|
لاهوت الوردة قراءة نقدية بقلم صابر جمعة بابكر
|
06:07 PM Jun, 28 2015 سودانيز اون لاين صابر جمعة بابكر-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
عندما طالعت ديوان اسامة الخواض الموسوم بلاهوت الوردة ، قفزت الي ذهني قصائد رواد الحداثة والتجديد في السودان بالأخص الشاعر النور عثمان أبكر دون أقرانه محمد عبد الحي ومحمد المكي إبراهيم كنموذج محتمل ، رقم طرحهم الثلاثي عن قضايا الهوية والذات الثقافية السودانية ، إلا أن النور يتميز بغنائياته الرائعة وفتوحاته الشعرية المذهلة في تلوين وتدبيج قصائده بإيقاعات الحياة النابضة بكل ما يحفها من مسرات ومرارت ، ويستشف القارئ عصارة التجربة الشعرية الكونية الوجودية ، وايضا تقفز الي الذهن الاشراقات الصوفية الشعرية لأرثر رامبو ، ولهثه الذي الذي لا يسكن بأبداع نص شعري مشبوب بتيار اللاوعي ، والأخيلة السريالية الحلمية ، تحفها تجربته الوجودية الهائلة ، وأيضا قصائد إدونيس ومحمود درويش . سيمولوجية الصفحة الشعرية في مجموعة لاهوت الوردة : تحفل النصوص بعوالم شعرية باذخة بمستوياتها البنيوية الصوتية والدلالية الصرفة والتركيبية بشقيها النحوي والبلاغي ، تضج بالفراغات وعلامات الإستفهام ، التساؤل والتعجب ، التكرار والترديد والتنقيط ...... والدوزنة ؟؟؟ مما يوحي بولع أسامة بالشكل الفني الجمالي للقصيدة ، ومن هنا يتجاوز خطاب الحداثة الستيني نحو أفق مفتوح في سيموطيقا النصوص لإستخلاص البنية المولدة للنص . * العنونة : من خلال ست وعشرون نصا من مجموعة لاهوت الوردة ، يعتبر العنوان نسيجا لا ينفصل عن محتوي القصائد . * إركيولوجيا البوح :في قصيدة الواح وهزيانات الصبي المروي ، نجد المقاطع الشعرية الغنية بالجمال ، المترعة بالمناجاة مكثفة الإضاءات ، الاشارات التي تثري النص . (( .. في المضيق الذي يؤدي الي شهقة الإرتباك في المكان الذي ضاع مني/ ذات مطر حلمت ببعض نشيد في المكان الذي كأنني في المكان الذي كنته او سرت علي نقر الطبل وظهر أتان وكان معي مشط عاج لتسكين خوفي وفأس لقطع الهواجس ..)) والبوح هنا إستعادة للأثر الحضاري النوب سوداني بنقرات خافتة يرفد القصيدة بتكوينات طقسية مغايرة ذات خاصية فانتازية ، مسورة بهواجس وهذيانات وإسقاطات متجزرة ، في ذلك الجب العميق من قاع الزاكرة التاريخية ، بكل ما يخفها من سبي وسحل ، وتهجين وإحلال وتبديل ، أو تدجين للأساطير والمأثورات والأشخاص ، سواء كانت نصوصا ماضوية أو حداثوية ، وغرسها علي إيقاع مختلف في جسد القصيدة بالحس الإبداعي لا التاريخي ، وإن قاربت المخيلة تخوم الزمكان . في لاهوت الوردة تحفر النصوص عميقا من خلال السرد اليومي والوقائع والمشاهدات ، في سبك حبكة شاعرية ، مع ملاحظة أن الكلام هنا ،وأعني بالكلام ذو الطابع السردي الغنائي الذي تحفل به القصائد ينساب من أرشيف المشاعر ، ومن شقشقة الذات والتداعي الحر لأخر مدي ، عابرا حواجز اللغة والمألوف والنسيج اللغوي ، هنا يتحدي سلطة البياض نحو افق مسكون بالأخيلة الطازجة والحوارات مع الذات والعالم ، والشاعر هنا يغرد مثل عصفور وحيد مهموم ومحزون ومنغوم ففي قصيدة أيها المكان مثلا نري الشاعر محاصرا ومثقلا بوعيه الأنطلوجي ، يجسد المكان كائنا يخاطبه ويعاتبه ، وهو أن غادره مكرها في موطنه ، قذف به مرة أخري في أتون الغربة بتؤام له جانب المحيط الهادي . وقصائد شبه جزيرة الغياب وكمودور النسيان ، وقلعة العزلة ، يبدن كأيقونات للمعني الصاهل لتجربة المنفي ، والرحيل ، ويستهل الاولي والثالثة ببعض العبارات الإنجليزية ،وكما نلاحظ التناص اللغوي في معظم قصائد المجموعة ، وهذه مرتبطة بشعر ما بعد الحداثة ، من علامات وإشارات وتشفير وإيحاء ..... الخ . أما قصيدة لاهوت الوردة التي تحمل عنوان المجموعة الشعرية ، فقد أثارت جدلا في الأسافير ، كل يأولها علي حسب تصوره ، والبعض ربطها بقضايا الوطن ، إن هذه القصيدة مغرقة في الجمالية يفيض في متونها الوله العشقي ، من خلال تقاسيم وسمات المعشوقة ، ومن خلال المحب الذي يجعل إهزوجة الوداد ديدنه ومبتغاه المأمول . لاهوت الوردة : ديوان شعر أسامة الخواض من منشورات مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي – ام در مان
أحدث المقالات
- قرارات اقتصادية لا تخدم المواطن.. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 06-28-15, 04:53 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- حلايب.. هل أخذها المصريون رجالة و حمرة عين؟ بقلم عثمان محمد حسن 06-28-15, 04:49 PM, عثمان محمد حسن
- سهولة خروج طلبة مامون حميدة لداعش والبنات لدبي ! بقلم كرم محمد زكي 06-28-15, 04:46 PM, اكرم محمد زكى
- مــا هــانت َزلَابيَة الإتحـــاديين ..... !!! بقلم محمد عصمت يحي 06-28-15, 04:09 PM, محمد عصمت يحي
- ( دوارة) بقلم الطاهر ساتي 06-28-15, 03:57 PM, الطاهر ساتي
- مناقشة هادئة لرسالة مشحونة بالعنف بقلم نورالدين مدني 06-27-15, 11:37 PM, نور الدين مدني
- الفاتح سعد: يا حليف الود بقلم عبد الله علي إبراهيم 06-27-15, 11:29 PM, عبدالله علي إبراهيم
- فتوى .. (الإمام) !! بقلم د. عمر القراي 06-27-15, 11:24 PM, عمر القراي
- دبجو والتمدد في المساحات الخالية بقلم محمد ادم فاشر 06-27-15, 11:15 PM, محمد ادم فاشر
- النخبة السياسية السودانية و أزمة العقل التبريري بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 06-27-15, 11:12 PM, زين العابدين صالح عبد الرحمن
|
|
|
|
|
|