|
عاشه موسي السعيد: كيف تٌضاء الأنامل؟ بقلم عبد الله علي إبراهيم
|
02:30 AM Jul, 31 2015 سودانيز اون لاين عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
(في الذكرى الستين لمجلة صوت المرأة، صوت الاتحاد النسائي السوداني، أحيّ جيل محرراتها في الستينات الأولى ومنهن أستاذتنا فاطمة أحمد إبراهيم، الدكتور ميمونة ميرغني حمزة، آمال عباس، وعاشة موسى السعيد. وأنشر كلمة هنا عن عاشه في ما استدبرت وما استقبلت من حياتها عرفاناً بما أسدته لمسألة المرأة وهي في الريعان. وكل عام وأنتم بخير.)
عنوان هذا الباب (في جريدة الأحداث) هو "مع ذلك".وتعود هذه التسمية إلى 1987 التي بدأت الكتابة فيها بجريدة "الخرطوم". فأخترت "مع ذلك" اسماً لعمودي اليومي فيها.واستعرت الاسم من قصيدة لصلاح أحمد أبراهيم هي: النيل وخيرات الأرض هنالك ومع ذلك ومع ذلك والقصيدة في قلة عبارتها وسداد معناها تسير في درب تقليد في نظم اليابانيين اسمه الهايكو. إطّلع صلاح السبّاق عليه وأعجب به ونظم على منواله جملة قصائد في ديوانه "غضبة الهبباي" (1965). ولم يعجب الديوان الشيوعيين لهجائه لأستاذنا عبد الخالق محجوب. وأشهد أن قصيدته "أنانسي" في هجاء أستاذنا من أعذب الشعر. . . وأكذبه. وتصدى له رجل منهم حسن الذوق (بل شكسبيري الذوق) هو عبد الرحمن عبد الرحيم الوسيلة. واستسخف صلاحاً وسخر بالذات من قوله في الهايكو على الطريقة السودانية "هايكو بتاع فنلتك!". وكنت أحرر الصفحة الأدبية في "الميدان" الشيوعية. ولم يعجبني أن تكون ردة فعلنا على صلاح مجرد هزء. وكتبت مقالات ثلاث في تقويم الديوان على ذمة الشعر. و صادرت أسرة التحرير مقالي الثالث لمابدا لهم إنصافي لصلاح. ولم يخرج المقال من براثن تحرير الميدان (لسان الحال) بغير تدخل أستاذنا عبد الخالق. ورويت كل ذلك مرات. أعادني للهايكو ندوة انعقدت يوم الثلاثاء الماضي (2012) بنادي الشعر باليونسكو. وتحدثت فيها السيدة عاشة موسي أستاذة الترجمة. وعرضت علينا كتابها الدقيق الرشيق عن الهايكو الياباني الذي قدمت فيه لقصائد من ذلك النظم عربتها عن الإنجليزية. وانتبهت بالذات لأن حديث عاشة لم يكن عن المرحوم محمد عبد الحي، زوجها. فقد تواضعنا على تحويل أميز نسائنا إلى "أرامل" وحسب لأزواجهن المشاهير. فلا نراهن يحسن الحديث إلا عنهم . . . وكفى. وقد ربتني على غير هذا التوقع البسيط من مثل عاشة سيدة أخرى هي نعمات مالك. فقد ذهبت إليها أطلب أن تحدثني عن أستاذنا المرحوم عبدالخالق. فقالت لي بواقعية بنات بدري وشجاعتهن: -إنت ماتسألني عني ذات روحي دي. جيت من وين وعشت كيف بعد المرحوم وكيف ربيت الأولاد وكيف بنيت ليهم بيت وكيف ناضلت كنقابية كيف. ولم أعرف عبد الخالق أفضل وأبرك منه في ثنايا رواية نعمات عن نفسها. ربما لايعرف أكثرنا أن عاشة صحافية لايشق لها غبار. كانت من الرعيل الأول في تحرير مجلة صوت المرأة منبر الاتحاد النسائي الأغر في نهاية الخمسينات وبداية الستينات. وكانت على صغرها تحسن إدارة المقابلات الصحفية. وقرأت لها بآخرة في أرشيف المجلة تحقيقاً عن ثقافة النساء في حلفاية الملوك حيث سكنت. ولا زلت أذكر قول إمرأة لها إنها لا تطيق عادة الحد على الأموات وفروضها الشاحبة الكالحة.وزادت قائلة إن الحد هو مرفعين النساء. قال عبد الحي مرة إن الشعر رزق من الله. وكنت قريباً من المرحوم في عقده الأخير الذي ظلعت فيه قدمه وذراعه ولغته وتوهج فيه فكره. وكنت أراه يتقلب فوق أيدي عاشه وينعم بصحبتها الآسرة فأقول في نفسي: إن عائشة رزق من الله. وبدا لي أنها عرفت عن عبد الحي أكثر حين بحثت شعر الهايكو. فقالت إن زوجها ربما تأثر به في كتابة قصيدته "الإشارات". وهذا صوت الزميل لا "الأرملة" يظل يكتشف الصاحب ولاتقف عقارب معرفته به عند "الحبس". أقول لكم من هايكو عاشه: حينما التقَطتٌ ذبابةَ النار لأضعها داخل القفص أضاءت أناملي وهذه خاصية في النور. أنه مما لايعتقل: "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمم نوره ولو كره الكافرون "
أحدث المقالات
- في حالة النشوء والتطور يكون المهندس طبيب والطبيب في محطة الوقود حتى تستقر البلاد! 07-29-15, 05:11 AM, عثمان محمد حسن
- في رثاء الفتي ضمير المدينة: يونس الدسوقي بقلم المرحوم مكي ابو قرجة 07-29-15, 05:05 AM, عبدالله علي إبراهيم
- آلية الحوار الوطني ، (7+7) بقلم حامــد ديدان محمــد 07-29-15, 04:59 AM, حامـد ديدان محمـد
- لماذا لا يزور أوباما السودان؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-29-15, 04:57 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- سنة أولى سياسة..!! بقلم عبدالباقي الظافر 07-29-15, 02:51 AM, عبدالباقي الظافر
- بلاغ فقدان بقلم عثمان ميرغني 07-29-15, 02:50 AM, عثمان ميرغني
- العذاب ولا الأحزاب !! بقلم صلاح الدين عووضة 07-29-15, 02:47 AM, صلاح الدين عووضة
- الحوار الوطني بين الترابي والمعارضة بقلم الطيب مصطفى 07-29-15, 02:45 AM, الطيب مصطفى
- يخدعون ..!! بقلم الطاهر ساتي 07-29-15, 02:44 AM, الطاهر ساتي
|
|
|
|
|
|