كل المجالات, على رأسهم الرجل التربوي الفاضل مدير المدرسة حامد الجعيلي, لا زلت أذكر موقفه المشرف من ابن عمي نايل محمد نايل الذي كان طالباً بمدرسة وادي سيدنا الثانوية, استولت القوات المسلحة على المدرسة وحولتها الى ثكنة عسكرية, وتم توزيع طلابها على المدارس الحكومية, وكان نصيب ابن عمي مدرسة مدني الثانوية, لم يكن يرغب في البقاء بمدني فقد أعتقل والده في أعقاب حركة 19 يوليو 1971, وأراد ان يكون قريباً من الأسرة, اتى لمدرستنا, وقابل الجعيلي شارحاً له الظروف التي يمر بها, وانه يرغب في الانضمام الى المدرسة, لم يتوان الجعيلي وألحقه فوراً بالمدرسة حتى قبل أن تأتي أوراقه من مدرسة ود مدني الثانوية. هذا موقف رجل تربوي فاضل, نحّى البروقراطية جانباً, وعمل بما يمليه عليه ضميره. وعلى الجانب الآخر موقف اولئك الذين يدفنون ذاكرة الأمكنة في طي النسيان, استولوا على مدرسة وادي سيدنا , هدموا وحطموا المدرسة الأهلية الأسطى بامدرمان , مدرسة الخرطوم غرب, سوق الخرطوم, حديقة الحيوانات, وما يزال معول الهدم والتخريب يصول في ذاكرة الوطن, إنهم لا يأبهون!! كانت المدرسة تعج بمختلف الأنشطة, نشاط رياضي في مختلف فنون الرياضة , والقدح المعلى كان لكرة القدم , وفريق المدرسة يضم ثلة من اللاعبين الموهوبين, كمال الصبي, ابراهيم , اسماعيل خضر, وحراس المرمى سيف ومحمد صادق الأكرم حارس مرمى فريق الزهرة, وجمعية الموسيقى بقيادة المنصوري قائد اوركسترا الأذاعة يشرف ويدرب محبي الموسيقى من الطلاب , ومعهم الفنان عز الدين عبد الماجد صاحب الصوت العذب. وهناك جمعية المسرح بقيادة الأستاذ عمر مودي, الذي أخرج مسرحية "مسافر ليل" للشاعر صلاح عبد الصبور , شاركت فيها بدور "الراوي" ومعي الزملاء يحي عثمان وعبد المنعم الجزولي. ووضع موسيقى المسرحية المايسترو المنصوري, نالت المسرحية استحسان واعجاب الجميع, وبعد العرض اتى الأستاذ الجعيلي خلف خشبة المسرح مهنئاً, وتوالت الدعوات لعرضها بالمدارس الثانوية الأخرى, وعرضناها على ما أذكر بمدرسة المهدية الثانوية. لم يقتصر نشاطنا الأدبي على مدرستنا , فقد شارك طلاب محمد حسين في تأسيس "جمعية النهضة الأدبية" الجامعة لكل طالبات وطلاب مدارس امدرمان الثانوية, وكانت تحت إشراف الأستاذ مبارك حسن خليفة, اقيمت اول ندوة شعرية بمعهد المعلمين العالي, شارك فيها من مدرستنا محمد نجيب محمد علي وشخصي. كانت قصيدة محمد نجيب عن المناضلة الأمريكية انجيلا ديفيس يقول: انجيلا يا نفحة عطرٍ شقت في وجه الأرض حقولا وامتدت تزرع وجه الليل جباها وبطولة صوتك صوتي وجهك وجهي تاريخك ابداً ما كان قتيلا وشاركت بقصيدةٍ مطلعها: يا ويحها جاءت تجر الذيل تيهاً واختيالا والسوسن المسكوب لحناً قد شدا طرباً ومالا وما زلت أذكر المطلع الجميل لقصيدة الأخت سمية معتصم الأقرع: بسأل عليك كل النجوم الفي السما يدق الجرس فننتظم بفصلنا "باستير" وحينما انتقلنا الى السنة الثانية كنا أيضاً بفصل باستير , فقد اتى سلم تعليمي جديد , عدنا الى السنة الأولى مرة أخرى.