|
خورطقت الفيحاء بقلم د.طارق مصباح يوسف
|
03:36 PM Aug, 06 2015 سودانيز اون لاين طارق مصباح يوسف-ايرلندا مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بينما نحن نتسامر بضاحية Rochdale الانجليزية ذات الأيكات الوريفة, أنشدنا د. عاصم محمد اسماعيل (الخل الوفّى) أبيات من الشعركان يحفظها فى صدره (الرحب). ناظم الأبيات هو شقيقه الأكبر بشير محمد اسماعيل الذى كان وقتها طالبا بمدرسة خورطقت1*. يقول بشير فى القصيدة2* :-
فيحاء أمى أنت يا نغما سماويا تدفق يا طبل عز فى ربوع الكون حلّق "دينار"3* ملء الكون نور عطر ريحان تفتّق "دوليب" قلبى و هى لحن طار فى الساحات يخفق و " الولى" رقصت على ايقاعه حلواَ منمّق ايه "ود التوم" هيّا ضمّخى الفيحاء عطرا و "بود زايد" كدنا من فيوض البشر نشرق و "بتكتوك" وجدنا نفحة الشيخ فهمنا وعلينا النور أشرق و "لزاكى الدين" منا ثوب ألحان مورد سرب أطيار تبارت صوب "أبىسن" و طارت و "بعنجة" ألقت رحلها لما تغنى بلبل الشوق وغرد عند "دقنة" فطربنا ... و نظمنا ... لك يا فيحاء عقدا بالبهاء منك تألّق **** **** **** **** **** ****
هكذا كان طلاب خورطقت و هكذا كانت رعاية أساتذتها للمواهب و القدرات الفطرية. ليس مستغربا أن يظهر "أبو محمد" هذه الموهبة باكرا. فقد نشأ شاعرنا فى حاضنة الابداع "بارا", محاطا بأقارب متميّزين (كل فى مجاله). من منّا لم تطربه "الى مسافرة" التى صاغ كلماتها المرحوم عثمان خالد و صدح بها الفنان حمد الريّح. كذلك كان التميّز من نصيب خاله د. التاج فضل الله و د. عبد الله جلاب. أمّا جده المرحوم كدومة الهادىء فقد تجلت ابداعاته فى "حلبة" مغايرة تماما. كان ذلك الصوفى النقى مسكونا بحالة تسامى روحى يعبّر عنه بانفراد و تفرد داخل حلبة الذكر و على ايقاعات الطبول و الأجراس. و نحن أطفال "أعياد" وقتها, كنا نتشوق للحظة استدعاء حاج كدومة "عصاته" التى كان يستخدمها ببراعة عصية على الوصف و هو فى أوج دورانه المنسجم مع ايقاعات "النوبة" المجرّسة. يخال اليك أنك أمام الأندلسى عباس بن فرناس. رحم الله الزاهد كدومة (بل كنخلة) الذى كان من بواسق بارا. مرة أخرى, التحية لأستاذى بشير الذى (تكنّد) قبل حجج خلت ليعيش مع الكنداكة بشاير (و ما وهب الله لهم من ذرية) فى بلاد يقتل صقيعها الحيتان.
1* كانت خورطقت من "البدريين" عندما طالتها كارثة التصفيات التى حلت بالكثير من المؤسسات التى أرتبطت بتاريخ السودان و ذلك فى أعقاب انقلاب يونيو 1989 . 2* قام بتنقيح و تلحين القصيدة أستاذ (دكتور) النور حمد. هناك قصيدة أخرى للشاعر بشيرتجسّد سمو خورطقت, صارت شعارا للمدرسة فى منتصف سبعينات القرن الماضى حسب افادة شاعر القصيدة. 3* كانت جميع أسماء الداخليات بخورطقت تحمل أسماء شخصيات سودانية قومية أسهم بعضها فى صناعة تاريخ السودان.
أحدث المقالات
- مافي زول بلقى عضة..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-06-15, 02:55 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- كيف نواجه مخططات تصفية الأونروا؟ بقلم د. فايز أبو شمالة 08-06-15, 02:53 PM, فايز أبو شمالة
- هواية تعذيب الناس في السودان !!! بقلم فيصل الدابي المحامي 08-06-15, 02:52 PM, فيصل الدابي المحامي
- سؤال"السوداني" :: الدواء وين راح ؟! بقلم نورالدين مدني 08-06-15, 02:50 PM, نور الدين مدني
- دولتان بنظامٍ واحد ضد حرية الصحافة والتعبير ! بقلم فيصل الباقر 08-06-15, 02:44 PM, فيصل الباقر
- من يهن يسهل الهوان عليه بقلم شوقي بدري 08-06-15, 02:42 PM, شوقي بدرى
- ايها المشير سوار الذهب لم يعد هناك متسع لترقيع السروال المقدود.. بقلم الفاضل سعيد سنهوري 08-06-15, 02:40 PM, الفاضل سعيد سنهوري
- العنصرية والأنانية هُمَا أس الدَاء (2) بقلم عبد العزيز سام- 5 أغسطس 2015م 08-06-15, 02:38 PM, عبد العزيز عثمان سام
- تكميم الأفواه لدحر الارهاب باتريوت- بقلم عثمان محمد حسن 08-06-15, 02:13 PM, عثمان محمد حسن
- نكتة جديدة لنج (سودانيين في الخليج)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-06-15, 02:11 PM, فيصل الدابي المحامي
- هل شارك علي عثمان في انقلاب رابعة العيد ؟؟ بقلم جمال السراج 08-06-15, 02:09 PM, جمال السراج
- خير الكلام ما قل ودل يافخامة الرئيس بقلم سميح خلف 08-06-15, 02:07 PM, سميح خلف
- انقاق الدولة " ماسورة "... ووعد الحسن الميرغني!! بقلم أبوبكر يوسف إبراهيم 08-06-15, 02:06 PM, أبوبكر يوسف إبراهيم
- كيف صار الرئيس البشير وسيطاً يتهافت عليه المعجبون المتعشمون ؟ بقلم ثروت قاسم 08-06-15, 02:04 PM, ثروت قاسم
- سيد قطب وظلاله! بقلم محمد رفعت الدومي 08-06-15, 02:02 PM, محمد رفعت الدومي
- الفصل بين المنظمة والسلطة وفتح استحقاق فلسطيني بقلم نقولا ناصر* 08-06-15, 02:00 PM, نقولا ناصر
- يحكى ان ..... يحكى عنا.............!! بقلم توفيق الحاج 08-06-15, 01:59 PM, توفيق الحاج
|
|
|
|
|
|