الحوار والتوافق الوطني ... حاجته وما يجب فعله عندما يستكبر النظام ويصُم أُذنيه؟ بقلم مبارك أردول

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 12:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-27-2015, 00:14 AM

مبارك عبدالرحمن أردول
<aمبارك عبدالرحمن أردول
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 135

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحوار والتوافق الوطني ... حاجته وما يجب فعله عندما يستكبر النظام ويصُم أُذنيه؟ بقلم مبارك أردول

    00:14 AM Jun, 27 2015
    سودانيز اون لاين
    مبارك عبدالرحمن أردول-
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    (1)

    عندما كان يتحدث الدكتور جون قرنق دي مبيور رئيس الحركة الشعبية وقائد الجيش الشعبي في ثمنينيات القرن المنصرم عن الحاجة والضرورة لعقد مؤتمر قومي دستوري يجمع كل مكونات ومنظمات الشعب السوداني وأحزابه السياسية ليحدد شعب السودان بحرية وكرامة، كيفية حكم السودان وليس من يحكم السودان؟، وكيف يمكننا بناء الوطن بإرادتنا التي نفخر بها وبعقد إجتماعي كشعوب وجدت وعاشت فيه وأرتبط مصيرها به؟ ليس السودان الذي صنعه المستعمر بإرادته وحدد حدوده بسلاحه وقوته وأطماعه، كانت هذه الدعوة أنذاك مستحيلة وغريبة في أذان البعض بل قد رأوها غير ذات معني وليس لديها أي جدوى، فرأوا إن السودان دولة نالت إستقلالها وخرج المستعمر وجنوده منها وإستبدل الحاكم العام للسودان برئيس يمثل كامل السيادة الوطنية، وأصبحت فيه أحزاب سياسية وطنية ومؤسسات مسودنة مية المية، بل وصف هؤلاء د. جون قرنق بالعميل والمتمرد ومخلب قط للقوى الإستعمارية، ولم يدروا إن الإستقلال في حد ذاته ليس بنهاية للقضية وإنما بداية لبناء الدولة الوطنية الحديثة.

    من حيث الشكل صحيح أنه لا وجود للقوى الإستعمارية الأجنبية مهددة لأمن الدولة السودانية الوليدة ومصالحها، ولكن من حيث الجوهر والمضمون فإن الإستقلال الذي حدث في السودان دون أن يعقبه حوار وتوافق بين أبناء الشعب الذي نال الإستقلال أنفسهم سوف يقود حتما الي حال يحن فيه الناس الي حقبة الإستعمار وسيبكون حسرة علي فترة حكمه، فكل إستقلال له غاياته الجوهرية التي يجب التوقف عندها وليست الشكلية والقشور التي يحتفل بها، فأول غايات الإستقلال هي تمكين أبناء الشعب الذي نال الإستقلال من حكم أنفسهم والمشاركة في إدارة وتحديد مستقبلهم وإختيار الكيفية التي يريدون بها أن تكون دولتهم وعلى أي الأسس يجب أن تقف مؤسساتهم وبأي فلسفة، هذا ياتي بمشاركة الجميع وهم أحرار في قرارهم وتعبيرهم، وبعد حدوث التوافق على كل هذه الأشياء وغيرها من القضايا الضرورية والمهمة يضمن ذلك التوافق في وثيقة تسمى دستور البلاد، تؤخذ كوثيقة عليا وحاكمة يحميها الشعب ومؤسساته المختلفة خاصة الجيش والأجهزة الأمنية، وتعبر عن المصالح العليا لجميع مكونات الشعب، ومن يتعدى عليها يعتبر عدواً يجب أن تسخر كل إمكانيات الدولة لحربه وقتاله، لان بدون دستور وتوافق وطني تتحول مؤسسات مثل الجيش والأجهزة الأمنية التي تمتلك القوة ومخول لها إستخدامه تتحول الي قوات تدافع عن الحكومة المركزية أو من يدفع لها رواتبها فقط – كإرتزاق- دون الإكتراث لمن يقتلون في الجانب الآخر. وقد إختصر دكتور جون قرنق ذلك في دعوته بضرورة عقد مؤتمر للحوار الدستوري،للتوصل الي إجابات حيال هذه الإسئلة، ودونه مكابرة وحرث في البحر وقتال بالمجأن لمن يعتقدون أنهم يدافعون عن دولة السودان، لأن الشعب السوداني في الأساس لم يخلق الدولة التي يجب إحترامها والدفاع عنها.