كنا سعيدين وراضين بحياتنا المدرسية , الأباء لا يدفعون مليماً أحمراً, وزملاؤنا بالداخليات ينعمون يومياً بثلاث وجباتٍ كاملة الدسم, لم يعكر صفونا آنذاك إلا خبرٌ , اهتزت له امدرمان بأسرها, بكى الرجال, وابرزت الخدور مخبآتٍ يضعن النقس أمكنة الغوالي, فامدرمان على قلب رجلٍ واحد . ستة من طلاب الثانويات العليا ابتلعتهم مياه النيل الأزرق بودراوة. بينما كانوا في رحلة ترفيهية, خمسة من مدرسة الأهلية الثانوية , والسادس هو زميلنا بفصل باستير المغفور له عادل زروق. كان يملأ فصلنا مرحاً وحبوراً بقفشاته وتعليقاته الساخرة والذكية , كان فقداً جللاً, ترك فراغاً لم يستطع احدٌ ملأه, وهذه مشيئة الله. ضمت المدرسة نخبة من اساطين اللغة العربية والأدب الانجليزي , عبد الله الشيخ البشير, جعفر سعد, محمد سعد دياب, محي الدين فارس وابراهيم اسحاق. كان المعلمون آنذاك عنواناً للأناقة والمظهر الحسن. لا يكدرهم شظف عيشٍ أو بؤس حال, محترمين ومبجلين. مرتباتهم تكفيهم , وتكفي من يعولونهم. وهاهنا استاذنا شيخ أدباء السودان, يصور لنا دور المعلم, ولا أدري بماذا كانت ستجود قريحته الشعرية, إذا رأى حال المعلم السوداني في هذا الزمن الأغبر.: تخذ الحقيقة في الحياة مراما حباً لها وسعى بها مقداما حمل الأمانة وهي عبءٌ فادحٌ وهفا لها وبنى لها وأقاما واندس في دنيا التواضع كلما لاحته بارقة الظهور تعامى يغدو بمثلوج الفؤاد لأنه منح الحياة أشعةً وسلاما هذي الصروح الشامخات تشامخت مما يعانيه وكن حطاما أعطى عطاء القادرين منوراً بين الصدور المجد والأحلاما ويطل علينا أستاذ الأدب الانجليزي, محمد سعد دياب, أعده من شعراء الطبقة الأولى في السودان, واعتقد أنه لم يلق التقدير الذي يستحقه!! هو شاعر رقيق الديباجة, ناعم العبارة, تنساب أشعاره كالأمسيات مضمخة بالدفلى والفل والياسمين. حينما نمل من الدرس نسأله إلحافاً أن يسمعنا شيئاً من شعره, وهو يسعد بذلك, وينطلق صوته: وكنت أحدث عنك الدوالي وكنت أحدث عنك النهارا أحدثها عن عيونٍ تتوه بهن الأماسي..وتمشي سكارى وشعر ترامى على الكتف يهفو لوعد المساء يضيق انتظارا وكنت اباهي بعينيك زهواً اطاول كل الوجود افتخارا كتبت لهن مقاطع شعرٍ كضوء الصباح تشف اخضرارا وكان هوانا حديث الرواة سقيناه نبضاً وعشناه دارا يهش المساء إذا نحن جئنا وتهفو الدروب تطل انبهارا ويسألني عنك عشب الطريق لكم أوحشته خطاك مرارا ومن اساتذتنا كان محي الدين فارس , من شعراء الواقعية الاشتراكية, ولعل قصيدته "لا لن أحيد" التي تغنى بها حسن خليفة العطبراوي, تعبر عن المزاج العام آنذاك, وتبدي تضامناً مع حركات التحرر الوطني التي انتظمت القارة الأفريقية, وقد كانت التيارات الاشتراكية تمثل رأس الرمح في معاداة الاستعمار وقيادة حركات التحرر الوطني .: لا لن أحيد عن الكفاح لا لن أحيد وهناك أسراب الضحايا الكادحون العائدون مع الظلام من المصانع والحقول الى أن يقول: والمترفون الهانئون يقهقهون ويضحكون يمزقون الليل في الحانات في دنيا الفتون والجاز ملتهبٌ يهز حياله نهدٌ وجيد موائدٌ خضراء تطفح بالنبيذ وبالورود سيلٌ من الشهوات يجتاح المحافل والسدود هل يسمعون صخب الرعود صخب الملايين الحفاة يشق أسماع الوجود في اللاشعور حياتهم فكأنهم صم الصخور ويتحول المشهد الواقعي في بلادٍ أخرى, إلى مشهدٍ رومانسي, في وطنٍ لا يزال يحبو, لم يختبر أهوال الاقطاع, ولم تنشب الرأسمالية أظفارها في ترابه, وقد لا يتسق المشهد الذي يصوره الشاعر مع مجتمعاتنا, لكنها تظل صورة رومانسية , يمكن القول ان التضامن الانساني هو محورها, لكنها قد تصبح مدمرة, إذا حاولنا انزالها وتجريدها وتصنيفها كأحد همومنا. إن العسف والجور الذي يصوره استاذنا محي الدين فارس قد انداح الى بلادنا وبلاد الآخرين لنصبح كلنا تحت رحى الامبريالية والاستعمار . اما استاذنا الكاتب الأديب ابراهيم اسحق, استاذ اللغة الانجليزية بالمدرسة, وصاحب كتاب "حدثٌ في قرية" فقد ظل لفترة طويلة طي النسيان, حتى اكتشفه بعض الكتاب العرب في محافلهم , وأدركوا أن هناك كاتباً سودانياً عبقرياً آخر بجانب الطيب صالح. والطيب صالح نفسه لم نكتشفه, حتى نبه إليه أحد الكتاب المصريين. إنه بؤس الإعلام السوداني , وبؤس الإعلاميين السودانيين, إنه بؤس النقد والنقّادين, الذين تربوا في حضن الأنظمة الشمولية, إنهم لا يقرأون ,وإذا قرأوا لا يفهمون, لذا لا عجب, إذا لم يفرّقوا بين الجواهر الزائفة والجواهر الجياد!!. كانت السيدة الانجليزية العجوز, التي تعمل بمنظمة الأمم المتحدة بالنمسا, تحدثني باعجاب عن عالمٍ سوداني, اسمه حامد درار, لم اكن أعلم عنه شيئاً, هم يعرفونه ويقدرونه كمستشار ذي مستوى رفيع للمنظمة . تقول لي انها تعجب لشخصٍ سوداني من أبٍ وأمٍ سودانيين, وتربى في السودان , أن تكون لغته الأم هي اللغة الانجليزية!! كناية عن معرفته المتفردة بلغتها. بعد بضع سنوات وأثناء وجودنا بالسودان, وصلنا كتاب من البروف حامد درار, مهدى الى تلك السيدة الانجليزية, الكتاب باللغة الانجليزية وعنوانه ( التعويذة أو الحجاب كما نقول بالعامية) عن صبي بدوي التحق بالمدرسة. حينما عدنا كانت السيدة الانجليزية قد غادرت النمسا, ولم نتمكن من معرفة مكانها, وما زال الكتاب بحوزتنا, قرأته اكثر من مرة, الكتاب سيرة ذاتية ورواية في آنٍ واحد, من أجمل وأروع ما قرأت في حياتي, إنها رحلة الانسان من الماضي الى المستقبل, وتخيلوا كم من السنوات , تفصل بين مرحلة الرعي البدائي, ومرحلة التقدم الصناعي والتكنولوجي, إنه العبور العظيم الذي لم يسرده علينا الطيب صالح في روايته موسم الهجرة الى الشمال, رأينا مصطفى سعيد وقد ألقى رحاله بأرض المستقبل, مشدوداً ومقيداً بالعلاقات المعقدة بها , لكننا لا ندري كيف وصل اليها. كتاب البروف حامد درار, هو رواية وسيرة ذاتية يجب أن يقرأها ويحتفي بها وبصاحبها كل السودانيين, إنها ليست السيرة الذاتية للكاتب فحسب , بل هي السيرة الذاتية لكل السودانيين الذين عبروا من الماضي الى المستقبل, ولو كان الأمر بيدي , لطبعت منها آلاف النسخ ووهبتها لمكتبات مدارسنا وجامعاتنا (هذا إذا كانت هناك مكتبات). نحن في السودان نمثل الماضي , والدول المتقدمة بمدنها ودساتيرها وحياتها, هي المستقبل الذي نطمح أن نصل إليه, نجحنا كأفرادٍ في الالتحاق بذلك المستقبل البهي , ولكننا فشلنا كأمة!!!. في عام 1973 ونحن بالسنة الأخيرة, أعتقلت ومعي زميلاي فيصل حمد والصادق, بتهمة كتابة شعارات معادية, تدعو إلى إطلاق سراح المعتقلين, والقوا بنا في زنزانات