    (2)

    فالحال الآن بعد خروج المستعمر الإنجليزي وبعد ستين- 60 - عاماً من الإستقلال لم يجلس أبناء الشعب السوداني بعد ليحددوا الكيفية التي يجب أن تدار بها دولتهم ونظام الحكم الذي يريدونه وعلى أي أسس يجب وينبغي أن تقوم عليها دولتهم وتبنى مؤسساتهم وكيف وماذا .... ألخ من الكم الهائل من الأسئلة التي تحتاج الي إجابات عن طريق الحوار بين مكونات الشعب المختلفة للوصول الي صيغة توافقية حولها، فقد ذهب الدكتور جون قرنق ومازالت دعوته قائمة الي هذا اليوم، وللأسف لم يحدث هذا الحوار الضروري وبالتالي لم تجاوب كل هذه الإسئلة المهمة فظلت خوفاً أو عمداً أو لسبب آخر في طئ النسيان والتجاهل، فذهب أي شخص أو منظومة أو شعب أو أي مكون أن يكون وفق تصوره الخاص عن الدولة التي يريدها والكيفية التي يفترضها والأسس التي يجب أن تقوم عليها يطلق عليها – الثوابت الوطنية - بغض النظر عن تصور الآخرين لدولته المفروضة وضررهم أو نفعهم منها، بل عمل البعض لفرض مسميات مختلفة لا تعبر عن كل الشعب السوداني منها دولة الشريعة الإسلامية ودولة المشروع الحضاري وغيرها، يفرضوها على الآخرين ويقاتلون دفاعاً عنها ويتخلصون عن كل من تصدى لها.

    ولاننا في السودان تجد عوامل الفرقة والتباين متعددة من حيث الجهات والمعتقدات والمصالح والأنشطة والخلفيات وغيرها، لذلك تبقى مسألة الحوار الحقيقي ودعوة الدكتور قرنق ذات ضرورة قصوى يجب عدم التفريط في تلبيتها وألا سوف نكون موعودين بسمتقبل أكثر سوءاً من حيث عدم الإستقرار والعبث السياسي والإقتصادي والحروب والتشرد، يعزى ذلك بسبب فرض مشاريع الدولة من الأطراف المتعددة حسب ما تتاح لأي طرف من قوة قادرة بها على الإستحواز علي نظام الحكم في المركز.

    فلابد من تقويم لدولة المستعمر الموروثة وخلق دولة التوافق والتراضي الوطنية التي تشبه الشعب السوداني المستقل (بكسر القاف) وحتى يكون هنالك إستقرار وسلام وإستمرارية لهذه الدولة، لابد من الرجوع الي نقطة الصفر التي كان من المفترض أن تعقب خروج المستعمر الإنجليزي من البلاد وتنكيس أعلامهم فيها، لنبني الدولة السودانية بكامل سيادتها وإرادة جميع شعبها، أو أن نطبطب على الأمور وندفن رؤسنا في الرمال ونصمت من التطرق لمناقشة القضايا التي تفرقنا، وكل يوم نبكي على فقد أبناءها حرباً أو تناقص أرضها إنفصالاً – كما حدث في 2011م لجنوب السودان، فعلينا أن نعتبر إما أن نعمل لنعيش كشركاء في هذا الوطن أو نتقاتل ونهلك كحمقى، لأن الإستقلال الذي لا يعقبه حوار وتوافق وطني لا جدوى منه بل هو إستعمار جديد يتحتم النضال ضده.

    (3)

    فالنظام الحاكم في البلاد حالياً بعد أن تراجع عن مسألة الحوار الوطني وتهرب منها وأدخل المسألة المهمة في سوق المذايدات السياسية الرخيصة والوعود التخديرية وإستخدامها كمُسكن للمطالبات الملحة فهو بذلك يعرًّض حاضر ومستقبل البلاد الي مذيد من التشظي ويجدد عهداً جديداً في البلاد نحو مذيداً عدم الإستقرار و الإقتتال وسفك الدماء وتردى الحياة، ولن تحسم المتحركات العسكرية التي يهتفون بها أي أمر، لأن القضايا هي قضايا حية وباقية ما حيا وبقيّ الشعب السوداني، لن تنتهي هذه القضايا بحل حزب سياسي أو الإنتصار على حركة مسلحة في معركة أو سجن قادة سياسيين وناشطين وتقييد أسفارهم ومصادرة صحفهم وتكميم أفواههم، بل عدم حل هذه القضايا سوف تذيد من الإحتقان وستؤدي الي زوال النظام كسابقاته من الأنظمة وقد تصل الي إنهيار الدولة وتلاشيها، بل وتجعل الأوضاع مستنقعاً حاضناً للجماعات الإرهابية المسلحة والتي قد تستفيد من حالة اللادولة في البلاد مهددة بذلك دول كثيرة في الإقليم والعالم يرجع لوضعية السودان الجغرافي، لذلك حالة السلم واللاسلم والتفكك في البلاد لن يتضرر أو يستفيد منها شعب السودان لوحدهم.