أقسام الشرطة بأمدرمان, وكان نصيبي القسم الجنوبي. وبلغ الخبر المدرسة في صبيحة اليوم التالي, فهاج الطلاب , واوقفوا الدراسة , معلنين الاعتصام حتى يتم إطلاق سراحنا. قاد الاعتصام اسماعيل روما, بحنكة ومهارة القادة الكبار , وتفادى الفتنة بين الطلاب والتي كادت أن تجهض الاعتصام. كان الوضع السياسي آنذاك هادئاً, فرأت السلطات ان تلجأ للتفاوض مع الطلاب, فبعثت وزير التربية والتعليم , وأظنه كان محمد توم التجاني, وتكللت المفاوضات باطلاق سراحنا. لم ينته الأمر عند هذا الحد, فبعد الجلوس لامتحان الشهادة السودانية , تفرقنا استعداداً لمرحلة جديدة في حياتنا, تم استدعائي من قبل جهاز الأمن القومي, وشكلت لي ولزميليْ محكمة عسكرية , تحت الأمر الجمهوري الثاني والثالث, واطلعوني على تشكيل المحكمة وأسماء الضباط المشاركين, لم يعثروا على زميليْ, ولا أدري أين كانا, في اليوم المحدد للمحكمة, ذهبت للقيادة العامة , برفقة بعض المحامين الذين انتدبهم الوالد للدفاع عني, أو بالاحرى ليكونوا أصدقاء المتهم , ففي المحكمة العسكرية, لا يترافع المحامون. دخلنا القيادة العامة , وذهبنا الى مقر المحكمة, انتظرنا طويلاً ولم يحضر أحد , عدنا أدراجنا, ولم يسألني أحدٌ بعد ذلك. وإلى اليوم لا أدري سبب غياب ضباط المحكمة العسكرية , ربما أنهم قد استحوا من أن يأتوا لمحاكمة طالب لم يبلغ العشرين من عمره . الحق يقال إنني طيلة فترة إعتقالي (عشرة أيام) لم أتعرض لضربٍ أو تعذيبٍ أو شتم .وأعرف الكثيرين ممن أُعتقلوا من مختلف التيارات السياسية, لم يحدثني أحدٌ منهم أنه تعرض لتعذيبٍ أو شتم. لأننا كشعب نحترم عزة وكرامة الآخرين وهذه هي ثقافتنا التي عزّزها إسلامٌ يحث على فضيلتيْ التسامح والتواضع, لكن غاب عن البعض منا أن الأفكار التي استوردوها وآمنوا بها , تحمل في داخلها ثقافة آخرين, إنها ثقافة الاستعلاء والتمكين!! إن السُنة التي استنتها حكومة الانقاذ في التعذيب والتنكيل بالمعتقلين في بيوت الأشباح, هو ثقافة آخرين.إنه تقمص ثقافاتٍ ولدت تحت ملكٍ عضوضٍ وتاريخٍ دامي. إن جلد المعارضين , وخطف واغتصاب وجلد النساء, هو أمرٌ عجزت عن معرفة من أي الثقافات أستقوه. إن إسلاميي السودان في ذلك , هم نسيج وحدهم. إنها براءة إختراعٍ تسجل لهم, فاقوا بها كل الآخرين , إنها أفعال تخجل منها أشد الدول دكتاتوريةً وتخلفاً ,جهلاً. وثالثة الأثافي هم هؤلاء الذين ينضوون تحت الحزب الهلامي , المسمى بالمؤتمر الوطني, من المنافقين والمنافقات, والمرتزقين والمرتزقات, ربما أنهم لا يؤمنون بأفكار الاسلاميين , لكنهم بلا شك يؤمنون بالدنانير والدراهم. أسفت غاية الأسف أن أرى الشاعرة روضة الحاج وهي تنضوي تحت راية المؤتمر الوطني, إنها تبيع نون النسوة في سوق الدواعش!! ماذا ستقول حينما ترى بنات جنسها, يُغتصبن ويُخطفن ويُجلدن!! إن الإبداع مسئولية , ومسئولية المبدعة أن تدافع عن حقوق المرأة, لا أن تكون حرباً عليها. ولا أن تكون في مركبٍ واحد مع أولئك الذين ينتهكون حقوقها. هذه بعض أراء وذكريات عن أيامي بمدرسة محمد حسين الثانوية العليا, ذكرت فيها الكثيرين, اسأل الرحمة لمن قضى نحبه, واتمنى طول العمر لمن ينتظر . مأمون الرشيد نايل mailto:[email protected][email protected]
أحدث المقالات
- الفتور العاطفي بعد الزواج .. مسؤولية من ؟ بقلم نورالدين مدني 08-07-15, 07:14 PM, نور الدين مدني
- فى ذكرى ثورة التحرير: العنصرية والأنانية هما أسِ الدَاءَ (1) بقلم عبد العزيز سام 08-07-15, 07:13 PM, عبد العزيز عثمان سام
- هوامش علي دفتر نكسة الإتحادي الأصل بقلم صلاح الباشا 08-07-15, 07:10 PM, صلاح الباشا
- الصورة بالغة القتامة !! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-07-15, 07:09 PM, حيدر احمد خيرالله
- أمريكا .. تقية وكمان نووية بقلم طه أحمد ابوالقاسم 08-07-15, 07:08 PM, طه أحمد ابوالقاسم
- عذراٌ..إحتفلوا انتم فأنا لا.. بقلم خليل محمد سليمان 08-07-15, 07:06 PM, خليل محمد سليمان
- عندما يتعرى سد مروي في الصيف الساخن بقلم حسن موسى أحمد 08-07-15, 07:04 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- تحويل محطات انتاج المياه لجنوب الخرطوم بقلم محمد الننقة 08-07-15, 05:15 PM, محمد الننقة
- متاهة الغلبان مع كهرباء السودان!! بقلم أبوبكر يوسف إبراهيم 08-07-15, 05:13 PM, أبوبكر يوسف إبراهيم
- الذاتي والموضوعي حيدر إبراهيم وسيرته الذاتية عرض د. حامد فضل الله- برلين 08-07-15, 05:11 PM, حامد فضل الله
- نماذج مشرفة للإنسان السوداني في أستراليا بقلم نورالدين مدني 08-07-15, 05:09 PM, نور الدين مدني
- عودة الإمام الصادق لسياسة الجنوب، 1930 بقلم عبد الله علي إبراهيم 08-07-15, 05:08 PM, عبدالله علي إبراهيم
- المغتربين الاثيوبيين بقلم أحمد الياس حسين 08-07-15, 05:06 PM, احمد الياس حسين
- قوش .. في زمن عبدالله خليل! بقلم هاشم كرار 08-07-15, 05:03 PM, هاشم كرار
- لماذا صمتت قيادات جنوب كردفان ولم ترد على تصريحات الوالى (عيسى)!! بقلم آدم جمال أحمد-سيدنى-استراليا 08-07-15, 05:01 PM, آدم جمال أحمد
- أفتوني فى أمري .. لمن الانقاذ ...؟؟؟ بقلم طه أحمد أبوالقاسم 08-07-15, 03:11 PM, طه أحمد ابوالقاسم
- د عمر القراي في تورنتو حديث عن التطرف والإسلام السياسي بقلم : بدرالدين حسن علي 08-07-15, 03:08 PM, بدرالدين حسن علي
- مافي زول بلقى عضة..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-07-15, 03:06 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- إستحقاقات التسوية السياسية والحل الشامل بقلم نورالدين مدني 08-07-15, 03:04 PM, نور الدين مدني
- حرية الرأي والحياة الشخصية والحشريين بقلم حيدر محمد الوائلي 08-07-15, 03:01 PM, حيدر محمد الوائلي
- خارطة مشروعات السلطة الاقليمية .. نظرية الحساب ولد بقلم خالد تارس 08-07-15, 02:59 PM, خالد تارس
- رسالة كندا إنتخابات ساخنة وحملة إنتخابية مبكرة بقلم بدرالدين حسن علي 08-07-15, 02:57 PM, بدرالدين حسن علي
- مسيحُ اليهود المنتظر إرهابيٌ قاتل بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-07-15, 02:56 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- ماذا حدث في يوم الأربعاء 6 أغسطس 2014 ؟ الحلقة الأولى ( 1- 4 ) بقلم ثروت قاسم 08-07-15, 02:54 PM, ثروت قاسم