    وستظل الإسئلة المتعلقة ببناء وطن للسودانيين جميعاً موجودة وستطل براسها من جديد للأجيال القادمة متى ما فكروا في لملمة أطرافه، إذن فلا داعي للتهرب منها الأن، فمن يرفض الحوار والتوافق الوطني اليوم وهو سالماً ومخيراً سوف ينقاد إليه غداً وهو مكسوراً و طائعاً.

    علينا أن نعلم أنه لا توجد قوى تستطيع فرض رؤاها ومشاريعها قسراً على الآخرين وإن سيطرت وجيرت كل مؤسسات الدولة لصالح منسوبيها فسوف تظل هذه المناصب باقية على أكوام من الرمال المتحركة بسبب هبوب رياح عدم التوافق، والنتيجة الحتمية لعدم الحوار والتوافق هي الحرب وتقسيم البلاد أو تلاشيها من الخارطة.

    على القوى الحريصة على حاضر ومستقبل البلاد يجب أن تعمل مافي وسعها من أجل الإجابة على هذه الإسئلة والوصول الي التوافق الوطني وبناء دولة الشعب السوداني الحقيقية، بل يجب عليها أن تعمل على إزاحة وقتال كل القوى المهددة والتي تعمل على تعويق الأمر وتتماطل للوصول الي التوافق الوطني، لانهم بذلك يمثلون الخطر الحقيقي والعدو الحالي والمحتمل للشعب ودولتهم التي يتطلعون لبناءها.
    أحدث المقالات
  • إدارة مكافحة المخدرات والحرب الوقائية بقلم رندا عطية 06-26-15, 02:21 PM, رندا عطية
  • الوزيرة أمال البيلى : حشف وسوء كيل!! بقلم حيدر احمد خير الله 06-26-15, 02:18 PM, حيدر احمد خيرالله
  • صناعة التزييف السياسي والديني في السودان بقلم صلاح شعيب 06-26-15, 02:14 PM, صلاح شعيب
  • وكأن الديمقراطية هي الحل! بقلم مصطفى عبد العزيز البطل 06-26-15, 02:12 PM, مصطفى عبد العزيز البطل
  • فتح بلاغ جنائي ضد أشهر برنامج سوداني ! بقلم فيصل الدابي/المحامي 06-26-15, 02:09 PM, فيصل الدابي المحامي
  • التشكيل الوزاري الجديد ... بارقة أمل بقلم حامد ديدان محمد 06-26-15, 01:19 AM, حامـد ديدان محمـد
  • سرى لزعماء وشباب الأمة الاسلامية بقلم عمر الشريف 06-26-15, 01:14 AM, عمر الشريف
  • البشير و المتنبئ و القادة الافارقة و نظرية العبد بالعصابقلم الدكتور / طارق عثمان حسين 06-26-15, 01:11 AM, طارق عثمان حسين
  • حتام الظلام؟! شعر نعيم حافظ 06-26-15, 01:08 AM, نعيم حافظ
  • مَنْ يغذى تطلعات تقرير المصير فى دارفور؟ بقلم: حسين اركو مناوى 06-26-15, 01:04 AM, حسين اركو مناوى
  • يتعشمون في الجنة " عشم إبليس !" بقلم عثمان محمد حسن 06-26-15, 01:02 AM, عثمان محمد حسن
  • تائه بين القوم الشيخ الحسين! الاحو ءء المتنبي الكابلي 06-26-15, 00:58 AM, الشيخ الحسين
  • هل صحيح ان والي شمال دارفور السابق حرم الولاية من اربع مستشفيات ؟؟!! بقلم محمد احمد معاذ 06-26-15, 00:50 AM, محمد احمد معاذ
  • عَرَبستان؛ العِرضُ يُهتكُ و يُسفكُ الدَم بقلم محمد حسن مصطفى 06-26-15, 00:45 AM, محمد حسن مصطفى
  • الذئب المنفرد يهاجم القطيع الخائف بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 06-26-15, 00:33 AM, مصطفى يوسف اللداوي
  • عندما تصرُّ قناة (النيل الأزرق) ..!! كتبها : د. عارف عوض الركابي 06-25-15, 11:09 PM, عارف عوض الركابي
  • تظاهرات جنيف بين مناهض ٍ للقرار ومؤيداً له ...!!! بقلم محمد رمضان 06-25-15, 11:06 PM, محمد رمضان
  • الترابي مُتخوِّف من حساب التاريخ ! بقلم بابكر فيصل بابكر 06-25-15, 11:02 PM, بابكر فيصل بابكر
  • دارفور: نظام البشير يفطر في نهار شهر رمضان بقلم أحمد قارديا خميس 06-25-15, 10:58 PM, أحمد قارديا خميس























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de