- قناةُ مصر من 6 أكتوبر إلى 6 أغسطس.! بقلم * أحمد إبراهيم (كاتب إماراتي) 08-07-15, 02:53 PM, أحمد إبراهيم
- عن حرق الرضيع دوابشة حياً بعد حرق الفتى أبو خضير حيّاً: نتاج إرهاب دولة منظّم وتنسيق أمني مقدس 08-07-15, 02:51 PM, أيوب عثمان
- لن أكون عربياً في المرة القادمة بقلم عبد الله علي إبراهيم 08-07-15, 02:03 PM, عبدالله علي إبراهيم
- الدروشة فى منضدة البرلمان!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-07-15, 02:01 PM, حيدر احمد خيرالله
- العيد و منافذ مشرقة بالأمل بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 08-07-15, 02:00 PM, زين العابدين صالح عبد الرحمن
- المحن السودانية ... السجون 7 نجوم بقلم شوقي بدرى 08-07-15, 01:57 PM, شوقي بدرى
- إتفاقية الذهب السوداني مقابل القمح الروسي بقلم مصعب المشرّف 08-07-15, 01:56 PM, مصعب المشـرّف
- في طريق الزعيم نٌبحر بقلم Taha Tibin 08-07-15, 04:04 AM, طه تبن
- ثامبو أمبيكي مجرد أداة في يد الخرطوم والبشير مستمر في إستفزار الحركة الشعبية.. 08-07-15, 04:01 AM, عبدالغني بريش فيوف
- الدوله العلمانية..أو دائرية طوباوية..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 08-07-15, 04:00 AM, عبد الوهاب الأنصاري
- نكبة قسم الله قصة قصيرة جديدة بقلم هلال زاهر الساداتي 08-07-15, 03:57 AM, هلال زاهر الساداتى
- التديُّن المغشوش : المساجد والحج والأئمة الجُدد بقلم بابكر فيصل بابكر 08-07-15, 03:40 AM, بابكر فيصل بابكر
- النجومي المقدام وشهدآء جيش السودان بقلم محجوب التجاني 08-07-15, 03:36 AM, محجوب التجاني
- لاحاجة لك بهذا الوزير !! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-07-15, 03:25 AM, حيدر احمد خيرالله
- قف !! .. من فعل هذا؟ بقلم محمد الننقة 08-07-15, 03:24 AM, محمد الننقة
- لا لإعدام قادة الأخوان بمصر بقلم د. أحمد عثمان 08-07-15, 03:22 AM, د.أحمد عثمان عمر
- في بيت فرعون بقلم ماهر إبراهيم جعوان 08-07-15, 03:21 AM, ماهر إبراهيم جعوان
- مسودة قانون الأحزاب السياسية والمشروع الديمقراطي في العراق بقلم د. أنور سعيد الحيدري/مركز المستقبل ل 08-07-15, 03:17 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- الانقلاب المنتظر في المؤتمر السابع لحركة فتح بقلم سميح خلف 08-07-15, 03:16 AM, سميح خلف
- أخطاء ومسلمات في تاريخ السودان تتطلب ضرورة المراجعة 2 حملة عبد الله بن سعد عام 31 هـه 08-07-15, 03:00 AM, احمد الياس حسين
- المهم اقتناع الشعب وليس الوطني!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-07-15, 02:57 AM, حيدر احمد خيرالله
- كينيا ما بعد الجنائية الدولية..مقاربات حول ممانعة الرئيس البشير المثول امام المحكمة الجنائية الدولية 08-07-15, 02:56 AM, عبدالمنعم مكي
- أزمة الكهرباء والمياه.. مفتعلة!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-07-15, 02:51 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- من الإكتفاء الذاتي إلى إستيراد الدقيق بقلم نورالدين مدني 08-07-15, 02:49 AM, نور الدين مدني
|
|
|
|
|
|